نقلت واشنطن بوست -اليوم السبت- أن إدارة الرئيس جو بادين تسعى إلى "تحديد الطرق البحرية التي تستخدمها إيران لنقل الأسلحة إلى جماعة الحوثي" في اليمن. ولكن هذه المهمة تواجه عقبات وتحديات، وفق مسؤولين تحدثوا للصحيفة الأميركية.

وتأتي المساعي الأميركية بينما تواصل جماعة الحوثي استهداف السفن الإسرائيلية والبريطانية والأميركية في البحر الأحمر، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكشف مسؤولون أميركيون أن إدارة بايدن تسعى لتحديد الطرق البحرية التي تستخدمها طهران لنقل الأسلحة لليمن، وأوضحوا أن الولايات المتحدة تبحث عن كيفية تعطيل الدول الشريكة عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.

ووفق هؤلاء المسؤولين، فإن إدارة الرئيس الأميركي تكثف جهود مراقبة واعتراض الأسلحة الإيرانية المهربة إلى اليمن.

الصمود أمام الضربات

واعترف المسؤولون بأن جماعة الحوثي أثبتت قدرتها على الصمود بعد 6 أسابيع من الضربات العسكرية.

وقال مسؤول عسكري كبير إن المهمة الجديدة "محاولة فهم أفضل لما تبدو عليه تلك الممرات المائية". وأضاف أن العمل يتطلب تعاونا كبيرا مع مجتمع الاستخبارات الأميركي.

ولفت مسؤول أميركي آخر إلى أن بلاده تستكشف كيف يمكن للدول الشريكة توسيع تركيزها على تعطيل تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين.

وكانت جماعة الحوثي أعلنت إصابة عدة سفن أميركية وإسرائيلية في البحر الأحمر. وفي أحيان كثيرة نجحت الولايات المتحدة في إحباط هذه الهجمات.

لكن في 6 مارس/آذار الجاري، أصاب صاروخ مضاد للسفن أطلقه الحوثيون سفينة تجارية أميركية في خليج عدن، مما أدى لمقتل 3 بحارة على الأقل.

والشهر الماضي، تسبب هجوم صاروخي للحوثيين على سفينة الشحن "إم في روبيمار" (MV Rubymar) المملوكة للولايات المتحدة، في غرق السفينة.

واعترف المسؤولون الأميركيون بأن الحوثيين أسقطوا طائرتين تابعتين بدون طيار من طراز "إم كيو-9 ريبر" (MQ-9 Reaper) قبالة سواحل اليمن، واحدة أسقطوها في نوفمبر/تشرين الثاني، والأخرى في فبراير/شباط الماضيين.

عقبات وتحديات

لكن مساعي أميركا، لمنع وصول السلاح الإيراني للحوثيين، تواجه عدة عقبات وتحديات، حيث تتطلب هذه المهمة العديد من الطيران المسير ووسائل وأجهزة الرقابة، إلى جانب توفير الموظفين المدربين تدريبا عاليا "لتنفيذ المهمة المحفوفة بالمخاطر المتمثلة في الصعود على متن السفن المشتبه في أنها تحمل أسلحة إيرانية إلى اليمن".

موندي الذي أشرف على قوات مشاة البحرية في الشرق الأوسط من 2018 إلى عام 2021، قال إنه في مثل هذه المهمات "لا نعرف بالضبط ما هو التهديد في كثير من الأحيان".

أما قائد القيادة المركزية السابق الجنرال كينيث فرانك، فعلق قائلا إن هذه المهمة تتطلب في المقام الأول موارد مراقبة، وأضاف "نحن بحاجة إلى العمل مع شركائنا في التحالف من أجل القيام بذلك".

وعلى الرغم من أن البنتاغون يكثف جهوده لاعتراض هذه الأسلحة، فإنه من غير المتوقع الزج بقوات أميركية كبيرة في هذه المهمة.

وفي 11 يناير/كانون الثاني، فُقد اثنان من قوات البحرية الأميركية في البحر أثناء محاولتهما الصعود على متن سفينة تهريب مشتبه بها قبالة سواحل الصومال.

