انعقاد ملتقى الفكر للأئمة بالفيوم تحت عنوان "فروض الكفايات"
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
عقدت أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، سادس فعاليات ملتقى الفكر للأئمة تحت بعنوان "فروض الكفايات" وذلك بمسجد ناصر الكبير بمدينة الفيوم.
يأتي هذا في إطار دور وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف الفيوم العلمي والدعوي والتثقيفي، وجهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير، وضمن البرنامج الدعوي "مجالس العلم والذكر".
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور الدكتور حمدي أحمد سعد عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا محاضرا، وفضيلة الشيخ جابر الصواف إمام مسجد النصر بطامية، وفضيلة الشيخ جمعة عبد الفتاح إمام مسجد ناصر الكبير بمدينة الفيوم مقدما.
وخلال اللقاء أكد العلماء أن فرض الكفاية هو كل أمر مهم يقصد في الشرع تحصيله على جهة الإلزام، من غير تعيين فاعله، فيثاب فاعله، وإذا تركه الجميع أثموا، وإذا فعله البعض كفى، كما أكدوا أن من فروض الكفايات التكافل الاجتماعي وقضاء حوائج الناس، وأن ديننا لا يعرف الأنانية ولا السلبية ولا الاستغلال ولا الاحتكار، ويدعو إلى التآخي والتحابب، ومن ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): بينَما نحنُ في سفرٍ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاء رجُلٌ على راحلتِه قال: فجعَل يضرِبُ يمينًا وشِمالًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَن كان معه فضلُ ظَهرٍ فلْيعُدْ به على مَن لا ظهرَ له ومَن كان معه فضلُ زادٍ فلْيعُدْ به على مَن لا زادَ له"، فذكَر مِن أصنافِ المالِ ما ذكَر حتَّى رأَيْنا أنْ لا حقَّ لأحدٍ منَّا في فضل.
العلماء: إن لم يستطع المسلم الصوم له رخصة للإفطاروأشار العلماء إلى أن الصوم فريضةٌ من فرائض الإسلام أناطها الله تعالى بالاستطاعة، فالأصل أنه فرضٌ على المستطيع، فإذا لم يستطع المسلمُ الصومَ بالامتناع عن المفطرات من الطعام والشراب ونحوهما من الفجر إلى المغرب، فإن له رخصة الإفطار، بل إذا كان الصوم يضُرُّ بصحته بقول الأطباء المتخصصين فيجب عليه أن يفطر؛ حفاظًا على صحته، قال تعالى في خصوص الصوم: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيوم الكفايات الصوم أوقاف الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد
إقرأ أيضاً:
الصوم سيّد الأدوية بلا منازع
#الصوم سيّد الأدوية بلا منازع
#ماجد_دودين
في ظل التلوّث والتسمم البيئي والتغير المناخي، فإن أجسادنا تمتص كمية من السموم عبر الهواء والماء والغذاء، ويؤدي تراكم هذه السموم إلى أمراض خطيرة مثل الشيخوخة المبكرة، والسرطان، والموت المفاجئ، وبعد تجارب مُضنية وَجَدَ العلماء شيئاً عجيباً… هل تعلمون ما هو؟
يؤكد الأطباء أنّ الصوم هو الوسيلة الوحيدة التي تمكّن خلايا الجسم من التخلص -بأمان ودون آثار جانبية -من كافة المواد السامة المتراكمة!! يؤكد الأطباء أنّ الصوم ينشّط النظام المناعي لدى الصائم بدرجةٍ كبيرة… وبالتالي فإنّ مقاومة الجسم تزداد ضد جميع الأمراض، ولذلك يمكن اعتبـــــار الصيام سيّد الأدوية بلا منازع!
مقالات ذات صلة “أرزاك مكدّره”(أرزاق مُقدّرة) 2025/03/12تؤكد مئات الأبحاث العلمية أنّ الصوم يساعد على تنظيم عمل القلب وعلاج أمراضه واضطراباته… وهناك أبحاث تؤكد أن الصوم يقي من تصلّـــــب الشرايين واحتشاء العضلة القلبية!
كل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوجرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكسيد الكربون والرصاص والكبريت. إن الحل الأمثل لاستئصال هذه المواد المتراكمة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة وتنظيف هذه الخلايا بشكل فعال، وإن أفضل أنواع الصوم ما كان منتظماً، ونحن عندما نصوم لله شهراً في كل عام إنما نتبع نظاماً مثالياً لتصريف مختلف أنواع السموم من أجسادنا.
ومن أغرب الأشياء التي تلفت الانتباه قدرة الصوم على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!! حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم.
لقد عالج الدكتور “يوري نيكولايف” مدير وحدة الصوم في معهد موسكو النفسي أكثر من سبعة آلاف مريض نفسي باستخدام الصوم؛ حيث استجاب هؤلاء المرضى لدواء الصوم فيما فشلت وسائل العلاج الأخرى، وكانت معظم النتائج مبهرة وناجحة! واعتبر ان الصوم هو الدواء الناجح لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض الفصام والاكتئاب والقلق والإحباط.
