عقد الجامع الأزهر اليوم الخميس فعاليات ملتقى الظهر «رمضانيات نسائية»، برواق الشراقوة، تحت عنوان التجارة مع الله، شارك فيه أ.د/ اعتماد عفيفي، أستاذ أصول اللغة، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وإسراء محمد، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.

التجارة الرابحة

قالت أ.د/ اعتماد عفيفي، إن الذكر له كثير من الفوائد وهو من التجارة الرابحة مع الله سبحانه وتعالى، مضيفة أن ابن القيم -رحمه الله في عدِّه لفوائد الذكر، أوضح أنّ أفضل أهلِ كلِّ عملٍ أكثرُهم فيه ذكرا لله عز وجل؛ فأفضلُ الصوَّامين أكثرُهم ذكرا لله عز وجل في صومهم، وأفضلُ المتصدِّقين أكثرُهم ذكرا لله عز وجل، وأفضل الحجَّاج أكثرهم ذكرا لله عز وجل، وهكذا سائر الأحوال.

وبينت أن كثيرا من المسلمين لا يقرأ القرآن إلا بقصد الثّواب والأجر فقط، وغفل عن عظيم منافع القرآن، وأنّه كلّما قرأ القرآن بنيّة نال فضلها وحقق الله له ما أراد.

من جانبها أكدت إسراء محمد، أن أي إنسان يتاجر مع الله لن يخسر، فقد قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾.

وقال السعدي في تفسير الآية: "هؤلاء هم الموفَّقون الذين باعوا أنفسهم، وأرخصوها، وبذلوها؛ طلبًا لمرضاة الله، ورجاء لثوابه، فهم بذلوا الثمن للمليء الوفي الرؤوف بالعباد، الذي من رأفته ورحمته أن وفَّقهم لذلك، وقد وعد الوفاء بذلك؛ فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾، فكل إنسان في هذه الدنيا يسعى ويمضي فيها، فإما يبيع نفسه لله ويحسن التجارة مع الله، فيُعتقها من غضب الله وعذابه، ويفوز بأعظم ربحٍ؛ وهو رضوان الله عز وجل وجنته، وإما أن يُوبِقَها بمعصية الله، فيقودها لِما فيه هلاكها.

الأعمال الصالحة

من جهتها بيّنت الدكتورة حياة العيسوي، أن التجارة مع الله، هي أن يحافظ المسلم على ما أمره الله -سبحانه وتعالى- بالالتزام به، وأن يبتعد عن كل ما نهاه عنه، وتكون بالإكثار من فعل الخير والأعمال الصالحة لكسب رضا الله عز وجل، فهي تجارة لن تبور.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجامع الأزهر رمضانيات نسائية مجمع البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية

إقرأ أيضاً:

سورة للتكفير عن الذنوب.. لا تستغرق سوى 5 دقائق

سورة للتكفير عن الذنوب، يغفل كثير من المسلمين عن فضل القرآن الكريم بوصفه أعلى درجات الذكر في تكفير الذنوب وتحقيق التوبة عن العباد، ومن ذلك سورة للتكفير عن الذنوب والتي لا تستغرق من قارئها سوى 5 دقائق فقط.

وفي التقرير التالي نوضح سورة للتكفير عن الذنوب وفضلها وأفضل وقت لقراءتها على مدار اليوم.

سورة للتكفير عن الذنوب

تعدّ سورة يس من سور القرآن الكريم التي تكفر الذنوب فهي سورة المكية، عدد آياتها 83 آية، تركز على قضية البعث والنشور، وقد ثبت في فضل سورة يس العديد من الأحاديث، التي تؤكد عظم تلاوتها في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات وغير ذلك من الفضائل العظيمة.

وقد ورد في فضل سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها؛ ما أخرجه الترمذي -واللفظ له- من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وإنّ أقوى ما جاء في فضل سورة يس ما رواه ابن كثير في تفسيره، قال –صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له»، كما وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».

