قتيلان في هجمات جديدة على روسيا في خضم الانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
تعرضت مناطق روسية متاخمة لأوكرانيا لضربات جديدة، السبت، خلفت قتيلين على الأقل، في خضم الانتخابات الرئاسية المحسومة للرئيس، فلاديمير بوتين، الذي توعد بالرد على تلك الهجمات.
في مدينة بيلغورود التي تتعرض لهجمات متتالية، "قتل شخصان هما رجل وامرأة" وفق ما أفاد حاكم المنطقة فياتيسلاف غلادكوف عبر تيليغرام، مشيرا أيضا إلى إسقاط ثمانية صواريخ.
وأوضح أن الرجل قتل بعدما أصيبت شاحنته في الضربة فيما قضت المرأة في موقف للسيارات. وأصيب نجل الأخيرة بجروح بالغة و"يجهد الأطباء لإنقاذ حياته". وأصيب شخصان آخران أيضا.
وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، انفجارا قويا في أحد مواقف السيارات أدى إلى تطاير إحدى العربات.
نتيجة ذلك، أعلنت سلطات المدينة أنها ستغلق المراكز التجارية والمدارس الاثنين والثلاثاء.
وبعد الظهر، أعلن الحاكم أيضا أن الدفاعات الجوية أسقطت 15 صاروخا لدى اقترابها من المدينة.
وتعهد بوتين، الجمعة، أن الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية لن تمر "من دون عقاب".
وقد توعدت كييف منذ أشهر بنقل النزاع إلى الطرف الآخر من الحدود، ردا على الهجمات والقصف المتواصل منذ أكثر من عامين.
في الأسابيع الأخيرة، تكثف القصف الجوي، ويقول مقاتلون يقدمون أنفسهم على أنهم روس مناهضون لبوتين إنهم يقومون بعمليات توغل مسلحة، فيما يعلن الجيش الروسي صد محاولات تسلل مجموعات من أوكرانيا إلى منطقة بيلغورود.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، السبت، إن بوتين "يطلع في شكل منتظم" من المسؤولين العسكريين على الوضع عند الحدود، مؤكدا أنه تم ليلا إحباط محاولات تسلل جديدة قامت بها "مجموعات تخريب واستطلاع أوكرانية".
"مناطقنا تعاني"تأتي هذه الهجمات بينما يسعى الكرملين، مع الانتخابات الرئاسية التي بدأت الجمعة وتنتهي الأحد، إلى إظهار روسيا موحدة خلف زعيمها.
في مركز اقتراع في سان بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين، أعرب أغلب الناخبين الذين التقتهم وكالة فرانس برس عن دعمهم للرئيس المنتهية ولايته.
وقال كونستانتين (46 عاما): "لا يمكن لأحد أن يحل محله بعد. ولهذا اخترته".
واعتبرت ليوبوف بيانكوفا، وهي متقاعدة تبلغ 70 عاما، أن "الأفعال التي يلحقها الغرب بنا لن تؤدي إلا إلى توحيد الشعب الروسي بشكل أكبر".
ونتيجة الانتخابات محسومة في ظل تغييب كامل للمعارضة.
لكن التصويت تخللته عراقيل، الجمعة، مع تسجيل أضرار في مكاتب اقتراع.
ومنذ الجمعة، تم توقيف 15 شخصا في عدة مناطق لقيامهم بسكب صبغة في صناديق الانتخاب وإلقاء زجاجة حارقة على مركز اقتراع وإضرام النار في آخر.
ويواجه بعضهم عقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات بتهمة عرقلة العملية الانتخابية، بحسب السلطات.
وقالت السلطات في كالينينغراد الروسية إن امرأة اعتقلت، السبت، لقيامها بسكب سائل أخضر في صندوق اقتراع في هذه المنطقة. واعتقلت أخرى أثناء "محاولتها إدخال" طلاء أخضر في مركز اقتراع في يكاترينبورغ في الأورال، بحسب وكالة تاس للأنباء.
تشبه المادة التي يتم سكبها في صناديق اقتراع مطهرا جراحيا تم استخدامه خلال الهجمات على معارضين روس بينهم أليكسي نافالني، في السنوات الأخيرة.
ولا تعرف الدوافع الدقيقة لهذه الأفعال. لكن رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا قالت إن مرتكبي هذه الجرائم وُعِدوا بتلقي أموال من "أوغاد من الخارج".
وأدت هذه الحوادث إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في مراكز الاقتراع في القرم، حسبما صرحت سلطات شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، لوكالة أنباء ريا نوفوستي. ويجري التصويت أيضا في الأراضي الأوكرانية المحتلة، وهو ما تندد به كييف.
