روحانية رمضان.. طاقة إلهام للعمل الإبداعي
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
المبدعون عاشقون للحظات الروحانية، التي تستدعى سكينة النفس، واستفاقة الحس. وتعد روحانية شهر رمضان المبارك، مصدراً ملهماً للكثيرين في شتى فروع الآداب والفنون، حيث يزداد في هذا الشهر الكريم النشاط الإبداعي ويكون هاجس المبدع يقظاً، متنبهاً لأي حالة إبداعية لينسجها عملاً فنياً متميزاً وخاصاً.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور شافع النيادي: بالنسبة لارتباط روحانية شهر رمضان المبارك بعمق الإبداع والابتكار، فهناك تاريخ يشهد على ذلك، ما جعل رمضان، شهر الإنجازات والانتصارات والفتوحات والفوز والتميز، وهناك دراسات كثيرة تشير إلى أن الإنسان المبدع يكون أكثر نشاطاً في مثل هذه الأيام عن غيرها من الأيام العادية، ففي رمضان يكون المبدع في حالة من النظام النفسي، ما يؤهله لأن يكون متحفزاً لما يدور حوله وتكون مشاعره في حالة تأهب لاحتضان العوامل المؤثرة في محيطه بالصورة التي تترجمها قريحته في الوقت نفسه، موضحاً أن هناك ترابطاً دقيقاً جداً ما بين الروحانية والإبداع، والفاصل بينهما هو التأمل، وهذا ما يجعل المرء يتألق في هذا الشهر، حيث يعطي نفسه الفرصة لأن يتفكر، لأنه روحانية العبادة تتطلب من المرء أن يختلي بنفسه، ويذهب بفكره بعيداً لكي يستعيد مشاعره، ومن هنا تكون نقطة البداية لانطلاقة إبداعية جديدة قد يقتنصها المبدع في اللحظة ذاتها، وهذه هي لحظة الغوص في أتون الفكرة لاستخلاص ما هو ملهم ومؤثر.
وتابع أن هذا الشهر يجعلنا في عملية توازن ما بين عباداتنا وإبداعاتنا، فهو شهر محفز للنفس على جميع الصعد، سواء كانت ذاتية أو فكرية أو سلوكية ونفسية، فهناك انسجام روحي يجعلك في تفكيرٍ عميق مع نفسك وواقعك وخيالك، وهذا ما يساعد المرء على أن ينضج إبداعياً ويتألق في ما يقدمه.
وقال مختتماً: على المبدع أن يقتنص الفرصة ويعزز ما لديه من إمكانية لتحفيز قدراته على الإنتاجية والاستمرارية، وأن يقدم طاقاته الكامنة ليكون حاضراً بإلهامٍ مميز، ومتفرد.
رمضان والإبداع
وأوضحت الدكتورة نهى فران، مؤرخة فنية، أن العلاقة بين روحانية رمضان والإبداع تنبع من الاستبطان العميق خلال هذه الفترة المباركة. عندما ينخرط الأفراد في أعمال العبادة والتأمل، فإنهم غالباً ما يواجهون لحظات من الوضوح والبصيرة والإلهام، لافتة إلى أن الانضباط الروحي الذي يتم تنميته خلال شهر رمضان يشجع الأفراد على الاستفادة من أفكارهم وعواطفهم العميقة، ما يعزز فهماً أعمق لأنفسهم وعلاقتهم مع الحياة.
وتضيف: علاوة على ذلك، فإن التركيز على التعاطف والرحمة خلال هذا الشهر يلهم الأفراد للتعبير عن إبداعاتهم بطرق تخدم الآخرين، وتساهم بشكل إيجابي في مجتمعاتهم، سواء من خلال الأعمال الخيرية أو التعبير الفني، أو الحلول المبتكرة للمشكلات، فإن رحلة رمضان الروحية غالباً ما تغذي الرغبة في إحداث تغيير هادف.
وبينت الكاتبة مريم الرميثي، أن في هذا الشهر، شهر رمضان، تكون نفحات الروحانية قريبة من الوجدان، وتكون الإنسانية في لحظات من الرجوع إلى سجيتها، وتكون الأفكار المتناثرة في أذهان الناس شبه منتظمة وسهلة الترتيب والتهذيب والتشذيب، لأن اللحظات التي يعيشها الفرد ربما هي أقرب إلى لحظات الصفاء الذهني، والهدوء الذي يساعده على أن يجلس مع نفسه ويتأمل، ففي التأمل وجود، وفي الوجود يُخلق الحضور الإبداعي لدى الفرد. مؤكدة أن الإنسان بحاجة إلى هذه اللحظات كي يرى نفسه، ويشعر بذاته، ولذلك فإن الله، عز وجل، جعل هذا الشهر من الشهور المباركة لأنه إضافة حقيقية للإنسان من كل الجوانب، وضمنها الأفكار الملهمة والإبداعات الخلاقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رمضان الآداب الفنون شهر رمضان هذا الشهر فی هذا
إقرأ أيضاً:
المونتير أحمد حافظ: أعتبر نفسي محظوظا في مسيرتي الفنية
أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45، اليوم، ندوة حوارية مع المونتير أحمد حافظ، وأدارت الندوة المخرجة مريم أبو عوف، وذلك على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.
أحمد حافظ: أعتبر نفسي محظوظ في مسيرتي الفنيةوأوضح المونتير أحمد حافظ، أنه يعتبر نفسه محظوظًا للغاية في مشواره ومسيرته الفنية، لأنه دخل مجال المونتاج عن طريق الصدفة، حيث قاده شغفه وحبه للمجال من خلال زيارته مع والده في الأهرام ومشاهدته للمونتيرين، حينها وجد نفسه وأراد أن يسلك نفس الطريق دون أن يدرك كيف يبدأ.
وتابع أحمد حافظ، خلال ندوته في مهرجان القاهرة السينمائي بحضور زوجته الفنانة جميلة عوض، أنه لم يستسلم للصعوبات التي واجهته، واعتمد على تعليم نفسه، ليجد باب الحظ مفتوحًا على مصراعيه أمامه، يناديه نحو مستقبل مختلف مليء بالنجاحات ذات بصمة قوية مع الجمهور، من خلال تعاونه مع عدد من كبار المخرجين في مصر، الذين أضافوا له خبرة بمعدل سنوات أخرى من الدراسة.
حقيقة اتجاه أحمد حافظ للإخراجوعن إمكانية دخوله مجال الإخراج بسبب رؤيته في العمل الفني، أوضح أحمد حافظ أنه لا يفكر في هذا الأمر تمامًا، وعن تأثير الذكاء الاصطناعي في مجال المونتاج والاستعانة به بدلاً من المونتيرين، أوضح قائلاً: «هتكون حاجة مفيدة في شغلنا وإضافة كبيرة».