خلود المزيني: روحانيات وطقوس رمضانية وتجمعات عائلية
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
المهندسة المعمارية العُمانية خلود المزيني المقيمة في أبوظبي، تَعتبر قضاء رمضان في الإمارات من أجمل الأوقات بالنسبة لها، مؤكدة أنه شهر الرحمة والمغفرة والتراحم، والتزاور بين الأهل والجيران والأصدقاء، وهي تمارس طقوسها الرمضانية وسط قيم التعايش والتسامح، التي تنشرها الإمارات حول العالم.
«الشعابنية»
وأكدت المزيني أن أهل سلطنة عُمان يستقبلون الشهر الكريم باحتفالية النصف من شعبان ويطلق عليها «الشعبانية»، وهي عادة قديمة مبهجة توارثتها الأجيال كمناسبة اجتماعية تشهد التزاور وصلة الأرحام، وتستعد لها الأسر بحماس مع توزيع الحلويات والهدايا والنقود على الأطفال، بينما ترتدي النساء أجمل ملابسهن التراثية وتتزين أيادي النساء والأطفال بالحناء، مؤكدة أن «الشعبانية» تضفي أجواءً من السعادة على البيوت والأحياء السكنية، وتفرح الكبار والصغار معلنة قدوم الشهر الكريم.
روحانيات وطقوس
قالت المزيني إن شهر رمضان في سلطنة عُمان يحظى بتقدير كبير من الجميع، فهو شهر العبادات والروحانيات والطقوس المجتمعية، حيث يجتمع الأهل في بيت الجد للاحتفاء بقدوم رمضان، وترتدي الأسواق حُلة جديدة وتزخر بجميع المنتجات والمواد والملابس التراثية والأواني، وتتصدر المأكولات الشعبية والمشروبات المائدة الرمضانية.
ومن العادات الجميلة التي ما زالت سارية إلى اليوم، حسبما تقول المزيني، الإفطار في بيت الجد أو الجدة أو كبير العائلة في أول يوم رمضان، ليتحلق الجميع حول مائدة الإفطار ضمن أجواء عائلية مبهجة، حفاظاً على صلة الرحم والمودة بين الأقارب والمعارف، ولفتت المزيني إلى أن أغلب العائلات تتمسك بهذا التقليد المتوارث عن الأجداد، وأوضحت أن العمانيين يهتمون بوجبة السحور كوجبة أساسية، حيث يتناولون اللحم والأرز والشاي والقهوة، فيما بدأ الشباب الحالي في تغيير بعض عاداته، بالتنوع في تناول الأطباق العصرية.
استقبال رمضان
وأضافت المزيني: يستقبل أهل سلطنة عُمان، كما بقية الدول العربية والإسلامية شهر رمضان بالكثير من الترحيب والبهجة، حيث يتعاون جميع أفراد الأسرة في تنظيف المنازل وتغيير بعض الديكورات وشراء الأواني الجديدة كل حسب استطاعته، استعدادًا لعزائم الأقارب والمعارف، كما تشهد الأسواق إقبالاً كبيراً على شراء المواد الغذائية المستخدمة في إعداد الوجبات والأطباق المفضلة.
وأشارت إلى أن مائدة الشهر الكريم في سلطنة عُمان تتميز بكثرة الأطباق والمأكولات الرمضانية، ومن عاداتهم كسر الصيام بتناول التمر والماء أو اللبن، وبعد الصلاة يتم تناول المأكولات الرئيسة كالشوربة، ومن أشهر الأطباق الرمضانية، البرياني، «الكبسة»، «سويا» أو «البلاليط»، «الهريس»، «العرسية»، «الثريد»، «المضروبة»، «الخبيصة»، و«صالونة» اللحم والخضار.
إطعام الفقراء
أكدت المزيني أن القهوة العربية من العادات الأساسية في جلسات العُمانيين خلال رمضان، وهي تتواجد دوماً على مائدة الإفطار، ويتم تجهيزها وإضافة بعض المطيبات لها، مثل الزعفران، أو الهيل وماء الورد، ومن العادات المجتمعية الجميلة التي يحافظ عليها أهل سلطنة عُمان إلى اليوم، تبادل الأطباق مع الجيران، وإرسال وجبات إفطار إلى المساجد وإطعام الفقراء.
الحلوى والعيد
لفتت خلود المزيني إلى أن محال بيع الحلوى العُمانية بمختلف أنواعها تشهد ازدحاماً كبيراً قبل قدوم عيد الفطر، باعتبار الحلوى جزءاً أساسياً في الضيافة العُمانية، كما أن بعض الحلويات التي تعدها ربة البيت استعداداً للاحتفاء بالعيد، موضحة أن أول أيام العيد تكون اللحوم من الأطباق الشهيرة في جميع مناطق السلطنة، وأهمها المقلي والمشاكيك والشّيّ، أما الطقوس التي ما زالت منتشرة في بعض المناطق، فمنها الرقصات الشعبية تعبيراً عن الفرحة بإتمام الصيام واستقبال عيد الفطر المبارك، ويبدأ يوم العيد بأداء الصلاة، ثم يعود المصلون إلى المنازل لنحر الذبائح، لتبدأ الزيارات بين الأهل والأصدقاء التي تستمر في بعض المناطق لسبعة أيام متتالية وسط فرحة كبيرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
من مصر إلى باكستان.. أجمل التقاليد الرمضانية حول العالم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة للاحتفال بالروحانية والعبادة، ويتميز كل بلد بتقاليده الخاصة التي تضفي على الشهر الفضيل طابعًا مميزًا، ففي مختلف أنحاء العالم، تختلف طرق الاحتفال برمضان، بدءًا من مواعيد الإفطار حتى الطقوس الاجتماعية التي تجمع العائلات والجيران، وفي هذا التقرير نستعرض أجمل التقاليد الرمضانية التي تُميز دول العالم.
