الإمارات: التسامح ضرورة أساسية في مكافحة «الإسلاموفوبيا»
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
نيويورك (وام، الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكدت دولة الإمارات مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لتعزيز المبادئ العالمية للتسامح والتعايش السلمي نحو مستقبل أكثر أماناً واستقراراً وازدهاراً، آخذة بعين الاعتبار أن تعزيز الأخوة الإنسانية ضرورة أساسية في مكافحة الإسلاموفوبيا وغيرها من أشكال التعصب وبناء مجتمعات مستقرة وسلمية.
وقالت الإمارات، أمس، في بيان ألقاه السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إحياءً لليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا:
«إن قرار اليوم (أمس) بشأن تدابير مكافحة الإسلاموفوبيا الذي تم اعتماده في وقت سابق من هذا صباح، حاسم ويأتي في الوقت المناسب، لأنه يأتي على خلفية الارتفاع المثير للقلق في الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء العالم».
وأضاف محمد أبو شهاب: «لقد ارتفعت حالات كراهية الإسلام بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى المضايقات، والإساءات الجسدية، وخطاب الكراهية، وتدنيس الكتب المقدسة والمواقع الدينية»، لافتاً إلى أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن الجماعات الإرهابية تستغل حرق القرآن الكريم للتحريض على أعمال إرهابية في أوروبا.
تدابير وقائية
وفي هذا السياق، قال أبو شهاب: «إن قرار مجلس الأمن رقم 2686 بشأن (التسامح والسلام والأمن)، والذي تم اعتماده بالإجماع في يونيو من العام الماضي، يعزز التدابير الوقائية التي يتخذها مجلس الأمن للتصدي لخطاب الكراهية والعنصرية وأعمال الإرهاب.
وأشار إلى أنه على الرغم من موجة واسعة من العمل لمكافحة التعصب، فإن كراهية الإسلام تنتشر من خلال أدوات جديدة ومبتكرة، مع أهمية التركيز على أن العصر الرقمي فتح الأبواب أمام والمعلومات المضللة والتطرف والتعصب عبر «الإنترنت»، لافتاً إلى أن الكراهية تولد الكراهية، ويجب ألا نحمي أولئك الذين يواصلون نشرها.
وأكد أبو شهاب أن تعزيز التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية ضرورة أساسية في مكافحة الإسلاموفوبيا، وغيرها من أشكال التعصب وفي الوقت نفسه بناء مجتمعات مستقرة وسلمية، مشيراً إلى ضرورة أن تعمل الحكومات مع الجهات الفاعلة من مختلف أنحاء المجتمع لمعالجة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.
كما أكد ضرورة أن تقوم الحكومات بتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وخاصة شركات وسائل التواصل الاجتماعي، لمنع استخدام منتجاتها ومنصاتها لنشر خطاب الكراهية.
وقال أبو شهاب: «لا ينبغي لمكافحة الإسلاموفوبيا أن تحد من حرية التعبير، بل يجب أن تعالج التعصب والتطرف وخطاب الكراهية بطريقة تحترم القانون الدولي لحقوق الإنسان، معتبراً أن اعتماد قرار اليوم «أمس» يشكل نقطة تحول حاسمة.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الليلة قبل الماضية، قراراً بشأن مكافحة كراهية الإسلام، وذلك بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام «الإسلاموفوبيا».
وصوت لصالح القرار الذي قامت باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، بصياغته وتقديمه للجمعية، 115 دولة، فيما امتنعت 44 دولة عن التصويت، ولم تصوت أي دولة ضد القرار. ويدعو القرار الذي جاء بعنوان «تدابير مكافحة كراهية الإسلام»، إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا.
نشر التسامح
وأشاد خبراء بجهود دولة الإمارات في مكافحة الإسلاموفوبيا والقضاء على كراهية الإسلام، وشددوا على أهمية مبادراتها محلياً وعالمياً في نشر التسامح والتعايش السلمي، ونبذ الكراهية والتطرف، ما يعطي الصورة الحقيقية عن سماحة الإسلام والمسلمين.
ورحب المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر الدكتور أحمد زارع، بجهود الإمارات في مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا ومواجهة كراهية الإسلام، لافتاً إلى أن ما تقوم به من مبادرات مقدرة في هذا الشأن أمر ليس بجديد عليها، وأن جميع دول العالم الإسلامي تنظر إليها على أنها نبع التسامح ورائدة في مبادرات التعايش ونبذ الكراهية والتعصب والتشدد.
وقال زارع في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام 2019، والتي تبنتها دولة الإمارات، تعبر عن مفهوم الإسلام الحقيقي في تعامله مع الآخر، والذي ينبذ الكراهية ويدعو إلى التسامح والوئام بين جميع بني البشر.
وأضاف أن تبني الإمارات لهذه الوثيقة وتوقيعها على أرضها، يدل على أنها تسعى دائماً لنشر الحب والإخاء والحوار والتسامح بين المجتمعات الإنسانية، وأعطت صورة حقيقية لسماحة الدين الإسلامي، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية مختلفة، والجميع يعيشون في وئام وتناغم، وأن الإسلام ليس هذا الذي يقدمه المتعصبون والمتطرفون، ونحن نفخر ونعتز بهذه الجهود.
