يدرس البيت الأبيض خيارات حول كيفية الرد الأميركي، حال تحدت إسرائيل تحذيرات الرئيس جو بايدن المتكررة من شن هجوم عسكري على مدينة رفح جنوبي غزة، دون خطة موثوقة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وفقًا لما نقلت قناة “سي إن بي سي” عن مسؤول أمريكي سابق وثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين.
وتجري المناقشات وسط قلق متزايد في إدارة بايدن وإحباط بين الديمقراطيين في الكونغرس من احتمالية تجاهل إسرائيل لمناشدات بايدن ببساطة.

في وقت تقترب في الدولة العبرية من شن عملية توغل في رفح المحاذية للحدود المصرية.
وفيما دعا الرئيس الأميركي مرارا، حكومة نتنياهو إلى اتخاذ إجراءات معينة، يتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياه، مناشدات بايدن. ويقول السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين عن ولاية ماريلاند: “لذا أعتقد أن هذا يجعل الولايات المتحدة تبدو غير فعالة”.
وقال فان هولين، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: “لقد أصدر الرئيس (بايدن) كلمات قوية وتحذيرات قوية بشكل متزايد، لكنني أعتقد أنه من أجل تطبيق تلك التحذيرات بشكل فعال، يتعين على الإدارة (الأميركية) استخدام الأدوات الأخرى المتاحة لها”.
ودفع البيت الأبيض إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة فيما يتعلق بشروط المبيعات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
ولم تضع الولايات المتحدة أي دعم عسكري لإسرائيل مشروطًا، على الرغم من أن مسؤولي إدارة بايدن فكروا في حجب أو تأخير بيع بعض الأسلحة.
وحددت إدارة بايدن يوم 24 مارس موعدا نهائيا لإسرائيل لتقديم تأكيدات مكتوبة، تليها مراجعة الحكومة الأميركية، بأن استخدامها للأسلحة الأميركية يتوافق مع القانون الدولي. وقد يؤدي عدم الامتثال إلى فرض قضية الدعم العسكري وربما دفع التحالف القديم إلى منطقة جديدة.
كما نصح مسؤولو الإدارة الحكومة الإسرائيلية بتجنب القيام بعملية عسكرية كبيرة في رفح، والقيام بدلاً من ذلك بمهام أصغر حجماً ومستهدفة لمكافحة الإرهاب، وفقاً لمسؤول في الإدارة، وفق “سي ان بي سي”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: “لقد كنا واضحين بشأن الحاجة إلى إعطاء الأولوية لحماية المدنيين”.
ويمثل مستوى عدم الثقة والتوتر بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية تحولًا غير عادي عن العداء الذي تقاسمه بايدن ونتنياهو قبل خمسة أشهر بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر في إسرائيل.
تبنى البيت الأبيض فعليا تصريحات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر يوم الخميس التي دعت إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل لاستبدال نتنياهو، الذي اعتبره شومر “عقبة رئيسية أمام السلام”.
وقال بايدن أمس الجمعة إن شومر ألقى “خطابًا جيدًا”.
وردا على سؤال حول رد فعل الرئيس، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في برنامج “تقارير أندريا ميتشل” على قناة “ام اس ان بي سي” إن بايدن “يعلم أن المشاعر التي عبر عنها شومر في ذلك الخطاب العاطفي أمس يتقاسمها العديد والعديد من الأمريكيين”.
وسلطت تصريحات شومر في قاعة مجلس الشيوخ الضوء على الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي والتي سيكون من الصعب على الرئيس التعامل معها أثناء حملته الانتخابية لولاية ثانية.
ومن المرجح أن يشجع موقفه التقدميين الذين يريدون رؤيته مدعومًا بتحول حقيقي في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وتحديدًا استخدام النفوذ من خلال حجب المساعدات ونقل الأسلحة ما لم تغير حكومة نتنياهو مسارها، وفق “سي ان بي سي”.
وأشار كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، يوم الجمعة، إلى أنهم لم يروا أي خطط للعملية العسكرية في رفح التي قالت إسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق عليها، كما أنهم لم يروا أي اقتراح لإجلاء المدنيين الفلسطينيين.

على مدى أسابيع، أعرب مسؤولو الإدارة الأميركية عن شكوكهم في أن إسرائيل قد طورت خطة شاملة لهجوم عسكري في رفح، قائلين إن التهديد بالاجتياح العسكري كان للحفاظ على نفوذها مع حماس خلال المفاوضات لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. غزة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی رفح

إقرأ أيضاً:

عراقجي: لم نتلق رسائل من الإدارة الأميركية الجديدة

نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي -اليوم الأربعاء- صحة التقارير التي زعمت وجود اتصالات أو رسائل متبادلة بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدا أن بلاده لم ترسل أو تتلقَّ أي رسائل من جانب واشنطن.

