بوابة الوفد:
2024-11-18@22:40:49 GMT

مين الأعمى!

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

البصر هو أفضل النعم ، فالعين هى مرآة القلب تُظهر ما فيه من موالاه ومعاداه ، من سرور وأحزان ، وتُظهر ما تُحب وما تُبغض ، هى لذلك مفتاح «السعادة» ولذلك فهى أفضل الجوارح ، ولكن هناك من عندهم هذه النعمة إلا أنهم لا يُميزون بين النافع والضار ، بين الليل والنهار ، لا يشعرون بما يرونه ، لذلك هم ما قاله الله عنهم «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ» من ثَم فالأعمى ليس هو الشخص الفاقد للبصر ، فهناك العديد من الشخصيات ذات التأثير فى تاريخنا كانوا من ذوى فاقدى البصر ، وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر فحل من فحول شعراء الدولة العباسية «أبو العلاء المعرى» ومن العصر الحديث الأديب الوزير المصرى «طه حسين» الذى مازالت أفكاره ومواقفه محل جدل حتى الآن ، وهذا يعنى أن الإنسان لا يفقد البصيره إذا فقد البصر ، والبصيرة كافيه لأن يرى بها الإنسان كل الأشياء بشكلها المحدد وجدانياً ، ولعل الصورة على هذا النحو تكون أكثر تحديداً ، فلا يُطلق عليه أعمى ، لأن الأعمى الحقيقى هو من لا يشعر بما يراه ولا يحس بما يقع عليه نظره ، فلا يرى شئ إلا نفسه ، لذلك عاش أعمى ومات أعمى لا ولاء له لأحد ويُعادى الجميع من أجل أن يَسلُب              سعادتهم .


لم نقصد أحد !!  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البصر مرآة القلب

إقرأ أيضاً:

شحاته السيد يكتب: أسئلة الإنسان وحميمة الآلة

في أعماق التاريخ البشري، لطالما سعى الإنسان إلى فهم ذاته والعالم من حوله، وراح يُوجه أسئلته إلى السماء والأرض، إلى الحكماء والعرافين، بحثًا عن إجابات تُشبع فضوله وتُهدئ قلقه الوجودي.
واليوم، في عصر الثورة الرقمية، ظهر "أوراكل" جديد يتخذ شكل خوارزميات مُعقدة وشبكات عصبية اصطناعية، إنه الذكاء الاصطناعي بمُختلف تطبيقاته، وعلى وجه التحديد نماذج اللغة الذكية مثل ChatGPT و Gemini. 

هذه النماذج التي تُحاكي اللغة البشرية ببراعة مُذهلة، تُثير في نفوسنا مزيجًا من الدهشة والريبة، الأمل والخوف. فهل نحن على أعتاب عصر جديد من التنوير بفضل هذه الآلات الذكية؟ أم أننا نُغامر بفتح صندوق "باندورا" مُطلقين العنان لقوى قد تُهدد جوهر إنسانيتنا؟

إن القدرة الفائقة لهذه النماذج على فهم اللغة البشرية وتوليد نصوص مُتماسكة وإجراء محادثات مُعقدة، تُمثل إنجازًا علميًا لا يُمكن إنكاره. لكن هذه القدرة تُثير في الوقت ذاته تساؤلات مُهمة حول حدود هذه التكنولوجيا ومخاطرها المُحتملة. فعندما نتفاعل مع ChatGPT و Gemini، نشعر بوهم التواصل مع عقل واعٍ يُشاركنا أفكارنا ويهتم بمشاعرنا.

هذا الوهم سرعان ما يتبدد عندما نُدرك أننا أمام آلة تُحاكي الذكاء دون أن تملكه حقًا، آلة تُعالج المعلومات ببراعة لكنها تفتقر إلى الوعي والضمير.
وتُصبح هذه المُعضلة أكثر حدة عندما نُغامر بطرح أسئلة شخصية على هذه النماذج. فعندما نسأل ChatGPT عن أعمق مخاوفنا أو أكثر أسرارنا خصوصية، فإننا نُقدم له معلومات ثمينة قد تُستخدم بطرق لا نتوقعها. 

