نيران ومولوتوف وطلاء.. أفعال احتجاجية في انتخابات الرئاسة الروسية
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
تخلل اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية الروسية التي انطلقت، الجمعة، العديد من الحوادث والأفعال الاحتجاجية التي تعكس بما لا يقبل الشك حالة الغضب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يحكم البلاد منذ نحو ربع قرن.
ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات فوز بوتين (71 عاما) بولاية جديدة في غياب معارضة فعلية، حيث لا يمثل أي من المرشحين الثلاثة الآخرين في ورقة الاقتراع أي تحدٍ حقيقي.
شهد التصويت عددا من الاحتجاجات، من بينها صب سائل ملون في صناديق الاقتراع وإلقاء زجاجة مولوتوف على مركز اقتراع في مسقط رأس بوتين، بالإضافة إلى هجمات إلكترونية تم الإبلاغ عنها.
أظهرت مقاطع فيديو في عدة مراكز اقتراع بأنحاء روسيا محتجين وهم يسكبون ما وصفته السلطات بالصبغة في صناديق الاقتراع لإفساد الأصوات التي تم الإدلاء بها، وفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.
أحد هذه المقاطع المأخوذ من كاميرات المراقبة داخل مركز اقتراع في موسكو أظهر امرأة شابة تصب ما يبدو أنه صبغة خضراء في صندوق اقتراع.
#CCTV catches people pouring paint on ballots, setting fire to voting booth in #Moscow during #Russian presidential elections#RussianElection #Russia #Election2024 pic.twitter.com/xz60g5tF30
— Viory Video (@vioryvideo) March 15, 2024وجرى اعتقال المرأة على الفور، حيث تواجه اتهامات جنائية بعرقلة الانتخابات، وفقا لما ذكرته وكالة ريا نوفوستي الرسمية.
وفي مكان آخر في موسكو ألقي القبض على امرأة بعد أن أشعلت النار في مركز اقتراع. وأخبر مسؤولون وكالة الإعلام الروسية أن بطاقات الاقتراع لم تتضرر وأن التصويت مستمر.
View this post on InstagramA post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)
وفي سانت بطرسبرغ، ألقت شابة بزجاجة مولوتوف أمام مدخل مركز اقتراع في إحدى المدارس، من دون أن تسفر الحادثة عن سقوط ضحايا، وفق مسؤول محلي. وذكرت وسيلة الإعلام المحلية "فونتانكا" أنه تمّ توقيف الشابة.
وأوقف رجل بالقرب من العاصمة الروسية وامرأة في نوفوسيبيرسك (سيبيريا) وأربعة أشخاص في فورونيج (جنوب غرب) وروستوف وكاراتشاييفو-تشيركيسي في القوقاز الروسي على خلفية سكب طلاء في صناديق اقتراع، وفق ما أعلنت السلطات.
وذكرت شبكة "سي بي إس" الإخبارية أن منطقة خانتي مانسي النائية في سيبيريا، شهدت اعتقال امرأة لمحاولتها حرق صندوق اقتراع بزجاجة مولوتوف.
وفي تشيليابينسك (وسط) اعتقلت الشرطة رجلا حاول إشعال ألعاب نارية في مركز اقتراع، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.
وأفادت السلطات أيضا بمحاولات سكب طلاء تلتها عمليات توقيف في منطقة فولغوغراد (جنوب غرب) وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها بقرار في 2014.
وقالت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا أن هؤلاء الأشخاص ارتكبوا فعلتهم من أجل المال الذي وعدهم به "أوغاد من الخارج". ووصفت بامفيلوفا من قاموا بهذه الأفعال بأنهم "حثالة" محذرة من أنهم قد يواجهون عقوبات تصل إلى خمس سنوات في السجن.
ويقبع منتقدو بوتين البارزون في السجن أو فروا إلى الخارج، مما دفع المعارضة إلى وصف الانتخابات بأنها صورية.
وتوفي أشهر سياسي معارض في روسيا، وهو أليكسي نافالني، في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي الشهر الماضي واتهم أنصاره بوتين بقتله. ونفى الكرملين ذلك، وجاء في شهادة الوفاة أنه توفي لأسباب طبيعية.
