في اكتشاف جديد لتلسكوب جيمس ويب.. رصد مكونات الخل ولسعات النمل حول نجمين بالفضاء
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
(CNN)-- اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي مكونات كيميائية شائعة موجودة في الخل ولسعات النمل وحتى المارغريتا حول نجمين شابين، وفقًا لوكالة ناسا.
وشملت الجزيئات العضوية المعقدة التي لاحظوها باستخدام أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة للمرصد الفضائي، حمض الأسيتيك، وهو أحد مكونات الخل، والإيثانول - المعروف باسم الكحول.
كما عثر الفريق أيضًا على جزيئات بسيطة من حمض الفورميك، الذي يسبب الإحساس بالحرقان المرتبط بلسعات النمل، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكبريت والميثان والفورمالدهيد. يعتقد العلماء أن المركبات الكبريتية، مثل ثاني أكسيد الكبريت، ربما لعبت دورًا رئيسيًا في بداية ظهور الأرض، مما مهد الطريق في النهاية لتشكل الحياة.
تم رصد الجزيئات المكتشفة حديثًا كمركبات جليدية تحيط بنجمي IRAS 2A وIRAS 23385، أو نجوم صغيرة جدًا لدرجة أنها لم تشكل كواكب بعد. تتشكل النجوم من سحب دوامية من الغاز والغبار، والمواد المتبقية من تكوين النجوم تؤدي إلى ظهور الكواكب.
ويقدر أن النجم الأوّلي IRAS 23385 يقع على بعد 15981 سنة ضوئية من الأرض في مجرة درب التبانة، وفقا لبحث سابق.
تثير الملاحظة الجديدة اهتمام علماء الفلك لأن الجزيئات المكتشفة حول النجوم يمكن أن تكون مكونات حاسمة لعوالم يحتمل أن تكون صالحة للحياة، ويمكن دمج هذه المكونات في الكواكب التي من المحتمل أن تتشكل في النهاية حول النجوم.
الفضاء مليء بالمعادن الثقيلة والعناصر والمركبات الكيميائية التي تم إنشاؤها وإطلاقها بواسطة انفجارات النجوم مع مرور الوقت. وفي المقابل، تندمج العناصر الكيميائية في السحب التي تشكل الجيل القادم من النجوم والكواكب.
على الأرض، سمح المزيج الصحيح من العناصر بتكوين الحياة، وكما قال عالم الفلك الشهير كارل ساغان ذات مرة: "نحن مصنوعون من مادة النجوم". لكن علماء الفلك تساءلوا منذ فترة طويلة عن مدى شيوع العناصر الضرورية للحياة في جميع أنحاء الكون.
البحث عن جزيئات معقدة في الفضاءفي السابق، اكتشف العلماء باستخدام تلسكوب جيمس ويب، أنواعًا من الجليد تتكون من عناصر مختلفة في شكل سحابة جزيئية باردة ومظلمة، وهي عبارة عن كتلة بين النجوم من الغاز والغبار حيث يمكن أن تتشكل جزيئات الهيدروجين وأول أكسيد الكربون. يمكن أن تنهار الكتل الكثيفة داخل هذه السحب لتشكل نجومًا أولية.
إن اكتشاف الجزيئات العضوية المعقدة في الفضاء يساعد علماء الفلك على تحديد أصول الجزيئات بالإضافة إلى أصول الجزيئات الكونية الأكبر الأخرى.
يعتقد العلماء أن الجزيئات العضوية المعقدة تنشأ عن طريق تسامي الجليد في الفضاء، أو العملية التي تتغير فيها المادة الصلبة إلى غاز دون أن تصبح سائلة في البداية، ويقدم اكتشاف تلسكوب جيمس ويب الجديد دليلاً على هذه النظرية.
وقال ويل روشا، قائد فريق برنامج جيمس ويب لرصد النجوم الأولية الصغيرة وباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ليدن في هولندا، في بيان: "يساهم هذا الاكتشاف في الإجابة على أحد الأسئلة القديمة في الكيمياء الفلكية. ما هو أصل الجزيئات العضوية المعقدة في الفضاء؟ هل يتم تصنيعها في الطور الغازي أم في الجليد؟.
الفضاءعلوم الفضاءنشر السبت، 16 مارس / آذار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الفضاء علوم الفضاء علماء الفلک فی الفضاء جیمس ویب
إقرأ أيضاً:
نجوم النعائم
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
واليوم أيضا لن نتحدث عن نجم مفرد، بل سنتحدث عن مجموعة من النجوم وقد أطلق عليها العرب اسم نجوم النعائم، وقسموها إلى النعائم الشمالية وهي أربعة نجوم تشكل جزءًا من «إبريق الشاي» الشهير في كوكبة القوس، والنعائم الجنوبية وهي أربعة نجوم في الكوكبة نفسها، وفقًا للمعاجم اللغوية ف«النَّعائِم» هو جمع لكلمة «نَعامة»، ويشير إلى مجموعة من النجوم التي تشكل منزلة من منازل القمر، تُصور على هيئة النعامة، وقد كانت النعامة أحد الحيوانات التي تعيش في الصحراء العربية، وقد وصفها الشعراء في معلقاتهم وقصائدهم، فلا غرابة حين يقومون بتسمية النجوم المتناثرة في السماء بقطعان النعام.