1. مصر: إفطار جماعي وتوزيع الطعام في مصر، تعد مائدة الإفطار الجماعي من أبرز التقاليد الرمضانية، حيث ينتظر المصريون بفارغ الصبر لحظة الإفطار على أصوات مدفع رمضان التي تُطلق في الأوقات المحددة للإفطار، ففي العديد من المناطق، خاصة في القاهرة، يقام "إفطار المطرية" وهو أكبر إفطار جماعي في مصر، حيث يتجمع الآلاف من المسلمين والمسيحيين معًا لتناول الطعام، كما تنتشر المساعدات الخيرية مثل توزيع الوجبات على الفقراء والمحتاجين طوال الشهر وعلى أرصفة الطرقات وقت آذان المغرب.
2. تركيا: السحور مع الأهل والتراويح في المساجد تشتهر تركيا بتقاليدها الرمضانية الفريدة، حيث يبدأ اليوم الرمضاني عادة بتناول السحور في جو عائلي دافئ، كما يحرص الأتراك أداء صلاة التراويح في المساجد الكبيرة التي تتميز بتصاميمها الفخمة مثل مسجد آيا صوفيا، وفي المساء، تُزين الشوارع بالأضواء، وتنتشر الشاشات الكبيرة التي تعرض البرامج الرمضانية ويُحتفل بمهرجانات رمضانية متنوعة مثل "مهرجان رمضان في إسطنبول".
3. إندونيسيا: "بولا بورا" والتجمعات العائلية في إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، يتم الاحتفال بشهر رمضان بتقاليد عميقة في الثقافة المحلية، فتقليد "بولا بورا" هو تقليد إندونيسي شائع حيث يقوم أفراد العائلة بتبادل الطعام في سلال مزينة يتم تقديمها للأقارب والجيران، ويُشدد على تعزيز الوحدة بين أفراد المجتمع من خلال هذه الوجبات الجماعية، كما يقوم الإندونيسيون بتنظيم مسيرات وحفلات تتضمن الأناشيد الدينية والرقصات الشعبية.
4. المغرب: فوانيس رمضان وتناول الحساء في المغرب، تحظى الفوانيس الرمضانية التي تُزين الشوارع بتقدير كبير، حيث يُضفي هذا التقليد جوًا من الفرح والبهجة في أرجاء المملكة، وتُعتبر "شوربة الحريرة" أحد أشهر الأطباق التي يتم تناولها على مائدة الإفطار المغربية، ويضاف إليها الحساء والتمور، كما يستمتع المغاربة بشرب الشاي الأخضر المثلج بعد الإفطار، ما يتيح للأصدقاء والعائلات الفرصة للاجتماع والاستمتاع باللحظات الرمضانية معًا.
5. السعودية: "صلاة التراويح والتهنئة بالعيد" في السعودية، يعتبر رمضان شهراً للتعبد والصلاة، وتُقام في المساجد صلاة التراويح طوال الشهر، حيث يشهد المسجد الحرام في مكة المكرمة إقبالًا كبيرًا من المسلمين من جميع أنحاء العالم، كما يُنظم السعوديون احتفالات خاصة بعيد الفطر، حيث يتم تبادل التهاني والزيارات العائلية بعد صلاة العيد. وتحرص العائلات على إعداد أكبر قدر من الطعام للمشاركة مع الجيران والأصدقاء.
6. باكستان: موائد الإفطار في الشوارع تُعد الشوارع في باكستان مكانًا حيويًا ومليئًا بالحركة خلال رمضان، حيث تملأ موائد الإفطار المساجد والشوارع الرئيسية، وتقدم هذه الموائد الخيرية الطعام للمحتاجين والفقراء، في تقليد يعكس روح التكافل الاجتماعي والإنساني في المجتمع الباكستاني، وتُعتبر "السوجون" – نوع من الحلويات التقليدية – من أشهر الأطباق التي يتم تحضيرها في باكستان خلال الشهر الفضيل.
7. الهند: تزيين المساجد وتبادل الحلويات في الهند، يحرص المسلمون على تزيين المساجد بالأضواء الملونة، وتنتشر المحلات التجارية التي تبيع الحلويات الرمضانية الخاصة مثل "السيب" و"النوجا"، وتُعد العائلة الهندية وجبة السحور معًا، وغالبًا ما تجمع بين أفراد الأسرة في جو من المحبة والتعاون، كما تعتبر مراسم الدعاء الجماعي في المساجد والتجمعات المجتمعية جزءًا أساسيًا من احتفالات رمضان في الهند.
8. ماليزيا: "بازار رمضان" في ماليزيا، يشهد شهر رمضان تقليدًا شعبيًا يسمى "بازار رمضان"، حيث تُقام الأسواق في الهواء الطلق لبيع أنواع مختلفة من الطعام الحلال، وتتيح للمسلمين اختيار المأكولات الرمضانية المتنوعة، ويُعتبر هذا السوق فرصة للاجتماع مع الجيران والأصدقاء لتناول وجبة الإفطار معًا، وهو عادة لا يُمكن تفويتها في ماليزيا.