متسابقو الجاليات بالغرب الحصان الرابح في «دبي للقرآن»
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
سامي عبدالرؤوف (دبي)
شهد اليوم الرابع للدورة السابعة والعشرين من مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، بزوغ نجم المتسابق البينيني، أنس رايمي، البالغ من العمر 18 عاماً، حيث استطاع أن يؤدي الاختبارات الخمسة التي وجهت له من لجنة التحكيم الدولية، دون أن يقع في أي خطأ يتعلق بالحفظ، حيث استطاع إسكات أجراس اللجنة التي تقرع عن وقع المتسابق في أي خطأ بالحفظ.
وتميز متسابق بنين، بالثقة الكبيرة بالنفس وقوة الحفظ والاهتمام بأحكام التجويد والتمكن من إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وهو ما يؤهله ليكتب تاريخاً جديداً لبلاده في مشاركتها بمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم التي تعد أكبر جائزة في العالم في مجال حفظ وتجويد كتاب الله.
والذي زاد من قيمة النجاح والتوفيق الذي حققه هذا المتسابق، أنه ضمن لبلاده لأول مرة مركزاً من بين المراكز الأولى بالمسابقة، وكذلك ضمن لقارة أفريقيا مقعداً في المقاعد الأولى التي يتنافس عليها كل المتسابقين من قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا، بالإضافة إلى أنه كان من المتنافسين غير المرشحين للمراتب الأولى، حتى إنه نال إشادة وتهنئة منافسيه.
كما شهدت فعاليات اليوم تفوق المتسابق البلجيكي عماد ابلهي ابن الـ 19 ربيعاً، الذي أظهر تمكن غير عادي من أحكام التجويد ومخارج الحروف، وبالنسبة للحفظ فلم يقع سوى في خطأين، وقام بالتصحيح من نفسه بعد تنبيهه من لجنة التحكيم الدولية.
وتميز المتسابق البلجيكي جعله رابع متسابق من الجاليات المقيمة في الغرب الذي استطاع أن يتوفق منذ بداية المسابقة قبل 4 أيام، وهو ما يشير إلى أن متسابقي الجاليات سيكونون بمثابة الحصان الرابح للدورة الحالية من تاريخ المسابقة.
وكذلك شهد اليوم بزوغ المتسابق الإيراني كفيف البصر، أمير رضا البالغ من العمر 13 سنة، حيث استطاع هو أيضاً أن يسكت أجراس لجنة التحكيم الدولية، إلا أنه كان لديه خلل في مخارج بعض الحروف والأصوات.
وارتسمت على وجهه علامات الفرح والسعادة الغامرة بعد انتهاء الاختبارات، كما علا وجه والده الفرح الذي صعد على المسرح ليساعده في النزول والعودة لمقعده بين المتسابقين. أخبار ذات صلة مكتوم بن محمد يقدم واجب العزاء في وفاة سعيد جمعة النابودة 13 خدمة توفرها «مركبة السعادة» في دبي
وفي المقابل، شهد ذلك اليوم ظاهرة غريبة، تمثل في تفوق المتسابق الأفغاني محمد قاسم البالغ من العمر 15 عاماً، في الأسئلة الأربعة الأولى التي أداها جميعاً بخطأ واحد، مما يشير إلى إمكانية تحقيقه مركزاً متقدماً، بينما في السؤال الخامس والأخير وقع في عدد كبير من الأخطاء ليخرجه من دائرة الضوء، ومما زاد من استغراب المنافسين والمتخصصين أن السؤال الأخير يعد السؤال الأسهل بين الأسئلة الخمسة التي يقرأها المتسابقون.
وكانت تتوالى منافسات حفظة كتاب الله للفوز في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم في يومها الرابع لدورتها الـ 27 في قاعة مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي، باختبار كل من: عماد أبلهي من بلجيكا، أمير هادي بايرامي علي رضا من إيران، فوفانا مامادو من الجابون، عمار بن سالم بن علي بن محمد الهاشمي من سلطنة عُمان، أنس رايمي من بنين، محمد قاسم محمدي من أفغانستان، وزاو مين زين من ماينمار وقد تسابقوا في الحفظ برواية حفص عن عاصم.
