لكبيرة التونسي (أبوظبي)
المهندسة المعمارية العُمانية خلود المزيني المقيمة في أبوظبي، تَعتبر قضاء رمضان في الإمارات من أجمل الأوقات بالنسبة لها، مؤكدة أنه شهر الرحمة والمغفرة والتراحم، والتزاور بين الأهل والجيران والأصدقاء، وهي تمارس طقوسها الرمضانية وسط قيم التعايش والتسامح، التي تنشرها الإمارات حول العالم.

 
«الشعابنية»
وأكدت المزيني أن أهل سلطنة عُمان يستقبلون الشهر الكريم باحتفالية النصف من شعبان ويطلق عليها «الشعبانية»، وهي عادة قديمة مبهجة توارثتها الأجيال كمناسبة اجتماعية تشهد التزاور وصلة الأرحام، وتستعد لها الأسر بحماس مع توزيع الحلويات والهدايا والنقود على الأطفال، بينما ترتدي النساء أجمل ملابسهن التراثية وتتزين أيادي النساء والأطفال بالحناء، مؤكدة أن «الشعبانية» تضفي أجواءً من السعادة على البيوت والأحياء السكنية، وتفرح الكبار والصغار معلنة قدوم الشهر الكريم.
روحانيات وطقوس
قالت المزيني إن شهر رمضان في سلطنة عُمان يحظى بتقدير كبير من الجميع، فهو شهر العبادات والروحانيات والطقوس المجتمعية، حيث يجتمع الأهل في بيت الجد للاحتفاء بقدوم رمضان، وترتدي الأسواق حُلة جديدة وتزخر بجميع المنتجات والمواد والملابس التراثية والأواني، وتتصدر المأكولات الشعبية والمشروبات المائدة الرمضانية. 
ومن العادات الجميلة التي ما زالت سارية إلى اليوم، حسبما تقول المزيني، الإفطار في بيت الجد أو الجدة أو كبير العائلة في أول يوم رمضان، ليتحلق الجميع حول مائدة الإفطار ضمن أجواء عائلية مبهجة، حفاظاً على صلة الرحم والمودة بين الأقارب والمعارف، ولفتت المزيني إلى أن أغلب العائلات تتمسك بهذا التقليد المتوارث عن الأجداد، وأوضحت أن العمانيين يهتمون بوجبة السحور كوجبة أساسية، حيث يتناولون اللحم والأرز والشاي والقهوة، فيما بدأ  الشباب الحالي في تغيير بعض عاداته، بالتنوع في تناول الأطباق العصرية. 

