هناك حدثان مختلفان في الغرب من حيث الزمان والمكان، لكن كليهما يشير إلى وجود تفاعلات متباينة مع الإسلام والمسلمين والتناقض الغربي في استيعاب القيم المختلفة عنه، ذلك ما تحدث عنه الكاتب رحيم آير في تقرير نشرته "جريدة تركيا".

وأكد آير أن هذين الحدثين يعكسان وضع الحالة الروحية في الغرب، فأحدهما وقع في الولايات المتحدة الأميركية قبل بداية شهر رمضان، والآخر في فرنسا بعد بداية الشهر الفضيل.

وذكر الكاتب أن الحدث الأول يتعلق بالأميركي شون كينغ (44 عاما)، وهو كاتب وناشط لديه ملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، واشتهر بدعم غزة ووقوفه ضد مجازر إسرائيل اليومية، وقد تسبب له ذلك في متاعب عدة.

درس كينغ العلوم الاجتماعية في كلية "مورهاوس" في ولاية جورجيا، وفي عام 2008، أخذ دروسا في المدرسة اللاهوتية، ثم أسس كنيسة في أتلانتا سماها "كنيسة الشجعان" وتولى رئاستها لمدة 4 سنوات، لكنه ذهب قبل يوم واحد من بداية شهر رمضان رفقة زوجته راي إلى مركز "فالي رانش" الإسلامي في تكساس لينطق الشهادتين.

???? Here is the press release and the 24 page legal appeal attorneys filed on my behalf with the Meta @OversightBoard.

The censorship of Pro-Palestinian voices must end.

PRESS RELEASE: https://t.co/oqjZBag11n

24 Page Legal Appeal: https://t.co/wDxnb7Rwyw

— Shaun King (@shaunking) January 15, 2024

كاريكاتير مسيء

ويضيف الكاتب أن الحدث الثاني يرتبط بكورين راي (41 عاما)، وهي صحفية ورسامة كاريكاتير فرنسية، وتستخدم الاسم المستعار "كوكو" للتوقيع على رسومها.

وأضاف أن الصحفية تنشر في صحيفة ليبراسيون الفرنسية، ولها رسوم مسيئة للإسلام وتركيا نُشرت في مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية المعروفة بمعاداتها للإسلام والمهاجرين.

وبعد يوم واحد من بداية شهر رمضان، نشرت "كوكو" رسوما مسيئة لمواطني غزة الذين يواجهون مجازر إسرائيلية يومية.

ونشرت صحيفة ليبراسيون هذا الكاريكاتير تحت عنوان "رمضان في غزة"، وهو يُصوّر عائلة من غزة حيث تظهر امرأة غاضبة إلى جانب طفل مُتعب تبدو على ملامحه الإعياء، وفئرانا تهرب بالعظام ويُطاردها رب العائلة بفم يسيل منه اللعاب، بينما تظهر يدٌ عالقة بين الأنقاض.

وفي الكاريكاتير المسيء، يسعى الزوج بجدية للحصول على العظام من فم الفئران لتناول الإفطار، بينما تعارضه الزوجة بقولها "ليس قبل وقت الإفطار!".

 

وانتقد التقرير هذا "العمل المشين" قائلا إن "هذه قمة الإهانة، هذا منتهى الظلم، هذه قمة الكراهية، هذا هو العداء للإسلام. هذه أقصى درجات الكراهية ومعاداة الإسلام".

وحسب الكاتب، فإن مسؤولية نشر الكاريكاتير المسيء لا تقع فقط على الرسامة، بل على كل مسؤولي الصحيفة التي اختارت "الحرية" اسما لها.

وأشار الكاتب إلى أن هذه الرسوم الكاريكاتيرية تسخر بشكل فج من كل من توفي جوعا في غزة، ومن شهر رمضان الكريم، ومن ملياري مسلم.

وأكد أن غزة قسمت البشرية إلى نصفين "فبينما هناك أشخاص طيبون لا تزال ضمائرهم حيّة رغم مواقف حكوماتهم مثل عائلة كينغ، هناك أشخاص مثل كوكو من باريس وصلت وحشيتهم إلى مستوى الجنون"، على حد وصفه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

القاعة الرئيسية في معرض الكتاب تناقش «العرب والغرب .. رؤى مُتبادلة»

استضافت القاعة الرئيسية في اليوم الثالث من معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة فكرية بعنوان "العرب والغرب: رؤى متبادلة"، وذلك ضمن محور "مع الفكر"، وشارك في الندوة المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز، والكاتب المغربي محمد المعزوز، وأدارها الباحث الدكتور نبيل عبد الفتاح.

