لجريدة عمان:
2025-04-10@22:38:16 GMT

الشرق الأوسط.. النيران تظهر من بعيد

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

الشرق الأوسط.. النيران تظهر من بعيد

لا يمكن تجاهل الخبر الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن لقاء حدث في بيروت بين قياديين من فصائل المقاومة الفلسطينية بما في ذلك حماس وقياديون من حركة أنصار الله «الحوثيين»، وحسب وكالة فرانس برس فإنه تم خلال الاجتماع «مناقشة آليات التنسيق بين هذه الفصائل بشأن أعمال المقاومة في المرحلة المقبلة». وهذا اجتماع نادر جدا، رغم ذلك فإنه يحتاج إلى دراسة واهتمام خاصة إذا ما ربط بإعلان زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي يوم الخميس الماضي حول «توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الإسرائيلي».

وقد تشهد المرحلة القادمة توسيع دائرة التنسيق لتشمل العراق وسوريا وربما دولا عربية أخرى تعيش حالة انكسار داخلي بسبب مشاهد الموت ومحارقه في قطاع غزة؛ وترى هذه الجماعات أن مقاومة الاحتلال بأي طريقة كانت هو جزء بسيط من حقها على الشعب الفلسطيني الذي يعيش أخطر إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين؛ لذلك فإن أي نشاط تقوم به سيكون جزءا من المقاومة في سبيل وقف المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني سواء بالقتل المباشر عبر القصف المتواصل منذ 7 من أكتوبر الماضي أو عبر سياسة «التجويع» التي حولت عشرات الآلاف من أطفال غزة الشرفاء إلى «هياكل عظمية».

ورغم أن مقاومة الاحتلال حق مشروع في القوانين الدولية، وفلسطين أرض محتلة وترتكب فيها مجازر مروعة منذ عقود طويلة، إلا أنه لا أحد يريد أن تشتعل المنطقة في حرب واسعة في هذا التوقيت بالذات.. لكنّ الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنها فقدت سيطرتها على ربيبتها إسرائيل فهي لا تستطيع الآن أن توقف رغبتها المشتعلة في القتل والتدمير؛ وهذا له نتائجه التي بدأت تتشكل في المنطقة بوضوح تام، ما ينذر بتحولات كبرى خلال المرحلة القريبة. وعلى الولايات المتحدة أن تحمل كل التحذيرات التي تصدر عن أنصار الله على محمل الجد. وإذا كانت عمليات أنصار الله قد اقتصرت خلال المرحلة الماضية على السفن التي تعبر صعودا أو هبوطا في البحر الأحمر فإن المرحلة القادمة قد تتعدى ذلك إلى عمق المحيط الهندي وخط الملاحة المتجه إلى طريق رأس الرجاء الصالح. قد يعتقد البعض أن هذه التهديدات مجرد تسويق إعلامي للجماعة ولكن لم يكن يتصور أحد مقدار التأثير الذي يمكن أن تحدثه تهديدات أنصار الله في خطوط الملاحة في البحر الأحمر، وعلى ذلك يمكن القياس.

والخيار الأكثر أمانا لأمريكا وللاتحاد الأوروبي الذي يبدو أنهم تورطوا كثيرا في اصطفافهم مع المجازر الإسرائيلية أن يوقفوا هذه الحرب الهمجية والظلامية التي يشنها الجيش الصهيوني فورا، ويتداعى العالم أجمع من أجل إغاثة «الجوعى» في غزة.. ويعقد العالم مؤتمرا دوليا ينتهي إلى إعلان دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 على أقل تقدير، على أن تكون دولة كاملة السيادة ويحصل الفلسطينيون على كل الحقوق التي تضمنها لهم القوانين الدولية.

إن بقاء العالم يتفرج على مجموعة من المجرمين المتعطشين للدماء وهم يحرقون غزة ويقتلون أطفالها جوعا هو تواطؤ في الجريمة وعواقبه كبيرة جدا فيما لو اشتعلت المنطقة تحت ذريعة نصرة أطفال غزة.. وهي ذريعة منطقية وتنطلق من أسباب إنسانية بعيدا عن أي اصطفافات قومية أو أيديولوجية أو مناطقية رغم أنها لا تخلو من الوجاهة في بعض القضايا الصعبة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أنصار الله

إقرأ أيضاً:

ريفييرا الشرق الأوسط مشروع أميركي للتهجير القسري بغزة

مشروع طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يهدف لنقل سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة، تحت ذريعة "تحويل القطاع إلى وجهة سياحية عالمية" باسم "ريفييرا الشرق الأوسط". تركزت الرؤية الاقتصادية للمشروع على ثلاثة محاور رئيسية هي السياحة والزراعة والتكنولوجيا، مع التركيز الأساسي على إخلاء القطاع بالكامل من سكانه تمهيدا لإعادة تشكيله عمرانيا واقتصاديا.

برر ترامب خطته بأنها تهدف إلى "إنقاذ الفلسطينيين من جحيم غزة"، وتوفير "حياة أكثر رفاهية واستقرارا" لهم، في ظل الدمار الواسع الناتج عن العدوان الإسرائيلي على القطاع بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

طرح فكرة المشروع

في الرابع من فبراير/شباط 2025، وفي لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، طرح ترامب مقترحا يقضي بنقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، تحت غطاء ما وصفه بـ"الدوافع الإنسانية".

وبرر ترامب خطته بأنها تهدف إلى "إنقاذ الفلسطينيين من جحيم غزة" ونقلهم إلى حياة أكثر رفاهية واستقرارا، في ظل ما وصفه بـ"الدمار الواسع" الناتج عن الهجمات الإسرائيلية. وتضمنت رؤيته تحويل القطاع إلى "وجهة سياحية عالمية" أطلق عليها اسم "ريفييرا الشرق الأوسط".

أعادت هذه الفكرة مقترحا مماثلا قدمه صهر ترامب ومستشاره السابق جاريد كوشنر عام 2024، والذي اعتبر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مجرد "نزاع عقاري"، وذهب إلى أن العقارات المطلة على البحر في غزة تُمثل فرصة اقتصادية ضخمة إذا أعيد إعمارها بشكل مناسب.

سبق لترامب وصف غزة بأنها "فرصة عقارية رائعة"، وأبدى اهتماما متكررا بتحويل القطاع إلى منطقة استثمارية ذات طابع سياحي فاخر، مؤكدا على أن السيطرة الأميركية على القطاع هي الشرط الأساسي لتحقيق هذه الرؤية.

إعلان

وكشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن خطة المشروع صاغها البروفيسور جوزف بيلزمان، أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن، وقدّمها لفريق ترامب عام 2024 عبر مركز التميز للدراسات الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتقدّر تكلفة "المشروع" لو تم تنفيذ هذه الرؤية بما يزيد عن 100 مليار دولار.

مضمون المشروع

تركزت "الرؤية الاقتصادية" لمشروع "ريفييرا الشرق الأوسط" في قطاع غزة على ثلاثة محاور رئيسية وهي السياحة والزراعة والتكنولوجيا، إلا أن جوهر المشروع يتمثل في إخلاء القطاع بالكامل من سكانه تمهيدا لإعادة تشكيله عمرانيا واقتصاديا.

ويتضمن المشروع إعادة تدوير ركام الأبنية المدمرة لاستخدامها في مشاريع بنية تحتية لاحقة، بما في ذلك الأنفاق والمنشآت العمودية التي كانت تستخدمها فصائل المقاومة الفلسطينية.

وفي الجانب البيئي والتقني، اقترح بيلزمان تحويل غزة إلى منطقة تعتمد كليا على الطاقة الشمسية، مدعومة بشبكة حديثة من السكك الحديدية والموانئ البحرية والجوية، بما يضمن فصلها اقتصاديا عن إسرائيل.

ويتضمن المشروع إعادة تخطيط القطاع جغرافيا بما يشمل تحويل الساحل الغربي المطل على البحر الأبيض المتوسط إلى واجهة سياحية تضم فنادق ومرافق فاخرة، في حين يُخصص الجانب الشرقي لأبراج سكنية تصل إلى 30 طابقا، فيما تُستخدم المناطق الوسطى للزراعة الحديثة والبيوت المحمية.

أما اقتصاديا، فيدعو المشروع إلى إلغاء النظام المالي التقليدي، واستبداله بمنصة رقمية للتعاملات المالية تكون خاضعة للرقابة ومرتبطة بشبكات الدعم الخارجي "لضمان الشفافية وضبط تدفقات التمويل".

