لا زالت عدة دول في حوض البحر الأبيض المتوسط تكافح حرائق الغابات التي التي تسببت فيها موجة الحر الذي لم تشهدها المنطقة من قبل، وامتدّت تلك الحرائق لتصل إلى المنازل والمنتجعات وقضى من جرائها العشرات.

وتسببت موجة الحر الشديدة في إحداث فوضى بأنحاء العالم هذا الشهر، مع تحطيم درجات الحرارة للأرقام القياسية في الصين والولايات المتحدة وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا.

الحوض المشتعل

في اليونان لقي طيارا قاذفة مياه مصرعهما بعد تحطم طائرتهما خلال مكافحتها حريق غابة في جنوب جزيرة إيفيا اليونانية فيما تستمر موجة قيظ في البلد الذي يشهد درجات حرارة قياسية منذ 10 أيام.

واستمرت الرياح القوية في إذكاء حرائق الغابات فيما حذر مسؤولون من أن خطر الحرائق مرتفع لأقصى حد في جميع أرجاء اليونان تقريبا.

وتهدد حرائق رودس الآن ست قرى شمال وغرب ليندوس، التي تعد موقعا أثريا،  بينما اندلع حريق غابات جديد في الجزيرة قرب قرية فاتي جنوب شرقي الجزيرة.

وفي تركيا كافح رجال الإطفاء حريق غابات بالقرب من بلدة كيمير الشاطئية بإقليم أنطاليا الجنوبي إذ يواجهون الحريق من البر والجو في ظل ارتفاع درجات الحرارة في أنحاء المنطقة.

وقال مكتب حاكم أنطاليا في بيان إن الحريق انتشر بسرعة عبر الغابات في المنطقة نتيجة للرياح القوية وانخفاض نسبة الرطوبة، كما تم نقل 6 اشخاص للمستشفى بسبب استنشاق هواء الحرائق

وفي الجزائر ما زال رجال الإطفاء يكافحون لإخماد الحرائق العنيفة التي ضربت شمال البلاد وشرقها وتسببت في مقتل 34 شخصا بينهم 10 جنود منذ يوم الأحد الماضي، كما دمرت عددا كبيرا من المنازل والمتاجر.

وقالت الداخلية الجزائرية انه تم اخماد ما نسبته 80 % من الحرائق وان عمليات الاخماد تتواصل حاليا على مستوى 13 بؤرة حريق موزعة عبر 7 ولايات فيما تبقى المناطق التي تم إخماد الحرائق فيها قيد المراقبة.

وفي تونس المجاورة، اندلعت في طبرقة الحدودية في الشمال الغربي حرائق خطيرة أمس الاثنين في منطقة دمرتها النيران الأسبوع السابق، ونقلت السلطات أكثر من 300 من سكان قرية ملولة إلى مناطق أكثر أمانا عن طريق البحر وغادر آخرون المنطقة برا.

وكانت درجات الحرارة سجلت 49 درجة مئوية في بعض المدن التونسية من بينها العاصمة تونس هذا الأسبوع، كما أُعلن اليوم اندلاع حرائق في مناطق أخرى من البلاد بما في ذلك مناطق في ولايات بنزرت وباجة وسليانة.

 

أعنف حرائق منذ 2000. الجزائر في 2021-2022

أكثر من 90 شخصا بينهم 33 جنديا قضوا في عشرات حرائق الغابات في الجزائر في أغسطس/ آب 2021.

بحسب الحكومة بعض الحرائق كان مفتعلا فيما البعض الآخر نجم عن موجة حر.

في أغسطس/ آب 2022، قضى 37 شخصا في حرائق غابات ضخمة بقيت مشتعلا ايام عدة في ولاية الطارف الواقعة في شمال شرق البلاد قرب الحدود مع تونس.

وأتت النيران على أكثر من 10 آلاف هكتار من أراضي محمية القالة الوطنية المدرجة على قائمة يونسكو للتراث العالمي بسبب تنوّع نظامها البيئي.

اليونان 2007- 2008

في أسوأ حرائق على الإطلاق شهدتها اليونان، قضى 102 شخص حينما اجتاحت حرائق غابات منازل وسيارات في بلدة ماتي الساحلية القريبة من أثينا في يوليو/ تموز 2018.

