موقع النيلين:
2024-11-17@06:40:36 GMT

«التجارة العالمية».. إلى أين؟

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT


جرت مياه كثيرة في مجرى منظمة التجارة العالمية منذ تأسيسها عام 1995، إذ تغيرت العلاقات الاقتصادية والسياسية بصورة جذرية خلال الثلاثين عاماً الماضية التي أعقبت خروج العالم من نظام متعدد الأقطاب إلى عالم أحادي القطب، حيث سادت أجواء من عدم اليقين حول سير العلاقات الدولية بسبب الضبابية.وكنا في دول مجلس التعاون الخليجي نحاول الخروج بتصورات عملية حول كيفية التعامل مع الوضع الجديد، خصوصاً وأن التجارةَ تشكل أهميةً كبيرة لدول المجلس بحكم موقعها وثرواتها، حيث تم إعداد بعض الدراسات، والتي أدت بدورها إلى إسراع دول المجلس للانضمام إلى المنظمة تباعاً إلى جانب 160 دولة عضواً و24 دولة مراقبة، وهو القرار الصحيح الذي اتخذ في حينه.

وعلى مدى عشرين عاماً اكتسب التوجه العالمي الذي قادته المنظمة والرامي إلى تحرير تجارة السلع والخدمات زخماً ليس بالقليل والذي من خلاله تم توفير ملايين فرص العمل، وبالأخص في البلدان الأقل نمواً. إلا أن هذا الخط التصاعدي أخذ في الانحسار منذ عشر سنوات تقريباً متأثراً بجوانب عدة يأتي مِن ضمنها التغير الذي طال موازين القوى العالمية، بما في ذلك العودة لعالم متعدد الأقطاب، كما أشار «جوزيف بوريل» مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وذلك إلى جانب أن العديد من الدول، وبالأخص المتقدمة التي تبنت ودافعت بقوة عن تحرير التجارة، وجدت أن هذا التوجه قد أضر بوضعها التجاري والاقتصادي بسبب تكاليف الإنتاج والقدرات التنافسية.وبما أن الدول المتقدمة هي مَن وضع أنظمةَ منظمة التجارة خلال عملية تحضير استمرت أكثر من أربعين عاماً، فقد أخذت في التخارج من نطاق الالتزامات، خصوصاً وأن العديد من قضايا النزاعات التجارية التي رفعت لمنظمة التجارية العالمية جاءت لغير صالح هذه الدول.

وفي المؤتمر الأخير الذي عقد بالعاصمة أبوظبي في شهر فبراير الماضي، والذي وفرت له دولة الإمارات كل أسباب النجاح، جرت خطوات مهمة للإسهام في تجاوز العديد من المآزق، رغم تفاوت المواقف بين الدول الكبيرة، وبالأخص تلك التي انتقلت خلال السنوات الماضية من دول نامية إلى ناشئة مثل الهند التي رفضت الاتهامات الموجهة إليها بعرقلة المحادثات خلال المؤتمر قائلة إنها «تريد فقط العدالة في الاقتصاد العالمي الذي تقف قواعده منذ وقت طويل ضد الدول الفقيرة»، كما أوضح وزير التجارة الهندي «بيوش غويال» الذي أضاف قائلاً: «إن أهم أولوية للمنظمة هي استعادة هيئة الاستئناف التابعة لها والمسؤولة عن تسوية النزاعات بين الدول الأعضاء والمكونة من 7 دول والمتوقفة عن العمل منذ أواخر 2019»، وهو ما يؤكد استنتاجنا السابق حول القرارات التحكيمية الصادرة في السنوات الأولى من عمر المنظمة.وإضافة إلى ذلك، سارت الأمور عكس التيار الذي قادته المنظمة الرامي إلى تحرير التجارة، حيث تزايدت الحمائية والحمائية المضادة في الكثير من البلدان النامية والمتقدمة، وذلك بعد أن شهدت العديد من الدول احتجاجات بسبب الانفتاح الذي أضر ببعض قطاعاتها الإنتاجية، مثل احتجاجات المزارعين الأوروبيين والتي ما زالت مستمرة منذ أكثر من شهرين.
أما الآفاق فتبدو قاتمة بسبب كثرة الغيوم التي تحيط بعمل المنظمة والسياسات الحمائية المتوسعة، حيث أعربت الصين على سبيل المثال مؤخراً عن «قلقها البالغ إزاء التحقيق التجاري الذي بدأه الاتحاد الأوروبي بشأن السيارات الكهربائية الصينية»، إذ هناك منافسة حادة بين الصين والاتحاد الأوروبي حول تجارة السيارات الكهربائية التي تتفاوت أسعارها بين الجانبين بصورة كبيرة.