وفي فبراير/شباط الماضي، تمت السيطرة على مجموعة من الأسلحة الإيرانية الصنع، بما في ذلك مكونات الصواريخ.

وفي هذه العملية، احتجز 14 شخصًا. وأعلنت وزارة العدل الأميركية أربعة منهم يواجهون اتهامات نقل رؤوس حربية.

ولاحقا، اعترضت قوات أميركية سفينة في بحر العرب وصادرت منها مكونات صواريخ باليستية ومتفجرات وأجزاء أسلحة أخرى. ووفق الأميركيين فإن هذه الشحنة جاءت من إيران.

ووفق الجنرال المتقاعد كارل سام موندي، فإن هذه المهام من بين أخطر العمليات العسكرية "والتي لا يمكن التنبؤ بها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الأسلحة الإیرانیة جماعة الحوثی هذه المهمة

إقرأ أيضاً:

اليمن على شفا حرب جديدة.. تحركات لـدعم جهود العودة للصراع؟

عقب هدوء ميداني ساد اليمن لنحو 3 أعوام تجددت معارك دموية في اليمن وتصاعدت مخاوف محلية وخارجية من تصاعد أكبر للصراع، بينما تُجري القوى المحلية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي اتصالات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من أجل إيجاد أرضية سياسية وميدانية لدعم جهود عودة النزاع.

وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن السعودية تحاذر استفزاز جماعة أنصار الله "الحوثي" حتى الآن، وغير المعلوم ما إذا كانت تلك الاتصالات تجري بغير علم كل من الرياض وأبو ظبي.

وأضافت الصحيفة "أن "أطراف المجلس الرئاسي، ولا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح، ينخرطوا في صراع جذري وإلغائي ضد صنعاء، ويقدّم فيه كل منهما نفسه كرأس حربة في أي مشروع غربي أو إقليمي استراتيجي للهجوم على الأخيرة، مستغلّين التغيّرات الإقليمية".

وقالت "يبدو التنظيمان مختلفين ومتصارعين في كل شيء، سوى مناصبة العداء لصنعاء، وهما يحرّكان ماكيناتهما السياسية والإعلامية والعسكرية كأنهما في سباق مع الزمن لإقناع الدول الكبرى باستغلال الفرصة المتاحة، بحسب زعمهما، لضرب أنصار الله، وخصوصا بعدما أعادت إدارة دونالد ترامب تصنيف الحركة منظمة إرهابية عالمية".


وأوضحت "على أن الأطراف المحلية المستعجلة لعودة الحرب، تدرك التحديات والمخاطر التي تواجهها، وهي لم تنجح حتى اللحظة في تطبيق مقترحاتها التي يعدّ أبرزها توحيد مركز القيادة السياسي والعسكري، وتعزيز قوات حكومة عدن بالقدرات الأساسية القتالية والتدريبية، وتأطيرها ضمن مراكز عمليات مشتركة متعددة الجنسيات، بحيث يسهل تنسيق العمليات في الداخل مع التحالف السعودي - الإماراتي في حال اتخاذ القرار بذلك".

وناحية أخرى نقلت قناة "العربية" السعودية عن مصادر مطّلعة في واشنطن على ما يتم الإعداد له في شأن اليمن، أن الولايات المتحدة، في ظل إدارة ترامب، تبحث مقترحات للتوصّل إلى حلّ جذري، ليس فقط لمشكلة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بل أيضاً لما تعدّها مشكلة يمثّلها وجود جماعة أنصار الله وقوتها. 

واعتبرت الصحيفة اللبنانية أن التصنيف الأخير "يندرج ضمن خطة أوسع تهدف الخطوة الأولى منها إلى معاقبة الأشخاص والمؤسسات الخارجية الذين يساعدون الحركة، وفرض طوق ضيّق على اليمن، أما الخطوة الثانية، فترمي إلى وضع الأسس القانونية المطلوبة للبدء في تشكيل تحالف عسكري يكون قادراً على ضرب قدرات الحركة بغطاء قانوني وعسكري كبير، ويكون لديه العتاد الجوّي والعديد الميداني، كما كانت حال التحالف ضد داعش".

