إذا وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على ذلك، فقد يصبح اختبار الدم الجديد خيارًا آخر لفحص سرطان القولون والمستقيم، وذلك في ظل الانتشار الواسع لهذا المرض حول العالم، وهو ما يعد خطوة مهمة للاحتواء المرض، والاكتشاف المبكر لهذا المرض قد يحدث فارقا كبيرا في علاج المصابين بهذا المرض، وذلك قبل أن يتمكن الورم من جسم الإنسان المصاب.

ففي الوقت الذي يتزايد فيه سرطان القولون والمستقيم، توصلت دراسة جديدة إلى أنه يمكن اكتشاف المرض من خلال فحص الدم، وأظهرت نتائج تجربة سريرية، نشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية، ونشر تقرير عنها صحيفة NPR الأمريكية، وكما جاء في تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن اختبار الفحص المعتمد على الدم يكشف 83% من الأشخاص المصابين بسرطان القولون والمستقيم. 

 

 

في انتظار موافقة الهيئة الأمريكية

 

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإذا وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على ذلك، فسيكون اختبار الدم بمثابة أداة فحص أخرى للكشف عن السرطان في مرحلة مبكرة، حيث يمكن إجراء الاختبار، الذي طورته شركة Guardant Health، من خلال سحب الدم.

وتقول الشركة إن اختبارها يكتشف إشارات السرطان في مجرى الدم عن طريق تحديد الحمض النووي للورم المنتشر، وتقول الدكتورة باربرا يونج ، رئيسة الجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، إن الاختبار يمكن أن يساعد في تحسين الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، وتضيف: "أعتقد أن إجراء سحب الدم مقابل الخضوع لاختبار جراحي سيصل إلى عدد أكبر من الأشخاص، وآمل أن نتمكن من خلال المزيد من الأدوات من الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص".

 

 

أجيال X وY وZ .. الأكثر إصابة بهذا السرطان

 

 

وإذا كنت تعتقد أنك أصغر من أن تصاب بسرطان القولون والمستقيم، ففكر في هذا، حيث يتم تشخيص حوالي 20 ألف شخص في الولايات المتحدة تحت سن الخمسين هذا العام، ويقدر أن 3750 من الشباب سوف يموتون، فقد تحول سرطان القولون والمستقيم بسرعة إلى التشخيص في سن أصغر، كما خلص مؤلفو تقرير جمعية السرطان الأمريكية، زادت الحالات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا بنسبة 50٪ تقريبًا، فهو أحد أخطر أنواع السرطان في هذه الفئة العمرية.

تقول شونا براون، وهي منظمة نقابية في ستوكتون بولاية كاليفورنيا: "لقد أخافتني اللحظة التي تم تشخيص إصابتي بسرطان القولون والمستقيم فيها، فقد كانت في أواخر الأربعينيات من عمرها في ذلك الوقت وقد أصيبت بصدمة كاملة، وتقول: "لم يكن لدي أي علامات أو أعراض"، وتلقت براون مجموعة أدوات اختبار الفحص عبر البريد من مقدم الرعاية الصحية الخاص بها، لكنها لم تعتقد أن الأمر عاجل وبصراحة لقد أزعجها ذلك. 

وتطلب الاختبار منها أن تأخذ عينة من البراز وترسلها مرة أخرى: "لا يبدو أنها صحية، وتتذكر براون تفكيرها، لذلك تجاهلت الاختبار،  في ذلك الوقت، لم يكن العديد من الأشخاص على علم بأن جمعية السرطان الأمريكية قد خفضت في عام 2018 السن الموصى به لبدء الفحص من 50 عامًا إلى 45 عامًا.

 

 

الاختبار الجديد لن يوقف تنظير القولون

 

 

ولكن حتى لو تمت الموافقة على فحص الدم الجديد، فإنه لن يحل محل تنظير القولون المخيف، ويقول يونج: "إذا كان الاختبار إيجابيًا، فإن الخطوة التالية ستكون تنظير القولون، وذلك لأن تنظير القولون يمكنه اكتشاف الآفات السابقة للتسرطن — والتي تسمى السلائل، فعندما تجدها، يمكنك أيضًا إزالتها، وهذا بدوره يمنع تشكل السرطان"، وتوصي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة بأن يبدأ الفحص المنتظم عند سن 45 عامًا، ولكن ما يقرب من 1 من كل 3 بالغين مؤهلين لا يتم فحصهم على النحو الموصى به، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية.

