قاتل رغم ندرته.. ماذا تعرف عن الغرق الجاف وكيف تحمى طفلك؟
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
يهتم الأولياء بمتابعة أطفالهم أثناء اللعب على الشاطئ أو في حمامات السباحة، وربما يصبح التحذير المتكرر هو عدم الدخول في حيز المياه العميقة خوفا من الغرق، حتى أن أهم دروس السباحة التي يحرص على تلقينها للأبناء هي السلامة وأساسيات البقاء على قيد الحياة.
لكن هناك خطر آخر قد يكون قاتلا، وهو "الغرق الجاف" أو "الغرق الثانوي" وهما من المصطلحات غير الطبية، لكنهما يشيران إلى مضاعفات نادرة أكثر شيوعا عند الأطفال، ويجب الحذر منهما، والتوجه إلى الطبيب أو الطوارئ في أسرع وقت عند حدوثهما.
يحدث الغرق الجاف (Dry Drowning) عند نقص الأكسجين بالجسم، وهو لا يعني وصول الماء إلى الرئتين، لكن يرجع إلى استنشاق أو ابتلاع كمية بسيطة من الماء خلال السباحة عن طريق الأنف أو الفم، وهو ما يسبب تشنجا في الأحبال الصوتية للطفل ويؤدي إلى إغلاق الشعب الهوائية، مما ينتج عنه صعوبة في التنفس. وتبدأ هذه العلامات بعد ساعات أو تتطور خلال الأيام التالية من حدوث حادثة الغرق والنجاة منها.
لذلك فإن "الغرق الجاف" يصف سلسلة من الأعراض المتأخرة التي قد يعاني منها شخص ما بعد حادث متعلق بالمياه. فهو يختلف عن الغرق الفعلي لأنه لا توجد مياه تصل فعليًا إلى الرئتين.
ما الغرق الثانوي؟أما الغرق الثانوي (Secondary drowning) فهو مصطلح آخر يستخدمه الناس لوصف مضاعفات الغرق الأخرى. ويحدث ذلك إذا دخل الماء إلى الرئتين، ويمكن أن يهيج بطانة الرئتين وقد يتراكم السائل بهما، مما يسبب حالة تسمى الوذمة الرئوية.
وتعد الوذمة الرئوية واحدة من أخطر الحالات التي يمكن أن تتعرض لها نتيجة دخول الماء إلى رئتيك. ويقول طبيب الطوارئ جيسون ميلك "تتوقف رئتاك عن العمل بشكل صحيح، ويمكن أن تكون هذه حالة طبية طارئة خطيرة".
ومن المحتمل أن تلاحظ أن طفلك يعاني من صعوبة في التنفس على الفور، وقد يزداد الأمر سوءًا خلال الـ 24 ساعة التالية للسباحة.
ينقل موقع "ويب إم دي" (webmd) عن طبيب الأطفال جيمس أورلوفسكي، من مستشفى فلوريدا في مدينة تامبا، قوله إن حالات الغرق الجاف أو الثانوي نادرة جدا وتشكل أقل من 2% من جميع حالات الغرق، إلا أنه يجب الانتباه إلى أعراض تلك الحالات والتي تشمل:
السعال ألم الصدر صعوبة في التنفس الشعور بالتعب الشديد قد يعاني طفلك أيضا من تغييرات في السلوك مثل التهيج أو انخفاض مستويات الطاقة، مما قد يعني أن الدماغ لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين.وعلى الرغم من أن الأعراض تختفي من تلقاء نفسها في معظم الحالات، فمن المهم فحصها.
ويقول الدكتور مارك رايتر الرئيس السابق للأكاديمية الأميركية لطب الطوارئ "السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن الأعراض خفيفة نسبيا وتتحسن بمرور الوقت".
وعادة ما تكون أي مشاكل قابلة للعلاج إذا حصل المصاب على رعاية طبية على الفور، وتبقى مهمتك هي مراقبة طفلك عن كثب لمدة 24 ساعة بعد تعرضه لأي مشاكل في الماء.
ويقول ريموند بيتيتي، المدير الطبي المساعد لقسم الطوارئ بمستشفى الأطفال في بيتسبرغ: إذا لم تختف الأعراض، أو إذا ساءت، اصطحب طفلك إلى غرفة الطوارئ، وليس إلى عيادة طبيب الأطفال.
وقايةأهم شيء يمكنك القيام به هو المساعدة في منع الغرق بالمقام الأول، ولذلك يجب الحرص على:
مراقبة الطفل دائما عندما يكون في الماء أو بالقرب منه. لا يجب السماح للطفل بالسباحة إلا في المناطق التي يوجد بها رجال إنقاذ. لا تدع طفلك يسبح بمفرده.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لغز مريخي عمره 25 عاما.. سر الأخاديد المتعرجة على الكوكب الأحمر
في إنجاز علمي جديد، نجح فريق من الباحثين الهولنديين في حل لغز حير العلماء لأكثر من ربع قرن، بعدما توصلوا إلى أن الثلج الجاف هو السبب وراء تكون الأخاديد المتعرجة التي تزين كثبان المريخ الرملية كل ربيع، وليس المياه كما كان يعتقد سابقا.
منذ أن رصدت هذه الأخاديد لأول مرة عام 1999، ظن العلماء أنها ناتجة عن تدفق المياه على سطح المريخ إلا أن التجارب الحديثة كشفت حقيقة مدهشة: الانفجارات الغازية الناتجة عن تبخر ثاني أكسيد الكربون هي التي تشكّل تلك الأخاديد، حيث يتحرك الجليد تحت الرمال كما لو كان كائنًا حيًّا يشق طريقه عبر المنحدرات.
وتقول عالمة الجيولوجيا "لونِكه رولوفز" من جامعة أوتريخت: "عندما شاهدت التجربة لأول مرة، شعرت وكأنني أرى ديدان الرمال في فيلم Dune تتحرك تحت السطح"
تجربة تحاكي المريخ على الأرضفي مختبر خاص يعرف باسم غرفة المريخ، أعاد الفريق الهولندي خلق بيئة مطابقة تقريبا لظروف الكوكب الأحمر، حيث الهواء الرقيق والبرودة القاسية وضوء يحاكي إشعاع الشمس هناك.
وأسقط الباحثون كتلا من الجليد الجاف على منحدرات رملية بزوايا مختلفة، مصورين العملية بكاميرات عالية السرعة. وكانت النتائج مدهشة:عند المنحدرات الحادة، انزلقت الكتل دون أثر يُذكر.
أما عند المنحدرات اللطيفة، فقد بدأت الكتل في حفر نفسها داخل الرمال، مطلقة انفجارات غازية صغيرة دفعت الرمال في كل الاتجاهات، مخلفة وراءها أخاديد متعرجة تشبه تمامًا تلك التي رُصدت على المريخ.
سر الظاهرة تسخين خفي وانفجار مفاجئأوضح الباحثون أن الثلج الجاف شبه شفاف، ما يسمح لأشعة الشمس بالتسلل وتسخين الرمال تحته ومع ارتفاع درجة الحرارة، يتحول الجليد من الحالة الصلبة مباشرة إلى الغازية (عملية التسامي)، فيتراكم الضغط أسفل الكتلة حتى ينفجر الغاز فجأة، دافعا الرمال بقوة ويترك وراءه تلك الأخاديد الدقيقة المميزة.
اكتشاف يغير نظرة العلماء لتاريخ المريخيمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة في فهم العمليات الجيولوجية التي شكلت تضاريس المريخ، ويؤكد أن الكوكب الأحمر ما زال نشاطا جيولوجيا بطرق غير متوقعة، حتى في غياب الماء السائل.