قبل عرض الحلقة 6.. القصة الكاملة لاغتيال الخليفة العباسي على يد الحشاشين

يحظى مسلسل الحشاشين الذي تبثه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على قناة dmc، بنسب مشاهدة وتفاعل كبيرة، ويترقب المشاهدون أحداث الحلقة السادسة من المسلسل الذي يقوم ببطولته الفنان كريم عبدالعزيز، المقرر عرضها في التاسعة من مساء اليوم، خاصة مع انتهاء أحداث الحلقة الخامسة بتآمر حسن الصباح زعيم طائفة الحشاشين لقتل الخليفة العثماني.

من المتوقع أن تسلط الحلقة السادسة الضوء على أحداث هزت أركان الدولة العباسية وهي عملية اغتيال الخليفة العباسي المسترشد بالله على يد طائفة الحشاشين عام 529 هـ، تاركةً وراءها أسئلة تاريخية مثيرة للجدل.

من هو الخليفة المسترشد بالله؟

ولد الخليفة المسترشد بالله أحمد بن محمد الفضل المستنجد بالله الخليفة العباسي السابع والعشرون عام 480 هـ، وتولى الخلافة العباسية عام 513 هـ / 1118م إلى عام 1135م، خلفاً لوالده المستنجد بالله، واتّسم عصره بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث واجه تحدياتٍ من قبل السلاجقة والبويهيين، بالإضافة إلى صراعاته مع طائفة الحشاشين.

من هو حسن الصباح؟

أما حسن الصباح، فيُعرف أيضًا باسم السيد أو شيخ الجبل، وولد وتوفي في فارس (إيران) عام 430 هـ/ 1037م - 518 هـ/ 1124م، ومؤسس ما يعرف بـ الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشين حسب التسمية الأوروبية.

نشأ في بيئة شيعية اثنى عشرية، ثم اتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية في سن السابعة عشرة، وتلقى تعليمه الديني والفلسفي في مدينة الري، مركز نشاطات الطائفة الإسماعيلية آنذاك، وبرز ذكاؤه وفطنته، وأصبح من أبرز دعاة المذهب الإسماعيلي.

في عام 1090م، استولى حسن الصباح على قلعة آلموت في شمال إيران، واتخذها مركزًا لدعوته، وأسس منظمة سرية عسكرية عرفت باسم الحشاشين تميزت بمهاراتها في الاغتيال، اشتهر الحشاشون بعملياتهم ضد أعداء الدعوة، مما أثار الرعب في قلوب الحكام والزعماء.

من هم الحشاشين؟

طائفة إسماعيلية انشقّت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، تُعرف أيضًا باسم الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية، ونشأت على يد حسن الصباح، واتخذت من قلعة ألموت في شمال إيران مركزًا لها.

من أهم مبادئ الطائفة إيمانهم بإمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله، وتأويلهم للنصوص الدينية بطريقة رمزية (باطنية).

اشتهرت الطائفة بعمليات الاغتيال ضد أعدائها، مما أثار الرعب في قلوب الحكام والزعماء، واتّخذت من قلعة آلموت معقلًا لها، ونجحت في الدفاع عنها لسنوات طويلة، ومارست التجارة والصناعة، وأنشأت مكتبات غنية بالكتب.

مقتل الخليفة العباسي المسترشد بالله

وحول مقتل الخليفة العباسي المسترشد بالله في عام 529 هـ، قال الدكتور عبدالغني الهندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن هناك 3 احتمالات لقتل الخليفة العباسي، إلاّ أنّ الرواية الأشهر لتلك الواقعة هي أنّه قد نشب خلاف بين الخليفة المسترشد بالله والسلطان مسعود بن محمد السلجوقي حول السيطرة على بعض المناطق، وسعى السلطان مسعود للصلح مع الخليفة، فأرسل وفداً إلى بغداد بقيادة تاج الملوك بهرام شاه، واتفق الطرفان على شروط الصلح، وعاد الوفد إلى السلطان مسعود، بيد أن مسعود لم ينوِ الالتزام بشروط الصلح، بل خطط للتخلص من الخليفة نهائيًا، وتواصل مسعود مع زعيم الحشاشين حسن الصباح في قلعة آلموت، واتفقا على اغتيال الخليفة.

أضاف هندي لـ«الوطن»: «في يوم 17 ذو القعدة 529 هـ، دخل اثنان من الحشاشين إلى دار الخلافة متنكرين في زيّ المتسولين وتسللا إلى قصر الخليفة، وباغتاه وهو يصلي في خلوته، وطعناه بسكين مسمومة عدة طعنات، ثم لاذا بالفرار، وتوفي الخليفة المسترشد متأثراً بجراحه».

وعقب مقتل الخليفة العباسي ثارت بغداد عند سماع الخبر، وخرج الناس حفاة عراة، وطالب الكثيرون بالثأر من قتلة الخليفة، وأرسل السلطان مسعود وفداً إلى بغداد للتعبير عن تعازيه، لكن الوفد واجه غضبًا شعبيًا عارمًا.

قال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إن حادثة اغتيال المسترشد بالله لا تزال شاهدة على حقبةٍ مظلمةٍ في التاريخ الإسلامي، تُجسّد صراعًا على السلطة لا يتوانى عن استخدام أقسى الوسائل لتحقيق أهدافه، ومع عرض الحلقة السادسة من مسلسل الحشاشين، ستُعاد سرد هذه الأحداث التاريخية من منظور درامي توثيقي، مما قد يُساهم في فهم دوافعها وتأثيراتها.

 

المصدر: الوطن