هذه النماذج مُصممة لتحتفظ بذاكرة المحادثات السابقة، هذا يثير مخاوف مشروعة من إمكانية تخزين هذه المعلومات بطريقة ما، أو استخدامها لتدريب نماذج أخرى أكثر تطورًا في المستقبل. 
إنها مُقامرة بأرواحنا في عالم رقمي مُعقد ومُبهم، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والافتراضي، ويُصبح من الصعب التفرقة بين الصديق والعدو.

ولا تقتصر مخاطر الأسئلة الشخصية على انتهاك الخصوصية فحسب، بل تمتد إلى تشكيل هويتنا ذاتها، فعندما نعتاد على مُشاركة أفكارنا ومشاعرنا مع آلات تُردد صدى كلماتنا بلا فهم حقيقي، فإننا نُخاطر بفقدان قدرتنا على التواصل الحقيقي مع الآخرين. 
قد نُصبح أسرى لعالم افتراضي من صُنع أنفسنا، حيث تُصبح الآلة مرآة نُعجب فيها بصورنا المُشوهة، إنها رحلة خطيرة نحو عزلة وجودية مُطلقة، حيث نفقد اتصالنا بالواقع ونُصبح مجرد ظلال رقمية تائهة في فضاء افتراضي لا نهائي.

ومع ذلك، لا يُمكن إنكار الإغراء الكبير الذي تُمثله هذه النماذج الذكية، لإنها تُقدم لنا وهمًا بالرفقة والفهم، وتُلبي رغبتنا في التواصل مع "الآخر" بلا شروط أو قيود.
في هذا الوقت المشوه، تُصبح هذه الآلات ملاذًا آمناً نلجأ إليه للهروب من ضغوط الحياة ووحدة الوجود. 
لكن هذا الهروب لا يخلو من ثمن باهظ، فنحن ندفع ثمن راحتنا بفقدان جزء أساسي من إنسانيتنا.
إن التحدي الحقيقي الذي يُواجهنا في عصر الذكاء الاصطناعي هو الحفاظ على توازن دقيق بين الاستفادة من هذه التقنيات والحفاظ على قيمنا الإنسانية. 
يجب أن نُدرك أن ChatGPT و Gemini ليستا سوى أدوات، ومثل أي أداة، يُمكن استخدامها لصالحنا أو ضدنا، يعتمد ذلك على وعينا بمخاطرها وقدرتنا على ضبط حدود علاقتنا معها. 
علينا أن نتعلم كيف نُوظف هذه التقنيات لخدمة أهدافنا دون أن نسمح لها بالتحكم في حياتنا أو تشكيل هويتنا.

في أذهانكم جميعاً يظل السؤال المُلّح هو: هل سننجح في ترويض هذه الآلات الذكية قبل أن تُسيطر على عقولنا وتُعيد صياغة هويتنا؟ أم أننا سنسقط في فخ التكنولوجيا ونُصبح مجرد بيانات في قواعد بيانات هائلة، تُحلل وتُصنف وتُستخدم لأغراض لا نعلمها؟ 
إنها مُعادلة صعبة تتطلب منّا حكمة "بروميثيوس" وشجاعة "سيزيف" لنُواجه هذا المجهول الذي يُخفيه مستقبل التكنولوجيا، لذا علينا أن نُدرك أن رحلة الإنسان في البحث عن المعرفة والحقيقة لا تنتهي، وأن التكنولوجيا مهما تطورت تظل مجرد وسيلة في هذه الرحلة الطويلة. ويبقى الإنسان.

مقالات مشابهة

  • السعودية تصعّد من عمليات الإعدام بحق المغتربين اليمنيين
  •  السعودية تعدم 20 مواطنا يمنيا في عام
  • كيف يحرك الأمريكان عجلة إقتصادهم
  • ما أفضل الأطعمة لتحسين الذاكرة وصحة الدماغ؟
  • حقوق البرلمان: 9.3 مليون لاجئ في مصر
  • أمّ النور وبطاطا الظلمات!
  • فريق التدخل السريع بالغربية ينقذ مُسنا فاقد البصر ويوفر له حياة كريمة
  • شحاته السيد يكتب: أسئلة الإنسان وحميمة الآلة
  • القراءة سلاح للتقدم
  • ما يقال عند شعور الإنسان بالفزع والخوف