وقال الدكتور سعيد عبدالله حارب، نائب رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، في تصريحات صحفية على هامش اليوم الرابع للمسابقة: «تأتي الدورة الـ 27 لمسابقة دبي الدولية لتكمل مسيرة الجائزة وقد أخذت مكانها في المسابقات الدولية ولتكون في مقدمتها وبالمستوى الذي وصلت إليه بالرعاية والدعم».
وأضاف: «أصبحت الجائزة الآن محل تقدير واحترام وإعجاب لكثير من أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة والمهتمين بالشأن القرآني من مختلف دول العالم، وهناك إشادات كبيرة من داخل الدولة وخارجها على ما تقدمه الجائزة من عمل ونشاط وهذا يضعنا أمام مسؤولية وتحدٍّ كبير لأن نعطي كل ما يمكننا للنهضة بالمسابقة والمحافظة على هذا المستوى الرفيع والمتميز وهذه المكانة المرموقة».
من جهته، قال أحمد الزاهد عضو اللجنة المنظمة المتحدث الرسمي لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم: «إن الدورة الحالية تتميز بمشاركة متسابقين يتميزون بأصواتهم الندية وسط منافسة شريفة ويتسابقون فيها للظفر بهذا اللقب الغالي ويتفاعل الجمهور من خلال القراءات المختلفة».
وأشار إلى أن المسابقة تتيح نقل فعاليات تنافس المتسابقين على التليفزيون ومواقع التواصل بأنواعها، وهذه فرصة ثمينة لمتابعة الجمهور من داخل الدولة وخارجها، منوهاً بدور المحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية والفضائية المتعاونة في بث المسابقة، وفي مقدمتها مؤسسة دبي للإعلام الراعي الإعلامي الرئيسي للجائزة وكوادرها المتميزة في نقل وقائع الجائزة بالصوت والصورة يومياً على القنوات الفضائية المحلية.
نقل
أشار الزاهد إلى أن المسابقة تتيح نقل فعاليات تنافس المتسابقين على التلفزيون ومواقع التواصل بأنواعها، وهذه فرصة ثمينة لمتابعة الجمهور من داخل الدولة وخارجها، منوهاً بدور المحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية والفضائية المتعاونة في بث المسابقة، وفي مقدمتها مؤسسة دبي للإعلام الراعي الإعلامي الرئيسي للجائزة وكوادرها المتميزة في نقل وقائع الجائزة بالصوت والصورة يومياً على القنوات الفضائية المحلية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم دبي دبی الدولیة للقرآن الکریم إلى أن
إقرأ أيضاً:
تمركز بالغرب وتوجه نحو حفتر شرقا.. تركيا تعزز تواجدها العسكري في ليبيا
بدأ التواجد التركي في ليبيا قبل سنوات طويلة لكنه كان محدودًا، وتطور مع الوقت، ليأخذ أبعاد اقتصادية وعسكرية كبيرة، خاصة منذ عام 2020، عندما وقعت أنقرة اتفاقيات الدفاع المشترك والتعاون الأمني مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في الغرب آنذاك بقيادة فائز السراج، ومؤخرا اتجهت تركيا نحو معسكر الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي وابنائه صدام وبلقاسم حفتر، بجانب استمرار تنسيقها مع طرابلس، في ظل تقارب ملحوظ مؤخرا بين المعسكرين الغربي والشرقي، وجمع تركيا لممثلي الطرفين في إسطنبول، خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث التقى صدام حفتر رئيس أركان القوات البرية في الشرق مع وزير دخلية الغرب في حكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي، على هامش معرض ساها إكسبو 2024 الدولي للدفاع والفضاء.
