البصر هو أفضل النعم ، فالعين هى مرآة القلب تُظهر ما فيه من موالاه ومعاداه ، من سرور وأحزان ، وتُظهر ما تُحب وما تُبغض ، هى لذلك مفتاح «السعادة» ولذلك فهى أفضل الجوارح ، ولكن هناك من عندهم هذه النعمة إلا أنهم لا يُميزون بين النافع والضار ، بين الليل والنهار ، لا يشعرون بما يرونه ، لذلك هم ما قاله الله عنهم «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ» من ثَم فالأعمى ليس هو الشخص الفاقد للبصر ، فهناك العديد من الشخصيات ذات التأثير فى تاريخنا كانوا من ذوى فاقدى البصر ، وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر فحل من فحول شعراء الدولة العباسية «أبو العلاء المعرى» ومن العصر الحديث الأديب الوزير المصرى «طه حسين» الذى مازالت أفكاره ومواقفه محل جدل حتى الآن ، وهذا يعنى أن الإنسان لا يفقد البصيره إذا فقد البصر ، والبصيرة كافيه لأن يرى بها الإنسان كل الأشياء بشكلها المحدد وجدانياً ، ولعل الصورة على هذا النحو تكون أكثر تحديداً ، فلا يُطلق عليه أعمى ، لأن الأعمى الحقيقى هو من لا يشعر بما يراه ولا يحس بما يقع عليه نظره ، فلا يرى شئ إلا نفسه ، لذلك عاش أعمى ومات أعمى لا ولاء له لأحد ويُعادى الجميع من أجل أن يَسلُب سعادتهم .
لم نقصد أحد !!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البصر مرآة القلب
إقرأ أيضاً:
حقوق الإنسان كيف لها أن تُسترد؟
تطرق مسامعنا كلمات رنانة تحمل شعارات مفخمة، تسعى بعض الدول والمؤسسات إلى توظيفها لتوصيل صورة لامعة، ولكننا كثيرًا ما نتفاجأ بأنها عكس ما توقعناه.
كمثال، منظمة حقوق الإنسان المعروفة بشهرتها العالمية، ها هي اليوم يتضح خزيها بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم وانتهاكاته المستمرة لأرض فلسطين العربية المحتلة.
لم نرَ أي قرار صارم أو تحرك جاد يجدي نفعًا ضد هذا الإرهاب، بل كانت كلها مجرد شعارات جوفاء تُتداول في الاجتماعات الدولية، فمنذ سنوات طويلة، ونحن نسمع عن هذه الاجتماعات والحوارات، لتتضح حقيقتها أمامنا مع كل تدمير واعتداء جديد، مثلما حدث في غزة التي حل بها كل ما لكلمة منكوبة من معنى.
بات كرسي هذه المنظمة مجرد إطار للاستعراض السياسي وحفظ ماء الوجه الساقط من الأمم المتحدة.
حقوق الإنسان والمساواة بين البشر أصبحت شعارات لا أثر لها في الواقع، خصوصًا بعد ما شهدناه من تهجير وظلم وتعذيب للشعب الفلسطيني.
صرنا عاجزين أمام التناقضات المخزية الصادرة عن أعضاء تلك المنظمة التي لا ترى بعين واحدة بل بعينين اثنتين.
الدول الأوروبية الكبرى تبجل شعارات وقوانين، ومن بينها قانون «حقوق الإنسان»، لكنها أثبتت كذبها في مواقف متعددة.
فأين اتفاقية محاربة التعذيب التي أُقرت عام 1974 واعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما حدث في سوريا؟ هل ساهمت هذه الاتفاقية في وقف التهجير، والظلم، أو القتل الذي تعرض له السوريون في أماكن مثل سجن صيدنايا؟ ألم تكن هذه المنظمة مسؤولة بشكل أو بآخر عن مراقبة ومنع تلك الانتهاكات؟
ما يحدث في الوقت الحالي يكشف تمييزًا صارخًا بين المستضعفين في الشرق والغرب. الأوضاع الكارثية التي يعيشها العالم العربي ليست سوى نتيجة لتنازلات طويلة الأمد، صمت عنها الجميع ليتمادى العدو في أخطائه. المنظمات الدولية لا تزال في سبات عميق أمام كل هذه الانتهاكات.
شهدنا جرائم الاحتلال الإسرائيلي من قتل وتدمير واغتصاب للأراضي، كما حدث عندما استحوذت إسرائيل على هضبة الجولان السورية، في ظل مؤامرات مكشوفة أمام العالم. ومع ذلك، لم نشهد أي رد فعل يرقى إلى مستوى الجرائم المرتكبة، بل تبرر إسرائيل جرائمها بذريعة «السلام»، وهو في الواقع إرهاب مستتر.
لقد سئمنا من هذه المنظمات ومن خداعها. نحن لسنا بحاجة إلى مساومات أو رد اعتبار منها، فالقرارات التي تصدرها في معظم الأحيان خالية من أي فعالية. الإسلام وحده، إذا تم تطبيقه كما جاء في القرآن والسنة، كفيل بحماية حقوق الإنسان العربي بمختلف أطيافه وأديانه وأعراقه، لأنه لا يفرق بين البشر على أساس جنسياتهم.