كيف أخضعت أوكرانيا أسطول البحر الأسود الروسي؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
حققت أوكرانيا نجاحات عسكرية مفاجئة في البحر الأسود ساهمت في زيادة صادرات الحبوب إلى مستويات قريبة من تلك التي سبقت شن روسيا الحرب في فبراير 2022، وفقا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".
ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها "نقطة مضيئة نادرة" بالنسبة لأوكرانيا، التي عانت من انتكاسات أخيرة في ساحة المعركة.
وتوفر زيادة الدخل الناجمة عن ارتفاع معدلات الصادرات دفعة حيوية لاقتصاد البلاد، الذي فقد حوالي ثلث إنتاجه في السنة الأولى من الحرب قبل أن يستعيد حوالي 5 في المائة في عام 2023.
تضاعفت صادرات الحبوب الأوكرانية إلى أكثر من 5 ملايين طن متري في ديسمبر لماضي مقارنة بنحو 2 مليون طن في سبتمبر.
ومن شأن هذه الزيادة، إذا استمرت، أن تضيف 3.3 مليار دولار إلى الصادرات هذا العام و1.2 نقطة مئوية إلى النمو الاقتصادي، وفقا لوزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدنكو.
وكانت أوكرانيا من بين أكبر خمس مصدرين للحبوب على مستوى العالم، حتى الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير 2022، وصدرت حوالي نحو ثلثي إنتاجها عن طريق البحر الأسود.
توقفت الشحنات من موانئ أوديسا عندما هاجمت السفن الحربية الروسية الموانئ الأوكرانية وأطلقت نيران مدفعيته على أوديسا في وقت مبكر من الغزو.
في يوليو 2022 توسطت تركيا والأمم المتحدة للتوصل لاتفاق يسمح لبعض السفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية بالإبحار عبر البحر الأسود.
ومع ذلك عانت الشحنات الأوكرانية من معرقلات بلغت بالمتوسط خمسة أو ستة أسابيع بسبب عمليات التفتيش التي يجريها الروس.
بالمقابل كانت طرق التصدير الأخرى، مثل الطرق البرية عبر بولندا أو من الموانئ النهرية على نهر الدانوب، باهظة الثمن وبطيئة ومكتظة في كثير من الأحيان.
وتعرضت الصادرات البحرية الأوكرانية لضربة أخرى في يوليو الماضي بعد أن رفضت روسيا تمديد صفقة الحبوب.
ونتيجة لذلك اضطر العديد من المزارعين إلى تخزين الحبوب في أكياس ضخمة، تستخدم عادة للتخزين المؤقت، بسبب نفاد المساحة في الصوامع والمستودعات.
نقل المعركة إلى البحرلكن نقطة التحول حصلت في أغسطس الماضي عندما نجحت أوكرانيا في نقل المعركة لساحة البحرية الروسية بسلسلة من الضربات على السفن والمنشآت الحربية البحرية.
ورغم أن أوكرانيا لا تمتلك سفنا حربية كبيرة خاصة بها، فقد استخدمت الطائرات المسيرة وصواريخ كروز لإحداث أكبر ضرر بالقوات اللبحرية الروسية.
تمكنت كييف خلال تلك الفترة من إغراق السفن الروسية في البحر وفي الموانئ الروسية الرئيسية في سيفاستوبول ونوفوروسيسك.
وكانت "موسكوفا" من أبرز السفن الروسية التي أغرقتها القوات الأوكرانية في البحر الأسود في أبريل 2022، وشكل ذلك ضربة كبيرة للأسطول الروسي وفقا للبنتاغون.
"ضربة كبيرة".. البنتاغون يؤكد سبب غرق السفينة الروسية كشف مسؤول أميركي كبير، الجمعة، السبب وراء غرق سفينة القيادة الروسية "موسكفا" في البحر الأسود.وفي الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2023، دمرت أوكرانيا خمس أسطول البحر الأسود الروسي، وفقا لوزارة الدفاع البريطانية.
واستخدمت أوكرانيا أيضا طائرات مسيرة لضرب ناقلة نفط روسية كانت عائدة للتو من مهمة لإمداد القوات الروسية في سوريا، مما أرسل تحذيرا لموسكو من تهديد أوسع نطاقا.
هذا التحذير تسبب في وضع جزء كبير من مناطق البحر الأسود خارج نطاق سيطرة البحرية الروسية وفتح مساحة للسفن التجارية لاستئناف صادرات الحبوب من أوديسا، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".
وقال أندريه ستافنيتسر، الرئيس التنفيذي لشركة "TransInvestService" التي تدير أكبر ميناء للبضائع الجافة في أوكرانيا: "لقد كان هذا عرضا للقوة لأن روسيا لا تفهم سوى هذا المنطق".
منذ ذلك الحين بدأت السفن التجارية تبحر على طول الساحل في مياه رومانيا وبلغاريا وتركيا، وجميعها أعضاء في حلف شمال الأطلسي، مما يقلل من خطر التعرض الروسي.
ومع مرور أول السفن دون حوادث تذكر، بدأت أوكرانيا بإرسال سفن أكبر.
تتمثل معظم الصادرات في الوقت الحالي في الحبوب وخام الحديد، لكن ستافنيتسر قال إنه يأمل في تطوير ذلك ليشمل صادرات الحاويات قريبا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البحر الأسود فی البحر
إقرأ أيضاً:
روسيا: توسع الناتو وقمع كييف للثقافة الروسية يعرقلان السلام في أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت السفارة الروسية في القاهرة بيانًا اعتبرت فيه أن جذور الأزمة الأوكرانية تعود إلى رغبة حلف الناتو في التوسع وتوجهات النظام الأوكراني في كييف، مشيرة إلى أن هذه السياسات أسفرت عن ممارسات دموية تجاه السكان الناطقين بالروسية.
وأوضحت السفارة في بيانها أنه ما لم يتوقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قمع السكان الأوكرانيين الذين ينتمون إلى الثقافة الروسية ويتبعون الكنيسة الأرثوذكسية، ويشكلون غالبية الشعب، وما لم يأخذ الغرب بجدية المطالب الروسية المتعلقة بالأمن القومي، فإن التسوية السلمية للأزمة تبقى بعيدة المنال.