رأي اليوم:
2025-04-10@20:40:58 GMT

عبدالكريم ساورة: عبقرية الإنسان

تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT

عبدالكريم ساورة: عبقرية الإنسان

عبدالكريم ساورة الأشياء تتغير بشكل سريع ونحن نراقب الأمر في صمت ودهشة، كل العلاقات تحكمها المادة ، الأصدقاء على قلتهم بدأوا يفهمون ولو بشكل متأخر أن الحياة بدأ يحكمها منطق جديد ، الأخلاق أضحت مجرد خطاب للإستهلاك ، مجرد كلام في كلام ، الناس شبعت من الكلام وتريد حياة أخرى فيها كل شيء ، تريد الشهوة بأنواعها بمعنى الملذات ، سيارات جديدة وسكن جديد وعلاقات غرامية بمواصفات عالية وسفر مجنون تتخفى فيه الذات من كثرة الأسئلة ويرتاح فيه الجسد من الإنهاك المتجاوز ، إن الإنسان يحاول أن يفعل أي شي لغير جلده ويظهر بخلق جديد.

والكثير من الناس يعتبرون هذا المطلب هو منطق العقل ومتطلبات العصر، وهناك من يعتبر الأمر خروج عن جوهر الفضيلة وتجاوز للحدود المرسومة لنا من السماء، وهذا لاشك فيه نوع من التهور والتفريط في أساسيات التي تؤسس الحياة الفضلى. الغريب أن الإنسان في كل مرة يصاب بالخيبة عندما يقوم بتجريب وصفة من وصفات الحياة الجديدة ، فيكتشف انه لازال طفلا في ملكوت الله ولازال يتعلم من جديد أبجديات العيش وما اكتشافاته الجديدة في فن العيش سوى مجرد طلقات نارية في فراغ عظيم ، فيشعر انه ارتكب أخطاء من جديد ، فيلتزم الصمت والعزلة لمدة طويلة وبعد شعوره بالوحشة يبدأ من جديد باحثا عن قيم جديدة أو عن فلسفة تخرجه من ذلك الضعف وذلك السقوط المدوي ، وهذه هي عبقرية الإنسان في عدم الركون والتنازل عن مهمته النبيلة وربما غير نبيلة وهي البحث عن أسرار آلله المثيرة. إن الإنسان له من القدرة مايجعلك تصدق أنه فعلا مخلوق عجيب ، من خلال ما يقوم به من أبحاث واكتشافات جديدة في كل الميادين ، وهو فعلا يستحق كل التقدير والاحترام وهو في لحظة إعجابه بنفسه يكتشف أنه لازال في بداية البدايات، هل هذا هو قدر الإنسان أن يظل يشتغل ويحقق الإنجازات ويحفر في الأعماق وفجأة يكتشف في نهاية المطاف أنه كان لايحفر سوى في قبره وبمواصفات لايصدقها في نهاية المطاف ، ولكن تبقى عبقرية الإنسان هي كيف يجعل من قبره بداية لحياة جديدة وليس نهاية الحياة. كاتب مغربي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

بعد انتشار الفيديو.. سائحة تضرب شابًا في واقعة غريبة بسبب حمار

في زمن باتت فيه وسائل التواصل الاجتماعي مرآة لنبض الشارع، تداول المصريون خلال الساعات الماضية مقطع فيديو أثار موجة واسعة من الغضب والتعاطف في آنٍ واحد.

الفيديو يوثق لحظة مؤثرة تظهر سائحة أجنبية وهي تواجه شابًا يعمل "سائسًا" بالقرب من منطقة أبو الهول الأثرية، بعدما رصدته ينهال بكرباجه على حمار مسكين، في مشهد أدمى قلوب المتابعين.

بطلة الموقف| سائحة أجنبية تدافع عن صوت لا يُسمع

لم تكن السائحة مجرد زائرة تلتقط صورًا للآثار، بل كانت شاهدة على انتهاك مؤلم لحقوق الحيوان، فور رؤيتها الحمار يتلقى الضرب بلا رحمة، سارعت إلى التدخل، معبرة عن استيائها الشديد من هذا الفعل غير الإنساني، كلماتها الغاضبة ونبرتها الحادة حملت رسالة قوية: الرحمة ليست اختيارًا، بل واجب.

تفاعل واسع ودعوات للمحاسبة

انتشر الفيديو كالنار في الهشيم على منصات التواصل، وحصد مئات الآلاف من المشاهدات والتعليقات التي توحدت على مطلب واحد: محاسبة المعتدي. 

وطالب المستخدمون بضرورة تطبيق قوانين صارمة لحماية الحيوانات، خصوصًا في المواقع السياحية التي تمثل واجهة حضارية لمصر أمام العالم.

تحرك رسمي.. الجهات المختصة تدخل على الخط

وفي استجابة سريعة للضجة المثارة، باشرت الجهات المعنية تحرياتها لتحديد هوية الشاب المعتدي، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، خطوة اعتبرها الكثيرون إيجابية، لكنها غير كافية، إذ طالبوا بتكثيف الرقابة على مناطق الجذب السياحي ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات.

الإنسانية لا تحتاج جنسية

القصة لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل جرس إنذار يعكس أهمية احترام الحياة بكل أشكالها، خاصة في بلد يعج بالتاريخ والحضارة.

 السائحة الأجنبية جسدت موقفًا إنسانيًا عابرًا للجنسيات واللغات، بينما أعاد المشهد التذكير بأن الرحمة بالحيوان هي أولى درجات الحضارة، وأن احترام الكائنات الضعيفة يجب أن يكون من ثوابت أي مجتمع.

 

مقالات مشابهة

  • بعد انتشار الفيديو.. سائحة تضرب شابًا في واقعة غريبة بسبب حمار
  • مصر تتوهج.. سمفونية من الشراكات ورقصة نحو مستقبل ذهبي
  • مش مجرد كلمات.. خالد الجندي: 3 مفاتيح لتحقيق التوبة النصوح
  • صانع الفخار رواية جديدة للكاتبة فوزية الفهدية
  • الأزهر الشريف يدشن منصة جديدة باسم اللجنة العليا للمصالحات
  • السوجرة قرية من وحي الخيال
  • مجدي مرشد : زيارة ماكرون لمصر عبقرية وتعادل سنوات من العمل الدبلوماسي والدعائي
  • دعم المعلمين في المدارس الأهلية: خطوة نحو العدالة أم مجرد وعود؟
  • إيران وأمريكا في عُمان.. مفاوضات سرّية أم صفقة على حساب المنطقة؟
  • على خشبة المسرح.. اليُتم بين القسوة المجتمعية والتحولات الإنسانية