أبوعاصي لـ«أبواب القرآن»: من يقولون إن الحجاب فرض كالصلاة يتجرؤون على الشرع
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
قال د. محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن الخمر ليس فيها حد، وإنما عقوبة تعزيرية، متروكة للدولة إن رأت أن تعاقب شاربه؛ لما ترتب عليه من مفاسد، مثل قيادة السيارة وهو سكران فيعرض حياة الناس للخطر، أو يهدد الناس بالقتل، أو يهدد أسرته.
وأضاف خلال حديثه ببرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز"، أن العقوبة التعزيرية ترجع للقاضي والدولة، بما يترتب على الأمر من مفاسد.
ولفت إلى أن المحرمات تتفاوت، رغم أن النهي عن الشيء واحد، لكن العلماء قالوا إن المحرمات تتفاوت بما يترتب عليها من مفاسد، فالقتل حرام، وسب الناس وقذفهم حرام، والاغتياب حرام، لكن ليس جميعهم في درجة واحدة، إن كانت الآثار جسيمة، يكون المحرم من الكبائر.
وأردف: "أتعجب من الجماعات الإسلامية كانوا ينشرون عبارات حجابك كصلاتك، واللحية فرض مثل الصلاة، من يقول ذلك لديه جرأة عجيبة على الشرع، الشيخ أبو زهرة، وهو الفقيه العملاق، قال اللحية عادة من العادات، والآن أصبحت اللحية عادة وموضة".
وتساءل مستنكرًا: "هل اللحية تكون فرضا في درجة الصلاة والشعائر؟ لازم نفهم إن مراتب الأحكام متفاوتة، ومن الخلط الفقهي أن تجر الإسلام من ذيوله، وتريد أن تجعل الفرع أصلًا، والأصل فرعًا، وتقولها حجابك كصلاتك، هذا خلل في فهم الدين".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
تسونامي ترامب قادم .. والعالم على أبواب تغييرات مرعبة
شهر واحد مضى على إدارته، لكنَّ ما فعله كان بمثابة زلزال في أمريكا ومحيطها، كلُّ ما فعله بايدن وقبله أوباما جرى شطبه بأكثر من ٢٠٠ أمر تنفيذي، ومقاربات حاسمة لملفات الاقتصاد والعلاقات الخارجية والإنفاق العسكري والمساعدات، وحرب أوكرانيا، وقد وصلت تداعيات الزلزال إلى العمق الأوروبي، وقارات العالم بدأت تصحو على تسونامي يضربها في مفاصلها الرئيسة.
التغييرات التي سيقدم عليها ترامب ستكون مرعبة لكثير من الدول، وخاصة الحليفة، ولن يكون غريباً اندلاع أزمة مع أوروبا، وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا، وربما حرب اقتصادية على خلفية أوكرانيا وصادرات الغاز، حيث تريد واشنطن أن تكون المصدِّر الرئيس للغاز إلى أمريكا، وتستخدم ورقة روسيا للضغط، وقد نصل إلى لحظة يهدد فيها ترامب بتجميد مشاركة بلاده في الناتو أو ينسحب منه، وترك دول الحلف مكشوفة أمام الخطرين الروسي والصيني، وبدأت واشنطن تخفيض حضورها العسكري في أوروبا، في رسالة واضحة ستهدد أمن القارة، وتعيد خلط الأوراق.
أولويات ترامب اقتصادية داخلية، واندفاعاته ستؤدي إلى ترك فراغات في العديد من الساحات، ولا بدَّ لشعوب المنطقة وحكوماتها أن تأخذ بعين الاعتبار مصالحها الوطنية، وما يمكن أن تتعرض له من ضغوط، وكيف سيؤدي سلوك واشنطن إلى إحداث هزَّات في أنحاء العالم، مما يعني التغييرات جيوسياسية صادمة ومفاجئة.لم يخفِ ترامب طلبه من أوكرانيا منحه نصف ثرواتها المعدنية الثمينة مقابل الدفاع عنها في وجه روسيا، وهو مطلب يثير الذعر في كثير من العواصم الحليفة، ودفع ذلك لندن، الحليف الموثوق، لترؤس مناورات الناتو، والتحرك لتوفير غطاء لاستمرار الحلف، من خلال عقد مفاوضات دفاعية مع النرويج لحماية شمال أوروبا، ولا يمكن تجاهل قلق المملكة المتحدة من ضغوط ترامب على كندا ومحاولة ضمِّها أو تركيعها، والتي تقع تحت حماية التاج البريطاني، إضافة إلى الأزمات المتعاقبة في أمريكا اللاتينية (المكسيك، بنما)، وأفريقيا (جنوب أفريقيا).
في الشرق الأوسط، ما يفعله ترامب برأي كثيرين، هو سكب الزيت على النار في مفاصل ملتهبة، ولا يبدو أنه يحمل جهاز إطفاء بقدر ما يلقي عود ثقاب، ويحتاج أن يستمع لدول المنطقة، كي يدرك خطورة السياسات التي يعلن عنها، كجزء من الضغوط، وفي مقدمة الدول التي يتوجب على الإدارة الاستماع إليها، المملكة العربية السعودية، التي نجحت في إحداث نقلة كبرى في أدائها خلال سنوات، وسبق أن حذرت من سياسات متهورة تبنتها إدارات ديمقراطية في واشنطن، عرضت فيها المنطقة وشعوبها لأزمات وعواصف وفوضى.
أولويات ترامب اقتصادية داخلية، واندفاعاته ستؤدي إلى ترك فراغات في العديد من الساحات، ولا بدَّ لشعوب المنطقة وحكوماتها أن تأخذ بعين الاعتبار مصالحها الوطنية، وما يمكن أن تتعرض له من ضغوط، وكيف سيؤدي سلوك واشنطن إلى إحداث هزَّات في أنحاء العالم، مما يعني التغييرات جيوسياسية صادمة ومفاجئة.
العالم يتغير بأسرع مما يتوقعه كثير من الخبراء.