عباس من أنقرة: إسرائيل تسعى لتدمير العملية السياسية.. وأردوغان: نرفض تغيير الوضع التاريخي للأماكن المقدسة
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس -اليوم الثلاثاء- إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسعى بكل قوّتها لتدمير ما تبقى من أسس العملية السياسية، في حين شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على موقف بلاده الرافض للممارسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي للأماكن المقدسة في فلسطين.
وأضاف عباس -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان في أنقرة اليوم الثلاثاء- أن إسرائيل تقوم بذلك عبر ممارسات عنصرية واستعمارية مدروسة ومخطط لها، فضلا عن تنصّلها من تنفيذ التزاماتها جميعًا، وآخرها التزامات العقبة وشرم الشيخ.
وقال الرئيس الفلسطيني إن بلاده وشعبها يعوّلون كثيرًا على الموقف التركي الذي وقف دومًا إلى جانب الحق الفلسطيني، مشددا على "عمق العلاقات الأخوية التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين، مثمّنين مواقف تركيا الثابتة، والداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني وسعيه الحثيث لنيل حريته واستقلاله، والدفاع عن القدس والمقدسات".
وأعرب عباس عن تمنياته لتركيا ولشعبها الشقيق دوام التقدم والازدهار، مجددًا التهنئة للرئيس أردوغان بفوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرًا.
من جهته، قال الرئيس التركي إنه لا يمكن لبلاده قبول الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي للأماكن المقدسة في فلسطين، وعلى رأسها المسجد الأقصى، مشددا على أن الطريق الوحيد لسلام عادل ودائم في المنطقة يمر من الدفاع عن رؤية حل الدولتين.
وأكد أن وحدة الفلسطينيين وتوافقهم أحد العناصر الأساسية في هذه المرحلة، وقال إنه أعرب مجددا لنظيره الفلسطيني عن استعداد تركيا لتقديم كافة أشكال الدعم في هذا الصدد.
وأضاف الرئيس التركي أن "إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وعلى أساس معايير الأمم المتحدة؛ شرط ضروري من أجل السلام والاستقرار لمنطقتنا بأسرها"، مشددا على أن "تركيا ستواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية بأقوى صورة، ودعم كافة الجهود لتعزيز أمن الشعب الفلسطيني ورخائه".
وفي نهاية المؤتمر، قدم عباس لأردوغان وثيقة تسمية ميدان يحمل اسم الرئيس رجب طيب أردوغان في مدينة رام الله.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فيدان: إسرائيل تريد دولا محيطة ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" الخميس، إن تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمثل "دعوة للاستيقاظ لأوروبا كي تتحد وتصمم مركز ثقل خاص بها"، مؤكدًا أن تركيا تريد أن تكون جزءًا من أي بنية أمنية أوروبية جديدة في حال انهيار حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف فيدان: "لقد خرج الجني من القمقم، ولا توجد طريقة لإعادته"، مشيرًا إلى أنه "حتى لو قرر ترامب عدم الانسحاب من أوروبا في هذا الوقت، فمن الممكن أن يفكر شخص ما في المستقبل لديه وجهات نظر وأفكار سياسية مماثلة في تقليص مساهمات أمريكا في الأمن الأوروبي".
وتعتبر الصحيفة أن زيارة فيدان لدمشق في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، جسدت لحظة انتصار للرجل الذي تحول من رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT) إلى وزير للخارجية في حزيران/ يونيو 2023، ويُعتبر أحد المهندسين الرئيسيين للسياسة الأمنية التركية الحديثة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.
ويقول فيدان في الحوار: "كنت أدير منظمة كبيرة، والآن هي تديرني"، في إشارة إلى انتقاله من عالم الاستخبارات إلى الدبلوماسية.
ويُعتبر فيدان أحد أكثر مساعدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ثقة، حيث لعب دورًا محوريًا في تشكيل استراتيجية تركيا في سوريا والشرق الأوسط.
وتشير الصحيفة إلى أن فيدان استطاع تحقيق توازن في علاقات أنقرة مع روسيا من جهة، وحلفائها في الناتو من جهة أخرى، رغم الاضطرابات التي أحدثها قدوم ترامب للحلف، خاصة فيما يتعلق بموقف واشنطن من أوكرانيا وعلاقتها بالناتو.
لم نكن على علم بهجوم تحرير الشام
وفيما يتعلق بسوريا، نفى فيدان معرفته المسبقة بهجوم هيئة تحرير الشام في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الذي أدى إلى إسقاط نظام بشار الأسد، لكن الخبراء يعتقدون أن الهجوم لم يكن ليتم دون موافقة أنقرة.
وأشار فيدان إلى أن تركيا أصبحت الفاعل الأجنبي الأكثر نفوذًا في سوريا بعد رحيل الأسد، مع انسحاب إيران وخسارة روسيا لحليف مهم في الشرق الأوسط.
وحول الدور التركي في سوريا، قال فيدان إنه يعتبر فرصة كبيرة للقوة الناعمة لأنقرة، حيث يوفر فرصًا للشركات التركية والتجارة، لكنه يحمل أيضًا أعباءً ومخاطر.
وأكد أن هجمات الاحتلال الإسرائيلي تشكل أكبر تهديد لمساعي السوريين لإعادة بناء بلدهم، قائلًا: "إسرائيل ترى كل دولة عربية وإسلامية تهديدًا، وهذا أمر خطير للغاية. فهي تتبنى استراتيجية إبقاء جميع الدول المحيطة بها ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها".
"قسد العدو اللدود لتركيا"
ومن بين مخاوف فيدان الرئيسية مصير "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًا في أنقرة. وحذر فيدان من أن "قسد" يجب أن تُحل وأن يُطرد مقاتلوها غير السوريين، وإلا ستواجه عملاً عسكريًا تركيًا جديدًا.
وأضاف: "هؤلاء الناس هم العدو اللدود لتركيا"، مشيرًا إلى أن بلاده لا يمكنها السماح بوجود آلاف المقاتلين الأكراد على حدودها.
وعن الرواية القائلة بأن المسلحين الأكراد ضروريون لمنع عودة تنظيم الدولة، اقترح فيدان خطة لتطوير تحالف إقليمي لمحاربة التنظيم، يكون بديلاً للمهمة التي تقودها الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن القوات التركية قد تسيطر على معسكرات وسجون تديرها "قسد" في شمال شرق سوريا، والتي تضم آلافًا من مقاتلي داعش وأقاربهم إذا لزم الأمر.
وقال فيدان: "إنها مسألة استخبارات وقوة جوية. ولا يزال بإمكاننا القتال ضد داعش، حتى لو قررت الولايات المتحدة الانسحاب".