وفي المجال التعليمي، يضم المشروع تطوير مناهج دراسية جديدة تهدف إلى "مكافحة التطرف"، مع الاستعانة بخبرات دولية لإعداد منظومة تعليمية متكاملة تغطي كافة المراحل الدراسية.

إعلان التسمية

لا يشير مصطلح "ريفييرا" إلى منطقة بعينها، بل هو تعبير مشتق من اللغة الإيطالية ويعني "الساحل". وقد ارتبط هذا المصطلح تاريخيا بالسواحل الفاخرة والمناطق السياحية ذات الطابع الراقي، لاسيما جنوب أوروبا، التي أصبحت وجهة مفضلة للأثرياء والمشاهير الباحثين عن الاستجمام والترفيه تحت أشعة الشمس.

يعود أصل الكلمة إلى اللاتينية، وغالبا ما يُستخدم لوصف مناطق ذات خصائص جغرافية متميزة ومناخ معتدل ومناظر خلابة لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

هدف المشروع

يركز الهدف الأساسي من مشروع "ريفييرا الشرق الأوسط"، كما حدده ترامب، على تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة، وتحديدا مصر والأردن، تمهيدا لتحويل القطاع إلى منطقة سياحية واستثمارية فاخرة.

كما أجمل عددا من الأهداف للمشروع في مقدمتها تقليص التكاليف المرتبطة بالدعم العسكري والأمني المقدم لدول المنطقة، إلى جانب ترحيل الفلسطينيين إلى ما وصفها بـ"مناطق أكثر أمنا".

ومن هذا المنطلق سعى ترامب إلى تسويق قطاع غزة باعتباره موقعا استثماريا واعدا تحت السيطرة الأميركية، في محاولة لإقناع المجتمع الدولي بتمويل مشروع الإعمار تحت مظلة إعادة الهندسة الديموغرافية والجيوسياسية للمنطقة.

رفض واستنكار

أثار مقترح "ريفييرا الشرق الأوسط"، موجة رفض واستنكار واسعة على المستويين العربي والدولي، اعتُبرت في مجملها إدانة واضحة لما وُصف بمحاولة شرعنة التهجير القسري تحت غطاء "الدوافع الإنسانية".

على المستوى الفلسطيني، قوبل المشروع برفض قاطع، إذ استُحضر في الأذهان مشهد نكبة عام 1948، عندما أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، الأمر الذي عزز مخاوف تكرار هذا النزوح القسري.

أما على المستوى الدولي، فقد واجه المقترح انتقادات حادة من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى جانب اعتراضات صريحة من دول عدة، منها مصر والأردن والسعودية وتركيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا.

إعلان

كما صدرت مواقف رافضة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أكدا فيها أن بلديهما لن يكونا طرفا في أي خطة لإعادة توطين الفلسطينيين خارج أرضهم.

وتكرّس هذا الموقف أثناء القمة العربية التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة يوم 4 مارس/آذار 2025، والتي تبنّت موقفا موحدا ضد التهجير، مقرّة في بيانها الختامي خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بكلفة تقديرية بلغت 53 مليار دولار، في تأكيد على دعم صمود الفلسطينيين في موطنهم.

مقالات مشابهة

  • “أمن المطارات في الشرق الأوسط” ينطلق مايو المقبل في دبي
  • ريفييرا الشرق الأوسط مشروع أميركي للتهجير القسري بغزة
  • «أمن المطارات في الشرق الأوسط» ينطلق بدبي مايو المقبل
  • أمن المطارات في الشرق الأوسط ينطلق مايو المقبل في دبي
  • خاص.. الشرق الأوسط على شفا شهر غير مسبوق في حال فشل محادثات مسقط
  • "أنصار الله" تسقط طائرة أمريكية في أجواء الجوف
  • الرئيس الإندونيسي يزور 5 دول في الشرق الأوسط لدعم غزة
  • ماكرون يزور جرحى فلسطينيين في مستشفى العريش قرب قطاع غزة
  • مصر تؤكد لأميركا رفضها تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • جاكي شان يحتفل بعيد ميلاده الـ70: أسطورة الأكشن الذي تخطّى حدود السينما