وبثت وسائل الإعلام الحكومية صورا للتصويت في مدينة أفدييفكا الواقعة في شرق أوكرانيا والتي سيطرت عليها القوات الروسية مؤخرا ودمرتها المعارك.
في مركز اقتراع في موسكو، الجمعة، قالت ناديجدا (23 عاما) لوكالة فرانس برس إنه في محيطها "اعتدنا جميعا على فكرة أن كل شيء قد تقرر بالفعل بالنسبة الينا، وليس هناك ما يمكننا القيام به حيال ذلك".
وأضافت أنها جاءت للتصويت لتجنب مواجهة "مشاكل" مع صاحب عملها.
في كل انتخابات تجري في روسيا، تتهم المنظمات غير الحكومية المتخصصة والمعارضة ووسائل الإعلام الإدارات العامة والشركات بإجبار موظفيها على التصويت تحت طائلة التعرض لعقوبات.
وبحسب موقع "ذي بيل" المستقل، المصنف من قبل موسكو على أنه "عميل للخارج"، فإن شركة الطيران الروسية إيروفلوت أجبرت موظفيها على التصويت.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مرکز اقتراع اقتراع فی
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تستعد لإعلان حزمة عقوبات جديدة على روسيا
أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الأحد أن المملكة المتحدة ستكشف عن "حزمة كبيرة من العقوبات" ضد روسيا الإثنين بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للحرب في أوكرانيا.
وقال الوزير في بيان إن الوقت حان "لتضييق الخناق على روسيا برئاسة (فلاديمير) بوتين".
وأضاف أنه سيعلن الإثنين "عن أكبر حزمة من العقوبات ضد روسيا منذ الأيام التي تلت بدء الحرب، لتقويض آلتها العسكرية وتقليص الإيرادات التي تغذي الدمار في أوكرانيا".
وبيّن لامي الذي تُعد بلاده داعما رئيسا لكييف أن "هذه لحظة حاسمة في تاريخ أوكرانيا وبريطانيا وأوروبا بكاملها. لهذا السبب حان الوقت لكي تضاعف أوروبا دعمها لأوكرانيا".
وذكّر بأن المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة تقديم 3 مليارات جنيه إسترليني (3.6 مليارات يورو) سنويا كمساعدات عسكرية لكييف وأنها مستعدة لإرسال جنود بريطانيين "في إطار قوة لحفظ السلام إذا لزم الأمر" في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ومن المقرر أن يتبنى الاتحاد الأوروبي أيضا مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا الإثنين، بما في ذلك حظر لاستيراد الألومنيوم الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.
وقد سبق للندن أن فرضت عقوبات على أكثر من 1900 فرد وكيان ردا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير 2022.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت أنه يحاول "استعادة أموال" المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية، على خلفية مباحثات بين واشنطن وكييف محورها التوصل إلى اتفاق يتصل بموارد كييف من المعادن النادرة.
وصرّح ترامب في كلمة بالاجتماع السنوي لمؤتمر العمل السياسي المحافظ قائلا: "نطلب معادن نادرة ونفطا، أي شيء يمكن أن نحصل عليه".
وأوضح ترامب أنه تحدث مع الرئيس بوتين، مؤكدا: "نحن قريبون من اتفاق لإنهاء حرب أوكرانيا".
وأعلنت مصادر دبلوماسية السبت أن الولايات المتحدة تريد أن تطرح للتصويت في مجلس الأمن الدولي الإثنين مشروع قرارها المطالب بـ"نهاية سريعة" للنزاع في أوكرانيا من دون الإشارة إلى وحدة أراضي البلاد، قبل التصويت المقرر في الجمعية العامة.
واقترحت واشنطن الجمعة بشكل مفاجئ نصا منافسا للنص الذي أعدته كييف مع الأوروبيين في الذكرى الثالثة لبدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على أن يطرح على الجمعية العامة الإثنين.
وفيما يضغط ترامب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يدعو مشروع القرار الذي لا يتجاوز 65 كلمة، واطلعت عليه وكالة فرانس برس، إلى "نهاية سريعة للنزاع وإلى سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا"، في صياغة مقتضبة تختلف تماما عن نصوص سابقة دعمتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وأثار مشروع القرار الأميركي رد فعل إيجابيا من جانب روسيا، وأشاد سفيرها لدى الأمم المتحدة بـ"فكرة جيدة" الجمعة.
ودعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان الجمعة كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تأييد مشروع القرار "البسيط" و"التاريخي" الجديد، لكن من دون أن يذكر مجلس الأمن.