مسؤول إسرائيلي كبير: واشنطن بدأت بتأخير بعض المساعدات العسكرية وقد نخسر الحرب
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
قال مسؤول إسرائيلي كبير إن واشنطن بدأت بتأخير بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل، وهو تأكيد نفاه مسؤولون أمريكيون كبار، وقد يكون هذا دليلا إضافيا على زيادة توتر العلاقة بين الحليفين.
وحسب روسيا اليوم، جاءت الروايات المتضاربة حول ما قاله زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو أعلى مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ضل طريقه" ويجب أن تجرى انتخابات لاختيار بديل له، حيث قال شومر الخميس: "أعتقد أنه يجب على إسرائيل لتحقيق هذا السلام الدائم - الذي نتوق إليه - إجراء بعض التصحيحات المهمة في مسارها".
ووفقا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، تحدث إلى شبكة "ABC News" الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن شحنات المساعدات العسكرية الأمريكية في بداية الحرب بين إسرائيل وحماس "كانت تصل بسرعة كبيرة"، لكننا "نجد الآن أنها بطيئة للغاية"، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلة والضغط على إسرائيل في أثناء محاولتها تدمير حركة "حماس" في غزة.
وأفاد المسؤول بأنه ليس متأكدا من السبب، لكن إسرائيل تدرك تماما مدى إحباط الولايات المتحدة من الحرب، وأن إسرائيل بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتوفير المساعدات الإنسانية لغزة.
وعندما سئلوا عن هذا الادعاء، أجاب العديد من المسؤولين الأمريكيين بأنه لم يكن هناك تغيير في السياسة الأمريكية أو أي تأخير متعمد في تسليم المساعدات التي وعدت بها إسرائيل في السابق أو مبيعات الأسلحة.
وبموجب اتفاق مدته عشر سنوات تم التفاوض عليه من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل حوالي 3.8 مليار دولار في شكل أنظمة دفاعية عسكرية وصاروخية كل عام.
وذكر المسؤولون الأمريكيون أن هناك مناقشات حول نوع النفوذ الذي قد تتمتع به الولايات المتحدة لدى إسرائيل للضغط على نتنياهو لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، خاصة أن إسرائيل تدرس كيفية توسيع عملياتها العسكرية من خلال غزو مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، لكن المسؤولين الأمريكيين أشاروا أيضا إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن استخدام أي نفوذ، وقالوا إن من الممكن تقديم مساعدات إضافية - وليس أقل - كحافز.
وعندما سُئل عن البطء المحتمل في مساعدات الأسلحة أو مبيعاتها، أوضح مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أن الولايات المتحدة تواصل تزويد إسرائيل بما تحتاجه.
وصرح لشبكة "ABC News" قائلا: "لن أتحدث عن الجدول الزمني لكل نظام فردي يتم توفيره..نحن مستمرون في دعم إسرائيل في ما يتعلق باحتياجاتها في مجال الدفاع عن النفس. وهذا لن يتغير، كنا صريحين للغاية بشأن ذلك".
وأعلنت الحكومة الأمريكية يوم الخميس أيضا فرض عقوبات على ثلاثة مستوطنين إسرائيليين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة ومستوطنتين بسبب أعمال عنف ارتكبوها ضد الفلسطينيين، بما في ذلك طرد الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم.
ووفقا للمسؤول الإسرائيلي الكبير، هناك نقص متزايد في قذائف المدفعية عيار 155 ملم وقذائف الدبابات عيار 120 ملم. وكانت الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بذخائر مماثلة، وهي أبلغت أيضا عن نقص في قذائف المدفعية عيار 155 ملم.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي الكبير أن هناك حاجة أيضا إلى بعض معدات التوجيه الحساسة، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل، لافتا إلى أن أي تأخير مثير للقلق بشكل خاص، لأن الدول الأوروبية أصبحت الآن مترددة في بيع الأسلحة لإسرائيل.
وبين المسؤول أن إسرائيل "قد تخسر هذه الحرب" لأنها لكي تفوز تحتاج إلى الذخيرة والشرعية، وكلاهما بدأ ينفد، على حد قوله.
