كريم خالد عبد العزيز يكتب: دائرة السعادة الانتقائية
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
طبيعة أغلب الأشخاص في هذا الزمان ليست كالأزمان الماضية من حيث نقاء وطيبة القلب واستقامة الأخلاق .... في الماضي كان الحب يقدر أكثر من الآن ، لأنه كان حقيقيا أكثر ونابعا من صميم القلب .... أما أغلب المجاملات التي تقال تحت مسمى الحب الآن وأغلب العلاقات التي توصف بأنها قوية ومتينة للأسف أغلبها مبني على المصالح المتبادلة والمشتركة .
هناك أشخاص كالأرض الخصبة ، كلما زرعنا فيهم بذور الحب والإخلاص حصدنا ثمار ذلك أضعاف ما نتصور أو ننتظر .... وهناك أشخاص مهما زرعنا فيهم بذور الحب والقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية ، لا نحصد إلا ثمار الكراهية ومواقف غير إنسانية وتصرفات غير أخلاقية .... هذه النوعية من البشر كالأرض البور غير صالحة للزراعة .... علينا أن ننتقي الأشخاص بعناية ونحدد مع من نتعامل ومع من يجب تجنبه .... قد تجبرنا الظروف أحياناً على التعامل مع أشخاص لا نريد أن نتعامل معهم أو لا نرتاح لهم ولكن في هذه الظروف علينا تحديد إطار التعامل الذي يحقق الأهداف المرجوة دون التعمق في العلاقة.
مقياس الإنسان الاجتماعي في هذا العصر قد يكون بتعدد علاقاته .... لكن للأسف قد يحدث ذلك على حساب نفسه ، فقد تتعدد علاقاته ولا يكون مرتاحا وقد يتعرض لكثير من المشاعر السلبية كالخذلان والصدمات بسبب عدم التقدير الذي يستحقه .... لكن حتى لو لم نكن في نظر عصرنا وغيرنا اجتماعيين فكفى أن نكون مرتاحين نفسيا ونعيش حياة هادئة عندما نكتشف أن صديقا أو اثنين حقيقيين يغنونا عن كثير من الأشخاص الذين يندرجون تحت مسمى الأصدقاء ولا نشعر بوجودهم.
في حياتنا نريد أن نصنع دائرة السعادة الانتقائية ، نريد أشخاصا حقيقية لا مزيفة ولو كانوا قلة قليلة .... نريد علاقات عميقة من القلب ولو كانت غير متعددة .... نريد أن نكون سعداء ومرتاحين حتى لو وصفنا بالانطوائية لقلة معارفنا .... انتقاء القلة الحقيقية مسئوليتنا لحياة هادئة وسعيدة خالية من الصراعات السلبية والخذلان المتكرر.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
مصور مصري يستكشف لحظات من السعادة وسط طبيعة إفريقيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما هو المعنى الحقيقي للسعادة في عالم سريع ومتغير؟
رأى المصور المصري أسامة العليمي أننا فقدنا الاتصال بجوهر السعادة الحقيقي. وقد قاده بحثه عن السعادة إلى قارة إفريقيا، حيث تروي كل زاوية فيها قصصًا لم تبددها مظاهر العالم الحديث.
خلال رحلاته الفوتوغرافية، وجد العليمي في الطبيعة الإفريقية وجوهًا مخفية تعكس المعنى الحقيقي للسعادة.
في هذه السلسلة بعنوان "استكشاف البهجة في أحضان الطبيعة"، التي عرضت خلال فعاليات النسخة التاسعة من مهرجان التصوير "اكسبوجر 2025"، كشف العليمي عن لقطات مثيرة للإعجاب لمجتمعات تنبض بالسعادة والمرح في القارة السمراء، حيث يعيش هؤلاء بانسجام تام مع المناظر الطبيعية رغم قسوة ظروف الحياة.
قال العليمي لموقع CNN بالعربية: "في هذه الأرض الساحرة، وسط التنوع الطبيعي المذهل والحياة البرية، تعيش مجتمعات في تناغم عميق مع الطبيعة، وسعادة حقيقية رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها".
وأضاف: "هؤلاء الأشخاص، بابتساماتهم المليئة بحكمة الأرض، يحملون أسرارًا للحياة لم نتمكن من اكتشافها إلا عبر التفاعل الصادق معهم".
وجد العليمي أن المجتمعات والأفراد الذين قابلهم في إفريقا قد ساهموا في تشكيل فهمه للسعادة وارتباطه بالطبيعة.
بعيدًا عن تعقيدات الحياة العصرية وقلقها المستمر، وجد العليمي لدى هؤلاء الأشخاص "قوة، وصمودًا، وقدرة مذهلة بالعثور على الأمل في أبسط الأشياء".
وأوضح: "هذه المجتمعات تعيش بإيقاع طبيعي، حيث الفرح لا يُشترى، بل يُستمد من اللحظات الصغيرة، وهذا بحد ذاته شهادة حقيقية على قوة الروح البشرية".
لم تخل رحلته الملهمة من التحديات، إذ تمثل التحدي الأكبر في الوصول إلى المناطق النائية حيث تعيش هذه القبائل والمجتمعات.
غالبًا ما كانت تتطلب رحلاته السفر لساعات طويلة نهارًا أو ليلًا لضمان الوصول خلال ساعات الشروق أو الغروب، حيث تكون الإضاءة مثالية للتصوير.
أشار المصور الفوتوغرافي المصري إلى أنه كان من الضروري قضاء الوقت في تلك المجتمعات، من أجل اكتساب ثقة أفرادها، وفهم ثقافتهم قبل التقاط الصور لهم، لافتا إلى أن غالبيتهم لم يسبق لهم رؤية الكاميرا سابقًا.
وأوضح: "كان هدفي أن أجعلهم يشعرون بالراحة قبل توثيق لحظات من حياتهم".
وقد امتد مشروع العليمي المستمر عبر عدة بلدان في إفريقيا، حيث يسعى إلى زيارة وجهة جديدة فيها كل عام. مع ذلك، فإن الصور التي عُرضت خلال مهرجان إكسبوجر 2025 ركزت على زنجبار، تنزانيا، وأوغندا.
شكلّت النساء مصدر إلهام بالنسبة للمصور الفوتوغرافي المصري بالمجتمعات المختلفة التي قابلها خلال رحلته في إفريقيا.
من خلال هذه الصور، دعا العليمي جمهوره إلى رؤية العالم بعيون جديدة، والتوقف للحظة، وأخذ نفس، والتأمل.
View this post on InstagramA post shared by Osama Elolemy (@genieinaclick)
وقال: "هذه دعوة للتحرّر من قيود الحياة المتسارعة، وعيش اللحظة، والشعور بجمال الوجود كما هو، من دون تكلف أو قيود".