سوق القيصرية بالأحساء.. أحد أهم معالم الخليج التراثية الشعبية ارتباطا برمضان
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
على مدار قرون مضت، يعد سوق القيصرية في منطقة الأحساء شرق السعودية أحد أهم المعالم التراثية الخاصة في رمضان، فمع دخول الشهر المبارك تعج ممرات السوق الضيقة بالمرتادين الباحثين عن مستلزماتهم الرمضانية.
ومع مرور الوقت، تحول سوق القيصرية من مكان يلبي حاجة المستهلكين بمستلزماتهم الرمضانية إلى أحد معالم المنطقة الشرقية المرتبطة بقدوم الشهر الفضيل، فيذهب إليه حتى من لا يريد شراء أي مستلزمات حتى يشعر بالأجواء الرمضانية المختلفة في هذا المكان.
يقع السوق في حي الرفعة بمدينة الهفوف، ويضم نحو 422 محلا، تحاكي تصاميمها المعمارية التراث القديم لأبناء المنطقة الشرقية من ممرات مغلقة ومسقوفة تميزت بارتفاعها لتشكل ارتياحا للمرتادين والاستفادة من ذلك للتهوية والإضاءة الطبيعية، مما يجعل التجول في السوق متعة تشعر بالحنين للماضي.
ولسوق القيصرية -الذي كان يعد الأقدم والأكبر بمنطقة الخليج- بعد اقتصادي حيوي ممتد من الأحساء التي لعبت على مدى تاريخها دورا في دفع الحراك الاقتصادية للمملكة، علاوة على بعد تاريخي تراثي ثقافي تمثَّل في عمارة السوق وتشعباتها ومحتوياتها وصناعاتها وحرفها المهنية ومنتجاتها.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4السوق الخيري.. مبادرة رمضانية في الأردن تمنح المستفيدين متعة التسوقlist 2 of 4الحياة تدبّ في “عروق” بغداد القديمة بليالي رمضانlist 3 of 4لماذا يفضل المغتربون العراقيون قضاء رمضان في بلدهم الأم؟list 4 of 4تبادل الأطباق الرمضانية باليمن.. تضامن صامد أمام الوضع الاقتصادي الصعبend of listويتميز السوق بتنوع أنشطته ومجالاته ومعروضاته المتضمنة للصناعات التقليدية والنحاسية وصناعات الجلود والأحذية، وبيع الذهب والساعات والعطور، والأقمشة والملابس والبشوت والعباءات، والمستلزمات الرجالية والنسائية، والأثاث المنزلي، والأدوات الكهربائية، والأواني المنزلية، والمواد الغذائية.
تاريخ سوق القيصرية يمتد لأكثر من قرنين من الزمان (واس) دكاكين متفرقةوقال مؤرخون إن سوق القيصرية شهد في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تجديدا لبناء السوق الذي كان حتى العشرينيات الهجرية من القرن الماضي عبارة عن دكاكين متفرقة، مؤكدين أن هذا السوق كان قائما في القرن الـ19 لذكر الرحالة له في مذكراتهم، وكذلك لوجود وثائق تدل على ذلك.
وأشار المؤرخون إلى أن مما يميز تصميم سوق القيصرية أبواب المحلات التي تسمى (كبنك) وتتألف من 3 قطع، قطعتان يجلس عليها صاحب الدكان، ويضع فيها (القفة) المصنوعة من جريد النخل، والتي يحفظ فيها الأرز والقهوة، والقطعة الثالثة ترفع إلى أعلى وتعقد بخشبة في الحائط، وهذا النوع من الأبواب كان يتميز به سوق قيصرية الإحساء من دون سواه من الأسواق القديمة بمنطقة الخليج.
وقبيل قدوم رمضان أطلق بالمنطقة الشرقية مهرجان "ليالي القيصرية" الذي يعرض الفنون الشعبية والحرف اليدوية والمأكولات الشعبية والتراثية، ويهدف إلى تسليط الضوء على أهمية السوق كموقع تراثي عالمي، تم تسجيله من قبل منظمة اليونسكو، وكعضو في شبكة المدن الإبداعية العالمية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية.
