آلاف قطع الملابس في 7 أشهر.. مصممة أزياء الحشاشين: ترجمنا التاريخ لصورة بصرية
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
التفاصيل تجبرك على العودة إلى هذا العالم التاريخي الساحر، تدور في شوارع أصفهان وسمرقند وقصورهما، تعود إلى القاهرة الفاطمية وتدخل قلعة ألموت، تجد نفسك غارقًا في تفاصيل القرن الحادي عشر الميلادي، ما بين دولة السلاجقة والخلافة الفاطمية والعباسية؛ لتراها كأنك عشتها فعلا، وذلك ضمن أحداث مسلسل الحشاشين، الذي أثبت مدى تفوق صناع الدراما المصريين في تقديم أعمالا على مستوى عالمي، لنكون أمام علامة فارقة في تاريخ الدراما المصرية والعربية.
الأزياء من العوامل الفنية الهامة التي منحت مسلسل الحشاشين ثقله، وبالرغم أن كريستينا أمير تخوض من خلال المسلسل تجربتها الأولى، في العمل على مشروع درامي بهذا الحجم، إلا أنها نجحت في التحدي بسبب ردود الأفعال الإيجابية، والإشادات النقدية عن العمل بكل عناصره الفنية، من بينها الأزياء.
قالت كريستينا أمير، مصممة ملابس مسلسل الحشاشين، إن المخرج بيتر ميمي هو الذي رشحها للانضمام إلى العمل: «أنا خريجة فنون جميلة قسم ديكور سينما وعملت في تصميم أزياء أعمال مسرحية وإعلانات، وعملت كمساعدة تصميم في مسلسلات درامية عديدة، ولكنها كانت المرة الأولى التي أتولى فيها مسؤولية عمل بهذا الحجم».
وأضافت مصمم ملابس الحشاشين في تصريحات لـ«الوطن»: «الحشاشين عمل ضخم ومهم وكان تحديًا صعبًا بالنسبة لي، ويحتاج إلى مذاكرة وتعمق كبير في تلك الحقبة الزمنية، المخرج بيتر ميمي طلب مني في البداية تصميم عدد من الملابس، وعندما أطلع عليها قرر أن يمنحني تلك المسؤولية الضخمة، ولكن كانت المشكلة الأكبر بالنسبة لي أن انضممت للعمل في الأسابيع الأولى من التصوير، وبالتالي لم أبدأ التحضيرات معهم من العام السابق لذلك كان علي أن أبذل مجهودًا إضافيًا في المذاكرة، لأنها كانت بالنسبة لي فرصة أقرب إلى المخاطرة، ولكن لابد أن أثبت نفسي بها وأكون على قدر تلك المسؤولية».
ترجمة الملابس في المراجع التاريخية إلى صورة بصريةوأضافت: «وعلى مدار 7 أشهر من العمل حاولت العثور على مرجعيات لتلك الفترة باختلاف تفاصيلها، ما بين دولة عباسية وفاطمية وسلاجقة، وصف الملابس كان مكتوبًا في المراجع التاريخية، وقمنا بترجمته إلى صورة بصرية، حيث لم تتوافر الكثير من الصور لتلك الفترة إلا باستثناء قطع معدودة من الملابس والإكسسورات في المتاحف، وحصلت من تلك الإكسسورات على النمط أو الأسلوب المستخدم في تلك الفترة، وتم إدخالها إلى الملابس كتطريز، أما بالنسبة للإكسسورات قمت بتصميمها، وتم تنفيذها في ورش في مصر القديمة بالإضافة إلى تنفيذ آلاف من قطع الملابس».
حسن الصباح مر بأكثر من مرحلة في الملابسوكشفت كريستينا أمير أن ملابس الشخصيات تتغير مع تغير المراحل التي تمر بها، موضحة: «حسن الصباح مر بأكثر من مرة في حياته ويصبح أكثر قوة وهو ما يجب أن ينعكس على ملابسه فهو في البداية يبدو كشخص زاهد ولكن له هيبة قوية، يجب أن تعتبر الملابس عن هذا المزيج بين الزهد والهيبة، وعند دخوله القلعة تختلف ملابسة لتناسب تلك المرحلة في حياته، التى يصبح فيها سيد القلعة، وبالتالي حاولنا إظهار تلك المراحل التي مر بها من خلال ملابسه، والأمر لم يقتصر على حسن الصباح فقط بل ظهر في كل الشخصيات».
وتابعت: «قبل بداية أي عمل أقرأ العمل كامل حتى استطيع فهم سيكولوجية كل شخصية، حتى استطيع التعبير عنها من خلال شكل الملابس وألوانها، وبالطبع كل دولة من الدول التي جاءت خلال المسلسل كان لها ألوان وأنماط مختلفة وطراز خاص بها في الملابس، وما ساعدنا في ذلك هو المهندس الديكور أحمد فايز فهو يعتبر مصمم إنتاج في هذا العمل وهو مسمى ليس موجودًا بشكل كبير في مصر، ولكنه يكون مسؤولا عن ربط جميع عناصر الصورة ببعضها حتى تخرج الصورة بشكل متكامل من الأزياء إلى الديكور والإضاءة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسلسل الحشاشين كريم عبد العزيز بيتر ميمي الحشاشين
إقرأ أيضاً:
"متحف اللوفر".. مسار متجدد بين التاريخ والمستقبل
في قلب العاصمة الفرنسية باريس، يواصل متحف اللوفر رحلته كأحد أعظم المعالم الثقافية في العالم، حيث يجسد فلسفة التحول المستمر والتفاعل مع الزوار. لا يقتصر دور المتحف على كونه مجرد مستودع للآثار والتحف الفنية، بل هو مساحة حية ومفتوحة للحوار بين الماضي والمستقبل، يهدف إلى إعادة تعريف المعرفة الإنسانية من خلال معارض جديدة وتجهيزات مبتكرة، بالإضافة إلى المشاريع الإنشائية المستمرة.
المهمة المستمرة: بين التجديد والاحتفاظ
من خلال التحديث المستمر للمعروضات والترتيبات الداخلية، يسعى متحف اللوفر إلى تقديم تجربة غنية تجمع بين الحفظ العميق للتاريخ وفتح أبواب جديدة للمستقبل. لا يعد المتحف مجرد مكان للعرض، بل هو ملتقى ثقافي يعكس التفاعل بين الأجيال ويدعو الزوار لإعادة التفكير في معنى التاريخ وأثره على الحاضر.
شكر خاص لرئيس الدولة
وفي سياق متصل، عبر كريستيان غريكو، مدير المتحف، عن شكره وامتنانه لرئيس الدولة على دعمه المستمر. وأشار إلى أن "حضور الرئيس يعزز من مسيرة المتحف ويؤكد على دوره المهم في تشكيل الثقافة المعاصرة وتوسيع آفاق المعرفة".
المرآة الزمنية: من الماضي إلى المستقبل
يظل متحف اللوفر شاهدًا على تطور الحضارات الإنسانية، حيث يعرض بشكل مستمر كنوزًا تاريخية وفنية تعد مرآة للثقافات المتنوعة. وبينما تتغير الأجيال وتواجه تحديات العصر، يستمر المتحف في تقديم نفسه كفضاء للتفكير النقدي والإبداعي، داعماً الوعي الثقافي والفكري في المجتمع.