وقضى غالبية الضحايا بعدما حاصرتهم النيران وهم في سياراتهم العالقة في الزحام يحاولون الهرب من الحرائق، وقضى البعض غرقا لدى محاولتهم الهرب عبر البحر.

في العام 2007 قضى 67 شخصا على الأقل في حريق ضخم اشتعل في أواخر أغسطس/ آب واستمر 12 يوما وأدى إلى تدمير 800 منزل في شبه جزيرة بيلوبونيز.

واجتاحت النيران معظم بساتين الزيتون في المنطقة، كما تضرّرت بشدة جزيرة إيفيا في بحر إيجه. وقضى في ذاك الصيف ما مجموعه 77 شخصا من جراء الحرائق.

البرتغال 2017

اشتعل أعنف حريق شهدته البرتغال في تاريخها في منطقة ليريا الواقعة في وسط البلاد إبان موجة حر ضربت الأراضي البرتغالية في يونيو/ حزيران 2017 وأتت خلال 5 أيام على هضاب مغطاة بأشجار الصنوبر واليوكاليبتوس.

كثر من الضحايا الـ 63 قضوا وهم محاصرون في سياراتهم خلال محاولتهم الهرب.

في أكتوبر/ تشرين الأول شهد شمال البلاد موجة جديدة من الحرائق قضى خلالها 45 شخصا في البرتغال وأربعة في إسبانيا المجاورة. وخلصت التحقيقات إلى أن تلك الحرائق كانت في الغالب مفتعلة.

إسرائيل في 2010

شب أسوأ حريق في تاريخ إسرائيل في جبل الكرمل الواقع إلى الجنوب من مدينة حيفا الساحلية في ديسمبر/ كانون الأول 2010 واستمر 4 أيام وقضى خلاله 44 شخصا كما اتت النيران على مئات المنازل.

 

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

السودان... موجة نزوح جديدة لأهالي الفاشر

الخرطوم - أكد آدم رجال، المتحدث باسم تنسيقية النازحين في إقليم دارفور السوداني، أمس الثلاثاء، فرار أكثر من 3 آلاف شخص من مدينة الفاشر نحو جبل "مرة"، على خلفية اشتداد المعارك بين أطراف النزاع في المدينة، بحسب سبوتنيك.

ونقل الموقع الإلكتروني "سودان تريبيون"، مساء أمس الثلاثاء، عن آدم رجال، أن "نحو 642 أسرة، ما يعادل 3210 أفراد، فروا من مدينة الفاشر ووصلوا إلى مناطق في جبل مرة".

وأكد رجال أن "النازحين السودانيين يعيشون ظروفا إنسانية صعبة للغاية مع عدم توفر أبسط مقومات الحياة اليومية والممثلة في الماء والغذاء والدواء والشراب"، مناشدا الجهات المانحة ضرورة زيادة الدعم المالي لتلبية احتياجات النازحين المتزايدة، في ظل استمرار الجوع وسوء التغذية وأمراض أخرى.

وتأتي موجة النزوح الجديدة لأهالي الفاشر من عاصمة شمال دارفور بعد تصاعد كبير في العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الساعية للسيطرة على آخر معاقل السلطة المركزية في إقليم دارفور.

واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من البلاد، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.

وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.

وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني - قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2023، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • وفاة ضابطين إثر تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية ببنسليمان
  • تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان
  • جهزوا الملابس الثقيلة.. موجة باردة تضرب العراق والغبار يملأ الأجواء ابتداءً من الأحد
  • تحطم طائرة عسكرية فور إقلاعها من مطار بنسليمان
  • بعد حريق منزل الفنانة نهال عنبر.. أبرز النصائح للتعامل مع حرائق الماس الكهربائي
  • السودان... موجة نزوح جديدة لأهالي الفاشر
  • دمرت 500 ألف هكتار.. 96% من حرائق الغابات بأوروبا نتاج لسلوك بشري
  • اختفى ثلثاها بسبب الحرائق والاستغلال.. مساع لإعادة تشجير غابات تونس
  • 60 في المئة منها اختفت بسبب الحرائق والاستغلال.. مساع لإعادة تشجير غابات تونس
  • 12 قتيلاً بهجوم روسي على سومي في أوكرانيا