ومع انتصاف رمضان المبارك يزداد الإقبال على السوق للمشاركة في الاحتفال السنوي التراثي "يوم القرقيعان" حيث يتميز سوق القيصرية بأنه ليس فقط كونه مكان احتفال بهذه المناسبة التراثية بل كونه أيضا يضم كل ما يستلزم الاحتفال بيوم القرقيعان من المكسرات والحلويات التي توزع على الأطفال في هذ اليوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات سوق القیصریة
إقرأ أيضاً:
"طوف وشوف معالم بلادنا السياحية" جامعة القناة تطلق مبادرة لتعزيز الوعي الثقافي
أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن مبادرة "طوف وشوف.. معالم بلادنا السياحية" التي أطلقتها كلية السياحة والفنادق تهدف إلى نشر الوعي السياحي بين مختلف الفئات المجتمعية لتعريفهم بمعالم مصر السياحية وآثارها
وأوضح مندور، أن المبادرة تسعى إلى غرس روح الانتماء الوطني وتعزيز الفهم الثقافي للسياحة، مما يساهم في دعم السياحة الوافدة إلى مصر، مشيرًا إلى أن الجامعة تواصل جهودها لدعم مثل هذه المبادرات التي تجمع بين التعليم والتوعية الثقافية.
من جهتها، أكدت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن المبادرات الطلابية مثل "طوف وشوف" تسهم في تنمية الوعي المجتمعي لدى الشباب وتعزز مشاركتهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصا في القطاع السياحي الذي يمثل أحد أهم ركائز الإقتصاد الوطني
وفي ذاك السياق ـ شهدت كلية الحاسبات والمعلومات بإشراف عام الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والمشرف العام على كلية الحاسبات والمعلومات ، والدكتور محمد عبد الله وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
انطلاق أولى ندوات المبادرة، بإشراف الدكتورة نيفين جلال عميد كلية الساحة والفنادق، والدكتورة سمر مصلح وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة
وحاضر فيها كل من الدكتورة سمر مصلح، مؤسس المبادرة ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور محمد رفعت، المدرس بقسم الإرشاد السياحي.
تناولت الندوة موضوعات متنوعة شملت منطقة وادي الملوك ومقبرة توت عنخ آمون، حيث تم شرح طرق الدفن في مصر القديمة وأبرز الكنوز المكتشفة داخل وادي الملوك، مع استعراض أسماء المقابر وعواصم مصر القديمة ودور الدولة الحديثة في تطور هذه المناطق الأثرية
وقدمت الدكتورة سمر مصلح محاضرة بعنوان "المعالم السياحية.. تراث وتاريخ"، حيث ركزت على توضيح أهمية منطقة وادي الملوك ومقبرة توت عنخ آمون كجزء من التراث المصري القديم، مؤكدة دور هذه المواقع في إبراز الحضارة المصرية وجذب السياح من مختلف دول العالم،
ضمن أنشطة المبادرة، نظمت الدكتورة سمر مصلح و الدكتورة إسراء جمال، المدرس بقسم الإرشاد السياحي، محاضرة لطلاب مدرسة السادات الثانوية بنين تحت عنوان "التجلي الأعظم.. ماهية ودوره في تنشيط السياحة بجنوب سيناء". تناولت المحاضرة الأنماط السياحية المختلفة بمدينة سانت كاترين، وسلطت الضوء على مشروع التجلي الأعظم الذي يعكس الرمزية القدسية للمدينة، مع شرح الأهمية الدينية والتاريخية لسيناء كجزء لا يتجزأ من الهوية المصرية واستهدفت الندوة طلاب مدرسة السادات الثانوية بنين
جاءت هذه الفعاليات بتنظيم من إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، تحت إشراف إيفون حبيب، مدير الإدارة
جدير بالذكر أن جامعة قناة السويس من خلال هذه المبادرة حرصها على تنمية وعي الطلاب بدورهم المحوري في الترويج للمعالم السياحية والثقافية لمصر، وتعزيز ارتباطهم بتراثهم الوطني العريق.