صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-23@19:26:49 GMT

سودان الذكريات

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

سودان الذكريات

خالد فضل

أمضيت عاماً كاملاً بصفتي وافداً او نازح من الخرطوم رغم انني أعيش وسط أهلي في منزل العائلة الكبير, صفة نازح مصدرها أن مسار حياتي و اسرتي الصغيرة قد تشكل على مدى أكثر من ثلاثين عاماً تقريباً على العيش في الخرطوم حتى انني امتلك فيها منزلاً فيما لم اتبنى (قطعة) صغيرة في دار أبي في القرية.

معظم السودانيين الآن يحملون إحدى الصفتين, اما نازح او لاجئ, كل ذلك بسبب حرب 15 أبريل 2023 بين أطراف المكون العسكري السوداني كما أن معظم السودانيين في مناطق الحرب يعيشون الآن في الحقيقة على صدى ذكريات السودان.

من تلك الذكريات مثلاً في مثل هذه الأوقات من العام تعني نهاية العام الدراسي للمدارس الابتدائية وحتى الثانوية, و تكون مواعيد المراحل الثلاث قد تحددت سلفاً وربما ُعقد بعضها, الآن لا حديث عن المدارس في كل الولايات عدا واحدة او اثنين وحتى في تلك الولايات يبدو سقف المدارس مربوط بالسنة الثالثة من المرحلة الثانوية حيث الامتحان الأكبر “امتحان الشهادة السودانية” و قد صارت الان من ضمن ذكريات السودان .

في الولايات التي تنتشر فيها قوات الدعم السريع على وجه التحديد لا يوجد أي أثر لأجهزة الدولة , الحديث كله ذكريات عن رئاسة الولاية او مقرات الشرطة او النيابة او المحاكم او المحليات و الوحدات الإدارية , اختفى موظف الكهرباء عن مكاتبهم , وغاب الضباط الاداريون و حتى “عريف سوق الموانئ لم يعد موجوداً” و في الجزيرة كنموذج لا أثر لمفتش في الغيط أو محاسب في المكتب او غفير في مخزن الأسمدة و التقاوي , كما غابت أفرع البنوك , و حتى تطبيق بنكك المشهور اختفى مع قطع شبكة الاتصالات , ولا تسأل عن خدمات الأسواق ومحطات الوقود ,و عيادات الأطباء و المستشفيات العامة أو الخاصة و الصيدليات و المغالق , كل هذه اختفت من مناطق الجزيرة و صار الناس طلقاء من أي حكومة , يخضعون فقط لأرتال سيارات الدعم السريع عندما تجوب الانحاء و تنشر الذعر او تسلب الاشياء.

سودان الذكريات يتمدد مع حالة موات فمع قطوعات الكهرباء المستمرة لشهور لا توجد فضائيات أو مسلسلات , ولا توجد مكاتب بريد لتوصيل الرسائل و البرقيات مثلما تقطعت الطرقات , بارتكازات مسلحة تبع الحي هنا و تبع الدعم السريع هناك مع خنادق و حفريات أقامتها بعض القرى تحسباً من طوفان ذوات الدعم السريع و الدوشكات , و بالتالي صار التنقل بالدواب هو وسيلة الحركة و نشطت عربات الكارو التي تجرها الحمير والحصين هي وسيلة النقل عبر القرى وحتى في أحياء المدن, صارت السيارات ماركة اخر موديل في عداد سودان الذكريات.

