«مدفع الإفطار» أحد المظاهر الرمضانية الأصيلة بمصر
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
يُعتبر مدفع الإفطار من مظاهر احتفال المصريين بقدوم شهر رمضان، بعد أن أصبحت تلك العادة الرمضانية محببة إلى قلوب المصريين وبخاصة إلى الأطفال الذين يحبون سماعه بعد قراءة قرآن المغرب إعلانًا بفك الصيام، وقد توارث المصريون تلك العادة جيلًا بعد جيل دون أن يُعرف تحديدًا تاريخ بداية تلك العادة التي اختلفتِ الروايات المختلفة في تفسيرها.
ومدفع رمضان هو مدفع كان يُستخدم كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة عن موعده، وهو تقليد متبع في العديد من البلدان الإسلامية يختص فيها جيش كل بلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس.
وتُعتبر القاهرة أول عاصمة ينطلق منها مدفع الإفطار، وتقول إحدى الروايات إنه في أول يوم من رمضان عام 885 هجرية أراد السلطان المملوكي أن يجرب مدفعًا جديدًا وصادف ذلك قدوم المغرب في رمضان فظن أهل القاهرة أنه من أجل الإعلان عن موعد الإفطار فذهبوا للسلطان ليشكروه، وعندها فرح السلطان لسرورهم وأمر بإطلاق المدفع يوميًا عند الإفطار وعند الإمساك.
وفي رواية أخرى أن الفرنسيين عندما دخلوا مصر سنة 1798 واستقروا بها ثلاث سنوات سعى خلالها بونابرت ورفاقه إلى استمالة الأزهر إلى جانبهم وأخذوا يذهبون إلى صلاة القيام بشهر رمضان، وأنهم هم الذين شاركوا بمدافعهم في الاحتفال مع المصريين ليلة رؤية هلال رمضان، ثم أصبحت تلك العادة محببة إلى المصريين. حتى جاء محمد علي بك الكبير عام 1805 عندما عيَّنه الشعب واليًا على مصر، وبعدها سعى إلى تكوين جيش مصري كبير مزود بأحدث الأسلحة عندما اشترى عددًا من المدافع التي شاهدوها مع الفرنسيين، وأثناء تجربة أحدها في وقت صادف غروب الشمس بشهر رمضان اعتقد العامة بالقاهرة بأنه قد أعد ذلك لهذا الغرض، فذهبوا اليوم التالي وطالبوا الوالي بإطلاقه لمعرفة موعد الإفطار حتى وافق علي إطلاقه يوميًا من على سطح القلعة الموجودة بمنطقة مصر القديمة، ولهذا يرجَّح بأن تلك العادة بدأت مع دخول الفرنسيين مصر.
أما الرواية الأخيرة التي ساقها لنا أحد الكتاب المصريين المهتمين بدراسة مثل تلك الظواهر فتقول بأنه في عهد الخديو إسماعيل 1863: 1879م وفي قصره وأثناء تنظيف الجنود لأحد مدافع الحراسة بالقصر انطلقت منه قذيفة بالخطأ وصادفت وقت أذان المغرب في رمضان، فظن أهل القاهرة بأنه أُعد لهذا الغرض، وفي اليوم التالي ذهبوا إلى القصر وطلبوا استمرار تلك العادة، وعندما سمعت بذلك الحاجة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل أمرت بأن تستمر تلك العادة خلال شهر رمضان فسُمي مدفع الإفطار باسم الحاجة فاطمة.ويرى المؤرخ المصري إبراهيم عناني في إحدى كتاباته عن مدفع الإفطار أن أول قذيفة أُطلقت لهذا الغرض تنتمي إلى ما يُسمى بمدفع كروب الذي يزن نصف طن، وهو ما ينطبق على مواصفات المدفع الموجود بمتحف المقتنيات الفنية التابع لمجموعة متاحف تتبع المتحف الزراعي بالدقي الذي أقيم على قصر الأميرة فاطمة بعد أن تنازلت عنه وتم تسليمه لوزارة الزراعة عام 1930 بعد قرار إنشائه، ويوجد المدفع بالطابق الأرضي به.
وأيًّا كانتِ الروايات فقد ظل المدفع يطلق قذائفه من فوق القلعة لسنوات طويلة حتى توقفت تلك العادة عام 1992 الذي صادف عام الزلزال، وبسبب الازدحام السكاني بالمنطقة وحرص وزارة الآثار على الخوف من تصدع القلعة ومحيطها التراثي بسبب ما يُحدثه الانفجار في منطقة محيطه، وعادة ما كان يقوم من على القلعة أربعة جنود للقيام بتلك العملية، اثنان منهم يهتمان بتعبئة البارود ويُلقَّب الواحد منهم بالمعايرجي، واثنان منهم يقومان بعملية الإطلاق. ومع توقف تلك العادة، مازال المدفع موجودًا للفرجة بساحة بانوراما متحف الشرطة بالقلعة.
