القربي يحذر من أمر خطير في جزيرة سقطرى اليمنية.. تفاصيل
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
أبو بكر القربي وزير خارجية اليمن الأسبق (وكالات)
كشف وزير الخارجية اليمني الأسبق، الدكتور أبو بكر القربي عن وجود رغبة هندية لبناء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية.
وكتب القربي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" اليوم السبت، 16 آذار، 2024: تدرس الهند مشروع بناء قاعدة عسكرية على جزيرة سقطرى ضمن تحالف مع دول الاقليم مرتبط بإقامة طرق تجارية برية وبحرية عبر دول المنطقة لمنافسة طريق الحرير الصيني ولحماية الممرات البحرية مما سيصعد من التوتر في المنطقة.
وختم القربي تغريدته بالقول: فهل سيتحمل اصحاب القرار داخل اليمن وخارجه حماية سيادة اليمن على أرضه؟.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: البحر الأحمر الصين الهند اليمن سقطرى
إقرأ أيضاً:
اليمن يكسرُ عنجهية ترامب ويجبِرُه على التراجع
شاهر أحمد عمير
في سياق التوترات المتصاعدة في المنطقة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بأُسلُـوبه المتسلط والمتهور، ليهدّد بنقل أبناء غزة قسرًا إلى مصر والأردن في خطوة هدفها الضغط على القضية الفلسطينية وإضعاف تمسك الفلسطينيين بأرضهم. هذه الخطوة الأمريكية، التي كانت تمثل تهديدًا خطيرًا للحقوق الفلسطينية، لم تكن مفاجئة في إطار السياسة الأمريكية المعتادة التي تستخدم التهديدات والضغط لتغيير موازين القوى في المنطقة. ولكن ما لم يكن في حسبان ترامب، هو أن اليمن، قلب المقاومة وصوت الحق، لن يقف مكتوف اليدين أمام هذه المؤامرة الجديدة.
اليمن الذي لطالما كان رأس حربة في مواجهة المخطّطات الأمريكية والصهيونية، أعلن بشكل واضح وصريح موقفه الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم. لم يكن تصريح اليمن مُجَـرّد موقف إعلامي، بل كان تحذيرًا جادًا أن أي محاولات لفرض هذا التهجير بالقوة ستواجه برد حاسم من قبل القوات المسلحة اليمنية، التي أكّـدت استعدادها الكامل للدخول في مواجهة عسكرية مع الكيان الإسرائيلي وأمريكا في حال الإصرار على تنفيذ هذا المخطّط.
كان لهذا الموقف أثرٌ بالغ على الإدارة الأمريكية. فجأة، وجد ترامب نفسه أمام واقع جديد لا يمكن تجاهله. اليمن، التي وقفت شامخة في وجه قوى الهيمنة، أثبتت أنها لا تخضع للتهديدات وأنها تملك القوة والإرادَة للدفاع عن الحقوق الفلسطينية. وفي غضون يومين فقط، بدأت نبرة التصريحات الأمريكية في التراجع. من تهديدات مباشرة، إلى محاولة تنصل غير مباشر من الموقف السابق، حتى وصل الأمر إلى تصريحات ترامب التي بدت وكأنه يتنصل تمامًا من تهديداته السابقة، حَيثُ أعلن أن الولايات المتحدة ستدعم القرار الذي ستتخذه “إسرائيل”، متجاهلًا تمامًا ما كان قد أعلنه من تهديدات.
هذا التراجع الأمريكي جاء نتيجة مباشرة للموقف الصلب والرافض من اليمن. فالتجربة أكّـدت أن تهديدات أمريكا، مهما كانت صاخبة، لا تساوي شيئًا أمام إرادَة قوية وموقف حازم. الولايات المتحدة التي طالما استخدمت التهديدات العسكرية كأدَاة ضغط على الدول الأُخرى، فوجئت بتصدي اليمن الذي لم يكتفِ بالكلمات، بل كان مستعدًا لدفع ثمن موقفه في الميدان إذَا لزم الأمر.
لقد أثبتت هذه الحادثة أن اليمن لم يعد مُجَـرّد طرف يمكن تجاهله في المعادلات الإقليمية. بل أصبح قوة إقليمية ذات وزن كبير، قادرة على تغيير مجريات الأمور. وعندما تتراجع الإدارة الأمريكية عن تهديدات أطلقها رئيسها بنفسه، فهذا يعد تحولًا في معادلات المنطقة، حَيثُ تكشف هذه الواقعة عن تحول جاد في موازين القوة لصالح اليمن. اليمن اليوم ليس مُجَـرّد شاهد على الأحداث، بل هو فاعل رئيسي يفرض إرادته على القوى الكبرى.
إن تراجع أمريكا لا يعد حادثًا منفصلًا، بل هو مؤشرٌ على تغيُّر جوهري في طريقة تعامل القوى الكبرى مع قضايا الشرق الأوسط. فاليمن اليوم، بموقفه الثابت وإرادته الصُّلبة، أصبح قوة لا يمكن التلاعب بها. وعندما نعرف أن اليمن قد فرض على أمريكا التراجع عن مخطّطاتها، نستطيع أن ندرك أن اليمن أصبح نموذجًا للمقاومة والصلابة في مواجهة الهيمنة والظلم.
المرحلة القادمة تحمل تحديات جديدة، لكنها أَيْـضًا فرص لتغيير معادلات الهيمنة في المنطقة. إن أي محاولة لفرض واقع جديد على اليمن، أَو على فلسطين، ستكون مواجهتها حتمية، ولن تقف أمامها التهديدات أَو الضغوط. اليمن اليوم هو رمز للإرادَة الحرة، ورمز للمقاومة التي لن تخضع لأي إملاءات خارجية.