وصرح عراقجي -خلال اجتماع حكومي في طهران- أن إيران تتابع من كثب سياسات الإدارة الأميركية الجديدة وستقيّم مواقفها بناء على الأفعال لا الأقوال.

وأضاف أن أي محادثات مستقبلية مع واشنطن لن تتم إلا من "موقف متكافئ"، مشددا على أن "حالة انعدام الثقة لا تزال قائمة بين البلدين، ولا يمكن تجاوزها من خلال التصريحات الإيجابية وحدها، بل تحتاج إلى إجراءات عملية تثبت جدية الجانب الأميركي في التزاماته".

وأكد عراقجي أن التجربة السابقة أثبتت أن إيران التزمت بجميع بنود الاتفاق النووي لعام 2015، بينما كانت الولايات المتحدة هي التي خرقته بانسحابها الأحادي عام 2018 في عهد ترامب، وفرضها عقوبات مشددة ضد إيران، مما أدى إلى تصعيد التوترات الإقليمية والدولية.

وفيما يتعلق بالمحادثات مع الدول الأوروبية، أشار عراقجي إلى أن المفاوضات لا تزال قائمة، لكن طهران تنتظر أن تحدد الدول الأوروبية سياساتها بوضوح تجاه الملف النووي الإيراني، وتتعامل مع الاتفاقات السابقة بمصداقية.

إعلان موقف إيران من إدارة ترامب

بدوره، أكد مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن طهران تدرس حاليا سياسات إدارة ترامب تجاه إيران، موضحا أن الحكومة الإيرانية وضعت إستراتيجيات وخططا لمواجهة أي تصعيد محتمل.

وأوضح تخت روانجي أن إيران لن توافق على توسيع نطاق المفاوضات لتشمل قضايا أخرى غير الملف النووي، في إشارة إلى مطالب الولايات المتحدة بإنهاء النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط ودورها في النزاعات الإقليمية.

وعلى الصعيد الداخلي، قال عضو اللجنة البرلمانية الإيرانية فدا حسين مالكي إن الدستور الإيراني لا يمنح الحكومة تفويضا لإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن أي تواصل يجب أن يتم عبر قنوات الوساطة.

وحذر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي المسؤولين الإيرانيين من الوقوع في "فخ الدبلوماسية الأميركية"، داعيا إلى الحذر في أي مفاوضات محتملة مع واشنطن.

وقال خامنئي خلال اجتماع مع كبار القادة السياسيين والعسكريين "خلف ابتسامات الدبلوماسية، هناك دائما عداوات وضغائن خفية وخبيثة. يجب أن نفتح أعيننا ونكون حذرين مع من نتعامل ونتفاوض".

وعلى الرغم من أن تصريحاته أكدت على نهج الحذر والتشدد في التعامل مع الولايات المتحدة، فإن بعض المحللين رأوا فيها إشارة ضمنية إلى إمكانية إجراء مفاوضات مستقبلية، لكن بشروط صارمة تضمن عدم تكرار تجربة الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التوتر بين طهران وواشنطن، حيث لم تعقد أي مفاوضات مباشرة بين البلدين منذ عام 1980. وكانت إيران قد انخرطت في محادثات غير مباشرة لمدة 18 شهرا مع إدارة الرئيس السابق جو بايدن بين عامي 2021 و2022 لإحياء الاتفاق النووي، لكن المفاوضات انتهت دون نتيجة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتخلى عن جنودها.. احتجاجات واسعة بسبب تجاهل حقوق قدامى المحاربين
  • مغردون: أين الرد اللبناني على قصف إسرائيل للنبطية؟
  • عراقجي: لم نتلق رسائل من الإدارة الأميركية الجديدة
  • البيت الأبيض: فريق بايدن أنفق ميزانية الولايات المتحدة مثل البحارة المخمورين
  • نتنياهو في واشنطن الأسبوع المقبل.. ماذا سيبحث مع ترامب؟
  • ترامب يدعو نتنياهو إلى واشنطن الثلاثاء المقبل
  • واشنطن بوست: ترامب يهدد دولة تلو الأخرى بالأسلحة الاقتصادية الأميركية
  • إسرائيل اليوم: إدارة ترامب تدرس كيفية إقناع الدول بقبول اللاجئين من غزة
  • إدارة ترامب تستهدف عشرات من موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
  • سموتريتش: نجهز خطة مع نتنياهو لتشجيع هجرة سكان غزة