التمسك بالوسطية
من جانبه، أشار أمين عام دار الفتوى في أستراليا الشيخ الدكتور سليم علوان، إلى خطورة تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا وما توفره من بيئة خصبة خطيرة تدعو إلى توسع رقعة التحريض على العنف والكراهية، وأن هذه الظاهرة ناشئة عن الخطاب المتطرف الذي يرفض الآخر بكل صوره طالما يمثل الإسلام والمسلمين.
وحذر مفتي أستراليا في تصريح لـ«الاتحاد»، من تنامي الخطاب البعيد عن الحكمة والوسطية والاعتدال الذي يسعى إلى تشويه صورة الإسلام من خلال اتخاذ الإسلاموفوبيا ذريعة للأعمال الإرهابية، ودعا إلى التمسك بالوسطية والاعتدال، والذي يمثل الصورة الناصعة التي جاء بها نبي الرحمة، صلى الله عليه وسلم، والتمسك بتعاليمه السمحاء التي دعت إلى حب الخير للغير ولم يقتصر ذلك على المسلمين.
وأشار علوان إلى أن دولة الإمارات رائدة في السعي إلى توسيع الجهود الدولية للتصدي لتلك الظواهر الخطيرة، وذلك يبدو جلياً من خلال المؤتمرات والندوات المحلية والإقليمية والدولية، والفعاليات التي تهدف في مضمونها إلى تعزيز قيم السلم المجتمعي والتعايش ونبذ التطرف.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الإسلاموفوبيا الإسلام الأمم المتحدة مکافحة کراهیة الإسلام مکافحة الإسلاموفوبیا دولة الإمارات فی مکافحة أبو شهاب إلى أن
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض "أم الإمارات" بنيويورك على هامش اجتماع لجنة وضع المرأة
نظمت دولة الإمارات ممثلة بوزارة الداخلية، معرضاً يحمل اسم "أم الإمارات -The Mother of the Nation"، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بالتزامن مع اجتماع لجنة وضع المرأة (CSW)، المنعقد حالياً ويستمر حتى 21 مارس (أذار) الجاري.
يأتي المعرض تكريماً للشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ويقدم جانباً من مبادرات ومشاريع النهوض بالمرأة الإماراتية وتمكينها وفق رؤية ودعم ومتابعتها بما تمثله من رمز للنساء حول العالم، من خلال مبادرات يتجاوز تأثيرها كل مجال ويمس روح الإنسانية.
ويهدف الحدث إلى تسليط الضوء على رؤية "أم الإمارات" بمختلف المجالات التنموية، بما في ذلك الاقتصاد، والأعمال، والتعليم، والسياسة، وتمكين المرأة والأسرة، والثقافة، والرياضة، بالإضافة إلى إبراز الإنجازات المميزة للمرأة الإماراتية، وقصص النجاح التي ألهمت الأجيال محلياً وعالمياً.
يعد المعرض الأول من نوعه، فرصة فريدة لاستعراض الدور الريادي للمرأة الإماراتية في المجتمع الدولي، وتكريماً لجهود الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" في دعم وتمكين المرأة والأسرة على المستويات كافة.
ويشهد المعرض مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة وصناع القرار والمختصين من مختلف دول العالم، مما يعزز الحوار العالمي حول تمكين المرأة والأسرة ودورها المحوري في التنمية المستدامة ويتيح للضيوف ورؤساء الوفود المشاركة في اجتماعات لجنة وضع المرأة للاطلاع على مشاريع سموها ومبادراتها الريادية في كافة المجالات.
وشهد الافتتاح كلمة للملكة سليفيا، ملكة السويد، ألقتها نيابة عنها باولينا براندبيرغ، وزيرة المساواة بين الجنسين في السويد، وأكدت فيها أن معرض "أم الإمارات" يسلط الضوء على الإنجازات التي حققتها الشيخة فاطمة بنت مبارك على صعيد تعزيز تمكين المرأة وحقوقها في دولة الإمارات والشرق الأوسط والعالم.
وأضافت أن تقدم حقوق المرأة والطفل مترابط بشكل عميق، حيث تم تأسيس منظمات متخصصة لتعزيز هذه الحقوق ومنها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في دولة الإمارات ومؤسسة الطفولة العالمية وعلى مر السنين، كان لي شرف مقابلتها وأذهلني شغفها والتزامها الثابت في هذا الشأن.
وأشارت إلى أن الإمارات استضافت قمة بعنوان "نحن نحمي" لإيجاد عالم رقمي أكثر أمانًا، وتفخر مؤسسة الطفولة العالمية بأن تكون جزءاً من هذه المبادرة، التي تدمج دور الذكاء الاصطناعي لضمان سلامة الأطفال، ولعبت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافة هذا التجمع المهم دورًا رئيسًا في نجاحه.
وأعربت عن إعجابها العميق بجهود الشيخة فاطمة بنت مبارك، متطلعة إلى مواصلة التعاون المشتركة لدعم المرأة والطفل في دولة الإمارات والعالم.
وألقت عزيزة أمينة ميمونة، سلطانة ولاية باهانج الماليزية، كلمة مسجلة في حفل الافتتاح، أعربت فيها عن تقديرها للدور المهم للشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" في دعم المرأة والفتيات حول العالم، عبر مبادراتها لتمكين المرأة والنهوض بإمكانياتها، وتوفير كل السبل للعيش الكريم والاستقلالية، لتسهم في بناء أجيال الغد والمستقبل المشرق، والمشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة.
#فيديو| #سيف_بن_زايد: من قلب الأمم المتحدة، يتألق اسم #أم_الإمارات" أم الفرسان أمي سمو الشيخة #فاطمة_بنت_مبارك حفظها الله، فهي التي حملت وطناً في قلبها، ورفعت النساء على أكتاف رؤيتها الحكيمة، ومضت بهن نحو الريادة العالمية، ويأتي معرض "أم الإمارات" The Mother of the Nation الذي… pic.twitter.com/FuAe19Eqzy
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) March 12, 2025 دور لا غنى عنهوقال محمد عيسى أبوشهاب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، في كلمته بالافتتاح، إن الإمارات أدركت منذ تأسيسها الدور الذي لاغنى عنه للنساء والفتيات في دفع عجلة التقدم وتشكيل عالم أكثر سلامًا وازدهارًا واستدامة، وعلى هذا النحو، قدمت دولة الإمارات مجموعة من السياسات والتشريعات والبرامج التي تعزز مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والهادفة، وإدماجها في جميع المجالات وتمكينها من القيادة والابتكار والازدهار.
وأضاف أنه استرشاداً برؤية الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، تواصل المرأة الإماراتية تحقيق النجاحات التي تسهم في دفع بلدنا نحو مزيد من التميز ولعب أدوار قيادية في الدبلوماسية، مما يعكس التزامنا الأوسع بأجندة المرأة والسلام والأمن، وأهداف التنمية المستدامة.
وقال إن هذا المعرض يعد شهادة على طموح المرأة وإمكاناتها الكبيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة وحول العالم، ودعوة إلى العمل للمضي قدماً، وأوضح أن الطريق إلى المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتيات طويل، فليكن هذا الحدث لحظة لتأكيد مسؤوليتنا المشتركة لبناء عالم يتاح فيه لكل امرأة وفتاة الفرصة للازدهار، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستواصل العمل جنبًا إلى جنب مع الأمم المتحدة والشركاء العالميين لتحقيق هذا الهدف.
وقالت الريم الفلاسي، الأمين العام لمجلس الأمومة والطفولة بالدولة، إنه عندما يُكتب تاريخ الأمم، فإنه لا يُسجل بالكلمات فحسب، بل يُحفر في القلوب، وعقول الأجيال، ويتردد صداه في النفوس التي تستلهم منه.
وأضافت: نحن اليوم نثمن ونقدر مبادرات الشيخة فاطمة بنت مبارك التي تعد نموذجاً للقوة وراء التطوير والتحديث، وإنه لشرف عظيم أن أقف أمامكم اليوم في هذا التجمع المرموق للاحتفاء بها، التي كرست حياتها من أجل دعم الآخرين ولم تكن خطواتها مجرد خطوات عادية ، بل كانت أسسًا وضعت بالتزام لا يتزعزع، وشكلت مستقبلًا تقف فيه المرأة الإماراتية اليوم رائدة في السياسة والعلم والاقتصاد، ومساهمة فاعلة في تقدم دولتنا.
وأشارت إلى تأسيس "أم الإمارات" ودعمها للاتحاد النسائي العام عام (1975) والذي لم يكن مجرد تأسيس مؤسسة، بل كان فجر عصر جديد، تمكنت فيه المرأة من أن تصبح صانعة قرار ومؤثرة في مجتمعاتها، ومهندسة لمستقبلها، وقالت إنه بينما بينما نرى اليوم المرأة الإماراتية بمناصب قيادية وتتفوق في الاقتصاد بل وتبلغ الفضاء ندرك أن هذا الحلم لم يكن مجرد طموح، بل كان وعداً تحقق، ومساراً ممهداً، ورحلة لن تتوقف أبداً.
وقالت في ختام كلمتها: إنني أقف هنا بفضل الشيخة فاطمة بنت مبارك تماماً كما تقف آلاف النساء اليوم متمكنات بفضل رؤيتها، إنها نبض هذه الأمة وضميرها الحي، ورمز العطاء المتواصل والقيادة التي تبني دون النظر إلى الوراء، وفي هذا المعرض الذي يحمل اسمها، لا نحتفل بإنجازاتها فحسب، بل نجدد التزامنا بمواصلة الرحلة، وحمل الشعلة التي حملتها ولا تزال للمضي قدماً نحو المستقبل.