محللون: مدينة القدس ساهمت في إبقاء القضية الفلسطينية حيّة بمواجهة الاحتلال
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
يقول محللون إن مدينة القدس لعبت دورا كبيرا في إبقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس المسلمين حول العالم، وإنها دفعت نشطاء غربيين أيضا للتحرك دفاعا عن حقوق الفلسطينيين بدلا من مناهضتها.
فقد أكد ماجد الزير -الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية- أن البعد الثقافي للمدينة "إستراتيجي في بلورة الهوية الدينية لمسلمي العالم، التي تشكل حافزا مهما لربط المسلمين بقضية القدس بكافة أبعادها السياسية والدينية والثقافية".
وقال الزير -خلال مشاركته في النافذة التي من القدس- إن المدينة "لعبت دورا في إبقاء القضية حية، لأنها تمتلك البعدين الإسلامي والمسيحي، وهو ما يجعلها حاضرة بصفة دائمة في نفوس كل من يتمسكون بدينهم".
محرك دائمكما كانت القدس محركا دائما لمسلمي العالم، وفق الزير الذي قال إن هناك أكثر من 10 آلاف مظاهرة في أنحاء العالم كانت مرتبطة بالمدينة، مضيفا أن هذا الحضور الهوياتي للمدينة "يغذي القضية وساعدها على البقاء حية".
وحتى عندما تربط المقاومة نفسها بالقدس، فإنها تنبه المسلمين بأهمية المدينة، كما يقول الزير، مضيفا "نحن أمام حالة ستكون أساسا لاسترجاع حقوق الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين على حد سواء".
وعلى مدار سنوات، "أصبحت القدس وما يحدث حولها من انتفاضات حاضنة تعليمية لأجيال غربية لم تعرف فلسطين ولم تزرها، ودفعتهم لزيارتها والتعرف على المدينة وحولتهم من معارضة القضية الفلسطينية إلى الدفاع عنها وتأسيس منظمات أوروبية للدفاع عنها"، وفق الزير.
وحتى الساسة مهما قصروا بحق فلسطين، فإنهم لا يمكنهم المساس بالقدس أو التفريط فيها وفي مقدساتها، حسب قول الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية.
وأضاف الزير "اليوم هناك عديد من النشطاء والمؤسسات الغربية بدأت تبحث كيفية الدفاع عن القدس وحقوق الفلسطينيين فيها، وقد تحولوا إلى قوة مؤثرة تثير جنون دولة الاحتلال التي تحاول ملاحقة هؤلاء النشطاء وتجريمهم".
وأكد الزير أن العقل السياسي الغربي "يعي أهمية القدس والعامل الديني فيها، وهو ما نبههم لأهمية تجمع المسلمين فيها خلال شهر رمضان، وما يمكن أن يترتب على ذلك من إمكانية مواجهة انتهاكات الاحتلال".
وقد حاول المقدسيون على مدار سنوات مواجهة المحاولات الإسرائيلية المتواصلة لتغيير هوية المدينة، وذلك من خلال تعريف الأجيال الفلسطينية الجديدة بتراث المدينة وموروثها الثقافي والديني، كما يقول الفنان التشكيلي المقدسي عبد الجليل الرازم.
وقال الرازم إن ثقافة مدينة القدس لها أهمية كبيرة، مشيرا إلى أن سكان المدينة والبلدة القديمة "زرعوا في نفوس المقدسيين موضوع هوية المدينة والحفاظ على موروثها الثقافي والديني والشعبي".
ونوه الرازم بمشروع "حجر لوجيا" الذي يضم مجسمات لمعالم تاريخية في المدينة يتم التجول بها في مدن الضفة الغربية لعرضها على طلاب المدارس الذين لا يستطيعون الوصول إلى القدس.
وفي سادس أيام شهر رمضان المبارك، توافد آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى رغم تشديد القيود الأمنية والانتشار المكثف لشرطة الاحتلال في البلدة القديمة التي تجري عمليات تفتيش واسعة على أبواب المسجد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات
إقرأ أيضاً:
وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يبحثان “مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية”
السعودية – بحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لعقد مؤتمر لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، المقرر في يونيو/ حزيران المقبل برئاسة مشتركة.
وجاء ذلك خلال استقبال بن فرحان لبارو، امس الجمعة في العاصمة الرياض، ضمن زيارة يجريها الوزير الفرنسي إلى السعودية قادماً من الإمارات، في إطار جولة شرق أوسطية شملت العراق والكويت.
وأفادت الخارجية السعودية، في بيان عبر منصة “إكس”، أن الوزيرين استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وبحثا الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع الحالية في قطاع غزة.
كما تطرقا إلى الجهود المبذولة لعقد مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده في يونيو المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، دون تحديد مكان انعقاده، وفق البيان.
وتأتي جولة الوزير الفرنسي في إطار تحركات باريس بشأن المؤتمر الدولي حول حل الدولتين، الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 9 أبريل/ نيسان الجاري، خلال زيارته إلى مصر.
وأشار ماكرون، إلى أنه سيرأس المؤتمر بالاشتراك مع السعودية.
وفي 10 أبريل، أعلن ماكرون، أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة، وذلك في مقابلة مع قناة “فرانس 5” عقب زيارته لمصر وأشار إلى أن ذلك قد يكون خلال مؤتمر دولي حول حل الدولتين في يونيو المقبل.
وفي تصريح له عام 2024، قال ماكرون إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس “محرما” بالنسبة لفرنسا.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عززت المعارضة في فرنسا دعواتها للاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأناضول