في المحاضرة الرمضانية الثانية لشهر رمضان 1445هـ أكد السيد القائد ان التقوى هي الثمرة التربوية لفريضة الصيام، والسعي للتقوى والحرص على التقوى هي مسألة فطرية للإنسان، الإنسان بحاجة لهداية الله والإيمان الواعي الذي يحقق له التقوى، والله قد رسم لنا في تعليماته وأوامره ونواهيه ما يحقق لنا التقوى، ما ينقص المسلمين في انتمائهم للإسلام هو التقوى في كل شؤون حياتهم، ولو التزم المسلمون في تحقيق التقوى لما حدث لهم ما يحدث هذه الأيام من مآس، والنقص في التقوى حالة خطيرة، والخطر الذي يسبب للإنسان المآسي والعواقب هو مخالفة تعليمات الله، والعواقب تأتي في الدنيا وفي الآخرة، والتفريط في تعليمات الله وتوجيهاته خطير جدا، فقد أمرهم الله بالتوحد والقسط والجهاد، وهذه مسئوليات عظيمة وكبرى، والتفريط في كل ذلك يعني التفريط بالنموذج الإسلامي الحضاري، وهذا التفريط امتد على مدى كبير من الزمن، فكان التفريط بين الأمم، وكانت النتيجة للأسف هي تغيير واقع الأمه فهبطت بين الأمم وطمعت فيها باقي الأمم، بدلا من ان نكون أمة واعية أصبحنا أمة بدون وعي، حتى استولت علينا الأمم الأخرى.

.
إن الله مع المتقين، في الدنيا والآخرة، فالتقوى حاجة ضرورية للإنسان، فالمجازفة بالتقوى والاستهتار بالتقوى في الدنيا فماذا عن عذاب الآخرة وحساب الآخرة، العقوبات في الآخرة رهيبة جدا، فوق تخيل الإنسان، وجزاء كبير جدا يبين لنا أهمية ما يترتب على عمل الإنسان، ولذلك فإن الإيمان بالآخرة من أهم ما يساعد الإنسان على الالتزام بالتقوى في الدنيا، ويمثل ذلك الإيمان بالآخرة حافزا للإنسان للاستقامة بالدنيا، الإنسان بحاجة للاستحضار الدائم والإيمان اليقيني والراسخ بالآخرة، الاهتمام بالقرآن الكريم يرسخ ذلك جيدا في ذهنية الإنسان ويزيده دافعا للتقوى، الغفلة وعدم الاستحضار يكون الإنسان مفرطا بالتقوى، اما الاستحضار لكتاب الله فهو سبب من أسباب النجاة في الدنيا والآخرة، المخالفة لتوجيهات الله هو التفريط بالتقوى، ملائكة الله وأنبيائه خافوا من التفريط بالتقوى ومن يوم الحساب، فكيف بنا نحن، عالم الآخرة ويوم القيامة ليس مجهولا، بل جاءت كل مرحلة في القرآن الكريم بتفصيل عجيب، ففيها تقرر الحياة الأبدية..
عالم الآخرة مرتبط بعالم الدنيا، وحياة الإنسان في تدبير الله مخلوقة لحياتين الفاصل بينهما هو الموت، حياة محدودة وحياة أبدية لا نهاية لها، فلذلك ينبغي على الإنسان أن يحسب حساب حياته الأخرى والمستقبل الأبدي، والحديث في القرآن الكريم عن الآخرة يأتي بعناوين رهيبة جدا، وفي مقدمة ما ينبغي أن نعرف عن القيامة وأهوالها انها قريبة جدا، وفي هذا العصر نحن على مقربة منها جدا، ونحن في حقبة نهاية التاريخ، ومع قربها ستأتي بغتة، وفي وقت غير متوقع، خارج الحسابات والقراءات البشرية، علمها عند ربي، والنفخة والصيحة الأولى تختل الأرض بزلزال عظيم يسحق وينسف ويدك جبالها وعمرانها ومدنها وقراها ومنشآتها وبحارها تتبخر، تتحول الأرض إلى صعيد جرزا بدون نبات وقاع صفصف، وهذا التغيير يشمل السماء، فتنشق وتطوى وتنكمش وتتلاشى، وطمس نور الشمس ويظلم العالم تماما، ينتهي هذا العالم بكل ما فيه، فعلى الإنسان ان يتخيل هذا المشهد الرهيب جدا، ثم تأتي المرحلة الثانية وتهيئة الأرض لإعادة تشكيلها وصياغتها، لتبدأ مرحلة جديدة هي صيحة البعث والنشور ومرحلة الحساب..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أمثل طريق للطمأنينة في الدنيا والآخرة

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر،  ودار موضوعها حول "الاستعداد لشهر رمضان"

وقال الدكتور ربيع الغفير، إن تقوى الله أمثل طريق وأقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة في الأخرة، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾، لذلك يجب على المسلم الاستعداد لشهر رمضان، وأجلُّ ما يستقبل به هذا الشهر: سلامة الصدور، وطهارة القلوب، وتزكية النفوس، والسيرة لا تطيب إلا بصفاء السريرة ونقاء القلوب، لأنه لا يوجد أجلُّ من استقبال مواسم الطاعات بتوبة صادقة نصوح لله جل وعلا، فيستقبل هذه المواسم، وقد أقلع وتخلَّى عن ذنوبه ومعاصيه التي لطالما قيَّدته، وحرمته من كثير من الطاعات والحسنات ومن أبواب الخيرات.