وفي هذا الإطار، في سياق تحريضه على الاقتتال الداخلي في اليمن، طالب السيناتور الجمهوري الأميركي، جو ويلسون، بلاده بالعمل مع السعودية والإمارات لدعم توحيد جيش حكومة عدن لهزم جماعة الحوثي، قائلا: إن "السعودية شريك وثيق وبنّاء ضد النظام الإيراني".

وفي وقت سابق، سرّبت وسائل إعلام خليجية ويمنية معلومات عن توجّه لدى إدارة ترامب لإنهاء مهمة تحالف "حارس الأزدهار" البحري في الأسابيع المقبلة، في ما يرجعه الخبراء إلى الرغبة في التخلّص من النفقات المالية للتحالف المذكور، بإعادة صياغته على أسس مختلفة وتحميل دول الخليج نفقاته.

ويأتي هذا  مع تعزز الانطباع بأن المهمة البحرية – الجوية التي أطلقتها الإدارة السابقة فشلت في منع تهريب أسلحة إلى صنعاء، وأن إيران تمكّنت من خلال الكثير من الثغرات البحرية والبرّية من تهريب المئات، وربما الآلاف، من القطع التكنولوجية التي تحتاج إليها جماعة الحوثي لتطوير أداء المسيّرات والصواريخ التي تملكها، أو تعمل على تصنيعها محلياً. 

وبحسب تقييم المسؤولين الأميركيين، والمستمر حالياً، يعود هذا الفشل إلى أن الدول المشاركة في التحالف بفاعلية لم تتخطّ العشر، وأن الولايات المتحدة وحدها من نشرت قوات بحرية وجوية في المنطقة، وقامت بعمليات استطلاع فوق الأراضي اليمنية، وعملت على التصدي للمسيّرات البحرية والجوية والصواريخ التي كان يطلقها اليمن على السفن العسكرية والمدنية التي تحاول خرق الحصار المفروض على "إسرائيل".


وتتصاعد مخاوف محلية وخارجية من تصاعد أكبر للصراع في البلد العربي، الذي يعاني بالفعل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

ومنذ نيسان/ أبريل 2022، شهد اليمن هدنة من حرب اندلعت قبل أكثر من 10 سنوات بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي التي تسيطر على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ أيلول/ سبتمبر 2014.

وفي سياق المعارك المتجددة، أعلن محور تعز العسكري الحكومي، عبر أن "اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الجيش ومليشيا الحوثي في جبهة الأقروض بمديرية المسراخ جنوب شرقي محافظة تعز (جنوب غرب)".

وأضاف أن "قوات الجيش نجحت في إحباط محاولة تسلل عناصر الحوثي، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوفهم"، دون ذكر عدد محدد.

مقالات مشابهة

  • ضبط مسجل خطر حوٌل منزله لورشة تصنيع السلاح في الشروق
  • تغيير ديمغرافي في صنعاء.. جماعة الحوثي تستولون على مرتفعات جبلية وتخصص بعضها لعناصرها القادمين من صعدة
  • وزارة الداخلية تداهم ورشة لصناعة السلاح فى القاهرة
  • معهد أمريكي: ميناء الحديدة بوابة تهريب الأسلحة الإيرانية.. وسقوط الحوثيين أسرع من سقوط الأسد
  • اليمن: «الحوثي» تنفذ أكبر حملة تجنيد للأطفال بالتاريخ الحديث
  • اليمن على شفا حرب جديدة.. تحركات لـ"دعم جهود" العودة للصراع؟
  • أبرزها السلاح النووي الإيراني.. ملفات على طاولة لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض
  • منظمة حقوقية تدعو إلى تحرك عاجل لحماية الصحفيين في اليمن
  • سوريا تحظر مرور الطيران الإيراني عبر أجواء دمشق
  • اليمن على شفا حرب جديدة.. تحركات لـدعم جهود العودة للصراع؟