من الناس من يفهم أن الصيام عبادة المراد منها الحمية عن الطعام والشراب والمفطرات المادية فقط، فتراه لا يتحرج عن المعاصى ولا يقى نفسه من الوقوع فى الشرور والآثام، تراه غير مكترث بصلاة أو زكاة أو تفهم لواجباته العديدة الوفيرة فى شهر الصيام.
لو اطلعت عليه فى ليله ونهاره، فى إفطاره وسمره، لرأيت لسانه يخوض فى فاحش الكلام، وهو ألد الخصام، لسانه يدور فى الكذب والغيبة والنميمة، وأذنه تلتقط ما يعكر صفاء القلب، وما هو أشد فتكاً من السموم فى الأجسام، ومحطة قلبه ساهية لاهية لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً إلا ما يبصرها الهوى.
همٌ هذا الصائم بعد أن صام لسانه عن الطعام والشراب ساعات معدودات، أن يلقى عند فطوره وسحوره أصناف الألوان من الطعام وأن يهدر وقته فى قيل وقال، حتى يطلع الفجر أو ينقضى الظلام، إنك لو سألته عن زكاته أو عن صلاته فإنك تحرجه ويقبض عنك أسارير وجهه، ثم هو غير مكترث بالجواب لأنه لا يبالى بما فاته من خيرات حسان فى شهر الصيام وغير هياب لما تطالعه به الأيام من أمور جسام (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً).
الصوم في نظره أمر مادى ينتهى بصاحبه إلى إمساك بعض الوقت عن الطعام غير فاهم ولا مدرك الصائم أن وراء هذه الحمية عن الطعام ما هو أضر وألزم، ألا وهو وقاية النفس وكف الجوارح عن الوقوع فى الآثام، وحفظ العينين عن سرقة الأعراض ونظر الحرام، وإبعاد اللسان عن فاحش الكلام ويقظة القلب بذكر الله، الذكر الكثير على الدوام.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس الصيام عن الأكل والشرب إنما الصيام عن اللغو والرفث (أى الإمساك عن ردئ الكلام، وفحشه وبذيئه).
أيها الصائم لتثبت أنك عن الشرور فى عزلة وفطام ولتعلم خصمك حكم الصيام قال لك سيد الأنام (فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إنى صائم إنى صائم)
هل علمنا أن وراء هذه الحمية عن الطعام قصداً أسمى وغاية ترجى وهى لعمر الله أعز وأغلى.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الصيام جنة (وقاية من المعاصى وترس يقى صاحبه) ما لم يخرقها، قيل وبم يخرقها قال: بكذب أو غيبة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
حقيقة هروب الأمين العام لحزب الله من لبنان
أصدرت العلاقات الإعلامية في حزب الله، اليوم الجمعة، بيانا ردا على مقال في إحدى الصحف المحلية في لبنان ، والذي زعم كاتبه أن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليس موجوداً في لبنان.
وقالت العلاقات الإعلامية في نص الرّد: "ورد في جريدتكم بتاريخ 14 يناير 2025 في مقال للكاتب سركيس نعوم تناول فيه عدم وجود الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في لبنان.
وفي إطار حق الرد والتوضيح، يهمّ العلاقات الإعلامية في حزب الله أن تؤكد أن الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم متواجد في لبنان ولم يغادره لا خلال فترة الحرب العدوانية ولا بعدها وهو يتولى تحمل مسؤولياته إلى جانب إخوانه وأهله وشعبه في لبنان".