وأوضح خطيب الجامع، أنه يجب على كل مسلم أن يحرص على ألَّا يدخل عليه رمضان إلا وهو طاهرٌ نقيٌّ، فإن رمضان عطر، ولا يعطر الثوب حتى يغسل، وهذا زمن الغسل، فاغتسلوا من درن الذنوب والخطايا، وتوبوا إلى ربكم قبل حلول المنايا، واتقوا الشرك فإنه الذنب الذي لا يغفره الله لأصحابه، واتقوا الظلم فإنه الديوان الذي وكله الله لعباده، واتقوا الآثام، فمن اتقاها فالمغفرة والرحمة أولى به،  قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾.

وحث خطيب الجامع الأزهر المسلمين على السباق في ميادين الطاعات، ومضمار القربات؛ ليدخل شهر رمضان وقد تهيَّأ العبد تهيئةً إيمانيةً، فيدرك من حلاوة الصيام ولذة القيام ما لا يقدر قدره، فإن قلوب المؤمنين تترقب بلهفةٍ ذاك الشهرَ العظيم، والضيفَ الكريم، الذي يرونه نعمة كبرى، وهبةً عظمى من الرب الكريم، لهذا كان السلفُ -رضي الله عنهم- يجعلون دخول شهر شعبان للاستعداد المبكّر لاستقبال رمضان، حتى لا يدخل عليهم الشهرُ الفضيل إلا وقد روّضوا أنفسَهم على ألوانٍ من الطاعات والقُربات، فشهر شعبان بمثابة الفترة التدريبية التي تسبق دخول مضمار السباق، والبوابةَ الممهِّدة للدخول في السباق الأخروي، فالخيل التي لا تُضمَّر ولا تَتَدرب؛ لا تستطيع مواصلة السباق وقت المنافسة كما ينبغي، بل قد تتفاجأ بتوقّفها أثناء الطريق.

وأضاف أن العاقلُ من عرف شرف زمانه، وقيمة حياته، وعظّم مواسمَ الآخرة، واستعد لهذا الزمن العظيم من الآن، وهيأ قلبَه ليتلقى هبات الله له بقلب سليمٍ، متخفِّف مما ينغّص عليه التلذذ بالطاعات، كأن يجتهد الإنسان في إنهاء ما قد يشغله في رمضان من الآن، وأن يتدرب على بعض أعمال رمضان كصيام ما تيسر من أيام شعبان، وأن يزيد قليلاً على نصيبه المعتاد من صلاة الليل، وأن يزيد قليلاً على وِرده الذي اعتاده من القرآن.

وفي ختام الخطبة أكد الغفير، أهمية التدرب على تلاوة القرآن الكريم في شعبان، كما أن من أعظم ما يعين على تهيئة النفس لرمضان: كثرةُ الدعاء، والإلحاحُ على الله تعالى في أن يبارك له في وقته وعمره، وأن يبارك له في شعبان ورمضان، وأن يجعله في رمضان من أسبق الناس إلى الخير؛ فإن العبد مهما حاول فلا توفيق ولا تسديد إلا بعون الله وتوفيقه، والعبدُ مأمورٌ بفعل الأسباب، واللهُ تعالى كريم، لا يخيّب مَن وقف على بابه، وفعل ما بوسعه من الأسباب.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: يمكن أن يلغي الله النار في الآخرة.. وهذا ليس رأيا جديدا
  • الشيخ علي جمعة يثير الجدل: يمكن أن يلغي الله النار في الآخرة (فيديو)
  • ويل سميث يخطط لـ”Hancock 2″.. هل تنضم زيندايا؟
  • «المفتي»: يجب على المؤمن جعل عمله في الدنيا وسيلةً لنيل رضا الله «فيديو»
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة بالآخرة
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أمثل طريق للطمأنينة في الدنيا والآخرة
  • ركلات الترجيح تقود التعاون إلى ربع نهائي” أبطال آسيا2″
  • شاهد| التعاون يعبر الوكرة ويتأهل إلى ربع نهائي” أبطال آسيا 2″
  • الشعبة البرلمانية الإماراتية تشارك في الجلسة الـ”19″ لبرلمان البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا
  • الشهيد السيد حسن نصر الله في دروس ومحاضرات الشهيد القائد