كما ثبت في فضل سورة يس أنّها لما قرءت له، وقصدوا في ذلك أنّ قراءة سورة يس فيها قضاء للحوائج وتسهيل لها، والحقيقة أنّه لا يجوز نسبة ذلك إلى السنة النبوية، وأقوال العلماء والتابعين لإنكارهم هذا الحديث، ومثال عليهم العلامة السخاوي الذي قال إنّه لا أصل للحديث بهذا اللفظ، وقال ابن كثير في تفسيره أنّ من خصائص فضل سورة يس أنها ما قرءت لشيء أو أمر عسير إلا يسره الله، وهذا القول لا يمكن نسبته إلى الله تعالى أو رسوله –صلى الله عليه وسلم- إنّما ينسب إلى قائله فيقع الصواب والخطأ عليه.

سورة للتكفير عن الذنوب

وقد بينت دار الإفتاء المصرية أن من أعظم الذكر قراءة القرآن الكريم، حيث قد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل.

كما ورد الشرع بفضل سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها؛ في نحو ما أخرجه الدارمي والترمذي -واللفظ له- والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».

وشددت الإفتاء أنه بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فلا مانع من قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر، ولا بأس بالمواظبة على ذلك، ولكن الجهر بذلك في جماعة مشروط بموافقة القائمين على المسجد؛ تنظيمًا لزيارة هذا المقام الشريف؛ وتأدبًا في حضرة صاحبه الإمام الحسين عليه السلام، ليتم ذلك بشكل ليس فيه تشويش على بقية الذاكرين وقُرّاء كتاب الله تعالى؛ استرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند".

أوجز العلماء في خمس سور يستحب قراءتها للميت وهي: «الفاتحة، والبقرة فاتحتها وخاتمتها، الإخلاص، والتكاثر، ويس»، مستدلين بما جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ، وأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ، وَليُقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ بِخَاتِمَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَبْرِهِ»، أخرجه الطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده حسن كما قال الحافظ في الفتح، وفي رواية: «بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ»، بدلا من «فَاتِحَةِ الْكِتَابِ».

وروى عبد الرحمن بن العلاء بن اللَّجْلاجِ، عن أبيه قال: "قال لي أبي -اللَّجْلاجُ أبو خالد-: يا بُنَيَّ إذا أنا متُّ فأَلْحِدْني، فإذا وضَعْتَني في لحدي فقل: بسم الله، وعلى ملة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ثم سُنَّ عليَّ التراب سنًّا -أي ضَعْه وضعًا سهلا- ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها، فإني سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ ذلك"، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، قال الهيثمي: ورجاله موثوقون.

كما جاء الشرع الشريف بـقراءة سورة الفاتحة على الجنازة؛ لما فيها من الخصوصية في نفع الميت وطلب الرحمة والمغفرة له ما ليس في غيرها، فيما جاءت السنة بقراءة سورة يس على الموتى، في حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «اقْرَؤُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ»، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم، وقال القرطبي في التذكرة: "وهذا يحتمل أن تكون القراءة عند الميت في حال موته، ويحتمل أن تكون عند قبره".

ووردت في هذه المسألة أحاديثُ أخرى، لكنها واهية الأسانيد: منها حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وكرم وجهه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَنْ مَرَّ عَلَى الْمَقَابِرِ، وَقَرَأَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ وَهَبَ أَجْرَهُ لِلْأَمْوَاتِ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ الْأَمْوَاتِ». خرَّجه الخلال في "القراءة على القبور"، والسمرقندي في "فضائل قل هو الله أحد"، والسِّلَفِي.

وكذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ اْلكِتَابِ وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَ ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَ مَا قَرَأْتُ مِنْ كَلَامِكَ لِأَهْلِ الْمَقَابِرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَانُوا شُفَعَاءَ لَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى». خرَّجه أبو القاسم الزنجاني في "فوائده".

وقال الحافظ شمس الدين بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي في جزئه الذي ألَّفه في هذه المسألة: "وهذه الأحاديث وإن كانت ضعيفةً، فمجموعها يدل على أن لذلك أصلا، وأن المسلمين ما زالوا في كل مِصْرٍ وَعَصْرٍ يجتمعون ويقرؤون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعًا".

لماذا أمر الرسول بقراءة يس على الموتى؟

قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن قراءة سورة يس للميت تهون عليه في قبره وتنيره، كما تتنزل بها الرحمات والتجليات الإلهية بالمغفرة والرضا من الله عز وجل عليه.

وأوضح "جمعة"، في إجابته عن سؤال: " لماذا أمر الرسول بقراءة يس على الموتى ؟، وهل هناك فضل لقراءة سورة "يس" للأموات فالبعض يقول إن قراءتها لا تفيد الميت؟"، أن قراءة سورة يس تفيد الميت وأن لها فضل، كما أن لبعض سور القرآن فضل يزيد على الفضل العام للقرآن وذلك من أجل الترغيب في قراءتها .

وأضاف أن قراءة القرآن من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فقراءة القرآن على الإنسان بعد وفاته سواء كان ذلك في منزله أو في المسجد أو بعد صلاة الجنازة وقبلها أو عند القبر كل ذلك جائز شرعًا، وهي تهون على الميت في قبره كما أخبرنا بذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم-.

ونبه على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد حثنا على قراءة القرآن للميت بعد وفاته، مشيرًا إلى أنه لابد في قراءة القرآن من التأدب بآداب التلاوة وعدم الإخلال بالحروف والامتثال لأمر الله في قوله تعالى : "وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلًا" (الآية 4 من سورة المزمل).

ولفت إلى أن قراءة القرآن نور وسبب في إنزال الرحمات والتجليات الإلهية بالمغفرة والرضا والرحمة ولذلك يقرأه أهل البيت على موتاهم راجين تنزيل الرحمات على فقيدهم وينبغي لقارئ القرآن أن يقول قبل قراءته أو بعد القراءة: "اللهم أجعل ثواب ما أقرأه أو ما قرأته لفلان" وبفضل الله تعالى يصل ثواب القراءة للميت.

ودلل بما جاء في فضل سورة يس؛ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "...، وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ؛ إِلَّا غُفِرَ لَهُ وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ" أخرجه أحمد في مسنده ( 5 / 26 ) عن عبد الله حدثني أبي ثنا عارم ثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار.

واستشهد بما روي عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَءُوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ" أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب القراءة عند الميت ( 3121 ) عن محمد بن العلاء ومحمد بن مكي المروزي المعنى قالا حدثنا ابن المبارك عن سليمان التيمي عن أبي عثمان وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل بن يسار.

مقالات مشابهة

  • استمرار المنافسات في اليوم الثاني لتصفيات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن الكريم
  • استعرضت مهارتها في الإبرو.. ملتقى الأزهر يستضيف فنانة إيطالية
  • ملتقى روح الآي بالحمراء يعزز الحفظ والمراجعة للقرآن الكريم
  • سورة للتكفير عن الذنوب.. لا تستغرق سوى 5 دقائق
  • 6 فوائد ثمينة لشرب العيران.. بروتين أعلى من الحليب وبكتيريا أكثر من الزبادي
  • 40 متسابقا من كفر الشيخ يخوضون تصفيات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن غدا
  • انطلاق التصفيات النهائية لمسابقة الأزهر لحفظ القرآن الكريم
  • رئيس جامعة الأزهر: التشبيه في القرآن الكريم ليس إلحاق الناقص بالكامل «فيديو»
  • رئيس جامعة الأزهر: بني إسرائيل لم يؤمنوا رغم كل المعجزات «فيديو»
  • المفتي عن بر الوالدين: القرآن الكريم شدد على هذا الأمر في أكثر من موضع