لاحظ اناس كثيرون أن السودانيين شعب ماضوي تكتنفه حالة حنين و شعب دائم للماضي فهناك كان العمر الذهبي للكورة السودانية و عصر الشعر والغناء والموسيقى والمسرح وغيرها من أنشطة الإبداع , و زمان كانت السكة حديد ومشروع الجزيرة و الميناء و جامعة الخرطوم و القوات المسلحة “التي يملأ ضباطها قاشاتهم” ونقول للسيد “حميدتي” ذات عقبة!!, الماضي الخمسيني و الستيني الذي عشنا في كتفه نحن جيل الثمانينيات و الالفية الجديدة , صار بالترابت الزمني كأنه يعود الى العصر الحجري أو المروي أو عهود الفراعنة السودانيون اليوم في مناطق الحرب على الاقل يتلقون ليروا او يشعروا او يلمسوا أي أثر من آثار ما كان من دولتهم حتى يوم 15 أبريل 2023 , فلا يجدون ذلك الأثر , لقد تحولت الدولة إلى ذكرى , يختلف الناس حول كونها ذكرى حبيبة أم ذكرى بغيضة المهم ان السودان الأن “ذكرى” مع الأسف ولولا الذكرى مافي أسف ولا كان التمني وقف , كما صرح مصطفى سيد أحمد “عليه الرحمة” وهو من أعزب ذكريات السودان ولا حول ولا قوة الا بالله.

اوقفو الحرب الآن

 

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: خالد فضل الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يدعو جوبا لمنع عناصر الدعم السريع من دخول أراضيها

دعا الجيش السوداني، السبت، حكومة دولة جنوب السودان إلى عدم السماح لعناصر قوات الدعم السريع بالعبور إلى أراضيها، عقب فرارهم من مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار.

 

وكان الجيش أعلن في وقت سابق من اليوم السبت استعادة السيطرة على مدينة سنجة بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.

 

وتمكن الجيش من تحرير المدينة بعد تحريك قواته من مناطق الدندر، السوكي، سنار، والنيل الأزرق، حيث تقدمت هذه القوات ببطء نحو المدينة، مستعيدةً البلدات والقرى إلى أن أحكمت سيطرتها على سنجة.

عناصر قوات الدعم السريع نهبوا مقدرات وأموال الشعب

وقال العقيد عبادي الطاهر الزين، قائد متحرك “النبأ اليقين”، في مقطع فيديو بثته صفحات موالية للقوات المسلحة من داخل مدينة سنجة: “إن عناصر قوات الدعم السريع نهبوا مقدرات وأموال الشعب السوداني، وهم الآن في طريقهم إلى دولة جنوب السودان. رسالتنا لحكومة الجنوب أن لا تسمح لهم بعبور الحدود، فنحن سنلاحقهم أينما ذهبوا.”

 

وأكد الزين عزم القوات المسلحة على مطاردة ما تبقى من عناصر الدعم السريع حتى الحدود مع دولة جنوب السودان.

 

وكشف عن تكبيد المليشيا المتمردة، كما وصفها، خسائر فادحة في الأرواح والآليات الحربية خلال معركة استعادة سنجة، عاصمة ولاية سنار.

 

ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على محلية الدالي والمزموم، القريبة من دولة جنوب السودان، حيث يتمركز عناصرها بكثافة هناك. كما تستمر سيطرتهم على مناطق أبوججار وود النيل في ولاية سنار، بالإضافة إلى تواجدهم في بعض قرى محلية التضامن بإقليم النيل الأزرق المجاور لولاية سنار.

 

 

مقالات مشابهة

  • إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
  • الجيش السوداني يدعو جوبا لمنع عناصر الدعم السريع من دخول أراضيها
  • الجيش يعلن استعادة مقر الفرقة 17 من الدعم السريع وسط السودان
  • لماذا توقفت أميركا عن تأييد الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من الدعم السريع
  • السودان.. (القوة المشتركة) تحبط عملية تهريب أسلحة وعتاد لـ(الدعم السريع) من تشاد
  • القوة المشتركة: استولينا على إمدادات عسكرية كانت في طريقها إلى الدعم السريع
  • مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع
  • ناشطون: 42 قتيلا برصاص الدعم السريع في قرية وسط السودان
  • نشطاء يكشفون مقتل العشرات رمياً بالرصاص على يد قوات الدعم السريع في السودان