ذكر تقرير شركة الشال للاستشارات، أن الهيمنة القياسية للقطاع العام الكويتي في توليد الاقتصاد (نحو 70 في المئة) وهيمنة قطاع النفط ومعظمها إنتاج خام (50 إلى 55 في المئة)، جعلت منه اقتصاداً غير مستدام يُعاني من اختلال هيكلي إنتاجي واسع.

وأضاف «الشال» بأن تلك الهيمنة غير المستدامة تسبّبت في ارتباط قياسي، بينه وبين استدامة المالية العامة واستدامة توازن سوق العمل، مشدداً على أن «عدم البدء في العلاج المبكر لردم فجوة الاقتصاد، يرفع كثيراً من تكلفة العلاج، ويُقلل كثيراً من فرص نجاحه».


ولفت إلى جدل دار أخيرا حول مشكلات القطاع الصناعي، مشيراً إلى أن هذا القطاع مليء بالمشاكل، فمن جهة يبدو من المستحيل إقامة مشروع صناعي مُجدٍ، طالما تم تحميله تكلفة الأرض الأعلى ارتفاعاً بكثير مقارنة بدول المحيط الجغرافي، ومشكلته الثانية هي في ضمان عدالة حمايته، في سوقه المحلي وأسواقه الخارجية ضمن دول الخليج.

وذكر أن مشكلته الثالثة تبدو عامة تنسحب عليه وعلى ما عداه من قطاعات، وهي البيروقراطية العقيمة لجهات الاختصاص والرقابة، الأمر الذي خلق بيئة عمل طاردة، من أمثلتها تخلّف الكويت بفارق كبير في استقبال الاستثمار الأجنبي المباشر.

وقال: ضمن برنامج الحكومة الحالية تشخيص صحيح لرداءة بيئة العمل وتحديداً ما يذكره برنامجها من ضعف شديد لتدفق الاستثمارات المباشرة، أجنبية أو محلية، ومن ضمن بنود البرنامج دعوة إلى دعم وشراكة حقيقية مع القطاع الخاص ما يعني وعياً بمخاطر الخلل الهيكلي الإنتاجي.

وأَضاف بأن حواراً قد نشط أخيراً حول ضرورة تبني تنظيم جديد للتعامل مع مشكلات القطاع الصناعي، والمخرج في تقديرنا يكمن في التوفيق ما بين مستهدفات الاقتصاد الكلي، ومستهدفات المشروعات الصناعية.

ومستهدفات الاقتصاد العام هي، خلق بيئة جاذبة لتوطين رأس المال، وخلق فرص عمل مواطنة مستدامة، والحرص على دعم أي مشروع ينتج سلعة أو خدمة قادرة على المنافسة سعراً ونوعية محلياً أو في أسواق الخارج، وتحقق ما يكفي من أرباح ليكون في المستقبل ضمن المعين الضريبي القادر على تمويل المالية العامة. وزاد التقرير: مثل تلك المشروعات تستحق منحها الأرض المحتكرة حكومياً لحقب زمنية طويلة، وتستحق رعايتها في بداية نشأتها، والغرض من ذلك ليس تنفيع ملاكها، بل المواءمة ما بين زيادة فرص نجاح المشروع وما يمنحه لتحقيق أهداف الدولة الاقتصادية والمالية.

وتابع «الشال»: صحيح أن من واجب الكويت الالتزام باتفاقاتها الإقليمية، والميزان العادل لذلك الاحترام يكمن في المعاملة المتساوية تماماً لواقع معاملة منتجاتها في أسواق كل دولة من دول الإقليم، دون ذلك يُعتبر ضعفاً غير مقبول، وأكثر من ذلك يُعتبر تعسفاً يدفع ثمنه المستهلك المحلي لتلك المنتجات، لذلك نعتقد أن دور الأجهزة الحكومية هو وضع معايير موحدة ومعلنة لمتطلبات توافق المشروع مع أهداف الاقتصاد الكلي، وعمل دراسة مقارنة مع أنظمة التعامل مع السلع والخدمات الكويتية في كل دول الإقليم، ولا نعتقد أن في المعاملة المماثلة لكل دولة ضمنه وفقاً لتعاملها مع منتجنا المحلي أي خرق لمبادئ الالتزام والتعاون.

مكاسب وخسائر

انتقى تقرير «الشال» عينةً من أسواق المال الإقليمية والدولية، ليعقد مقارنةً بينها في مستوى الأداء خلال فبراير الماضي، وذكر أن أداءها آنذاك كان موجباً لغالبية أسواق العينة، حيث بلغ عدد الأسواق الرابحة 10 مقابل 4 خاسرة مقارنة مع نهاية يناير.

أكبر الرابحين في فبراير كان السوق الصيني الذي كسب مؤشره نحو 8.1 في المئة. ثاني أكبر الرابحين السوق الياباني (7.9 في المئة ومكاسب إجمالية 17.0 في المئة)، فالسوق السعودي (7.1 في المئة، ومكاسب إجمالية 5.5 في المئة)، والسوق الألماني (4.6 في المئة)، وبورصة قطر (3.8 في المئة)، ثم السوق الفرنسي (3.5 في المئة) وسوق دبي 3.4 في المئة).

وحققت بورصة الكويت مكاسب بحدود 2.4 في المئة، مما جعلها ثاني أكبر الرابحين منذ بداية العام وبنحو 9.1 في المئة.

وأضاف بأن بورصة البحرين كانت الخاسر الأكبر في فبراير (-3.0 في المئة)، تلاها سوق أبوظبي (-2.7 في المئة)، وبورصة مسقط (-0.2 في المئة)، ومن ثم السوق البريطاني (-0.01 في المئة).

واعربت «الشال» عن تقديرها بأن «ذلك التذبذب سيستمر في مارس، فلايزال أهمّ مؤثرين على أداء الأسواق يكتنفهما مستوى عالٍ من عدم اليقين، فلا أحد يعرف مسار الأحداث الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط أو أوروبا، ولايزال موعد بدء خفض أسعار الفائدة الأساس على الدولار بعيداً.

3 مشكلات تُطارد الصناعة محلياً

• تحميل المشروع تكلفة أرض باهظة… مقارنة بالجوار

• لا ضمانات عدالة كافية لحمايته… محلياً وخليجياً

• البيروقراطية وبيئة العمل الطاردة للاستثمار الأجنبي

3 مطلوبات للنجاح الصناعي

• خلق بيئة جاذبة لتوطين رأس المال

• توفير فرص عمل مواطِنة مستدامة

• دعم المشاريع المُنافسة محلياً وخارجياً

أداء أسبوعي نشط للبورصة

أفاد تقرير«الشال» بأن أداء بورصة الكويت خلال الأسبوع الماضي، أكثر نشاطاً، حيث ارتفع مؤشر كل من قيمة الأسهم المتداولة، عدد الصفقات المبرمة، وقيمة المؤشر العام (مؤشر الشال)، بينما انخفض مؤشر كمية الأسهم المتداولة.

وكانت قراءة مؤشر الشال (مؤشر قيمة) في نهاية تداول الخميس الماضي قد بلغت نحو 662.1 نقطة، بارتفاع بلغت قيمته 2.5 نقطة ونسبته 0.4 في المئة عن إقفال الأسبوع الماضي، وظل مرتفعاً بنحو 60.4 نقطة أي ما يُعادل 10 في المئة عن إقفال نهاية 2023.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

عبد المنعم سعيد: القطاع الخاص محرك رئيسي للنمو الاقتصادي والتنمية

قال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن القطاع الخاص يُعد محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي والتنمية في مصر، حيث يسهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل.

وأضاف مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية،  في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد "أن الحكومة المصرية خطت خطوات عدة لتحفيز القطاع الخاص وجعله أكثر قدرة على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن أبرز هذه الجهود، إطلاق مبادرات التمويل بفائدة مخفضة، وتحسين مناخ الاستثمار عبر إصلاحات تشريعية تضمنت تعديل قوانين الاستثمار، وتقديم حوافز للمستثمرين، وتيسير إجراءات تأسيس الشركات وتعزيز الشفافية من خلال توحيد الإجراءات وتقليل البيروقراطية، بهدف جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.

١٠ ملايين يورو.. اتفاقية تعاون بين وزارة المالية والبنك الأوروبي لتعزيز نمو الاقتصاد المصريباحث مصرفي: لدى الاقتصاد المصري فرصة جيدة للنموالتنمية المحلية: تعزيز التواصل مع المستثمرين لدعم الاقتصاد المصري

وتابع: عملت الحكومة على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP)، لتنفيذ المشروعات القومية الكبرى، مثل البنية التحتية والمشروعات الخدمية، ما يتيح للقطاع الخاص لعب دور أكبر في الاقتصاد.

وأشار الدكتور عبد المنعم السيد، إلى دعم الحكومة للقطاعات ذات الأولوية والتركيز على قطاعات مثل التكنولوجيا، الصناعة، الزراعة، والطاقة المتجددة، من خلال تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات تمويلية، وأيضا دعم الصناعات المغذية والقطاعات التصديرية لزيادة تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.

وأوضح مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية أن الحكومة قدمت دعمًا خاصًا للشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجالات التكنولوجيا والابتكار، من خلال إنشاء حاضنات أعمال وتمويل مشروعاتهم.

وتبلغ مساهمة القطاع الخاص في الوقت الحالي حوالي 18% من الناتج المحلي الإجمالي، مع وجود خطط حكومية لزيادة هذه النسبة إلى 25% خلال السنوات القادمة. كما يوظف القطاع الخاص أكثر من 70% من القوى العاملة في مصر، مما يجعله شريكًا أساسيًا في مواجهة تحديات البطالة والنمو السكاني.

مقالات مشابهة

  • عبد المنعم سعيد: القطاع الخاص محرك رئيسي للنمو الاقتصادي والتنمية
  • لقجع يعلن الحرب على شركات الفواتير الوهمية: تُخرّب الإقتصاد وأمر غير مقبول
  • نيجيرفان بارزاني يثني على دور الشركات الروسية في تطوير قطاع الطاقة بالإقليم
  • القطاع العقاري العماني يشهد نموا ملحوظا ودورا محوريا في تنويع الاقتصاد الوطني
  • 36 مؤشر أداء.. إطلاق البرنامج الوطني لتقويم التدريب بمعايير شاملة
  • برئاسة منصور بن زايد… المجلس الوزاري للتنمية يطلع على مستجدات العمل في القطاع الحكومي
  • بورصة موسكو تقفل على ارتفاع
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • الإمارات.. القطاع غير النفطي يواصل النمو بقوة في يناير
  • صندوق العراق للتنمية يحدد 6 قطاعات تتصدر أولوياته في الاستثمار