وفقًا للتقويم الفلكي العربي، تُعتبر «النعايم»، المنزلة الرابعة من منازل فصل الشتاء، وتبدأ في 15 يناير وتستمر لمدة 13 يومًا خلال هذه الفترة، يكون الطقس شديد البرودة، خاصة في الليل والصباح الباكر، وقد اعتمد العرب القدماء على منازل القمر والنجوم، بما في ذلك «النعائم» لتحديد مواعيد الزراعة والأنشطة الفلاحية، خلال هذه الفترة، وكان المزارعون يجهزون أراضيهم للزراعة، حيث تُزرع خلالها الكثير من المحاصيل، كما استخدم المغاربة «المنازل» لتحديد مواعيد الزراعة، وحصاد المحاصيل، وغرس الأشجار، وجني الغلات، بالإضافة إلى تحديد مواسم الصيد البري وقنص الطيور.
ولأن «النعائم»، تشير إلى مجموعة من النجوم وليس نجمًا واحدًا، فإن خصائصها الفلكية التي أثبتتها الدراسات الحديثة تشير إلى أنها تختلف من نجم لآخر من حيث القطر ودرجة الحرارة، والبعد عن الأرض، ولكن تتراوح أحجام النجوم بين حوالي 5% من حجم الشمس إلى حوالي عشرة أضعاف قطر الشمس، أما درجات الحرارة السطحية للنجوم، فتتراوح بين 3,500 درجة كلفن للنجوم الحمراء الصغيرة إلى 30,000 درجة كلفن أو أكثر للنجوم الزرقاء الكبيرة.
وإذا أتينا إلى الشعر العربي وورود هذه النجوم فيه فنجدها في كل العصور الأدبية في الشعر العربي، كما نجد لها شواهد في المنظومات والقصائد العمانية، فنجد مثلا الشاعر العماني سليمان النبهاني يصف قوم ويمدحهم بأنهم وصلوا في العلو والرفعة مكانة لم تصل لها نجوم النعائم فقال:
همُ القوم سادوا كلَّ حيٍ وشيَّدوا مراتبَ لم تبلغ مداها النَّعائمُ
ليوثٌ صناديد غُيوث هواطل جبال منيفات بحار خضارمُ
كما أن البحار العماني أحمد بن ماجد ذكرها في منظوماته الفلكية فقال:
والقَلبُ والشولَةُ والنَعَائِم
وَبَعدَهَا البَلدَةُ تَطلُع دائِم
ثُمَّ السعُودُ الأَربَعَة والفَرغُ
يا طال ما فُصِّل عليها الشُّرعُ
حتى أننا نجد أبو طالب بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر النعائم في مقطوعة شعرية وهو يصف أن بني هاشم بلغوا في المجد مكان نجوم النعائم، وذلك بفضل محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول:
لَقَدْ حَلَّ مَجْدُ بَني هاشمٍ
مَكانَ النَّعائِمِ وَالنَّثْرَةْ
وَخَيْرُ بَنِي هاشمٍ أَحْمَدٌ
رَسولُ الْإِلَهِ عَلَى فَتْرَةْ
ونجد الشاعر الجاهلي عامر بن الظرب العدواني يذكر النعائم في إحدى قصائده ويقرنها مع نجم النسر فيقول:
سَمَوْا فِي الْمَعالِي رُتْبَةً فَوْقَ رُتْبَةٍ
أَحَلَّتْهُمُ حَيْثُ النَّعائِمُ والنَّسرُ
أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ فَتَضاءَلَتْ
لِنُورِهِمُ الشمْسُ الْمُنِيرَةُ وَالْبَدْرُ
في حين نجد أن الشاعر الأموي أبو طالب المأموني يذكر نجوم النعائم مقرونة بنجم السهى فيقول:
سيخلف جفني مخلفات الغمائم
على ما مضى من عمري المتقادم
بأرض رواق العز فيها مطنب
على هاشم فوق السهى والنعائم
ونرى الشاعر العباسي أبو العلاء المعري في لزومياته يذكر هذه النجوم في معرض مدح أحدهم ويذكر الصوم أيضا فيقول:
وَرِثتَ هُدى التَذكارِ مِن قَبلَ جُرهُمٍ
أَوانَ تَرَقَّت في السماءِ النَعائِمُ
وَما زِلتَ لِلدَينِ القَديمِ دِعامَةً
إِذا قَلِقَت مِن حامِليهِ الدَعائِمُ
وَلَو كُنتَ لي ما أُرهِفَت لَكَ مُديَةٌ
وَلا رامَ إِفطاراً بِأَكلِكَ صائِمُ
وإذا أتينا إلى الشاعر العباسي الشريف المرتضى نجده يشبه النوق وهي تمشي في الليل مثل نجوم النعائم التي تنتثر في السماء فيقول:
ركبوا قلائصَ كالنّعائمِ خرّقَتْ
عنها الظّلامَ بوَخْدِها تَخرِيقا
يَقطَعن أجوازَ الفَلا كمعابِلٍ
يمرُقن عن جَفْنِ القِسيِّ مُروقا