حوادث لا تنتهي آخرها فقدان لوح خارجي.. فهل تتخلص بوينغ من مشاكلها؟
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
ذكرت شركة "يونايتد إيرلاينز" أن طائرة من طراز "بوينغ 737″ تابعة لها فقدت لوحا خارجيا خلال رحلة انطلقت أمس الجمعة. ونقل عن الشركة قولها إنه تم اكتشاف الضرر الذي لحق بالطائرة، بعد أن هبطت بسلام وعلى متنها 139 راكبا إضافة إلى طاقمها المكون من 6 أفراد، في مدينة ميدفورد جنوب ولاية أوريغون الأميركية.
وفي أعقاب الحادث، بدأت سلطات الطيران الأميركية تحقيقا للتأكد من الظروف المحيطة بفقدان اللوح الخارجي قبل الهبوط.
ودشنت إدارة الطيران الفدرالية "إف إيه إيه" بسرعة تحقيقات في الحادث بسبب مخاوف بشأن أمن وسلامة الطائرة.
وأثار هبوط الطائرة دون إعلان حالة الطوارئ تساؤلات عن فعالية عمليات التفتيش قبل الرحلة وبروتوكولات الصيانة. ويهدف التحقيق إلى الكشف عن السبب الجذري وراء اللوحة المفقودة، وتقييم مدى كفاية تدابير السلامة التي تستخدمها كل من شركة الطيران والشركة المصنعة للطائرة بوينغ.
ردود فعلوفي ردها الفوري على الحادث، أصدرت شركة يونايتد إيرلاينز بيانات لطمأنة الركاب وأصحاب المصلحة بالتزامهم بالسلامة، وجاء في بيان صادر عن الشركة "سنجري فحصا شاملا للطائرة، وسنقوم بجميع الإصلاحات المطلوبة قبل عودتها إلى الخدمة".
وأكدت شركة الطيران أنه لم يتم الإعلان عن أي حالة طوارئ أثناء الرحلة، مشيرة إلى عدم وجود علامات واضحة على حدوث أضرار أو مشكلات تشغيلية.
ومع ذلك، أقرت شركة يونايتد إيرلاينز بخطورة الوضع، وتعهدت بالتعاون الكامل مع إدارة الطيران الفدرالية والسلطات الأخرى ذات الصلة في إجراء تحقيق شامل.
وأعرب مسؤولون تنفيذيون في شركات طيران عالمية، بما في ذلك سكوت كيربي الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز، في حديث إعلامي عن إحباطهم إزاء أزمة السلامة التي تعاني منها شركة بوينغ، والتي تمثل عوائق كبرى أمام خططهم الإستراتيجية.
وعلى الرغم من المخاوف العامة، فإن شركات الطيران تواصل التفاوض بشأن طلبيات طائرات جديدة سعيا للاستفادة من مأزق بوينغ لتأمين شروط مواتية. وقال المدير الإداري لشركة ليهام لاستشارات الطيران سكوت هاميلتون "عملاء بوينغ ليس لديهم خيار سوى الاستمرار في التعامل مع بوينغ سواء شاؤوا ذلك أم لا".
الحوادث الأخيرة التي تعرضت لها طائرات بوينغ أثارت تساؤلات عن بروتوكولات السلامة وعمليات التصنيع (رويترز) الآثار الأوسع لأزمة سلامة بوينغويسلط الحادث الذي تعرضت له رحلة يونايتد رقم 433، الضوء على المخاوف الأوسع نطاقا المحيطة بأزمة الأمن والسلامة في شركة بوينغ، والتي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء صناعة الطيران.
وأثارت الحوادث الأخيرة التي تعرضت لها طائرات بوينغ، بما في ذلك حالة الطوارئ الجوية لطائرة بوينغ 737 ماكس 9 التابعة لشركة خطوط ألاسكا الجوية ورحلة المدرج لطائرة بوينغ 737 ماكس التي تديرها شركة يونايتد، تساؤلات حول بروتوكولات السلامة وعمليات التصنيع الخاصة بالشركة.
وقد تم تكثيف التدقيق التنظيمي والتدقيق العام، مما أدى إلى الضغط على بوينغ لمعالجة القضايا التنظيمية واستعادة الثقة في منتجاتها.