ورفض جيش الدفاع الإسرائيلي التعليق لشبكة "ABC News".
وفيما يخص تعليق شومر، لفت حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو في بيان له إلى أن "إسرائيل ليست جمهورية موز بل ديمقراطية مستقلة وفخورة" وهي التي انتخبت رئيس الوزراء.
وجاء في البيان: "خلافا لكلمات شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد الانتصار الكامل على حماس، ويرفض أي إملاءات دولية لإقامة دولة فلسطينية إرهابية، ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".
وأردف الحزب: "من المتوقع أن يحترم السيناتور حكومة إسرائيل المنتخبة وألا يقوضها". "هذا صحيح دائمًا، بل وأكثر من ذلك في زمن الحرب".
ويأتي الخلاف حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسحب دعمها لإسرائيل بعد حوالي خمسة أشهر من الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، حيث تحاول تدمير "حماس" وتحرير الأسرى الإسرائيليين والدوليين، على حد قولها.
وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير لـ"ABC News" إن الضغط الدولي المتزايد على إسرائيل بشأن بعض تكتيكاتها في تحقيق أهدافها العسكرية يعني أن التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى أو وقف إطلاق النار هو أقل احتمالاً في المستقبل القريب. لكن المسؤول أوضح أن التصور الدولي الإيجابي بشكل عام أصبح أكثر أهمية من الذخيرة، لأن إسرائيل، على حد قوله، يمكنها هزيمة أعدائها في ساحة المعركة ولكنها ستخسر الحرب إذا أصبحت دولة منبوذة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: واشنطن المساعدات العسكرية الحرب أمريكيون الولايات المتحدة بنيامين نتنياهو إسرائيل جيش الدفاع الإسرائيلي الولایات المتحدة أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
غزة بلا خبز ولا مياه مع تجدد الحصار الإسرائيلي
في ظهيرة أحد الأيام، وخارج فرن زادنا في وسط مدينة غزة، كانت طوابير طويلة من الغزيين تنتظر الحصول على الخبز، مهددة بالتحول إلى فوضى في أي لحظة.
لا يدخل الوقود لتشغيل المولدات أو سيارات الإسعاف أو السيارات العادية
وصرخ أحد عناصر الأمن في الحشود التي كانت تتدافع نحو باب الفرن لتنتظر دورها، لكن أحداً لم يمتثل. وعلى مسافة خطوات، كان الباعة المتجولون يبيعون أرغفة الخبز التي اشتروها في وقت سابق يومها بثلاثة أضعاف سعرها الأصلي. ومع اقتراب موعد الإفطار في شهر رمضان، كان الخبز والماء وغاز الطهي وغيرها من المواد الأساسية في أنحاء غزة شحيحاً مرة أخرى.وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" في تحقيق ميداني إن الطوابير لم تكن على هذه الدرجة من اليأس، ولا الأسواق خالية إلى هذا الحد، قبل سريان وقف النار بين إسرائيل وحماس في 19 يناير(كانون الثاني). فقد سمحت الهدنة بتدفق المساعدات إلى غزة للمرة الأولى بعد 15 شهراً من الصراع، الذي لم يتلق فيه السكان سوى القليل من الإمدادات. الضغط على حماس
ولكن لم تصل أي مساعدات منذ 2 مارس (آذار)، يوم منعت إسرائيل دخول كل البضائع في محاولة للضغط على حماس لقبول تمديد مرحلة وقف النار الحالية وإطلاق المزيد من الرهائن في وقت أقرب، بدل الانتقال إلى المرحلة التالية، والتي تنطوي على مفاوضات أكثر تحدياً لإنهاء الحرب بشكل دائم.
The Israeli army is denying the entry of water and food for the 34th consecutive day in northern Gaza. Only functioning hospital, Kamal Adwan, out of water (water tanks targeted by the Israeli army) and medical supplies. No rescuing services. Annihilation. https://t.co/zb61Mm5n0s
— Nicola Perugini (@PeruginiNic) November 7, 2024حالياً، أدى قطع المساعدات، الذي تفاقم بسبب الشراء بدافع الهلع، والتجار عديمي الضمير الذين يرفعون الأسعار على نحوٍ صارخ، إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات لا يستطيع تحملها إلا القليل. ويُجبر نقص الخضراوات والفواكه الطازجة الناس على اللجوء مجدداً إلى الأغذية المعلبة مثل الفاصوليا.
