ستضخ الإمارات "35 مليار دولار استثمارات مباشرة" في غضون شهرين في مصر، بموجب اتفاق تطوير منطقة رأس الحكمة الذي وقع بين الحكومتين المصرية والإماراتية، فيما وصف بأكبر استثمار أجنبي في تاريخ مصر.

ومطلع الشهر الحالي، تسلمت مصر الدفعة الأولى المتفق عليها من قبل البلدين والمقدرة قيمتها بـ15 مليار دولار، وهي 10 مليارات سيتم تحويلها مباشرة إضافة إلى 5 مليارات تشكل جزءا من وديعة إماراتية لدى البنك المركزي.

        View this post on Instagram                      

A post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)

ويهدف الاستثمار إلى تطوير 170.8 مليون متر مربع في منطقة رأس الحكمة على البحر المتوسط بشمال غرب مصر.

لكن ما الذي ستحصل عليه الإمارات مقابل استثمارها؟ ينقل تقرير من وكالة "بلومبرغ" أن الضخ المالي الضخم يهدف إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية لأبوظبي، إذ تفكر العاصمة الإماراتية في كيفية جني الأموال مع بناء النفوذ السياسي، وفق ما نقل التقرير عن عشرة دبلوماسيين ومسؤولين وغيرهم من المطلعين.

ومن خلال توظيف مبلغ يعادل 7٪ من ناتجها المحلي الإجمالي، تسعى دولة الإمارات عبر مزيج من القوة المالية والأهداف الجيوستراتيجية إلى الحصول على دور رئيسي في تشكيل الأحداث في المنطقة وخارجها.

ويشير التقرير إلى أن الاستثمار يأتي في وقت تتنافس أبوظبي على النفوذ مع القوى الخليجية الأخرى السعودية وقطر، مع تضاؤل النفوذ الأميركي باحتدام الحرب بين إسرائيل وحماس التي تمثل تحديا جديدا في جزء من العالم مهم لإنتاج الطاقة وخطوط الإمداد.

وأعطى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الضوء الأخضر بسرعة لدعم بلد كان في قلب انتفاضات عام 2011 التي أطاحت بأنظمة في المنطقة، وفقا لأشخاص مطلعين على القرار طلبوا عدم الكشف عن هويتهم. 

وقالت ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، وهو مركز أبحاث مقره أبوظبي "إن تفاقم التحديات الاقتصادية في مصر ليس في مصلحة الإمارات".

وقالت لوكالة بلومبرغ إن "الهدف هو ضمان الاستقرار" وتجنب عودة الجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين التي تزدهر في أوقات الاضطرابات.

وفاجأ توقيت الصفقة وحجمها والتسليم السريع للأموال الأسواق المالية وحتى صندوق النقد الدولي. وقالت ثلاثة مصادر أخرى للوكالة إن الصندوق، الذي كان من المتوقع أن يكون المورد الرئيسي للتمويل الطارئ لمصر، لم يكن على علم بالمناقشات في بدايتها.

وتظهر الصفقة رغبة الإمارات في "المشاركة في حزمة الإنقاذ الاقتصادي التي وضعها المجتمع الدولي لأسباب جيوسياسية، والحفاظ على استقرار مصر والمنطقة"، كما قال زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء المصري السابق والرئيس السابق لهيئة الاستثمار.

يقول ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية إن استثمار رأس الحكمة ليس فقط صفقة جيدة ماليا للإمارات بل أيضا وسيلة لزيادة النفوذ على مصر"، رغم إقراره أنه من غير المرجح أن تغير الصفقة مواقف القاهرة بشأن الأزمات في السودان وليبيا المجاورتين، حيث تختلف مع الإمارات.

ويشكك محللون بأن تتأثر عملية صنع القرار في القاهرة بالدعم المالي الهائل للإمارات، إذ أن "المساعدات المالية أو الاستثمار لا تترجم تلقائيا إلى نفوذ سياسي أو دبلوماسي" وفق ما نقلت بلومبرغ عن ميريت مبروك، الزميلة البارزة في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

بيل كلينتون: السعودية ستجني خلال 5 سنوات ثمار الاستثمار في رأس المال البشري والموارد الطبيعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون أن السعودية ستجني خلال 5 سنوات ثمار الاستثمار في رأس المال البشري والموارد الطبيعية.

وقال كلينتون خلال مشاركته في "منتدى مستقبل العقار" في الرياض يوم الأربعاء: "أشعر بجاذبية دائما للمملكة وما تقوم به من جهود لتطويع السياحة يخلق مزيدا من الفرص الاستثمارية، وهذا جوهر كل تقدم".

ووصف الرئيس الأمريكي الأسبق "رؤية السعودية 2030" بأنها تعد ضمن الخطط التنموية الجريئة في العصر الحديث، مشيرا إلى أن القادة السعوديين لديهم شغف كبير من أجل تحقيق الخطط بحلول عام تحقيق الرؤية.

وصرح كلينتون بأن السعودية منحت اهتمامها في إطار تطوير رأس المال البشري.

وأشار إلى أن السعوديين يتمتعون بحالة ولاء تجاه قادتهم مؤمنين برؤاهم الطموحة لتطوير اقتصاد البلاد.

جدير بالذكر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استقبل في مكتبه بالرياض بيل كلينتون.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية.

وأفادت بأن الاستقبال حضرته الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، والوفد المرافق للرئيس الأمريكي الأسبق.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات "رافال" الفرنسية في صفقة بلغت 16.6 مليار يورو
  • بعدما تسلمتها الإمارات.. ماذا نعرف عن مقاتلات «رافال» الفرنسية؟
  • فتوى في كوردستان بحرمة أخذ المال مقابل التراجع عن عقود البيع والشراء
  • بيل كلينتون: السعودية ستجني خلال 5 سنوات ثمار الاستثمار في رأس المال البشري والموارد الطبيعية
  • مصر تعود إلى أسواق المال.. بيع سندات دولية بـ2 مليار دولار
  • رانيا المشاط: الحكومة حريصة على زيادة الاستثمار في العنصر البشري
  • «المشاط» تبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تعزيز الاستثمار في العنصر البشري
  • هل نصف مليار جنيه؟.. شوبير يكشف عن كواليس صفقة تريزيجيه
  • «المشاط» تبحث سبل تعزيز برامج التعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب
  • حقيقة تعاقد الأهلي مع تريزيجيه مقابل نصف مليار جنيه