«ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة»
السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، سيدة من سيدات نساء العالمين، بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت رضي الله عنها قدوة للنساء في الحياء والستر، والصدق والوفاء. وورد في فضلها مجموعة من الأحاديث منها: ما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مرحبا بابنتي»، ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثاً فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عمّا قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فسألتها فقالت: أسرَّ إليّ: «إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرّة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أوّل أهل بيتي لحاقاً بي»، فبكيت، فقال: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنّة، أو نساء المؤمنين»، فضحكت لذلك، (صحيح البخاري 3623).

وعن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني»، (صحيح البخاري، 3714)، ولفظ صحيح مسلم: «إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها»، (صحيح مسلم، 2449).
إنها فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين. مولدها قبل البعثة بقليل، وتزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذي القعدة، أو قبيله، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها، ومناقبها غزيرة، وكانت صابرة، خيرة، صينة، قانعة، شاكرة لله تعالى. وبلغ من محبة النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة أنه كان إذا سافر يكون آخر عهده بفاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة، (سنن أبي داود، 4213)
قالت أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها: «ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به»، (سنن النسائي الكبرى 9192). كانت رضي الله عنها شديدة الحياء، وقد ذكر ابن عبدالبر في الاستيعاب أنه لما مرضت فاطمة رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت فيه استحيت أن تظهر تفاصيل جسمها بعد موتها حين تحمل إلى قبرها، فقالت: إني لأستحيي أن أخرج غداً على الرجال من خلال جسمي. فأشارت عليها أسماء بنت عميس رضي الله عنها، أن تصنع لها نعشاً يسترها كما يفعل أهل الحبشة، فصنعت لها النعش، فقالت فاطمة رضي الله عنها: سترك الله كما سترتني.
توفيت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بستة أشهر، في ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان، سنة إحدى عشرة وهي بنت ثمان وعشرين سنة ونصف سنة، وغسلها زوجها عليَّ رضي الله عنه وصلى عليها. ودفنت ليلاً، رضي الله عنها وأرضاها.

أخبار ذات صلة «الزكاة».. فريضة وركن وحق للفقراء فتوى: متى يبدأ وقت السُّحور؟ وماذا يستحبُّ في وقته؟

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: رمضان رسول الله صلى الله علیه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم رضی الله عنها

إقرأ أيضاً:

رحلة النبي (3): الإسراء والمعراج.. الصلاة هدية السماء ومعراج المؤمن

تعتبر رحلة الإسراء والمعراج واحدة من أعظم المعجزات في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهي رحلة سماوية جمعت بين الأرض والسماء، حملت معها أسرارًا عظيمة وعطايا إلهية جليلة، أبرزها فريضة الصلاة التي كانت هدية من الله لعباده المؤمنين.

فرض الصلاة.. أعظم عطية

كانت الصلاة أول فريضة تُفرض على المسلمين بطريقة مباشرة دون وسيط، حيث عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة ليلة المعراج، وهناك خاطبه الله عز وجل مباشرةً وفرض عليه وعلى أمته خمس صلوات يوميًا.

 وأكد العلماء أن فرض الصلاة في السماء يعكس مكانتها العالية وكونها صلة بين العبد وربه.

 الصلاة تمثل عروج الروح اليومي للمؤمن إلى الله، فهي رحلة روحانية تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، يلتقي فيها العبد بربه خمس مرات في اليوم والليلة.

 والصلاة ليست مجرد حركات جسدية، بل هي لحظة اتصال مباشر مع الله، يسكب فيها المؤمن همه، ويشعر بالقرب من خالقه.

الصلاة.. عروج الروح إلى السماء

أوضح جمعة أن الصلاة في الإسلام تشبه عروج النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج، فهي ترفع الروح من عالم المادة إلى عالم النور والروحانية.

 والمسلم حينما يقف بين يدي الله في صلاته، فإنه يعيش حالة من الطمأنينة والسلام الداخلي، ويُجدد إيمانه بالله.

السجود هو أقرب ما يكون فيه العبد إلى الله، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء» [رواه مسلم].

 ففي السجود يتجلى معنى الخضوع الكامل لله، ويتحرر المؤمن من قيود الدنيا ليصل إلى حالة من الصفاء الروحي.

أثر الصلاة في حياة المسلم

والصلاة ليست عبادة فردية فحسب، بل هي نظام تربوي يومي يُنظّم حياة المسلم ويربطه بربه باستمرار. فهي تعينه على مواجهة صعوبات الحياة، وتعلمه الالتزام والانضباط، وتقوّي صلته بالله.

 الصلاة التي فُرضت ليلة الإسراء والمعراج، تُذكر المسلم دائمًا بقيمة الرحلة السماوية للنبي وبأن السماء ما زالت مفتوحة لعباده الصالحين.

هدية السماء

 الصلاة هي هدية السماء للمؤمنين، تفتح لهم باب الرحمة والمغفرة، وتجعلهم دائمًا في حضرة الله عز وجل. ودعا المسلمين إلى الحفاظ على هذه الفريضة العظيمة وأدائها بخشوع، ليعيشوا معاني الإيمان الحقيقية.

الصلاة كانت ولا تزال رحلة يومية تتجدد فيها صلة الإنسان بالله، فكما عرج النبي في ليلة المعراج، تعرج أرواح المؤمنين إلى السماء خمس مرات يوميًا، لتعيش النور والسكينة.

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجب؟.. علي جمعة: 10 عجائب
  • عضو العالمي للفتوى: الترفق وحسن المعاملة أهم ما نحتاجه الآن
  • عضو «العالمي للفتوى»: الترفق وحسن المعاملة أهم ما نحتاجه في حياتنا اليومية
  • خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود
  • مستشار برلماني يعجز عن طرح سؤال على وزيرة السياحة
  • حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام
  • هل أخر سيدنا النبي صلاة العشاء؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • دعاء مستجاب في نفس اللحظة بعد صلاة العشاء.. ردده وتجنب 5 أفعال
  • رحلة النبي (3): الإسراء والمعراج.. الصلاة هدية السماء ومعراج المؤمن