ومع ذلك مازالتِ الإذاعة المصرية حريصة من خلال بعض التسجيلات والاعتماد على المؤثرات الصوتية وكذلك التليفزيون المصري على إطلاق صوت مدفع الإفطار مع مقولة مشهورة تسبق صوت المدفع وهي: مدفع الإفطار اضرب، وعندها يفرح الكبار قبل الصغار إعلانًا وابتهاجا بقدوم لحظة الإفطار. وقد انتشرت تلك العادة أواخر القرن التاسع عشر إلى بلاد الشام وبخاصة إلى دمشق والقدس ثم إلى بغداد، وإلى الكويت عام 1807م، ثم باقي أقطار الخليج واليمن والسودان وغيرها من دول إفريقيا، ثم إندونيسيا عام 1942، ليظل صوت هذا المدفع مظهرًا من مظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان وبخاصة عند المصريين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر مصر مدفع الإفطار مدفع الإفطار مدفع ا
إقرأ أيضاً:
مجموعة القحطاني السعودية تبحث عن فرص الاستثمار فى البترول والغاز والبتروكيماويات بمصر
في إطار إستراتيجية الوزارة لجذب استثمارات جديدة إلى قطاع البترول، بحث المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية خلال لقاءه بمسؤولي مجموعة القحطاني السعودية في مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، فرص التعاون والاستثمار في انشطة البترول والغاز والبتروكيماويات.
ضم اللقاء كل من الشيخ عبدالهادي طارق القحطاني الرئيس التنفيذي لشركة طارق القحطاني وشركة خدمات تشغيل وصيانة أنابيب وآبار النفط والغاز التابعة للمجموعة والشيخ عبدالملك طارق القحطاني رئيس شركة إيرادات التابعة للمجموعة ، و المهندس حسام ابراهيم مدير تنمية الأعمال وممثل المجموعة في الشراكة مع وزارة البترول، والمهندس معتز عاطف وكيل الوزارة لمكتب الوزير والمكتب الفني والمتحدث الرسمي، والمهندس محمود ناجي وكيل الوزارة لنقل وتوزيع المنتجات البترولية، والأستاذ يحيى الروبي مستشار الوزير للشئون القانونية، والدكتور محمد رضوان مدير بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج EUG، والمهندس أحمد أبوبكر معاون رئيس الإدارة المركزية للمكتب الفني والمتحدث الرسمي.
وشهد اللقاء استعراض الفرص الممكنة للتعاون والاستثمار المشترك، وفي مقدمتها تنمية وإنتاج البترول والغاز في ضوء حزمة الفرص الاستثمارية الواعدة التي طرحتها الوزارة في هذا المجال علي بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج EUG.
و أكد مسؤولو مجموعة القحطاني السعودية أن المجموعة منفتحة علي الشراكة مع قطاع البترول المصري والاستثمار في مصر في ظل توافر الفرص الجاذبة في عدد من مجالات التعاون ومقومات الاستثمار وخاصة البنية التحتية المتميزة في مصر، وأبدوا ترحيبهم بالدخول في فرص الاستثمار في مجالات خدمات صناعة البترول وتنمية وإنتاج البترول والغاز.
و من جانبه اعرب المهندس كريم بدوي عن ترحيبه برغبة مجموعة القحطاني في الشراكة مع قطاع البترول والاستثمار في مصر واهتمامها بدراسة الفرص الاستثمارية ومجالات التعاون الممكنة والذي انعكس في عقد عدة لقاءات عمل مشتركة بين الجانبين خلال الفترة القليلة الماضية ، واكد علي سرعة العمل والتعاون من جانب قطاع البترول لتسهيل الاستثمار والاستفادة من الفرص والمقومات الاستثمارية المتميزة بقطاع البترول مع بحث توسيع مجالات التعاون استنادا إلى المقومات والإمكانيات المتوفرة لدى الجانبين.
كما تطرق اللقاء إلى استعراض ماتم اتخاذه من خطوات لتسريع الإجراءات الأساسية والدراسات اللازمة للإعداد لإقامة مشروع مجمع العلمين للبتروكيماويات في العلمين الجديدة والذي تشارك فيه مجموعة القحطاني السعودية مع شركة شارد كابيتال الإنجليزية بالتعاون مع الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات.