يحتفظ ضريح الشيخ عسر؛ بقرية القمانة غرب مدينة نجع حمادى شمال قنا، بآلة قديمة تُنبه بحلول موعد إفطار وسحور رمضان، كانت تُستخدم فى العصور الإسلامية القديمة، قبل استحداث مكبرات الصوت.

وجرى اكتشاف هذه الآلة وتوثيقها، بواسطة الآثارى محمود عبدالوهاب، فى سنة 2012، بالضريح الذى يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 1871 ميلادية.

وتسمى هذه الآلة بـ«النقرزان»، والنقر هو قرع الشئ المُفضى لإحداث صوت، وهو صوت يُسمع من نقر الإبهام على الوسطى، و«النقرزان» هو أحد تسميات هذه الآلة، فمنها ما يُسمى بالباز وهو صغير الحجم، وكذلك يُسمى بالنحاسات.

وآلة التنبيه هذه هى آلة نحاسية نصف كروية يُشد عليها جلد جمل وبها ثقب فى قمتها لإخراج الصوت، ويُنقر عليها بعصا أو قطعة جلد سميكة لإحداث الصوت.

و«النقرزان» لا يكون مفردًا فهو عادة ما يتكون من آلتين اثنتين؛ للقرع عليهما بكلتا اليدين، فى مواكب خروج الحجاج، حيث كان يجرى تثبيتهما على ظهور الداوب أو الجمال فى هذه المواكب.

كما كان يستخدم للتنبيه بمرور مواكب الولاة وقادة الجيش، والاحتفالات الدينية، والحروب، وموالد الأولياء، وإعلان المراسيم والأخبار والأوامر من السلطة المركزية الحاكمة، ووفاة العلماء أو نُخبة المجتمع المحلى.

وكان لـ«النقرزان»، أهمية كبيرة عبر العصور الإسلامية المختلفة، خاصة خلال شهر رمضان المُبارك، ومن خلاله يتم الإعلان عن حلول موعد الإفطار والسحور، ويستخدمه المسحراتى حيث السجريات والفجريات والقصائد والمواعظ وذكر فضل الأعمال الصالحة والصلاة والزكاة.

وقديمًا كانت القرى تستخدم «النقرزان»، خلال شهر رمضان، حيث كان يتم نصبه أعلى مئذنة الجامع أو أعلى سطح مجاور له حتى يسمع صوته وفى قرية القمانة كان «النقرزان»، يوضع أعلى مقام الشيخ عسر. 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

شغف متزايد بألعاب الفيديو القديمة في زمن التطوّر الرقمي للقطاع

ستوك أون ترنت (المملكة المتحدة) "أ.ف.ب": تتسع ظاهرة عودة أجهزة ألعاب الفيديو القديمة، بدافع لدى البعض من الحنين إلى الماضي، ولدى البعض الآخر من الحاجة إلى الابتعاد عن الألعاب السائدة راهنا، ولا تبدو مجرّد اتجاه عابر.

وتشهد على هذه الظاهرة طرود من مختلف أنحاء العالم يتسلمها لوك مالباس في مدينة ستوك أون ترنت في وسط إنكلترا، تحتوي على وحدات تحكم تحتاج إلى تجديد.

قبل ست سنوات، حوّل هذا اللاعب البالغ 38 عاما شغفه إلى مهنة، إذ افتتح في منزله محل "ريتروسيكس" RetroSix لتصليح وحدات التحكم القديمة، على غرار "غايم بوي"، و"نينتندو سوبر إن إي إس" و"سيغا ميغا درايف" وسواها. وبات لديه اليوم بشكل دائم ما بين 50 و150 وحدة تحكم في الانتظار.

على امتداد جدران مشغله، تحتضن الرفوف مكونات إلكترونية وإكسسوارات لكل الموديلات تقريبا التي طُرحت منذ ثمانينات القرن العشرين. ويمكن لأصحاب الأجهزة القديمة تجديدها في مقابل مبلغ يبدأ من 60 يورو ويمكن أن يصل إلى المئات.

ويرى لوك أن "ثمة عنصرا حنينيا أساسيا" في رغبة البعض في العودة إلى هذه الألعاب، لكنه يعتبر أيضا أن "الأمر يتعلق بالتجربة اللمسية، إذ إن أخذ صندوق من على الرف، وإدخال اللعبة في وحدة التحكم، يزيد من متعة اللعبة".

لكنه يلاحظ كذلك أن ثمة عنصرا آخر هو الحاجة إلى الانفصال عن الألعاب الحالية التي يتم لعب معظمها عبر الإنترنت ضد آخرين، وهو ما يتطلب الكثير من التدريب للوصول إلى المستوى المنشود.

أما "اللعبة القديمة، فتلتقطها، وتشغّلها لعشر دقائق أو ساعة، لا فرق. إنها فورية وممتعة. لا تتنافس مع أحد، ولا تجعلك حزينا أو غاضبا"، بحسب لوك الذي يهوى شخصيا ألعابا من أبرزها "ريزيدنت إيفل" Resident Evil و"جوراسيك بارك" Jurassic Park.

حتى أن الأمر يصل بلوك إلى حد شراء أجهزة تلفاز قديمة عاملة بواسطة أنبوب الأشعة المهبطية ليحصل على تجربة أكثر تطابقا مع تجربة طفولته. وتحظى مقاطع الفيديو المتعلقة بتصليحاته والتي ينشرها على "يوتيوب" أو "تيك توك" بعشرات الآلاف من المشاهدات.

ويتوقع لوك ألاّ تنتهي هذه الظاهرة قريبا.

وفي نظر لوك "سيظل لدى الناس شغف فطري بالأشياء التي نشأوا عليها في طفولتهم، لذا أعتقد أننا سنحصل دائما على عمل. سيتطور ذلك، وعلى الأرجح لن يعود متعلقا بأجهزة غايم بوي"، ولكن "ستوجد دائما لعبة تُصبح من الماضي".

وأجرت منظمة "بافتا" البريطانية التي تقيم الثلاثاء احتفالها السنوي المخصص لتوزيع جوائزها لألعاب الفيديو، استطلاع رأي لاختيار لعبة الفيديو الأكثر تأثيرا على الإطلاق في كل الحقب الزمنية. وفازت باللقب لعبة "شينمو" Shenmue التي صدرت عام 1999، متقدمة على سلسلة "دوم" Doom الصادرة عام 1993، فيما حلّت في المرتبة الثالثة "سوبر ماريو براذرز" التي طرحتها "نينتندو" عام 1985.

وشهد معرض "لندن غيمينغ ماركت" المخصص لألعاب الفيديو القديمة والذي أقيمت نسخته العاشرة في العاصمة البريطانية في منتصف مارس، زيادة في عدد زواره في السنوات الأخيرة.

وبين الأكشاك التي تعرض الأقراص المرنة والأقراص المضغوطة وأجهزة التحكم القديمة، راح محبو هذه الألعاب وهواة جمعها يتسابقون للحصول على جوهرة نادرة.

وقال أدريان إنه "من أشدّ المعجبين" بلعبة "سونيك ذي هيدجهوغ" Sonic the Hedgehog. وأضاف أدريان الذي كان يرتدي قميصا يحمل صورة القنفذ الشهير الذي ابتكرته شركة "سيغا": "لدي الساعة وأشياء أخرى، وأبحث دائما" عن أشياء جديدة.

ولاحظ مدير شركة "ريبلاي إيفنتس" المنظمة للمعرض آندي براون تغييرا حقيقيا منذ ظهور جائحة كوفيد. وقال "كان الناس محصورين في منازلهم، يبحثون عن أنشطة تذكرهم بأوقات أفضل، لأن الحالة المزاجية كانت متشائمة جدا".

وأظهرت دراسة أجرتها جمعية المستهلكين الأميركية "كونسيومر ريبورتس" في مطلع سنة 2025 أن 14 في المئة من الأميركيين يلعبون على أجهزة صدرت قبل عام 2000.

وفي المملكة المتحدة، يمتلك 24 في المئة من "الجيل زي" (الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و28 عاما) جهاز ألعاب قديما، وفقا لاستطلاع شمل 2000 بريطاني أجري أخيرا في فعالية مخصصة للألعاب القديمة في لندن، نظمتها العلامة التجارية "برينغلز".

وفي سبتمبر الفائت، فككت الجمارك الإيطالية شبكة اتجار بأجهزة ألعاب الفيديو القديمة المقلدة، وضبطت نحو 12 ألف وحدة تحتوي على بعض الألعاب الأكثر شعبية من ثمانينات القرن العشرين وتسعيناته.

مقالات مشابهة

  • تنبيه هام من “ملكية الرياض” بشأن الأراضي
  • سوريا.. تحطيم ضريح الشاعر “رهين المحبسين” في مسقط رأسه
  • شغف متزايد بألعاب الفيديو القديمة في زمن التطوّر الرقمي للقطاع
  • نصائح مهمة للراغبين في شراء الذهب
  • إصابة شخصين لتعدى آخر عليهما بآلة حادة في أسوان
  • تطور النقد الأدبي عبر العصور
  • المرأة اليمنية.. صمود وثبات على مر العصور
  • إصابة شاب في حادث بمصر القديمة
  • انتهاك حرمة ضريح سيد السالك بتمصلوحت: ظاهرة تنقيب الكنوز في ضوء استنكار الأحفاد والسكان
  • تنبيه هام من حرس الحدود لمرتادي الشواطئ