يقول محللون إن مدينة القدس لعبت دورا كبيرا في إبقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس المسلمين حول العالم، وإنها دفعت نشطاء غربيين أيضا للتحرك دفاعا عن حقوق الفلسطينيين بدلا من مناهضتها.

فقد أكد ماجد الزير -الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية- أن البعد الثقافي للمدينة "إستراتيجي في بلورة الهوية الدينية لمسلمي العالم، التي تشكل حافزا مهما لربط المسلمين بقضية القدس بكافة أبعادها السياسية والدينية والثقافية".

وقال الزير -خلال مشاركته في النافذة التي من القدس- إن المدينة "لعبت دورا في إبقاء القضية حية، لأنها تمتلك البعدين الإسلامي والمسيحي، وهو ما يجعلها حاضرة بصفة دائمة في نفوس كل من يتمسكون بدينهم".

محرك دائم

كما كانت القدس محركا دائما لمسلمي العالم، وفق الزير الذي قال إن هناك أكثر من 10 آلاف مظاهرة في أنحاء العالم كانت مرتبطة بالمدينة، مضيفا أن هذا الحضور الهوياتي للمدينة "يغذي القضية وساعدها على البقاء حية".

وحتى عندما تربط المقاومة نفسها بالقدس، فإنها تنبه المسلمين بأهمية المدينة، كما يقول الزير، مضيفا "نحن أمام حالة ستكون أساسا لاسترجاع حقوق الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين على حد سواء".

وعلى مدار سنوات، "أصبحت القدس وما يحدث حولها من انتفاضات حاضنة تعليمية لأجيال غربية لم تعرف فلسطين ولم تزرها، ودفعتهم لزيارتها والتعرف على المدينة وحولتهم من معارضة القضية الفلسطينية إلى الدفاع عنها وتأسيس منظمات أوروبية للدفاع عنها"، وفق الزير.

وحتى الساسة مهما قصروا بحق فلسطين، فإنهم لا يمكنهم المساس بالقدس أو التفريط فيها وفي مقدساتها، حسب قول الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية.

وأضاف الزير "اليوم هناك عديد من النشطاء والمؤسسات الغربية بدأت تبحث كيفية الدفاع عن القدس وحقوق الفلسطينيين فيها، وقد تحولوا إلى قوة مؤثرة تثير جنون دولة الاحتلال التي تحاول ملاحقة هؤلاء النشطاء وتجريمهم".

وأكد الزير أن العقل السياسي الغربي "يعي أهمية القدس والعامل الديني فيها، وهو ما نبههم لأهمية تجمع المسلمين فيها خلال شهر رمضان، وما يمكن أن يترتب على ذلك من إمكانية مواجهة انتهاكات الاحتلال".

وقد حاول المقدسيون على مدار سنوات مواجهة المحاولات الإسرائيلية المتواصلة لتغيير هوية المدينة، وذلك من خلال تعريف الأجيال الفلسطينية الجديدة بتراث المدينة وموروثها الثقافي والديني، كما يقول الفنان التشكيلي المقدسي عبد الجليل الرازم.

وقال الرازم إن ثقافة مدينة القدس لها أهمية كبيرة، مشيرا إلى أن سكان المدينة والبلدة القديمة "زرعوا في نفوس المقدسيين موضوع هوية المدينة والحفاظ على موروثها الثقافي والديني والشعبي".

ونوه الرازم بمشروع "حجر لوجيا" الذي يضم مجسمات لمعالم تاريخية في المدينة يتم التجول بها في مدن الضفة الغربية لعرضها على طلاب المدارس الذين لا يستطيعون الوصول إلى القدس.

وفي سادس أيام شهر رمضان المبارك، توافد آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى رغم تشديد القيود الأمنية والانتشار المكثف لشرطة الاحتلال في البلدة القديمة التي تجري عمليات تفتيش واسعة على أبواب المسجد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة وأقوال الفقهاء في ذلك

أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه تنوعت عبارات الفقهاء فيما يباح للمصلي قطع الصلاة من أجله، ما بين مضيق وموسع، وبينوا أنه كما يجوز قطعها للضرورة فيجوز قطعها كذلك للحاجة.

فعند الحنفية:

قال العلامة الحصكفي الحنفي في "الدر المختار شرح تنوير الأبصار" (1/ 89، ط. دار الكتب العلمية): [ويباح قطعها لنحو قتل حية، ونَدِّ دابَّةٍ، وفَوْرِ قِدْرٍ، وضياعِ ما قيمتُه درهمٌ، له أو لغيره. ويستحب لمدافعة الأخبثين، وللخروج من الخلاف إن لم يَخَفْ فوت وقتٍ أو جماعة. ويجب لإغاثة ملهوف وغريق وحريق، لا لنداء أحد أبويه بلا استغاثة إلا في النفل، فإن علم أنه يصلي لا بأس أن لا يجيبه، وإن لم يعلم أجابه] اهـ.