لذا يدور السؤال الجوهري حول دور المنظمة المستقبلي: هل ستؤدي التغيرات الاستراتيجية العالمية السريعة في موازين القوى الاقتصادية إلى تغير قواعد اللعبة في التجارة الدولية، أم أن الجميع سيسهم في مساعدة المنظمة على القيام بدورها المهم في تنمية التجارة وتسهيل انسياب التبادل التجاري بين الدول لما فيه مصلحة كل الأطراف؟

د. محمد العسومي – صحيفة الاتحاد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

مصر تتصدر قائمة الدول المشاركة في المسابقة الذرية العالمية 2024

نظّمت شركة روساتوم المكلفة بتنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، المسابقة الذرية العالمية للمرة الخامسة، وهو مشروع تعليمي يهدف إلى تسليط الضوء على التطبيقات المتنوعة للتقنيات النووية في مختلف مجالات الحياة.

الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا النووية

وأشارت روساتوم في بيان إلى أنه أُجريت المسابقة هذا العام عبر الإنترنت، إذ جذبت 25,000 مشارك من 100 دولة مقارنةً بحوالي 10,000 شخص من أكثر من 60 دولة في عام 2023، لافتا إلى أنه للعام الثاني على التوالي، تصدرت مصر قائمة الدول المشاركة من حيث عدد المتسابقين على منصة المسابقة الذرية العالمية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا النووية في مصر.

أضافت الشركة أنه مع مرور كل عام، تتوسع نطاقات المسابقة الذرية العالمية، إذ تشارك المزيد من الدول وكالعادة، تقام النسخة التفاعلية للمسابقة في مراكز المعلومات الخاصة بالتقنيات الذرية والمدارس والجامعات حول العالم.

الاستخدامات السلمية للطاقة النووية

ونظمت روساتوم فعاليات مباشرة في كل من مدرسة سانت فاتيما بالعباسية ومدرسة المنهل الخاصة بمدينة نصر، تخللتها محاضرات تفاعلية قدمها المهندس محمود سعيد، خبير شاب في مجال الطاقة النووية، حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، لافتا إلى أنه يتيح نمط المسابقة العلمية للجميع اختبار معرفتهم واكتساب معلومات جديدة حول التطبيقات السلمية للذرة في حياة الإنسان اليومية.

وأجاب المشاركون على 25 سؤالًا تتنوع في درجات الصعوبة والموضوعات على سبيل المثال، هل يمكننا تسخير طاقة النجوم هنا على الأرض؟ كيف نستطيع استكشاف الأهرامات والبراكين دون عناء؟ ولماذا تُعتبر حرارة محطات الطاقة النووية ذات قيمة خاصة في المناطق الاستوائية؟.

تقسيم أسئلة المسابقة إلى خمسة محاور

تم تقسيم أسئلة المسابقة إلى خمسة محاور تمثل الإنجازات الرئيسية في الصناعة النووية: الطاقة والبيئة، الصحة، العلوم النووية، الصناعة والنقل، بالإضافة إلى الغذاء والزراعة، واشتمل الموقع الإلكتروني للمشروع أيضا على رسوم توضيحية تعرض التطبيقات المختلفة للتقنيات الذرية، وبعد انتهاء المسابقة في كل موقع، قام الخبراء المدعوون بالتعليق على الإجابات الصحيحة.

الاستخدامات الأبرز للتكنولوجيا النووية

وسيجرى نشر قائمة بأسماء 100 فائز من مسابقة الإنترنت على موقع المشروع quiz.atomforyou.com في موعد أقصاه 22 نوفمبر 2024، وسيحصلون على جائزة حصرية لعبة أحجية ذرية تحتوي على قطع تعكس الاستخدامات الأبرز للتكنولوجيا النووية، بدءًا من تشغيل المركبات الفضائية وصولًا إلى الزراعة التقنية بالإضافة إلى ذلك، سيحصل ثلاثة فائزين على جائزة خاصة – رحلة إلى روسيا، وقد حصل الطلاب المشاركون في المسابقة المباشرة في كلتا المدرستين في مصر على جوائز مميزة في نهاية الفعالية.

مقالات مشابهة

  • قمة مجموعة العشرين تستعد لدعم أهداف المناخ والتجارة العالمية
  • «العربية للتنمية الزراعية» تنظم فعالية حول تسهيل وصول الدول العربية للتمويل الأخضر في «COP29»
  • العربية للتنمية الزراعية تنظم حدثًا جانبيًا حول تسهيل وصول الدول العربية للتمويل الأخضر في COP29
  • ما مصادر التمويل التي ستوفرها قمة المناخ "كوب 29"؟
  • منع الاستخدام التجاري لشعارات الدول والرموز الدينية والطائفية
  • مسؤول في “البنتاغون”: اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط
  • معتدل على الدول العربية.. تفاصيل حالة الطقس بالعواصم العالمية
  • مصر تتصدر قائمة الدول المشاركة في المسابقة الذرية العالمية 2024
  • دكتورة عمانية تحصد جائزة المنظمة العالمية للفيزياء الطبية
  • اكتشاف حطام المدمرة “يو إس إس إدسال” التي غرقت بالحرب العالمية الثانية