أخبار ذات صلة 5 تجارب ناشئة في «رواق رمضان» الصيام يخلص الجسم من السموم

استقبال رمضان
وأضافت المزيني: يستقبل أهل سلطنة عُمان، كما بقية الدول العربية والإسلامية شهر رمضان بالكثير من الترحيب والبهجة، حيث يتعاون جميع أفراد الأسرة في تنظيف المنازل وتغيير بعض الديكورات وشراء الأواني الجديدة كل حسب استطاعته، استعدادًا لعزائم الأقارب والمعارف، كما تشهد الأسواق إقبالاً كبيراً على شراء المواد الغذائية المستخدمة في إعداد الوجبات والأطباق المفضلة.
وأشارت إلى أن مائدة الشهر الكريم في سلطنة عُمان تتميز بكثرة الأطباق والمأكولات الرمضانية، ومن عاداتهم كسر الصيام بتناول التمر والماء أو اللبن، وبعد الصلاة يتم تناول المأكولات الرئيسة كالشوربة، ومن أشهر الأطباق الرمضانية، البرياني، «الكبسة»، «سويا» أو «البلاليط»، «الهريس»، «العرسية»، «الثريد»، «المضروبة»، «الخبيصة»، و«صالونة» اللحم والخضار.
إطعام الفقراء
أكدت المزيني أن القهوة العربية من العادات الأساسية في جلسات العُمانيين خلال رمضان، وهي تتواجد دوماً على مائدة الإفطار، ويتم تجهيزها وإضافة بعض المطيبات لها، مثل الزعفران، أو الهيل وماء الورد، ومن العادات المجتمعية الجميلة التي يحافظ عليها أهل سلطنة عُمان إلى اليوم، تبادل الأطباق مع الجيران، وإرسال وجبات إفطار إلى المساجد وإطعام الفقراء.
الحلوى والعيد
لفتت خلود المزيني إلى أن محال بيع الحلوى العُمانية بمختلف أنواعها تشهد ازدحاماً كبيراً قبل قدوم عيد الفطر، باعتبار الحلوى جزءاً أساسياً في الضيافة العُمانية، كما أن بعض الحلويات التي تعدها ربة البيت استعداداً للاحتفاء بالعيد، موضحة أن أول أيام العيد تكون اللحوم من الأطباق الشهيرة في جميع مناطق السلطنة، وأهمها المقلي والمشاكيك والشّيّ، أما الطقوس التي ما زالت منتشرة في بعض المناطق، فمنها الرقصات الشعبية تعبيراً عن الفرحة بإتمام الصيام واستقبال عيد الفطر المبارك، ويبدأ يوم العيد بأداء الصلاة، ثم يعود المصلون إلى المنازل لنحر الذبائح، لتبدأ الزيارات بين الأهل والأصدقاء التي تستمر في بعض المناطق لسبعة أيام متتالية وسط فرحة كبيرة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: رمضان أبوظبي

إقرأ أيضاً:

وسيلة للتواصل الاجتماعي.. التطبيقات الذكية تعزّز روحانيات الشهر الفضيل

خولة علي (أبوظبي) 
مع قدوم شهر رمضان الفضيل، تتضح الحاجة إلى استثماره في غرس القيم الدينية والروحية في نفوس الأطفال، خاصة في ظل عصرنا الرقمي الذي يتيح وسائل تعليمية مبتكرة، وتعد التطبيقات الذكية من أبرز الأدوات التي تسهم في تعليم الأطفال القيم الرمضانية مثل الصيام، الصبر، والتكافل الاجتماعي، بأسلوب يجمع بين التعلم والترفيه، ضمن تجربة ممتعة وشاملة، مما يساعد الأطفال على فهم جوهر الشهر الكريم وترجمته إلى سلوكيات عملية في حياتهم اليومية.

أبرز التطبيقات
تشير خلود الحبسي، مدربة معتمدة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، قائلة «مع تطور التكنولوجيا، أصبحت التطبيقات الذكية وسيلة مبتكرة لتعليم الأطفال القيم الإسلامية ومبادئ الصيام بطريقة عصرية وشيّقة، حيث توفر هذه التطبيقات محتوى تفاعلياً يمزج بين التعليم والترفيه، مما يساعد الأطفال على فهم روحانية شهر رمضان ومدى أهمية الصيام وأجره العظيم».
وتلفت الحبسي، إلى أبرز التطبيقات التي تستهدف الطفل العربي، ومنها تطبيق «عدنان معلم القرآن» حيث يقدم محتوى تفاعلياً للأطفال يتضمن تعليم الأدعية والأخلاقيات المرتبطة بشهر رمضان بأسلوب ممتع وسهل، وهناك تطبيق «قصص الأطفال» ويضم مجموعة من القصص التربوية الإسلامية التي تعرّف الطفل بمفهوم الصيام وقيمه، مثل الصبر والتحمل والكرم، إلى جانب تطبيق «سلوكيات رمضان» الذي يساعد الأطفال على تعلم العادات الرمضانية الصحيحة من خلال ألعاب تفاعلية مثل تحديات الصيام وأوقات الإفطار، فضلاً عن تطبيق «تعليم الإسلام للأطفال»، والذي يقدم دروساً بسيطة عن أركان الإسلام، بما فيها الصيام، مع رسوم متحركة وألعاب تناسب مختلف الأعمار. 

