هل يصح صيام أهل الغيبة والنميمة.. «الإفتاء» توضح
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
الصيام في شهر رمضان عبادة عظيمة، لها فضائل جمة، منها أنها مغفرة الذنوب فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، كما أن الصيام مدرسة للصبر على الجوع والعطش، وتهذيب النفس عن الشهوات، ويربي التقوى في النفس ويقربها من الله تعالى، وينمي مشاعر الرحمة والتعاطف مع الفقراء والمحتاجين، وله فوائد صحية جمة منها تنقية الجسم وتنظيم ضغط الدم، ومع كل هذه الفوائد لا بد أن يرتبط الصيام بحسن الخلق والبعد عن المعاصي مثل الغيبة والنميمة والإثم والعدوان.
وعلى الرغم من مكانة هذه الأيام المباركة، إلا أن البعض يقع في ذنب الغيبة والنميمة، والغيبة كما ورد في التفاسير وكتب اللغة هي ذكر المرء بِمَا فيه مما يَكْرَهُ في دينه أو دنياه أو أهله أو غير ذلك مما يتعلق به؛ سواء كان ذلك باللفظ أو بالإشارة أو الرَّمْز، أما ذِكْرُه بما ليس فيه فيكون بهتانًا، وبمعنى أخر هي ذِكْرُ الإنسان بما فيه مما يكره ولو في ماله أو ولده أو زوجه أو نَحوِهَا مُحَرَّمَةٌ؛ سواء أذكره بلفظ أم كتابة أم إشارة بعين أو رأس أو يد أو نحوها.
الغيبة والنميمة في القرآن الكريمالأصل أن الغيبة مُحَرَّمة بالقرآن والسُّنَّة والإجماع، أما القرآن: فقوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ وقال الإمام الطبري في "جامع البيان": [حرَّم الله على المؤمن أن يغتاب المؤمن بشيء، كما حرَّم المَيْتة]، وقال أيضًا عند تفسيره للآية الكريمة: [أيحبّ أحدكم أيها القوم أن يأكل لحم أخيه بعد مماته ميتًا، فإن لم تحبوا ذلك وكرهتموه؛ لأن الله حرَّم ذلك عليكم، فكذلك لا تحبوا أن تغتابوه في حياته، فاكرهوا غيبته حيًّا كما كرهتم لحمه ميتًا؛ فإن الله حرَّم غيبته حيًّا، كما حرَّم أكل لحمه ميتًا]، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَمَّا عرج بي ربي مررت بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاسٍ، يخمشون وجوههم وصدورهم. فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم النَّاس، ويقعون في أعراضهم» أخرجه أبو داود في السنن، والإمام أحمد في المسند.
ويزداد إثم هاتين الجريمتين إذا وقعتا أثناء الصيام؛ لأن الصوم تطهير للنفس والقلب والجوارح، والذي منع نفسه من الطعام والشراب - وهما مباحان في غير الصيام - ينبغي له أن يمنع نفسه مما لا يحل في وقت من الأوقات، وهو الغيبة والنميمة.
حكم الصيام لأهل الغيبة والنميمةأوضحت دار الإفتاء عرب موقعها أنه من المعلوم شرعا أن الذي يؤذي الناس بأي نوع من أنواع الأذى يقتصون منه يوم القيامة بالأخذ من حسناته، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم يُطرح في النار، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصائم الذي يؤذي الآخرين بلسانه، غدا سيأخذون من حسناته التي كسبها بالصيام وغيره، ماذا يبقى له من أجر الصيام؟! ولهذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري، أي إن الله تعالى: يريد تهذيبنا بالصيام ولا يريد تعذيبنا، وبالتالي فالصيام له أجره والغيبة والنميمة لهما وزرهما الذي ينقص من أجر الصائم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شهر رمضان الصيام رمضان الغیبة والنمیمة
إقرأ أيضاً:
حكم خلع الأسنان أثناء الصيام؟ الإفتاء تجيب
حكم خلع الأسنان أثناء الصيام.. يتساءل عدد كبير من الصائمين، هل خلع الأسنان في نهار رمضان يبطل الصيام؟، حيث يسعون لاجتناب كل ما يمكنه التأثير سلبًا على صيامهم وإفساده أو حتى إنقاص ثوابه.
حكم خلع الأسنان أثناء الصيامونشرت الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، سؤال جاء كالآتي، «ما حكم خلع الأسنان أثناء الصيام؟».
قالت دار الإفتاء المصرية، إن خلع الأسنان للصائم في نهار رمضان جائز، ولا يبطل الصوم إذا لم يدخل شيء إلى الجوف، وخروج الدم من خلع الأسنان لا يؤثر في الصوم.
ما حكم خلع الأسنان أثناء الصيام؟وأوضحت الإفتاء، في إجابتها عن سؤال أن تنظيف الأسنان، وحشوها وخلعها وحقن الفم بحقنة مخدرة لإجراء ذلك في نهار رمضان ليس له أثر في صحة الصيام، بشرط التحفظ من ابتلاع شيء من الدواء أو الدم.
وأضافت أنه كذلك الحال بالنسبة للإبرة المخدرة - البينج-، مشيرة إلى أنه لا أثر لها على صحة الصوم، لكون المادة المخدرة ليست في معنى الأكل والشرب ولا تصل إلى الجوف، فالأصل صحة الصوم وسلامته، فيبقى الأصلُ على أصله حتى يأتيَ ما يُغيِّره، وإن استطاع الصائم أن يؤخر مثل هذه العمليات لما بعد الإفطار كان أولى.
اقرأ أيضاًبالتعاون مع الإفتاء.. «فضائل شهر رمضان المبارك» ندوة توعوية لتعليم الغربية
ما حكم نقل الدم أثناء الصيام؟.. الإفتاء: يجوز ولكن بشرط
«نقدي» أم «عيني».. دار الإفتاء توضح أحكام زكاة الفطر