رئيس الموساد يبحث صفقة التبادل في الدوحة وتفاؤل أميركي بعد مقترح حماس
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
سرايا - من المنتظر أن يصل مسؤولون إسرائيليون كبار إلى قطر لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وفي حين سينعقد مجلس الحرب الإسرائيلي لبحث صفقة إعادة الأسرى، أبدى البيت الأبيض نبرة تفاؤل حذرة بعد أن قدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اقتراحا لتأمين وقف إطلاق النار.
وقال مصدر لوكالة رويترز اليوم السبت إنه من المتوقع أن يستأنف رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنيع محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين في الدوحة غدا الأحد.
وأضاف المصدر أن المحادثات ستركز على الفجوات المتبقية بين حماس وإسرائيل في المفاوضات بما يشمل عدد الفلسطينيين الذين قد يتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين إلى جانب المساعدات الإنسانية لغزة.
من جانب آخر، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مجلس الحرب الإسرائيلي سينعقد الليلة أو غدا لبحث صفقة إعادة المحتجزين.
وذكرت الصحيفة أن مجلس الحرب سيحدد "مساحة المناورة" التي ستمنح لرئيس الموساد خلال المحادثات التي ستجرى بقطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل في رفح ربما تأتي في إطار المفاوضات والضغط على حماس للتوصل إلى صفقة.
تفاؤل أميركي من ناحية أخرى، أكد مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن مقترح حركة حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعتبر ضمن حدود الصفقة التي يتم العمل عليها منذ أشهر، وقال إن هناك وفدا سيتوجه إلى الدوحة في جولة جديدة من المفاوضات.
كما أعرب مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي عن تفاؤل حذر بأن محادثات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة تتحرك في الاتجاه الصحيح.
وكانت حركة حماس قد أعلنت أنها قدمت للوسطاء في مصر وقطر تصورا يرتكز على وقف العدوان، وتقديم الإغاثة، وعودة النازحين، وانسحاب الاحتلال.
وأضافت الحركة -في بيان- أنها تعتبر هذه المبادئ والأسس ضرورية للاتفاق وتبادل الأسرى. وأكدت أنها ستبقى منحازة لحقوق الشعب الفلسطيني.
وفي مقابلة مع الجزيرة، قال القيادي في حماس أسامة حمدان إن المقترح الذي قدمته الحركة للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى واقعي ويتسم بالمرونة العالية.
وأضاف حمدان أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول الالتفاف على ملف وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الحركة اقترحت دولا ضامنة للاتفاق إضافة إلى الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة.
وكانت مصادر للجزيرة قد كشفت تفاصيل المقترح الذي قدمته حركة حماس للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
مقترح حماس ويتضمن مقترح وقف إطلاق النار 3 مراحل، تستمر كل منها 42 يوما.
وبحسب المصادر، فقد اشترطت حماس في المرحلة الأولى انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد وصلاح الدين، لعودة النازحين ومرور المساعدات.
كما عرضت حماس مقابل الإفراج عن كل مجندة أسيرة حية إطلاق 50 أسيرا فلسطينيا تحددهم، على أن يكون 30 منهم من أصحاب المؤبدات.
وأضافت المصادر للجزيرة أن حماس اشترطت -بالتزامن مع بدء المرحلة الثانية- إعلان وقف دائم لإطلاق النار قبل أي تبادل للجنود الأسرى لديها.
كما تضمن مقترح حماس تزامنا مع بدء المرحلة الثالثة البدء في عملية الإعمار الشامل لقطاع غزة، وإنهاء الحصار.
في المقابل، قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن مطالب حركة حماس لا تزال غير منطقية، وإن فريقا إسرائيليا سيتوجه إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات، بعد انتهاء المباحثات بهذا الشأن في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.
والأسبوع الماضي، لم تفض محادثات في القاهرة تتوسط فيها مصر وقطر إلى أي نتيجة ملموسة نحو التوصل لاتفاق تبادل الأسرى في إطار هدنة مؤقتة في قطاع غزة.
ويواجه نتنياهو، انتقادات من الشارع الإسرائيلي وعدد من السياسيين حتى المنتمين لمجلس الحرب، على خلفية أزمة الأسرى في غزة وعدم التوصل لمسار يضمن عودتهم أحياء، ويتهمه بعضهم بتعطيل صفقة إطلاق سراحهم.