الصوم دورة تدريبية وصيانة سنوية
إن المهندس الذي صمّم السيارة مثلا أرفق معها دليلاً يرشدنا إلى كيفيّة صيانتها بشكل يومي وشهري ودوري كي تخدمنا وتؤدي الغرض الذي صُنعت له – ولله المثل الأعلى – لقد خلقنا الله سبحانه وأرسل إلينا رسولا منا يعلمنا الكتاب والحكمة وأنزل علينا منهاجاً يدلنا كيف نصون عقولنا وأرواحنا وأجسادنا لنعيش حياة السعادة في الدنيا والآخرة وقدّم لنا الصيانة اليومية لأرواحنا وأجسادنا من خلال الصلوات الخمس، والصيانة الأسبوعية من خلال صلاة الجمعة، والصيانة السنوية المركّزة من خلال شهر رمضان، والصيانة الحياتية الشاملة من خلال الحج
لقد كتب الله علينا الصيام كما كتبه على الأمم من قبلنا ولكنّ تلك الأمم غيّرت وبدّلت أحكام الصيام وحافظنا عليها بفضل الله كمسلمين حيث نؤديها على الوجه الأكمل كما أداها النبي عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم.
أودّ أن أبيّن وأوضّح بأن معرفة العلة من الحكم الشرعي تعتبر أمراً تحسينياً زائدا على الأصل … فالأصل في الصيام أنّه ركن من أركان الأسلام وفريضة وعبادة افترضها الله علينا بشروط معلومة في أوقات وعلومة … فنحن لا نصوم لأن الصيام هو الدواء الشافي لأكثر من 100 من الأمراض، أو لأن الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم، ولا نصوم لأن السموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب ولكننا نصوم امتثالا لأمر الله الذي فرض علينا الصيام أما كل الفوائد والمنافع والثمرات والحِكم التي تتحقق بالصيام فهي أمر تحسيني يزيدنا يقينا إلى صحة وسلامة معتقداتنا.
الصلوات الخمس صيانة يومية وطهارة للقلب والروح والعقل والجسد …وكفارة للخطايا والذنوب إذا اجتنبت الكبائر … قال صلى الله عليه وسلّم: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا.) رواه البخاري ومسلم
وصلاة الجمعة صيانة أسبوعية… عن أَبي هُريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ» رواه مسلم.
وعن عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: «ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ» رواه مسلم.
وها نحن نعيش شهر الصيانة السنوية -شهر رمضان –الذي يقلب روتين حياتنا قلباً جميلاً … ويزوّدنا بشحنات من التقوى
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: “الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ”. رواه مسلم.
… ثم تأتي العمرة ويأتي الحج -لمن استطاع إليه سبيلا -ليكون الصيانة الحياتية الشاملة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن أبي هريرة قالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقولُ: «منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ». متفقٌ عَلَيْهِ.
تأمّلوا عظمة الله تعالى كيف يسّر لنا ما يسعدنا ويصلحنا في الدنيا والآخرة…وهكذا نستمر في برنامج الصيانة الرباني الروحي والقلبي والعقلي والجسدي والنفسي الشامل والمتواصل حتى يأتينا اليقين (الموت) – ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ…)) فتصعد الروح إلى بارئها نقيّة طاهرة من جسد نقي طاهر وقلب صاف وعقل حكيم فتستحق أعلى عليين بفضل وكرم ورحمة الله رب العالمين
ولله المثل الأعلى … كيف يكون حال سيارة يهملها صاحبها فلا صيانة يومية ولا أسبوعية ولا سنوية ولا صيانة شاملة (أفرهول) ماذا تكون النتيجة لمن يضع الماء في مركبته مكان الوقود والزيت مكان الماء؟! تتعطّل السيارة ولا تعمل وتتلف… يصدأ القلب وتهزل الروح ويموت العقل ويمرض الجسد ويسوء المصير …نسأل الله الثبات والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة …
عن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ))
سُبْحَانَ مَنْ أَظْهَرَ الْعَجَائِبَ فِي مَصْنُوعَاتِهِ، وَدَلَّ على عظمته بمبتدعاته، وحث على تصفح عِبَرِهِ وَآيَاتِهِ، وَأَظْهَرَ قُدْرَتَهُ فِي الْبِنَاءِ وَالنَّقْضِ، والهشيم والغض، {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
سَعِدَ مَنْ تَدَبَّرَ، وَسَلِمَ مَنْ تَفَكَّرَ، وَفَازَ مَنْ نَظَرَ وَاسْتَعْبَرَ، وَنَجَا مِنْ بَحْرِ الْهَوَى مَنْ تَصَبَّرَ، وَهَلَكَ كُلَّ الْهَلاكِ وَأَدْبَرَ، مَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ مَعَ الشَّعْرِ الْمُبْيَضِّ {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
يَا أَرْبَابَ الْغَفْلَةِ اذْكُرُوا، يَا أَهْلَ الإِعْرَاضِ احْضُرُوا، يَا غَافِلِينَ عَنِ الْمُنْعِمِ اشْكُرُوا، يَا أَهْلَ الْهَوَى خَلُّوا الْهَوَى وَاصْبِرُوا، فَالدُّنْيَا قَنْطَرَةٌ فَجُوزُوا وَاعْبُرُوا، وَتَأَمَّلُوا هِلالَ الْهُدَى فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا، فَقَدْ نَادَى مُنَادِي الصَّلاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، فَأَسْمَعَ أَهْلَ الطُّولِ وَالْعَرْضِ {قُلِ انظروا ماذا في السماوات والأرض}.