وعند المالكية:

قال العلامة ابن رشد الجَدُّ في "البيان والتحصيل" (2/ 110-111، ط. دار الغرب الإسلامي): [مسألة قال: وسئل عن الرجل يصلي فيخطف رداؤه عنه، هل له أن يخرج ويقطع الصلاة ويطلب خاطفه، أم لا يقطع ويصلي ويدع رداءه يذهب؟ وعن الرجل يخاف على الشيء من متاع البيت السرق والحرق والفساد، مثل قلة الزيت، أو الماء، أو الخل، تقلب فيهراق ما فيها، هل يسعه أن يسويها ويرجع في صلاته؟ ومثل ذلك زقاق الزيت، أو الخل، ونحوه، يخاف عليها أن تنشق أو تنفسخ، أو يفسدها شيء- وهو يصلي، هل يصلح الزقاق ويربطها ويرجع في صلاته؛ أو يقطع صلاته ويستأنف؟ فقال ابن القاسم: إذا خطف ثوبه في الصلاة، فلا بأس أن يقطع ويذهب في طلب الذي أخذه، ويستأنف إذا رجع؛ وأما مالك فكان يكره نحوه، وذلك أني سألته عن الذي يكون في الصلاة فيرى الشاة تأكل الثوب، أو العجين؛ فقال: إن كان في فريضة، فلا يقطع؛ وأما الرجل يصلي وفي البيت قلة أو شيء يخاف عليه أن يهراق، فإني سألت مالكًا عن الرجل يقرأ فيتعايا في قراءته، فيأخذ المصحف ينظر فيه -وهو بين يديه- فكرهه، فهذا مثله] اهـ.

وعند الشافعية:

قال العلامة أحمد حجازي الفشني الشافعي في "تحفة الحبيب بشرح نظم غاية التقريب" (ص: 93، ط. الحلبي): [كالخوفِ في القتالِ: الخوفُ على معصوم من نفس، أو عضو، أو منفعة، أو مال، ولو لغيره، من نحو سَبُعٍ؛ كحية، وحرَق، وغرَق] اهـ.

وقال العلامة شيخ الإسلام البيجوري الشافعي في "حاشيته على شرح ابن قاسم على أبي شجاع" (1/ 309، ط. بولاق 1285هـ) محشِّيًا على قول الإمام أبي شجاع: "والثالث: أن يكون في شدة الخوف والتحام الحرب": [ويجوز هذا الضرب في كل قتال وضرب مباحين؛ كقتال عادل لباغٍ، وصاحب مال لمن قصد أخذه ظلمًا، ومن ذلك: ما لو خُطِفَ نعلُه، فله أن يسعى خلفه وهو يصلي، حتى إذا ألقاه الخاطف أتم صلاته في محله، أو هربت دابته وخاف ضياعها، وكهَرَبٍ من حريقٍ أو سيلٍ أو سَبُعٍ لا يعدل عنه، أو من غريم عند إعساره، أو خروج من أرض مغصوبة تائبًا، ومتى زال خوفه أتم صلاته كما في الأمن، ولا قضاء عليه، وليس له فعله لخوف فوت عرفة، بل يترك الصلاة ولو أيامًا ليدرك عرفة؛ لأن قضاء الحج صعب، بخلاف قضاء الصلاة، وخرج بالحجِّ العمرةُ؛ فلا يترك الصلاة؛ لأنها لا تفوت، ما لم ينذرها في وقت معين، وإلا كانت كالحج، فيترك الصلاة لها عند خوف فوتها كما أفتى به والد الرملي، وإن خالفه ابن حجر] اهـ.

وعند الحنابلة:

قال الإمام ابن قدامة في "المغني" (2/ 183، ط. مكتبة القاهرة): [قال أحمد: إذا رأى صبيين يقتتلان، يتخوف أن يلقي أحدهما صاحبه في البئر، فإنه يذهب إليهما فيخلصهما، ويعود في صلاته. وقال: إذا لزم رجل رجلًا، فدخل المسجد، وقد أقيمت الصلاة، فلما سجد الإمام خرج الملزوم، فإن الذي كان يلزمه يخرج في طلبه. يعني: ويبتدئ الصلاة. وهكذا لو رأى حريقًا يريد إطفاءه، أو غريقًا يريد إنقاذه، خرج إليه، وابتدأ الصلاة. ولو انتهى الحريق إليه، أو السيل، وهو في الصلاة، ففر منه، بنى على صلاته، وأتمها صلاة خائف؛ لما ذكرنا من قبل، والله أعلم] اهـ.

وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (1/ 380، ط. دار الكتب العلمية): [(و) يجب (إنقاذ غريق ونحوه) كحريق (فيقطع الصلاة لذلك) فرضًا كانت أو نفلًا، وظاهره: ولو ضاق وقتها، لأنه يمكن تداركها بالقضاء، بخلاف الغريق ونحوه (فإن أبى قطعها) أي الصلاة لإنقاذ الغريق ونحوه أثم و(صحت) صلاته كالصلاة في عمامة حرير. (وله) أي المصلي (إنْ فَرَّ منه غريمُه أو سُرق متاعُه أو نَدَّ بعيرُه ونحوه) كما لو أبق عبده (الخروجُ في طلبه) لما في التأخير من لحوق الضرر له] اهـ.

مقالات مشابهة

  • برلماني: ابتزاز إعلام الاحتلال لن يغير موقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية
  • “الأونروا” تعلن نقل موظفيها خارج مدينة القدس المحتلة بسبب قرارات قوات الاحتلال الإسرائيلية
  • كاتب صحفي: مصر تذّكر العالم مجددا بثوابتها الوطنية تجاه القضية الفلسطينية
  • برلماني يؤيد تصريحات الرئيس السيسي ويؤكد : مصر لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية
  • مشعل: الأسرى المحررون ينتقلون من نضال السجون إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية
  • تحذير عالمي بمواجهة تغير المناخ والتهديد النووي
  • أستاذ علوم سياسية: خطاب الرئيس السيسي أفشل مخطط تصفية القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: وقف عمل «الأونروا» امتداد للإبادة ومخططات تصفية القضية
  • الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة وأقوال الفقهاء في ذلك
  • برلمانية: مواقف مصر ثابتة أمام العالم في الدفاع عن القضية الفلسطينية