هل يمكن أن يكون هذا التقارب مع الشرق الليبي فخًا ذكيًا نصبه أردوغان لحفتر؟
توغلت تركيا عسكريا في ليبيا بشكل كبير، وتمثل هذا التوغل في الاتفاقيات العسكرية الجديدة التي وقعتها أنقرة مع حكومة الغرب مجددا هذا العام، وبحث التعاون أكثر مع صدام حفتر رئيس أركان القوات البرية بمعسكر الشرق، ونذكر هنا، مذكرة التفاهم بين أنقرة وحكومة عبد الحميد الدبيبة في مارس 2024، والتي تتعلق بوضعية القوات التركية في ليبيا، وكذلك على هامش معرض ساها إكسبو 2024، تمكنت تركيا من الحصول على توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع حكومة الوحدة الوطنية بمجال التعاون في تدريب قوات الأمن، وإمكانية إتاحة اختبار أنظمة الدفاع الصاروخي التركي في ليبيا، فيما قام صدام حفتر بجولة شملت أجنحة شركات الدفاع التركية المتخصصة في مختلف أنواع الأسلحة.
أسباب رغبة تركيا في التواصل مع شرق ليبيا وزيادة وجودها العسكري في البلاد
وحول الأسباب وراء رغبة تركيا في التواصل مع شرق ليبيا وزيادة وجودها العسكري في البلاد، أكد العقيد دكتور إيهاب أبوعيش المتخصص في شئون الأمن القومي، أن تركيا لها أسباب كثيرة للتواجد في ليبيا، والاتجاه نحو معسكر الشرق أيضًا، فهي ترغب في أن تكون ليبيا بوابة للنفوذ إلى إفريقيا، لتحقق أهدافها في القارة السمراء فهي لها تواجد في إفريقيا وتسعى لتثبيت وتوسع تواجدها أكثر، وبالتالي فأن ليبيا بوابة مناسبة لدخول القارة الأفريقية، كذلك فهي تطمح في استغلال الثروات الليبية الكبيرة والتواجد في شرق المتوسط، فالنفط والغاز الطبيعي الليبي مطمع للعديد من الدول ومنها تركيا التي ترغب في الاستفادة من هذه الثروات الضخمة.
وتابع أبوعيش تصريحاته: ليبيا دولة صراع، وبالتالي ستكون سوق مناسبة لتصدير الأسلحة التركية المختلفة لها، فأنقرة لديها تصنيع عسكري كبير وسوق لبيع الأسلحة، لذلك ترغب في أن يكون الشرق الليبي مركزا للتصدير التركي، فضلا عن توجه تركيا للاستفادة الاقتصادية من المشاركة في عملية إعادة الإعمار التي يقودها صندوق إعادة إعمار ليبيا في الشرق بقيادة بلقاسم حفتر من بعد أحداث فيضانات درنة واستغلال تركيا لذلك، حيث وقعت الشركات التركية عقود للاستثمار والبناء في لشرق ليبيا، والشركات التركية متميزة في هذا الأمر.
ويتفق الخبير والأكاديمي السياسي هاني الجمل، رئيس الدراسات الاستراتيجية في بمركز العرب مع ذلك، قائلا، إن تركيا استفادت من تموضوعها في ليبيا بأنها استطاعت أن يكون لها تمركز حقيقي ومشروع في منطقة شمال إفريقيا ومن ثم نفوذها أيضا في منطقة الساحل والصحراء واستطاعت أن يكون تواجدها في ليبيا هو قاعدة مركزية يمكن الإنطلاق منها إلى القارة السمراء وهو ما شاهدناه من تحركات تركيا سواء في دول الساحل والصحراء أو حتى نفوذها إلى شرق إفريقيا مع إثيوبيا وجيبوتي والعلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، حيث استطاعت خلال هذه الفترة أن تقوم بتدريب الجنود هناك ومن ثم وجود اتفاقيات استطاعت من خلالها تفويج العديد من الأسلحة الخاصة بها وخاصة المسيرات البيرقدار التي تتميز بها تركيا، وكذلك أن يكون لها قدم في منتدى غاز شرق المتوسط وأن تكون من ضمن هذه الكوتة التي من الممكن أن تصنع تاريخا جديدا في الطاقة النظيفة.