وقبل عدة أسابيع، انتقد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الأميركية روبرت إيسوم شركة بوينغ بسبب مشكلات الجودة المستمرة، وطلب من الشركة المصنعة للطائرات أن تعمل مع شركته. والأسبوع الماضي، قدمت أول طلبية على الإطلاق لشراء طائرات ماكس 10 لتأمين بديل لطائراتها من طراز إيرباص "إيه 321".
وفي سياق مماثل، أعربت الخطوط الجوية الأميركية عن مخاوفها بشأن قضايا الجودة لدى بوينغ، وحثت الشركة المصنعة على معالجة التحديات الأساسية. وقامت الناقلة مؤخرا بتنويع أسطولها من خلال تقديم طلبات شراء لطائرات بوينغ ماكس 10، ولكن مع توفير المرونة والتعويض عن تأخير التسليم.
مفاوضات لاستغلال الفرصةواستجابة للتحديات التي تواجهها بوينغ، اعتمدت شركات الطيران إستراتيجيات مختلفة للتخفيف من المخاطر وانتزاع مزيد من الامتيازات من شركة الطيران العملاقة، بدءا من إعادة التفاوض على الطلبيات، والسعي للحصول على تعويض عن التأخير في التسليم، واستكشاف خيارات الأسطول البديلة.
بوينغ متخصصة في صناعة الطائرات تأسست عام 1917 وتعد أكبر منتج للطائرات التجارية والعسكرية (بوينغ) التداعيات المالية ومعنويات السوقويعكس التراجع الأخير في أسهم شركات الطيران الأميركية المخاوف المتزايدة المحيطة بتأخير تسليم الطائرات، وأسعار الوقود المتقلبة، والتداعيات الأوسع نطاقا للمشاكل التي تواجهها بوينغ.
وقد شهدت شركة طيران ساوثويست، خصوصا، انخفاضا كبيرا في أسهمها بعد التوقعات القاتمة وتخفيضات الطاقة الاستيعابية وفقا لبلومبيرغ، وتهدد حالة عدم اليقين السائدة بتعطيل موسم السفر الصيفي القادم، مما يضيف المزيد من الضغط على الصناعة التي تتصارع بالفعل مع الضغوط التضخمية وانخفاض الطلب الاستهلاكي.
وتشير بلومبيرغ إلى أن تآكل ثقة المستثمرين يؤكد الحاجة إلى الشفافية والمساءلة وإدارة المخاطر بشكل استباقي في قطاع الطيران. وعلى الرغم من التحديات القصيرة المدى، فإن أصحاب المصلحة في الصناعة يظلون متفائلين بشأن الآفاق الطويلة المدى لصناعة الطيران، مدعومة بمرونة وابتكار اللاعبين الرئيسيين.
ما زال هناك أملوبينما تسعى بوينغ لمعالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة واستعادة الثقة في طائراتها، يظل أصحاب المصلحة في الصناعة متفائلين بحذر بشأن التوصل إلى حل يضمن سلامة واستقرار الطيران التجاري، وفقا لمراقبين.
ويرى المدير الإداري لشركة ليهام لاستشارات الطيران سكوت هاميلتون أنه رغم استمرار التحديات، فإن الجهود الجماعية التي تبذلها الهيئات التنظيمية وشركات الطيران والمصنعون ضرورية للإبحار في الأجواء المضطربة المقبلة.
ويشير هاميلتون إلى التدابير الاستباقية، بما في ذلك بروتوكولات السلامة المعززة وعمليات التفتيش الصارمة والحوار المستمر بين أصحاب المصلحة، بكونها أمرا حيويا في إعادة بناء الثقة والمرونة داخل النظام البيئي للطيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات یونایتد إیرلاینز شرکات الطیران شرکة یونایتد
إقرأ أيضاً:
دراسة: سيارات تسلا متورطة بالحوادث المميتة أكثر من غيرها
على مدى سنوات، عمل إيلون ماسك على تصوير سيارة تسلا بأنها السيارة الأكثر أمانا على الطريق. ومع ذلك، فإن دراسة جديدة مبنية على بيانات فدرالية أفادت بأن شركة تسلا لديها أعلى معدل حوادث مميتة مقارنة بالسيارات الأخرى المشابهة، وفقا لتقرير نشره موقع "غيزمودو".