واستهل الدكتور نبيل عبد الفتاح الندوة بالحديث عن التحولات الكبرى التي شهدها الفكر العربي منذ صدمة الحداثة مع الحملة الفرنسية على الشرق، ثم مشاريع النهضة في عهد محمد علي وإبراهيم باشا، وصولًا إلى دور المغرب العربي الآن الذي يظهر كمصدر قوة ثقافية وفكرية في العالم العربي.

نهضة ثورية 


من جانبه تناول عبد الإله بلقزيز الطريقة التي تعامل بها العرب مع الغرب منذ القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى الانقسام الذي حدث بين النخب العربية بعد حملة نابليون، فقد انقسمت هذه النخب إلى تيارين: التيار الأصولي: الذي تمسك بالمرجعيات التقليدية واعتبر الغرب تهديدًا يجب مقاومته، والتيار العصري (الليبرالي): الذي رأى في الغرب نموذجًا يجب الاحتذاء به لبناء الحداثة، وانقسم بدوره إلى:     الإصلاحية الإسلامية: ممثلة في محمد عبده، جمال الدين الأفغاني، ورفاعة الطهطاوي، والنهضويون: مثل بطرس البستاني، أديب إسحاق، جورج زيدان، وطه حسين.
وأشار "بلقزيز" إلى أن كل تيار تبنى رؤية أحادية للغرب، إما باعتباره "شرًا مطلقًا" أو "خيرًا مطلقًا"، في حين أن الغرب كيان متنوع يضم الهيمنة والعنصرية والصهيونية، لكنه في الوقت نفسه يمثل النهضة والثورة التعليمية والعلمانية، وبالتالي فإن الإشكالية ليست في الغرب ذاته، بل في النظرة العربية المغلقة تجاهه.


من جانبه، شكر محمد المعزوز الهيئة المصرية العامة للكتاب على تنظيم تلك الندوة، ثم انتقل إلى الحديث عن القضية الفلسطينية وتأثير الفكر الغربي في تشكيل علاقتنا بها، وأكد أن الفكر الغربي، رغم أهميته، لم يساعد العرب على إنتاج فكر مستقل، بل أدى إلى انفصالهم عن تراثهم الفلسفي، مثل إسهامات ابن سينا وابن رشد، والاندماج في الثقافة الغربية دون إنتاج فكري حقيقي.
وضرب مثالًا بالفيلسوف توما الأكويني، الذي وصلته أفكار ابن رشد مشوهة عبر الترجمات العبرية، ما أدى إلى تحريف رؤيته للفلسفة العربية، كما أشار إلى التشويه المتعمد لصورة الفلاسفة العرب في الفنون، حيث تم تصوير ابن سينا وابن رشد على أنهم توابع للملوك الأوروبيين، وهو ما يعكس التأثير السلبي للفكر الغربي على صورة التراث العربي.
واختتم "المعزوز" حديثه بالإشارة إلى مواقف بعض المفكرين الغربيين، مثل إرنست رينان، الذي وصف العرب بأنهم "همج" والإسلام بأنه "غير عقلاني"، مما دفع جمال الدين الأفغاني للرد عليه مؤكدًا أن "الدين والفلسفة يلتقيان".

مقالات مشابهة

  • تركي آل الشيخ يعلن موعد عرض مسرحية «المجانين» لـ محمد هنيدي
  • القاعة الرئيسية في معرض الكتاب تناقش «العرب والغرب .. رؤى مُتبادلة»
  • الإمارات: إرسال 100 شاحنة مساعدات تحمل 1442 طنا لغزة منذ بداية الهدنة
  • كاتب صحفي: الثوابت المصرية لم تتغير منذ بداية التصعيد الإسرائيلي في غزة
  • كاتب صحفي: الثوابت المصرية لم تتغير مع بداية التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة
  • باقي كام يوم.. موعد بداية شهر رمضان 2025
  • سيُكشف عن كل شيء .. ترامب يأمر برفع السرية عن وثائق اغتيال كينيدي ولوثر كينغ
  • «الإسلام في تصورات الغرب».. عرض موضوعي لتصورات الآخر عن ديننا وحضارتنا
  • "سيُكشف عن كل شيء" .. ترامب يأمر برفع السرية عن وثائق اغتيال كينيدي ولوثر كينغ
  • ترامب يوقع أمرا برفع السرية عن ملفات اغتيال كينيدي ولوثر كينغ