شخصيات إسلامية.. فاطمة الزهراء «رضي الله عنها»
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
«ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة»
السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، سيدة من سيدات نساء العالمين، بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت رضي الله عنها قدوة للنساء في الحياء والستر، والصدق والوفاء. وورد في فضلها مجموعة من الأحاديث منها: ما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مرحبا بابنتي»، ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثاً فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عمّا قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فسألتها فقالت: أسرَّ إليّ: «إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرّة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أوّل أهل بيتي لحاقاً بي»، فبكيت، فقال: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنّة، أو نساء المؤمنين»، فضحكت لذلك، (صحيح البخاري 3623).
إنها فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين. مولدها قبل البعثة بقليل، وتزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذي القعدة، أو قبيله، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها، ومناقبها غزيرة، وكانت صابرة، خيرة، صينة، قانعة، شاكرة لله تعالى. وبلغ من محبة النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة أنه كان إذا سافر يكون آخر عهده بفاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة، (سنن أبي داود، 4213)
قالت أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها: «ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به»، (سنن النسائي الكبرى 9192). كانت رضي الله عنها شديدة الحياء، وقد ذكر ابن عبدالبر في الاستيعاب أنه لما مرضت فاطمة رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت فيه استحيت أن تظهر تفاصيل جسمها بعد موتها حين تحمل إلى قبرها، فقالت: إني لأستحيي أن أخرج غداً على الرجال من خلال جسمي. فأشارت عليها أسماء بنت عميس رضي الله عنها، أن تصنع لها نعشاً يسترها كما يفعل أهل الحبشة، فصنعت لها النعش، فقالت فاطمة رضي الله عنها: سترك الله كما سترتني.
توفيت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بستة أشهر، في ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان، سنة إحدى عشرة وهي بنت ثمان وعشرين سنة ونصف سنة، وغسلها زوجها عليَّ رضي الله عنه وصلى عليها. ودفنت ليلاً، رضي الله عنها وأرضاها. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رمضان رسول الله صلى الله علیه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم رضی الله عنها
إقرأ أيضاً:
فضل الصلاة على النبي وكيفية محبة الرسول.. تعرف عليها
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد ذكر مستحب، بل هي "ضرورة حياتية" لما تحمله من الفرج والسرور والراحة والطمأنينة.
والله تعالى أمر عباده بالصلاة على النبي، مستدلًّا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب قضاء الحاجات، مستشهدًا بقصص الصالحين الذين لجؤوا إليها في أوقات الشدة، فكانت سببًا في تفريج همومهم وإزالة كربهم.
ومن صلَّى على النبي مرة، صلى الله عليه بها عشرًا، ومن صلى عليه عشرًا، صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى عليه مائة، صلى الله عليه بها ألفًا، ومن واصل الصلاة عليه، حرَّم الله جسده على النار.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست فقط تزيينًا بالفضائل، بل هي تطهير للنفس من الرذائل والمنكرات، إذ تدفع المسلم إلى التأسي بالنبي الكريم في أخلاقه وسيرته؛ مما يعزز الارتباط بسيرته العطرة والاقتداء بهديه القويم.
كيفية محبة النبيوتكون محبة المسلم للنبي صلى الله عليه وسلم، في الاتباع والاقتداء، مستشهدًا بقول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]. وأكد أن الحب الصادق يظهر في التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك بسنته، وتوقير آل بيته وصحابته الكرام.
ومن علامات المحبة الصادقة، الفرح بما جاء به النبي، والغيرة على دينه وسنته، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين بشَّر رجلًا قال إنه لم يُعِدَّ للآخرة كثير صلاة أو صيام، لكنه يُحب الله ورسوله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت».