لجريدة عمان:
2025-03-10@10:42:11 GMT

الشرق الأوسط.. النيران تظهر من بعيد

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

الشرق الأوسط.. النيران تظهر من بعيد

لا يمكن تجاهل الخبر الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن لقاء حدث في بيروت بين قياديين من فصائل المقاومة الفلسطينية بما في ذلك حماس وقياديون من حركة أنصار الله «الحوثيين»، وحسب وكالة فرانس برس فإنه تم خلال الاجتماع «مناقشة آليات التنسيق بين هذه الفصائل بشأن أعمال المقاومة في المرحلة المقبلة». وهذا اجتماع نادر جدا، رغم ذلك فإنه يحتاج إلى دراسة واهتمام خاصة إذا ما ربط بإعلان زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي يوم الخميس الماضي حول «توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الإسرائيلي».

وقد تشهد المرحلة القادمة توسيع دائرة التنسيق لتشمل العراق وسوريا وربما دولا عربية أخرى تعيش حالة انكسار داخلي بسبب مشاهد الموت ومحارقه في قطاع غزة؛ وترى هذه الجماعات أن مقاومة الاحتلال بأي طريقة كانت هو جزء بسيط من حقها على الشعب الفلسطيني الذي يعيش أخطر إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين؛ لذلك فإن أي نشاط تقوم به سيكون جزءا من المقاومة في سبيل وقف المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني سواء بالقتل المباشر عبر القصف المتواصل منذ 7 من أكتوبر الماضي أو عبر سياسة «التجويع» التي حولت عشرات الآلاف من أطفال غزة الشرفاء إلى «هياكل عظمية».

ورغم أن مقاومة الاحتلال حق مشروع في القوانين الدولية، وفلسطين أرض محتلة وترتكب فيها مجازر مروعة منذ عقود طويلة، إلا أنه لا أحد يريد أن تشتعل المنطقة في حرب واسعة في هذا التوقيت بالذات.. لكنّ الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنها فقدت سيطرتها على ربيبتها إسرائيل فهي لا تستطيع الآن أن توقف رغبتها المشتعلة في القتل والتدمير؛ وهذا له نتائجه التي بدأت تتشكل في المنطقة بوضوح تام، ما ينذر بتحولات كبرى خلال المرحلة القريبة. وعلى الولايات المتحدة أن تحمل كل التحذيرات التي تصدر عن أنصار الله على محمل الجد. وإذا كانت عمليات أنصار الله قد اقتصرت خلال المرحلة الماضية على السفن التي تعبر صعودا أو هبوطا في البحر الأحمر فإن المرحلة القادمة قد تتعدى ذلك إلى عمق المحيط الهندي وخط الملاحة المتجه إلى طريق رأس الرجاء الصالح. قد يعتقد البعض أن هذه التهديدات مجرد تسويق إعلامي للجماعة ولكن لم يكن يتصور أحد مقدار التأثير الذي يمكن أن تحدثه تهديدات أنصار الله في خطوط الملاحة في البحر الأحمر، وعلى ذلك يمكن القياس.

والخيار الأكثر أمانا لأمريكا وللاتحاد الأوروبي الذي يبدو أنهم تورطوا كثيرا في اصطفافهم مع المجازر الإسرائيلية أن يوقفوا هذه الحرب الهمجية والظلامية التي يشنها الجيش الصهيوني فورا، ويتداعى العالم أجمع من أجل إغاثة «الجوعى» في غزة.. ويعقد العالم مؤتمرا دوليا ينتهي إلى إعلان دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 على أقل تقدير، على أن تكون دولة كاملة السيادة ويحصل الفلسطينيون على كل الحقوق التي تضمنها لهم القوانين الدولية.

إن بقاء العالم يتفرج على مجموعة من المجرمين المتعطشين للدماء وهم يحرقون غزة ويقتلون أطفالها جوعا هو تواطؤ في الجريمة وعواقبه كبيرة جدا فيما لو اشتعلت المنطقة تحت ذريعة نصرة أطفال غزة.. وهي ذريعة منطقية وتنطلق من أسباب إنسانية بعيدا عن أي اصطفافات قومية أو أيديولوجية أو مناطقية رغم أنها لا تخلو من الوجاهة في بعض القضايا الصعبة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أنصار الله

إقرأ أيضاً:

طلعة جوية ثالثة لقاذفات بي 52 فوق الشرق الأوسط بمرافقة إسرائيلية

أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" طلعة جوية أخرى تضم قاذفتين من طراز "بي 52" تابعتين لسلاح الجو فوق الشرق الأوسط هذا الأسبوع في إطار سعي الإدارة الأمريكية لـ"إجبار" إيران على التفاوض حول الملف النووي.

ويذكر أن هذه تعد الطلعة الجوية الثالثة في غضون ثلاثة أسابيع فقط، وتأتي مع عودة حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ترومان" إلى البحر الأحمر بعد توقف قصير في البحر الأبيض المتوسط، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.

ومرت حاملة الطائرات ترومان عبر قناة السويس الأسبوع الماضي بعد إجراء إصلاحات في خليج سودا باليونان، وذلك بعد اصطدامها مع ناقلة تجارية بالقرب من المدخل الشمالي للقناة الشهر الماضي. 
ولم تعلن القوات الأمريكية عن هذه الطلعة الجوية الأخيرة، لكن مسؤولا دفاعيا أمريكيا أكد ذلك لموقع "المونيتور" الأمريكي.

وتعزز الولايات المتحدة قدراتها الضاربة الاستراتيجية في المنطقة في عرض للقوة بالتزامن مع القوات العسكرية الإقليمية، وقد رافقت الطائرات الحربية الإسرائيلية مهمة قاذفات B-52 الأخيرة.


وتعتبر قاذفة بي 52 قاذفة استراتيجية بعيدة المدى تعرف بأنها أكثر المقاتلات رعبا وهي عنصر أساسي في الحروب الأمريكية، وصُممت لتكون حاملة أسلحة نووية تستخدم في مهمات ردع خلال الحرب الباردة.

وتعود جذور هذه القاذفات إلى الأربعينات من القرن الماضي، عندما بدأت الولايات المتحدة بالتفكير بقاذفة استراتيجية ثقيلة بعد الحرب العالمية الثانية، وسرعان ما قدمت شركة بوينغ، إلى جانب العديد من الشركات المنافسة، عروضا لسلاح الجو لتصميم الطائرة، ونجحت الشركة العملاقة بالحصول على عقد التصميم.

تُقدّر المسافة بين جناحيها بـ56 مترا وطولها بـ49 مترا بينما يبلغ ارتفاعها نحو 12 مترا وتزن 83 طنا.

مقالات مشابهة

  • فرصة تاريخية أمام أمريكا في الشرق الأوسط
  • قراءة إسرائيلية في مواقف ماليزيا تجاه حرب غزة وعلاقتها مع حماس
  • الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
  • أوزغور أوزيل: نقف إلى جانب القضية الفلسطينية
  • مصر تحاصر مخطط الشرق الأوسط ضدها
  • لأول مرة في الشرق الأوسط.. أبوظبي تستضيف المؤتمر العالمي لسياحة الحوافز
  • غزة تنتمي للشعب الفلسطيني| موقف مفاجئ من الصين وأمريكا حول خطة مصر
  • خطة مصر بشأن غزة تعزز مكانتها في المنطقة
  • وزير خارجية الصين: ندعم خطة مصر لإعادة إعمار غزة والمبادرة العربية لحل الدولتين
  • طلعة جوية ثالثة لقاذفات بي 52 فوق الشرق الأوسط بمرافقة إسرائيلية