 

وكتب أمير علي تالاساز، الرئيس التنفيذي لشركة Guardant Health، في بيان حول نتائج الدراسة: "أكثر من 50 مليون أمريكي مؤهل لا يحصلون على الفحوصات الموصى بها لسرطان القولون والمستقيم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن طرق الفحص الحالية غير مريحة أو غير سارة"، وحاليًا، تشمل خيارات الفحص الفعالة اختبارات البراز وتنظير القولون، ويقول تي آر ليفين، طبيب الجهاز الهضمي في كايزر بيرماننتي، لـ NPR العام الماضي: "لم يكن إجراء الفحص أسهل من أي وقت مضى، فبعض الأعراض المبكرة لسرطان القولون والمستقيم يمكن أن تشمل الدم في البراز، وتغيير عادات الأمعاء، وفقدان الوزن دون سبب معروف، والشعور بالانتفاخ أو الامتلاء والتعب، فإذا شعرت بأي من هذه الأعراض، عليك التحدث مع طبيبك".

وعلى الرغم من أن سرطان القولون والمستقيم لا يزال نادرًا لدى الشباب، إلا أن معدله آخذ في الازدياد. يتم تشخيص حوالي 20 ألف شخص في الولايات المتحدة تحت سن 50 عامًا كل عام، وخلص مؤلفو تقرير جمعية السرطان الأمريكية الذي صدر العام الماضي إلى أن "سرطان القولون والمستقيم يتحول بسرعة إلى التشخيص في سن أصغر". منذ منتصف التسعينيات، زادت الحالات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا بنسبة 50٪ تقريبًا. إنه أحد أخطر أنواع السرطان في هذه الفئة العمرية.

 

وقد تقدمت Guardant Health بالفعل بطلب للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء. ومن المتوقع أن يأتي القرار في وقت لاحق من هذا العام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سرطان القولون والمستقیم السرطان الأمریکیة من الأشخاص السرطان فی

إقرأ أيضاً:

تزايد حالات سرطان الرئة بين غير المدخنين.. دراسة تكشف السبب

غير المدخنين .. تواصل حالات الإصابة بسرطان الرئة في العالم تطورًا غير متوقع، حيث كشفت دراسة عالمية حديثة أن غير المدخنين أصبحوا يشكلون الآن نسبة أكبر من الحالات مقارنة بالمدخنين. هذا التحول المقلق يعكس تغيرًا ملحوظًا في أنماط المرض التي كانت تقتصر في الماضي على المدخنين أو كبار السن.

أظهرت الأبحاث أن نوعًا معينًا من سرطان الرئة، يُعرف بسرطان الغدة الدرقية، هو الأكثر انتشارًا الآن بين الأشخاص الذين لم يمارسوا التدخين قط. هذا النوع من السرطان، الذي ينشأ عادة في بطانة الأعضاء الداخلية، أصبح يشكل تهديدًا أكبر، متفوقًا على أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الخلايا الحرشفية وسرطان الخلايا الصغيرة، التي كانت في السابق مرتبطة بشكل وثيق بالتدخين.

تلوث الهواء: المشتبه به الرئيسي

التحقيقات الدولية التي أجراها علماء من الصين وفرنسا، أظهرت أن تلوث الهواء قد يكون العامل الرئيسي وراء هذه الزيادة المفاجئة في حالات سرطان الغدة الدرقية. وفقًا للدراسة، يمكن أن يساهم تلوث الهواء الناجم عن حركة المرور وحرق الوقود الأحفوري في زيادة خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بنسبة تزيد عن 50%. وقد قدرت الدراسة أن ثلث حالات سرطان الغدة الدرقية التي يتم تشخيصها سنويًا حول العالم قد تكون مرتبطة بتلوث الهواء.

أرقام مثيرة للقلق، تشير إلى أن 99% من سكان العالم يعيشون في مناطق لا تلتزم فيها جودة الهواء بالمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. ومن المعروف أن المدن الصينية، التي تواجه مشكلات كبيرة في تلوث الهواء، تسجل أعلى معدلات الإصابة بهذا النوع من السرطان.