وأشارت التحليلات التي أجراها موقع "آي سي كارز" (iSeeCars) -وهو موقع يجمع بيانات السيارات- أن سيارات تسلا كان لديها أعلى معدل حوادث أدت إلى الموت، تليها كيا وبيوم ودودج ثم هيونداي.
وقامت الدراسة بإحصاء الوفيات، اعتمادا على نظام تقرير تحليل الوفيات في حوادث الطرق "إف إيه آر إس" (FARS).
وأشار التقرير إلى أن هذه الحوادث الكثيرة قد تكون ناتجة عن سلوك السائق أكثر من كونها تتعلق بتصميم سيارة تسلا. وبمعنى آخر، ربما لا تمتلك سيارات تسلا أي تقنيات معينة تجعلها أكثر خطورة، بل قد يكون سائقو سيارات تسلا أكثر عرضة للحوادث من غيرهم.
وقال كارل براو المحلل التنفيذي في "آي سي كارز" إن أكبر عامل في سلامة الراكب هو تجنب وقوع حادث، وأكبر عامل في تجنب الحادث هو سلوك السائق.
وأضاف أن السائق المُركّز واليقظ الذي يسير بسرعة قانونية وحكيمة والذي لا يتعاطى المخدرات أو الكحول هو الأكثر أمانا بغض النظر عن السيارة التي يقودها.
تسلا سيارة كهربائية قيادة ذاتية (وكالة الأنباء الأوروبية)ومن جهة أخرى، صدر تقرير أغسطس/آب الماضي عن شركة "إيبك في آي إن" (EpicVIN)، التي توفر معلومات عن السيارات والحوادث المرتبطة بها، بأن سائقي تسلا كانوا الأقل عرضة لإصابات مميتة من بين جميع شركات السيارات الأخرى.
وحسب تقرير "إيبك في آي إن" وتقرير "آي سي كارز"، فإن سائقي تسلا هم الأكثر عرضة للتورط في حوادث مميتة، ولكنهم الأقل عرضة للوفاة في تلك الحوادث. وقد استشهد كلا التقريرين ببيانات "إف إيه آر إس".
وأظهرت دراسة أخرى نشرتها شركة "ليندينغ تري" العملاقة لقروض السيارات والرهون العقارية في ديسمبر/كانون الأول عام 2023 أن سائقي تسلا كان لديهم أعلى معدل حوادث بين جميع العلامات التجارية.
واستشهدت الدراسة ببيانات سنة كاملة من 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وحتى 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مدعيةً أن سائقي تسلا تعرضوا لحوادث بمعدل 23.54 حادثا لكل ألف سائق، وفقا لموقع "غيزمودو".
ويُنظر إلى اعتماد تسلا على البرامج الآلية على أنه أمر مثيرة للقلق من الناحية الأمنية، وزعم تقرير أصدرته الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة "إن إتش تي إس إيه" (NHTSA) عام 2022 أن تسلا كانت مسؤولة عن حوالي 70% من حوادث السيارات التي تعتمد على أنظمة مساعدة في القيادة.
وكثيرا ما تعرضت ميزة "أوتوبايلوت" (القيادة الآلية في سيارات تسلا) لانتقادات، إذ رأى الخبراء أنها قد تلعب دورا في الحوادث، فلقد صدر تقرير في أبريل/نيسان الماضي يفيد بأن ميزة "أوتوبايلوت" تعاني فجوة أمنية كبيرة ويمكن ربطها بمئات الحوادث.
ومن جهة أخرى، وجد تحليل أجرته صحيفة واشنطن بوست الصيف الماضي أن ميزة "أوتوبايلوت" تسببت في 17 حالة وفاة، وما يصل إلى 736 حادثا منذ عام 2019.
وتخضع تسلا المملوكة لإيلون ماسك حاليا لتحقيق من قبل الوكالات الفدرالية، وتقوم كل من وزارة العدل والإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة "إن إتش تي إس إيه" بالتحقيق في شركة تسلا. ولكن تولي ماسك منصب مسؤول في وزارة الكفاءة الحكومية قد يُعقد عديدا من هذه التحقيقات الجارية.