رأي اليوم:
2025-02-07@05:05:40 GMT

عبدالكريم ساورة: عبقرية الإنسان

تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT

عبدالكريم ساورة: عبقرية الإنسان

عبدالكريم ساورة الأشياء تتغير بشكل سريع ونحن نراقب الأمر في صمت ودهشة، كل العلاقات تحكمها المادة ، الأصدقاء على قلتهم بدأوا يفهمون ولو بشكل متأخر أن الحياة بدأ يحكمها منطق جديد ، الأخلاق أضحت مجرد خطاب للإستهلاك ، مجرد كلام في كلام ، الناس شبعت من الكلام وتريد حياة أخرى فيها كل شيء ، تريد الشهوة بأنواعها بمعنى الملذات ، سيارات جديدة وسكن جديد وعلاقات غرامية بمواصفات عالية وسفر مجنون تتخفى فيه الذات من كثرة الأسئلة ويرتاح فيه الجسد من الإنهاك المتجاوز ، إن الإنسان يحاول أن يفعل أي شي لغير جلده ويظهر بخلق جديد.

والكثير من الناس يعتبرون هذا المطلب هو منطق العقل ومتطلبات العصر، وهناك من يعتبر الأمر خروج عن جوهر الفضيلة وتجاوز للحدود المرسومة لنا من السماء، وهذا لاشك فيه نوع من التهور والتفريط في أساسيات التي تؤسس الحياة الفضلى. الغريب أن الإنسان في كل مرة يصاب بالخيبة عندما يقوم بتجريب وصفة من وصفات الحياة الجديدة ، فيكتشف انه لازال طفلا في ملكوت الله ولازال يتعلم من جديد أبجديات العيش وما اكتشافاته الجديدة في فن العيش سوى مجرد طلقات نارية في فراغ عظيم ، فيشعر انه ارتكب أخطاء من جديد ، فيلتزم الصمت والعزلة لمدة طويلة وبعد شعوره بالوحشة يبدأ من جديد باحثا عن قيم جديدة أو عن فلسفة تخرجه من ذلك الضعف وذلك السقوط المدوي ، وهذه هي عبقرية الإنسان في عدم الركون والتنازل عن مهمته النبيلة وربما غير نبيلة وهي البحث عن أسرار آلله المثيرة. إن الإنسان له من القدرة مايجعلك تصدق أنه فعلا مخلوق عجيب ، من خلال ما يقوم به من أبحاث واكتشافات جديدة في كل الميادين ، وهو فعلا يستحق كل التقدير والاحترام وهو في لحظة إعجابه بنفسه يكتشف أنه لازال في بداية البدايات، هل هذا هو قدر الإنسان أن يظل يشتغل ويحقق الإنجازات ويحفر في الأعماق وفجأة يكتشف في نهاية المطاف أنه كان لايحفر سوى في قبره وبمواصفات لايصدقها في نهاية المطاف ، ولكن تبقى عبقرية الإنسان هي كيف يجعل من قبره بداية لحياة جديدة وليس نهاية الحياة. كاتب مغربي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

غزة.. قلعة الصمود الأسطوري

 

مصطفى بن مبارك القاسمي

وسط لهيب الحرب وسياط الحصار، تقف غزة شامخة كجبل عصيّ على الانهيار، تتحدى الموت بجوعها وعطشها، وتواجه الحديد والنار بإرادة لا تلين، هي ليست مجرد مدينة؛ بل أسطورة تتجسد في شعبٍ جعل من الألم وقودًا للصمود، ومن الخراب طريقًا للنهوض.

في كل زاوية من شوارعها، تنبض بقصة مقاومة يستحق أن تروى وتفوق أفلام هوليود الخيالية، وفي كل بيت تتردد أنفاس الصبر والصمود، لا ماء ولا غذاء، ولا دواء يشفي الجراح، لكن الروح هناك أقوى من كل سلاح وأقوى من مفاهيم اللاإنسانية الكاذبة.

إن الإيمان بعدالة القضية يجعل من الجوع والعطش مجرد تفصيل عابر أمام شموخ الأحرار.

أما جنود القسام البواسل، فهم رجال وقفوا أمام أعتى القوى الظالمة، فحملوا أرواحهم على أكفّهم، وحوّلوا المستحيل إلى واقع، بأسلحتهم البسيطة وإرادتهم الصلبة التي لا تلين، واجهوا جيشًا مدججًا بأحدث التقنيات والمعلومات وأحدث الأسلحة فتكا وتدميرا، فلم تنكسر إرادتهم، ولم تخفت عزيمتهم، قاوموا في الأزقة، في الأنفاق، في السماء وتحت الأرض، فكانوا الصاعقة التي بدّدت أوهام الغزاة وأفقدتهم صوابهم.

نعم لم تكن الحرب عادلة، ولم تكن المواجهة متكافئة، ولكن غزة أثبتت للعالم أن التفوق لا يقاس بعدد الطائرات أو حجم الدبابات، بل بحجم الإيمان والصلابة. حاصرها العدو وقطع عنها الحياة، لكن أهلها ازدادوا قوة، ومقاتلوها الأشاوس أبدعوا في الصمود والتصدي للجيوش الجرارة الظالمة؛ فباتت غزة العزة والكرامة والصمود نموذجًا يدرّس في معاني الثبات والإرادة التي لا تُقهر.

غزة ليست مجرد مدينة تحت الحصار؛ بل راية ترفرف في وجه الطغيان، وتكتب للأجيال القادمة بخط من ذهب أن الحرية تُنتزع بالصمود ولا تُوهب، وأن الصمود وحده هو السبيل إلى النصر، مهما طال الزمن ومهما كان الثمن.

مقالات مشابهة

  • السبت.. صالون "نفرتيتي" يناقش عبقرية مصر القديمة في استكشاف علوم الفلك
  • انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية
  • غزة.. قلعة الصمود الأسطوري
  • تُراثي.. هُوِّيتي
  • توقيع رواية "حتى إشعار آخر" للكاتبة هناء عبدالكريم بمعرض الكتاب
  • صالون نفرتيتي يناقش عبقرية مصر القديمة في استكشاف علوم الفلك
  • إعلامي مصري: فن الزليج المغربي تحفة فنية تعكس عبقرية الحرفيين المغاربة عبر العصور
  • لواء إسرائيلي يحذر من مخاطر استراتيجية جديدة تهدد الاحتلال بشكل غير مسبوق
  • تلوث دماغ وكبد الإنسان.. دراسة جديدة تدق ناقوس الخطر
  • وظائف جديدة للشباب في 12 محافظة والتقديم حتى نهاية فبراير.. التفاصيل