وهنا يقول الدكتور محمد عز الباحث في علم الاجتماع السياسي: تعد الأسباب الاقتصادية هي السبب الأول والرئيسي في تواجد تركيا في ليبيا، فمن ناحية تريد أنقرة دومًا المحافظة على مصالحها الاقتصادية في ليبيا والتي كانت موجودة منذ فترة الرئيس معمر القذافي، لا سيما تلك الاستثمارات التركية الضخمة في مجال البناء، ومن ناحية ثانية يحتوي شرق ليبيا على موارد طبيعية هائلة خاصة النفط والغاز، وتعزيز العلاقات التركية الليبية قد يتيح لأنقرة استغلال هذه الموارد خاصة مع صراعها على الغاز في شرق المتوسط، ومن ناحية ثالثة، فإن الوجود العسكري لتركيا في ليبيا، يجعل تركيا تفرض نفسها كلاعب إقليمي مؤثر في المنطقة.
هل تصبح ليبيا حقل تجارب للصواريخ الباليستية التركية؟ وكيف تنظر مصر للأمر؟
تداولت تقارير غربية، أن تركيا قد تفكر في أن تصبح ليبيا حقل تجارب للصواريخ البالستية التركية، لكن دون وجود دلالات رسمية تركية تشير إلى هذا الأمر، في حين أن التواجد العسكري التركي في ليبيا غربا والتوجه شرقا، ربما يدفعها للتفكير في هذه الخطوة الضخمة، رغم صعوبتها، وذلك بفضل الاتفاقيات العسكرية والأمنية التي تحصل عليها بمرور الوقت.
وعن إمكانية أن تصبح ليبيا مسرح للتجارب الصاروخية البالستية التركية، أوضح العقيد أبوعيش، أن هذا أمر مستعبد وغير قابل للتحقيق على أرض الواقع فعليا، وذلك لعدة أسباب، منها، أن الثقل العسكري التركي في ليبيا هو في الغرب الليبي، والعمق الاستراتيجي للغرب الليبي لا يسمح له بتنفيذ تجارب الصواريخ البالستية بعيدة المدى، لذلك إذا أراد تنفيذها فلا بد أن يكون في الشرق الليبي.
وتابع أبوعيش: أما على مستوى القوى الدولية، فقد تغض القوى الغربية الطرف عن إجراء تجارب صاروخية بالستية لتركيا في ليبيا.
فيما قال هاني الجمل: أعتقد أن أمر إجراء التجارب البالستية بعيد المنال لأن هذه التجارب تستخدم في مناطق النزاع الساخنة، وحتى الآن لا تتواجد في ليبيا إلا مجموعات من المرتزقة صحيح أنهم بسيطي أيديهم على بعض الجغرافيا السياسية داخل ليبيا وهذا بسبب عدم وجود قوة عسكرية موحدة في ليبيا، وهذا يؤكد أنه أصبح لهم تأثير على متخذ القرار خاصة البنك المركزي الليبي وغيره، ولكن استخدام الصوريخ الباليستية التركية في الحدود الغربية المصرية أعتقد شيء صعب جدا وأردوغان وعى الدرس بالضغط المصري العالي عليه ومن ثم استخدام مصر الدبلوماسية الخشنة تجاه تعاملات أردوغان مع مصر في العديد من الملفات، لذلك أعتقد أنه من الصعب أن يفعل ذلك، لكن من الممكن أن يستخدمها إذا أراد هذا في مناطق الساحل والصحراء أو حتى في مسرح عمليات الشمال السوري.