الشرق الأوسط.. النيران تظهر من بعيد
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
لا يمكن تجاهل الخبر الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن لقاء حدث في بيروت بين قياديين من فصائل المقاومة الفلسطينية بما في ذلك حماس وقياديون من حركة أنصار الله «الحوثيين»، وحسب وكالة فرانس برس فإنه تم خلال الاجتماع «مناقشة آليات التنسيق بين هذه الفصائل بشأن أعمال المقاومة في المرحلة المقبلة». وهذا اجتماع نادر جدا، رغم ذلك فإنه يحتاج إلى دراسة واهتمام خاصة إذا ما ربط بإعلان زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي يوم الخميس الماضي حول «توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الإسرائيلي».
ورغم أن مقاومة الاحتلال حق مشروع في القوانين الدولية، وفلسطين أرض محتلة وترتكب فيها مجازر مروعة منذ عقود طويلة، إلا أنه لا أحد يريد أن تشتعل المنطقة في حرب واسعة في هذا التوقيت بالذات.. لكنّ الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنها فقدت سيطرتها على ربيبتها إسرائيل فهي لا تستطيع الآن أن توقف رغبتها المشتعلة في القتل والتدمير؛ وهذا له نتائجه التي بدأت تتشكل في المنطقة بوضوح تام، ما ينذر بتحولات كبرى خلال المرحلة القريبة. وعلى الولايات المتحدة أن تحمل كل التحذيرات التي تصدر عن أنصار الله على محمل الجد. وإذا كانت عمليات أنصار الله قد اقتصرت خلال المرحلة الماضية على السفن التي تعبر صعودا أو هبوطا في البحر الأحمر فإن المرحلة القادمة قد تتعدى ذلك إلى عمق المحيط الهندي وخط الملاحة المتجه إلى طريق رأس الرجاء الصالح. قد يعتقد البعض أن هذه التهديدات مجرد تسويق إعلامي للجماعة ولكن لم يكن يتصور أحد مقدار التأثير الذي يمكن أن تحدثه تهديدات أنصار الله في خطوط الملاحة في البحر الأحمر، وعلى ذلك يمكن القياس.
والخيار الأكثر أمانا لأمريكا وللاتحاد الأوروبي الذي يبدو أنهم تورطوا كثيرا في اصطفافهم مع المجازر الإسرائيلية أن يوقفوا هذه الحرب الهمجية والظلامية التي يشنها الجيش الصهيوني فورا، ويتداعى العالم أجمع من أجل إغاثة «الجوعى» في غزة.. ويعقد العالم مؤتمرا دوليا ينتهي إلى إعلان دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 على أقل تقدير، على أن تكون دولة كاملة السيادة ويحصل الفلسطينيون على كل الحقوق التي تضمنها لهم القوانين الدولية.
إن بقاء العالم يتفرج على مجموعة من المجرمين المتعطشين للدماء وهم يحرقون غزة ويقتلون أطفالها جوعا هو تواطؤ في الجريمة وعواقبه كبيرة جدا فيما لو اشتعلت المنطقة تحت ذريعة نصرة أطفال غزة.. وهي ذريعة منطقية وتنطلق من أسباب إنسانية بعيدا عن أي اصطفافات قومية أو أيديولوجية أو مناطقية رغم أنها لا تخلو من الوجاهة في بعض القضايا الصعبة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أنصار الله
إقرأ أيضاً:
سياسي أنصار الله: تصريحات ترامب عدوان صريح على الشعب الفلسطيني واستهتار بالأمة
الثورة نت/..
أكد المكتب السياسي لأنصار الله في بيان له، اليوم الأربعاء، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو عدوان صريح على حقوق الشعب الفلسطيني واستهتار غير مسبوق بالأمة العربية والإسلامية.
وأعلن المكتب السياسي لأنصار الله الرفض المطلق والإدانة الشديدة لتصريحات الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن، والتهديد بالاحتلال الأمريكي لقطاع غزة، وما تنطوي عليه هذه المخططات من عدوان صريح على حقوق الشعب الفلسطيني، واستهتار غير مسبوق بالأمة العربية والإسلامية.
وأكد أن التهديدات الأمريكية الأخيرة الفجة في شكلها ومضمونها تعبر عن استمرار المنهجية الامبريالية الاستعمارية في السيطرة على أراضي الغير وتهجير الشعوب الأصلية والعمل على طمس هويتها، وتجاهل حقها في تقرير مصيرها، بالمخالفة للقوانين والمواثيق الدولية.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية كانت الشريك الأول والأصيل في جرائم الإبادة الجماعية بحق غزة. وهي الآن من يتصدر مشروع التهجير القسري، وإعادة احتلال غزة والضفة الغربية، في عمل ممنهج وحثيث يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، لصالح المشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية.
وقال البيان: “وإذ نؤكد أن الشعب الفلسطيني المقاوم، الذي سطر ملحمة تاريخية من الصمود والانتصار في معركة طوفان الأقصى، لن يرضخ أو يسمح بتمرير مثل هذه المشاريع، فإننا في اليمن نجدد العهد والثبات إلى جانب فلسطين كتفا بكتف في التصدي لكل أشكال العدوان على القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
ودعا المكتب السياسي لأنصار الله كل الأحرار في العالم للوقوف في وجه معادلة الاستباحة الشاملة، التي تأتي على حساب حقوق الشعوب العربية، ويحاول مجرم الحرب نتنياهو مدعوما من الإدارة الأمريكية على تثبيتها في أرض الواقع.