ورغم أن الأطعمة المعلبة توفر السعرات الحرارية، إلا أن الخبراء يقولون إن الناس، والأطفال خاصة يحتاجون إلى نظام غذائي متنوع يتضمن أطعمة طازجة لتفادي سوء التغذية.
وفي الأسابيع الستة الأولى من وقف النار، قدّم عمال الإغاثة والتجار الغذاء لسكان غزة، الذين لا يزال الكثيرون منهم يعانون من سوء التغذية منذ أشهر. كما بدأت الإمدادات الطبية للمستشفيات التي تعرّضت للقصف، والأنابيب البلاستيكية لاستعادة إمدادات المياه، والوقود اللازم لتشغيل كل شيء، بالتدفق.
أظهرت بيانات من منظمات الإغاثة والأمم المتحدة، تحسناً في تغذية الأطفال والنساء الحوامل والأمهات المرضعات. وقالت الأمم المتحدة إن المزيد من المراكز بدأ تقديم علاج سوء التغذية. ولم تكن هذه سوى خطوات صغيرة نحو تخفيف الدمار الذي خلفته الحرب، والتي دمرت أكثر من نصف مباني غزة ودفعت الكثير من سكانها وعددهم مليوني نسمة إلى شفير المجاعة.
MAGA DIPLOMACY — Bread Lines and Salty Drinking Water: Israeli Aid Block Sets Gaza Back Again https://t.co/BomFw3Aao5
— Sam Enderby (@joyfulmoocher) March 15, 2025وحتى مع الزيادة الكبيرة في المساعدات عقب بداية الهدنة، أفاد مسؤولو الصحة في غزة بوفاة ستة رضع على الأقل بسبب انخفاض حرارة الجسم في فبراير(شباط)، بفعل نقص الملابس الدافئة، والبطانيات، والمأوى، والرعاية الطبية، وهو رقمٌ أوردته الأمم المتحدة. ولم يتسن التحقق من صحة هذه التقارير بشكل مستقل.
ولا تزال معظم المستشفيات تعمل جزئياً فقط، هذا إن كانت تعمل على الإطلاق، وحضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة وعدد من الحكومات الغربية، إسرائيل على السماح باستئناف الشحنات، منتقدة استخدامها للمساعدات الإنسانية كأداة للمساومة في المفاوضات، وفي بعض الحالات، قالت إن قطع المساعدات ينتهك القانون الدولي
ويوم الأحد الماضي، قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء عن القطاع، وهي الخطوة التي أدت إلى توقف معظم العمليات في محطة تحلية المياه وحرمت نحو 600 ألفاً في وسط غزة من مياه الشرب النظيفة، وفقاً للأمم المتحدة.
وأشار وزير الطاقة الإسرائيلي إلى أن قطع المياه، قد يكون الخطوة التالية. ويقول مسؤولو الإغاثة إن بعض الآبار لا تزال تعمل في وسط غزة، لكنها لا توفر سوى مياه مالحة، ما يشكل مخاطر صحية طويلة الأمد لشاربيها.
وفي الوقت الحاضر، لا يدخل الوقود لتشغيل المولدات أو سيارات الإسعاف أو السيارات العادية، وتقول إسرائيل، إن نحو 25 ألف شاحنة محملة بالمساعدات دخلت إلى غزة في الأسابيع الأخيرة، ما وفر للناس ما يكفي من الغذاء.
وفقد الكثير من سكان غزة وظائفهم، وأنفقوا مدخراتهم للنجاة من الحرب. وعندما ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، صاروا يعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات.
وعلاوة على التحدي المباشر المتمثل في توفير الغذاء، والمياه، والإمدادات الطبية، والخيام لسكان غزة الذين لا يزال الآلاف منهم نازحين، أفاد مسؤولو الإغاثة إن العجز عن جلب الإمدادات، أعاق جهود التعافي على المدى الأطول.