هجمات إلكترونيةقال الحزب الحاكم في روسيا، روسيا المتحدة، السبت، إنه يواجه هجوم حجب الخدمة بشكل واسع النطاق، وهو نوع من الهجمات السيبرانية تهدف إلى تعطيل حركة البيانات عبر شبكة الإنترنت العالمية، وقد قام بتعليق الخدمات غير الأساسية لصد هذا الهجوم.
ونقلت وكالة الإعلام الحكومية الروسية عن مسؤول كبير في قطاع الاتصالات قوله إن مستوى الهجمات الإلكترونية على روسيا "لم يسبق له مثيل".
وأنحى المسؤول باللائمة في الهجمات على أوكرانيا ودول غربية. وذكر أنه جرى رصد عناوين بروتوكولات الإنترنت الخاصة ببعض الأنشطة في غرب أوروبا وأميركا الشمالية.
وتعرضت الانتخابات لانتقادات واسعة النطاق بسبب افتقارها إلى الاختيار الديمقراطي، مع منع المرشحين المناهضين للحرب في أوكرانيا وشخصيات المعارضة الحقيقية من الترشح، وفي ظل سيطرة الكرملين المشددة على وسائل الإعلام وأجهزة الأمن ولجنة الانتخابات.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن العديد من موظفي الدولة والعاملين في الشركات المملوكة للحكومة أُجبروا على التصويت مبكرا وإرسال صور لرؤسائهم أثناء الإدلاء بأصواتهم أو صور لأصواتهم، وفقا لما نقلت "واشنطن بوست".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مرکز اقتراع
إقرأ أيضاً:
ما جدوى الكتابة إن لم تترجم إلى أفعال؟
د احمد التيجاني سيد احمد
كتب المهندس خالد عمر يوسف أن الحركة الإسلامية تنظيم إرهابي، ابتدأت عهدها بالإعدامات والقتل الوحشي، واستمرت في زعزعة استقرار السودان والإقليم، مما أدخل البلاد في عزلة دولية طويلة. واليوم، تعيد الحركة إنتاج مشروعها الإرهابي بوجه أكثر دموية، عبر مذابح وإعدامات ميدانية تمتد من الحلفايا إلى سنار وود مدني وبحري، وصولًا إلى جريمة ذبح رئيس حزب الأمة بمحلية أم روابة أمام أعين الناس.
**كل هذا صحيح**
يرى خالد عمر يوسف أن القوى المدنية سلاحها الكلمة، وأن المقاومة استمرت بالكلمة لثلاثين عامًا حتى أثمرت ثورة سلمية أسقطت النظام. ولذلك، يصر على مواصلة الكتابة والتعبئة لخلق موقف شعبي ودولي يسهم في هزيمة مشروع الحركة الإسلامية وإحلال السلام.
**لكن، ماذا بعد الكلمة؟**
رددت عليه قائلًا: “**سلاحنا الكلمة، لكن الكلمة لا بد أن ترتبط بنتائج**.”
لم تكن الكلمة وحدها هي التي أسقطت حكم البشير، بل كانت هناك دماء الشباب والكنداكات التي سالت في الشوارع، وكان الدفع القوي من الثوار هو المحرك الحقيقي للتغيير. ومع ذلك، تم إقصاء هؤلاء الشباب من ساحات القرار والمسؤولية، وتمت مصادرة الثورة عبر “الهبوط الناعم” في ٢٠١٩.
**الآن، السؤال الأهم: كيف نوقف نزيف الدماء؟**
الكتابة وحدها لن تجدي، والمقالات والمنشورات لن توقف القتل والدمار. المطلوب برنامج محدد وعاجل، رؤية واضحة للتحرك السريع لإيقاف جرائم الحركة الإسلامية ومنعها من مواصلة القتل والاغتصاب وتدمير البنى التحتية.
**إن لم يكن هناك تحرك جاد وفعال، فإن الكتابة وحدها تصبح بلا جدوى**.
د احمد التيجاني سيد احمد
٢ فبراير ٢٠٢٥ روما إيطاليا
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com