البوابة نيوز:
2025-01-02@17:54:39 GMT

شيخ الأزهر يكشف أسرار اسم الله "اللطيف"

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

أوضح الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن "اللطيف" اسم من أسماء الله الحسنى، معناه يدور بين أمرين، (الخفاء والدقة)، حيث أنه يطلق على الشيء الخفي الذي لا تراه الأبصار، أو تبحث عنه بحثا عميقا حتى تراه، والشيء الدقيق جدا، مثل الذرة والأجسام الدقيقة في العلوم، حيث يطلق عليها أجسام لطيفة، مبينا أن هذا الوصف يتناول أيضا المعاني بالإضافة إلى الأجسام، حيث أن هناك موجودات أخرى غير الماديات، مثل الأفكار والشعور والحب والكره والصفات الذميمة، بدليل أن آثارها موجودة تدل عليها، فاللطف أمر خفي لكنه موجود.

وأضاف شيخ الأزهر، خلال حديثه بالحلقة السادسة من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، أن الأمور الحسية ليست هي الموجودة فقط، موضحا أن هذا هو الفرق بين الفلسفة الإلهية والفلسفة المادية الحسية، والتي يندرج تحتها مدارس ومذاهب كثيرة، معربا عن أسفه الشديد لطغيان المذهب الحسي أو الفلسفة التجريبية العلمية التي تتعامل مع المادة، حتى أصبحت تحكم تفكير العلماء والأدباء وإنتاجهم، لدرجة أن بعضهم يقول: "ما في ذهني وليس في حسي كذب)، مؤكدا أن هذه مقولة يبررون بها اتجاههم الذي انحرف عن الله تعالى، ومال إلى الإلحاد.

وبيّن الإمام الأكبر أن اسم الله تعالى"اللطيف" كله لطائف تدور بين الخفاء والدقة، موضحا أن العلماء تناولوا اسم "اللطيف" من زاويتين؛ الذات الإلهية، والأفعال الإلهية، حيث أن اللطيف يكون اسم ذات حين يعود للذات الإلهية، من حيث كونه جاء من الخالق ولم يأت من المخلوق قبل الحدث، وكان موجودا ومعلوما، أما حين يحدث الأمر ويتعامل المخلوق، بحيث يحدث اللطف وفقا للعلم تماما لا يختلف ولا يتغير، نطلق عليه صفة فعل، أي اشتباك العلم الإلهي مع فعل العبد، ولهذا نسميه صفة لأفعال الله وليس العبد، فلدينا علم فيه لطف، ولدينا لطف يتعلق بعبد، فقبل أن يحدث فهو يتعلق بصفة العلم، وحين يحدث فإنه يتعلق بصفة القدرة، وهنا تكون صفة فعل.


وأكد شيخ الأزهر على أن أفعالنا مطلوبة من حيث أمرنا الله تعالى بها، وأن الأسباب والنتائج من الله، لكن علينا أن نأخذ بها، لأننا أمرنا بذلك، مع اعتقادنا أنه لا ينتج بالضرورة المسبب، فالذي يحدث ذلك هو الله سبحانه وتعالى، كالذي يحدث بين النار والاحتراق، حيث أن الذي يحدث الإحراق بعد ملاقاة النار هو الله سبحانه وتعالى وليس النار، بدليل أن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يُحرق، ثم إن العلماء قالوا إن النار هي جماد ليس لها إرادة، ولو اعتقدنا بأن النار هي التي تحرق، فكأننا تعترف بفاعل مؤثر غير الله سبحانه وتعالى، موضحا أن الإنسان وكثيرا ما يقوم بعمل حسابات واحتياطات دقيقة جدا، وتأتي النتائج عكسية تماما، في حين قد تأتي النتائج بأكبر مما فكر وقدر، وهذا يدل على أن هناك فاعلا خفيا، سبحانه وتعالى، قائلاً "هذا هو الإيمان الذي يسخر منه الماديون"، مضيفا انه للأسف الشديد كثير من شبابنا، بدأت تتفلت منه هذه الأنظار الدقيقة، وهذه الأنظار هي التي جعلت المسلمين الأوائل يؤمنون بالله ويثقون في قدرته، قال تعالى " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين" ثم "ألف يغلبوا ألفين"، فكيف يغلب الألف ألفين؟ بالحساب لا يمكن، لكنهم كانوا يغلبون، لأنهم مسلحون بقوة خفية جدا.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الشريف اللطيف سبحانه وتعالى شیخ الأزهر حیث أن

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآيات 39-43 من سورة الشورى: “وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ . وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور”.
تأتي هذه الآيات في تعداد صفات الذين وعدهم الله الجنة في الآخرة، وحددهم بأنهم الأصناف التالية:
1 – الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
2 – الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ
3 – الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ.
ثم تأتي المواصفة الأخيرة لهؤلاء الموعودين بالجنة، مفصلة في الآيات الآنف ذكرها، وهم الذين لا يسكتون على الظلم ولا يقبلون الضيم، بل يردون على الإساءة بمثلها، وذلك لوقف الظلم، ولكي لا يطمع الظالمون ويتمادوا في ظلمهم، فالله تعالى يحب هؤلاء، لأنهم تصدوا للظالمين الذين يمقتهم.
أول ما يستوقف المتأمل في هذه الآيات، أنه تعالى قد أفرد لتبيان حالة التصدي للظلم وتفصيلها خمس آيات، فيما أجمل في تبيان الصفات الثماني الأولى التي يمكن أن نصفها بالمسالمة، في ثلاث آيات فقط.
لا شك أن لذلك أهمية، وأن الله أراد أن يكون المؤمن قويا في الحق، لأنه بذلك ينحسر الظلم الاجتماعي وتصلح المجتمعات، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير”.
ورغم ان الحديث الشريف جاء منسجما مع ما جاء في الآيات السابقة الداعية لأن لا يتقبل المؤمن الظلم بل يتصدى له، إلا أن فقهاء السلاطين ولأنهم لم يتمكنوا من الطعن في صحته، فقد ذهبوا الى محاولة لي عنق الحديث بالقول أن مقصد النبي صلى الله عليه وسلم بالقوي هو قوة الإيمان، وذلك تمشيا مع مسعاهم في خدمة مرامي السلاطين في ترسيخ الاستكانة للحكم الجبري وعدم إقلاق راحة السلطة الحاكمة، والتي من أجلها انتقوا حديثا واحدا نسب الى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الحديث الوحيد الذي يقول بوجوب طاعة الحاكم في جميع الحالات، حتى ولو أخذ مالك و جلد ظهرك. رغم أنه يتناقض مع أحاديث كثيرة تدعو لوقف ظلم الحاكم، بل والتصدي له وأشهرها: “أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”.
إن الرد على تفسيرهم المغرض هو في اتباع فهم الصحابة للآيات والحديث، والذي هو بلا شك أصوب وأقرب للحق من فقهاء السلاطين الذين جاءوا في زمن متأخر عنهم.
فقد أعلن ابو بكر عند توليته أنه يحق الاعتراض والتصويب لقراراته لمن رأى فيها تجاوزا للشرع، فقال: “أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم”.
أما عمر الفاروق فقد كان يضرب المتمسكنين المتماوتين من كثرة الزهد، ويطردهم من المساجد،ويقرعهم قائلا لهم: أمتّم علينا ديننا أماتكم الله”.
لقد أراد الله العزة والكرامة لأمته، ولم يرد لهم الذلة والمسكنة، لأنها أمة الدعوة الى اتباع منهاجه في الأرض، لذلك أراد أن يبقى المؤمنون أقوياء في طاعته، لأن من أطاع الله لايمكن أن يظلم أو يبغي.
لقد بين الله تعالى أن البغي قد يكون فرديا، من شخص على شخص، ولكي لا ينقطع الود بين الناس فلا يتدابروا ولا يتنازعوا، فقد أجاز للمظلوم الرد على الباغي لقطع دابر الظلم، لأنه سيتفشى حينئذ ويأكل القوي حق الأضعف منه، وسيؤدي ذلك الى تعميم الظلم وفساد المجتمع.
وقد يكون مجتمعيا فيقع الظلم من جماعة أو من سلطة حاكمة على جماعة أو فرد.
لقد جاء الحكم الشرعي بجواز الرد على الإساءة بمثلها، أما من كانت لديه المقدرة على ذلك، لكنه عفا اكتفاء بإصلاح الباغي ما أفسده، فسوف يثيبه الله على عفوه أجراً، وأما من اختار أن يرد على الإساءة بمثلها ولا يتعدى ذلك، فلا يؤاخذ فيما فعل، ولايجوز مساءلته.
نستخلص مما سبق فساد حجة من يدينون الثورات الشعبية على الحكام الظالمين، بل هي مباركة من رب العالمين.

مقالات ذات صلة الحرب المنقوصة على الفساد 2025/01/01

مقالات مشابهة

  • لماذا سمي شهر رجب بالأصب والأصم ؟.. علي جمعة يوضح
  • تأملات قرآنية
  • أسرار القرآن: سورة الملك حماية من عذاب القبر وبركة في الدنيا
  • مختار جمعة يحذر: الحديث عن الذات الإلهية دون علم يهدد العقيدة
  • "الأشهر الحرم".. الإفتاء تكشف أسرار عظمتها
  • جمعة يكشف السبب والحل للخوف والذعر الذي يُصيب الناس
  • لماذا سمي شهر رجب بالأصب؟.. لـ3 أسباب فرصة عظيمة لنيل عطايا الجواد
  • الحوادث والعيوب الأبرز.. أزهري يكشف عن حالات جواز إجراء عمليات التجميل
  • ملتقى الجامع الأزهر: عمليات التجميل لغير ضرورة نوع من الهوس
  • " أخزى الله الأعداء".. رسالة من الرئيس الراحل صدام حسين