النساء الأكثر عرضة للخطر

من بين الفئات الأكثر تأثرًا بهذا الاتجاه، النساء، اللواتي تظهر عليهن حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أكثر من الرجال. ووفقًا للبحث، قد يكون السبب في ذلك هو التعرض المستمر للتلوث داخل المنازل بسبب استخدام الوقود الصلب في الطهي، وهو أمر شائع في بعض البلدان مثل الصين.

تغير أنماط المرض: "سرطان الرئة ليس فقط للمدخنين"

في تطور آخر مثير، تشير الإحصائيات في المملكة المتحدة إلى أن الشابات أصبحن الآن أسرع مجموعة نموًا في حالات الإصابة بسرطان الرئة. وحسب بيانات مؤسسة أبحاث السرطان، فإن الحالات قد ارتفعت بنسبة 130% بين النساء اللاتي تقل أعمارهن عن 24 عامًا. وهو ما يشير إلى أن المرض لم يعد يقتصر على المدخنين أو كبار السن.

بينما يستمر انخفاض معدلات التدخين في العالم، حيث يُقدّر أن حوالي 20% فقط من البالغين يدخنون حاليًا مقارنة بـ 33% في عام 2020، فإن التركيز يجب أن يتحول الآن إلى العوامل البيئية التي قد تسهم في تطور سرطان الرئة بين غير المدخنين.

الخطر المتزايد: فحص تأثير تلوث الهواء على الرئتينأعراض سرطان الرئة 

بالرغم من أن تأثير التدخين في الإصابة بسرطان الرئة لا يزال هو العامل الرئيسي، يرى الباحثون أن تلوث الهواء قد يؤدي إلى تغييرات جينية في خلايا الرئة، مما يسهم في تسريع تطور الأورام السرطانية. بعض الخبراء يعتقدون أن الجزيئات الدقيقة الملوثة تتسلل إلى الرئتين، حيث تقوم بتدمير الحمض النووي للخلايا، مما يؤدي إلى انقسام غير طبيعي في الخلايا وإنتاج أورام سرطانية.

أعراض يجب الانتباه لها

أعراض سرطان الرئة تظل غامضة في مراحله المبكرة، حيث يظهر السعال المستمر كأحد الأعراض الرئيسية. لكن من المهم أن تكون النساء، خاصة الشابات، على دراية بهذه الأعراض، والتي تشمل: السعال المستمر، ضيق التنفس، فقدان الوزن غير المتوقع، وألم في الصدر. كما يمكن أن يظهر تغير في مظهر الأصابع، أو صعوبة في البلع، أو تغيرات في الصوت.

الاستنتاج: ضرورة البحث المستمر

في ظل هذه التغيرات في الأنماط، يوصي العلماء بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفحص تأثير تلوث الهواء على الرئتين وكيفية تحفيزه لتطور السرطان بين غير المدخنين. ما كان يُنظر إليه في السابق على أنه مرض يخص المدخنين وكبار السن أصبح يشكل الآن تهديدًا أكبر للجميع.

إن تلوث الهواء يشكل خطرًا محدقًا على صحة البشر، والوقت قد حان لزيادة الوعي وتبني سياسات بيئية أكثر صرامة لحماية الأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • مدته 10 دقائق.. اختبار منزلي ينقذ قلوب 136 ألف شخص من الوفاة سنوياً
  • محافظ الأحساء يرعى ملتقى ”أنا قادر“ ويدشن حملة للكشف عن سرطان القولون
  • «اعتقدوا أنه مرض السكر».. تشخيص خاطئ يتسبب في وفاة جدة بريطانية بالسرطان
  • العسل والزبدة وزيت الزيتون.. خطوات منزلية لكشف غش المنتجات الغذائية
  • أبرزها التدخين والوزن الزائد.. نصائح ذهبية للوقاية من الإصابة بالسرطان
  • تزايد حالات سرطان الرئة بين غير المدخنين.. دراسة تكشف السبب
  • دراسة صادمة.. تلوث الهواء قد يحمي من سرطان الجلد (تفاصيل)
  • دراسة: خفض استهلاك التبغ والكحول قد يمنع 3 ملايين إصابة بالسرطان بحلول 2050
  • دراسة حديثة: تلوث الهواء قد يحمي من سرطان الجلد
  • دراسة: تزايد مقلق لحالات سرطان الرئة بين غير المدخنين عالمياً