فرق منظمة أطباء العالم في غزة تعاني صدمة نفسية
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
أكدت رئيسة قسم الشرق الأوسط في منظمة أطباء العالم لويز بيشيه، عقب عودتها من مهمة في قطاع غزة، أن المتعاونين مع المنظمة غير الحكومية هناك -وعددهم نحو 20- "مصابون بصدمة نفسية" بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 31 ألف شهيد، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية ومجاعة باتت تعصف بعدد من المناطق.
ووجهت وكالة الصحافة الفرنسية هذه الأسئلة إلى بيشيه:
ما الحالة الذهنية لفرقكم في قطاع غزة؟يقولون إن من الصعب أن تكون مساعدا بينما أنت قلق؛ إنهم مصابون بصدمة نفسية، وبحاجة إلى النظر إلى الأشهر القليلة الماضية، وإلى ما مروا به، إذ يحملون جميعا أحداثا مؤلمة في رؤوسهم، وليس لديهم حتى وقت لاستيعاب أن أخرى مقبلة. حالة التوتر دائمة بالنسبة إليهم وإلى أطفالهم، ثم العمل في مجال الصحة، من أجل السكان المدنيين، يهمهم، وهم قادرون على القيام بعمل استثنائي.
ما الأحداث الأكثر تأثيرا على فرقكم خلال الأشهر الأخيرة؟حدث الكثير… بالنسبة للفريق، كان هناك حدث مؤلم جدا، إذ قتل أحد زملائنا في قصف على المبنى الذي يقطن فيه في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. والزملاء أخذوا عهدا على أنفسهم بشكل جماعي أنهم بمجرد ما يتاح لهم الوصول إلى الشمال (قطاع غزة)، سيزيلون أنقاض بناية زميلهم، (لاستخراج جثته) ودفنه بكرامة، ومن دون ذلك، فإنهم لا يتمكنون من عيش فترة الحداد.
وفقد أحد زملائنا شقيقه بقصف في الشمال. وكان عليه أن يدفنه بيديه ويدفن جثثا أخرى، في وقت بدأت فيه الكلاب تلتهم الجثث. هذا الزميل نفسه طرد من مكاتبنا (في مدينة غزة) من قبل الجيش، بدون ملابس (بملابس داخلية)، حين دخل الجيش الإسرائيلي وطرد الجميع، النساء والأطفال من جهة، والرجال من جهة أخرى، ثم وضعوا متفجرات في طوابق المبنى وفجروه.
ما الصعوبات التي يواجهونها في العمل؟يفتقرون إلى أشياء مادية، النقاط الطبية (المستوصفات) تعمل بشكل جيد، لأن لدينا فريقا ذا مستوى جيد جدا، ولكنه يعمل على الرمال أو على الطين، مع 4 أوتاد خشبية وغطاء بلاستيكي وكرتون لإقامة جدران. هذه هي الظروف التي يعملون فيها كل يوم. ببساطة، لا جهاز كمبيوتر، لذا فإن جمع البيانات أمر معقد، ولا توجد أدوية كافية ولا معدات لازمة لإجراء فحوص. لقد تمكنا للتو من تجهيز المستوصفات بأسرّة للفحوص، ولكنها ليست كذلك، بل هي أسرّة مخيمات سيتمكن الناس من الاستلقاء عليها ليتم فحصهم. إذن، على مستوى المعدات وظروف العمل، الأمر أكثر من معقد، مع استمرار القصف.
ما مطالبكم؟من أين نبدأ؟ أولا، أعتقد أنه تجب حمايتهم، وفقا لما يفرضه القانون الإنساني الدولي، كونهم عاملين في مجال الصحة وسكانا مدنيين، والحال ليست كذلك على الإطلاق اليوم. يجب أن يكونوا قادرين على العمل في أماكن محمية، والحال ليست كذلك حاليا. يجب أن يتاح لهم الوصول إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الماء والغذاء، وكذلك سائر السكان. وأخيرا، يجب أن تصل المساعدات الإنسانية، وخصوصا الأدوية والمستلزمات الطبية، حتى يتمكنوا من العمل ببساطة. حاليا كل شيء مقنن جدا، علينا دائما تحديد الأولويات وهو أمر غير مريح إلى حد كبير. أدخلنا شاحنة (الأسبوع الماضي) آتية من تركيا، وصلت إلى النقاط الطبية، وكان أثرها إيجابيا، لكنها شاحنة واحدة فقط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
«الصحة العالمية»: الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في قطاع غزة
قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارجريت هاريس، إن القطاع الطبي يجب أن يُعتبر بعيدًا عن الأهداف العسكرية، فهو قطاع خدمي معترف به بموجب معاهدة جنيف التي تحمي الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال سواء المدنيون والمسعفون وموظفو الإغاثة.
وأضافت «هاريس»، خلال مداخلة مع الإعلامية منى عوكل، عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية: «شهدنا خلال الفترة الماضية تداعيات خطيرة أثرت على الفرق الطبية، مما استدعي ضرورة وقف الاعتداءات التي تستهدف هذا القطاع، وكذلك وقف الهجمات على المستشفيات».
وواصلت: «وفقًا للقانون الإنساني الدولي، لا يجوز استخدام القطاع الطبي لأغراض عسكرية، حتى في حال وجود بعض الشكوك، فلا ينبغي أن تكون هناك انتهاكات تؤدي إلى تدمير المؤسسات الطبية وبنيتها التحتية، على سبيل المثال شهد قطاع غزة تداعيات مروعة، حيث تم تدمير 59% من الخدمات الطبية، وتعرضت البنية الأساسية لأضرار جسيمة».
واستكملت: «مع نقص الوقود وتدمير مولدات الكهرباء، أصبح من المستحيل توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المؤسسات والمراكز الطبية، ورغم أن هناك عديد من الأفراد يعملون بجد على الأرض لتقديم الخدمات الطبية، إلا أن هذا لا يكفي إذ يجب التعاون مع جميع الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات فعالة وجادة».