وتتظاهر عائلات المحتجزين في قطاع غزة، بشكل شبه يومي، للمطالبة بإبرام صفقة تفضي إلى الإفراج عن أبنائهم.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9100 فلسطيني بحسب مصادر رسمية فلسطينية، فيما يلف الغموض أعداد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة في ظل رفض حماس الكشف عن رقم دقيق دون ثمن باهظ، وتوزع الأسرى بين أكثر من جهة بالقطاع.
وبينما يتحدث إعلام إسرائيلي عن أرقام أسرى احتجزوا في غزة تراوح بين 240 و253، بينهم 3 تم إطلاقهم، و105 أفرجت عنهم حماس خلال صفقة تبادل أسرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تتحدث الحركة عن مقتل 70 آخرين جراء القصف الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
إقرأ أيضاً : راشيل كوري وآرون بوشنل .. أمريكيان قدما حياتهما من أجل غزةإقرأ أيضاً : اتهامات للحكومة البريطانية بقمع الحريات من خلال إعادة تعريفها "التطرف"إقرأ أيضاً : الجيش "الإسرائيلي": نواجه أكبر مشكلة نفسية منذ 1973
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی غزة حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
لليوم الثاني.. إسرائيليون يحتجون للمطالبة باستمرار صفقة التبادل
لليوم الثاني على التوالي، تتواصل احتجاجات إسرائيليين أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، الأحد، للمطالبة بالاستمرار في إطلاق سراح الأسرى المحتجزين بقطاع غزة وعدم التخلي عن صفقة التبادل مع حركة حماس.
ومساء السبت، بدأت عملية "غلاف الكرياه" لتطويق مقر وزارة الدفاع في تل أبيب من جميع الاتجاهات، حيث تجمع آلاف الإسرائيليين عند "بوابة بيغن"، وانطلقت مسيرة حاشدة في الجهات الأخرى للوزارة في منطقة الكرياه.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن "مئات الإسرائيليين مكثوا طوال الليل إلى جانب عائلات المختطفين أمام وزارة الدفاع في تل أبيب وطالبوا (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو بعدم نسف الصفقة".
وأشارت إلى أن "المعتصمين أمام الوزارة يطالبون نتنياهو بإعطاء الوفد الذي يغادر غدا إلى الدوحة تفويضا كاملا لإبرام اتفاق يعيد جميع المختطفين دفعة واحدة".
وحسب "معاريف"، أمضى "مئات النساء والرجال ليلتهم بجانب عائلات المختطفين عند بوابة بيغن".
وأضافت في تقرير لها ظهر الأحد: "في هذه اللحظات تجري المظاهرات خارج البوابة، وتطالب نتنياهو بالتوقف عن نسف الصفقة وإعطاء الوفد الذي يغادر غدا إلى الدوحة تفويضا كاملا لإبرام اتفاق يعيد الجميع دفعة واحدة - الأحياء لإعادة التأهيل والأموات للدفن اللائق".
وقالت عيناف تسنغاوكر، والدة الأسيرة ماتان: "يجب أن نستمر في النزول إلى الشوارع والمطالبة من صناع القرار بتنفيذ الاتفاق بالكامل دفعة واحدة وعدم العودة إلى الحرب".
وأضافت: "أدعو الجمهور من هنا - تعالوا لدعمنا طوال اليوم، وانضموا إلينا في المظاهرة الليلة والبقاء والمبيت معنا هنا".
ويخطط أهالي الأسرى وناشطون إسرائيليون إلى التظاهر يوميا في محيط وزارة الدفاع ومواصلة الاعتصام والمبيت أمامها للضغط على حكومة نتنياهو نحو إعادة الأسرى وعدم العودة للحرب.
وبحسب هيئة البث العبرية، من المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة، غدا الاثنين، لمواصلة المفاوضات بشأن إطلاق سراح المختطفين.
وسيتم تحديد نطاق الصلاحيات الممنوحة للوفد الإسرائيلي فيما يتعلق باتخاذ القرارات خلال اجتماع سيعقده المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، اليوم الأحد، وفق المصدر ذاته.
فيما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إنه من المتوقع أن يبقى أعضاء الوفد الإسرائيلي في قطر ليومين تقريبا.
وحسب وسائل إعلام عبرية بينها موقع "والا"، لا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيليا في غزة، وتحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل 35 منهم.
وأضاف "والا" أن المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن 22 أسيرا بغزة لا يزالون على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف.
ومطلع مارس/ آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
وفي المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها.
كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى، تشمل قطع المياه والكهرباء، وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.