أخبار ذات صلة الحكام يواصلون استقبال المهنئين بشهر رمضان المبارك 180 ألف وجبة إفطار قدمها «الهلال» في مدينة أبوظبي وضواحيها

إرشاد وتوجيه
تساعد التطبيقات الذكية الأطفال على التعرف على القيم الدينية بطريقة تفاعلية ومشوقة، فهي تقدم المعلومات الدينية، كأحكام الصيام وآدابه، من خلال ألعاب تعليمية، مسابقات، وقصص قصيرة مدعومة بالصور والرسوم المتحركة، وفي هذا السياق، تقول فاطمة الظنحاني، أخصائية اجتماعية «هذه الأساليب من أنجح الطرق لتوصيل المعلومات للأطفال، لأنها تجمع بين الترفيه والتعليم، مما يساهم في زيادة إقبالهم على التعلم الديني بطريقة محببة وسهلة وممتعة»، وتشير إلى أن الأطفال يميلون بشكل كبير إلى المحتوى الذي يعتمد على الألوان الجذابة والأصوات التفاعلية، حيث تقدم التطبيقات القيم الدينية بأسلوب محبب وسهل الفهم، فعلى سبيل المثال، التطبيقات التي توفر تحديات يومية مرتبطة بالصيام أو تقدم مكافآت افتراضية عند استكمال المهام تشجع الأطفال على تطبيق ما يتعلمونه في حياتهم اليومية.
دور الأهل
وعن دور الأهل، تضيف الظنحاني «لا يمكننا الاعتماد كلياً على التكنولوجيا لتعليم الأطفال، فالأهل يلعبون دوراً كبيراً في اختيار التطبيقات المناسبة ومتابعة استخدامها، والتأكد من أن المحتوى يتماشى مع القيم الدينية الصحيحة، مع تشجيع أطفالهم على ترجمة ما تعلموه إلى سلوكيات عملية»، وتنصح الأهل بالمشاركة في الأنشطة التعليمية التي تقدمها هذه التطبيقات لتعزيز الروابط الأسرية وجعل عملية التعلم تجربة جماعية وممتعة.
تطبيق «رمضاني»
تشير سندية الزيودي (ولية أمر)، إلى أهم التطبيقات المناسبة للأطفال في تعلم المفاهيم والقيم الرمضانية، وأهمها تطبيق «رمضاني» (My Ramadan)، الذي يهدف إلى تحفيز الأطفال على الصيام وأداء العبادات الإسلامية خاصة صلاة التراويح وتلاوة القرآن، بالإضافة إلى تطبيق قصص الأنبياء للأطفال، والذي يتمتع بطريقة سهلة ومبسطة.
جذابة وملائمة للأطفال
تؤكد خلود الحبسي، أن التطبيقات الذكية تتميز بتوفير محتوى باللغة العربية مصحوباً بالرسوم التوضيحية والصوتيات، مما يجعلها جذابة وملائمة للأطفال، كما تسهم في تعزيز ارتباط الطفل بهويته الدينية وتعريفه بقيم الصيام بشكل تدريجي يناسب عمره وقدراته، مما يسهم في تربية جيل واعٍ بأصول دينه.

مقالات مشابهة

  • وسيلة للتواصل الاجتماعي.. التطبيقات الذكية تعزّز روحانيات الشهر الفضيل
  • الخطاب الديني في سلطنة عمان.. تعزيز للتسامح والاعتدال والتقارب
  • ساعة لربك وساعة لبطنك في رمضان.. كيف تعكس موائد الإفطار تنوع وثراء المطبخ العربي؟
  • المائدة الرمضانية في درعا… تنوع يجمع بين الأصالة والنكهة
  • مبادرات متنوعة في شهر الخير تعين الفقراء:الأسر اليمنية… تكافل وبذل وطقوس روحانية أصيلة
  • العراق: “زواج سري” ينتهي بمجزرة عائلية في رمضان
  • «الحلم».. وثائقي يروي تجربة الفنانة خلود الجابري
  • العراق: "زواج سري" ينتهي بمجزرة عائلية في رمضان
  • أطباق رمضان.. رسائل مودة بين الجيران
  • جدة.. تنافس شبابي عبر "الفود ترك" لتقديم أشهى المأكولات الرمضانية