بعد عودته من غزة.. فريق طبي كويتي يروي تفاصيل معاناة مستمرة بالقطاع
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
الكويت – قصص كثيرة ومواقف صعبة نقلها الفريق الطبي الكويتي الذي تمكن من دخول قطاع غزة يوم الثامن من مارس/آذار الجاري لمدة 3 أيام، أجرى خلالها 23 عملية جراحية لمرضى وجرحى فلسطينيين في مستشفيي "الكويت التخصصي" و"غزة الأوروبي".
وعاد الفريق الطبي الكويتي مساء الاثنين الماضي إلى الكويت، حاملا معه ذكريات صعبة تروي معاناة أهل القطاع.
وقد ضم الفريق، الذي ترأسه مدير قطاع العمليات في جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور مساعد العنزي، استشاري جراحة العظام الدكتور حسين قويعان، واستشاري جراحة المسالك البولية الدكتور فيصل الهاجري، واستشاري التخدير الدكتور محمد شمساه، واستشاري الجراحة الدكتور محمد جمال.
مساعدة طبية
نجح الفريق الطبي في إنقاذ حياة مجموعة من المصابين من خلال تقديم العلاج اللازم والتدخلات الجراحية -وفق الإمكانيات المتاحة- في مستشفيي غزة الأوروبي والكويت التخصصي.
وأوضح الدكتور مساعد العنزي أن الفريق الطبي دخل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري من أجل تقديم يد المساعدة للأشقاء الفلسطينيين ومساندة العناصر الطبية الفلسطينية في غزة، وهو أول فريق مكون من أطباء كويتيين يصل إلى القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
وأضاف أن الدخول تم بالتنسيق مع الجهات المعنية في مصر واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية رحمة حول العالم، وأن مهمة الفريق تركزت على مساعدة العناصر الطبية في المستشفيات الفلسطينية وإجراء 23 عملية جراحية للحالات المرضية والإصابات الحرجة.
وقال العنزي للجزيرة نت إن "الفريق أدخل إلى قطاع غزة مساعدات طبية ومواد ومعدات ومستلزمات لدعم المنظومة الصحية في المستشفيات"، موضحا أن هناك خطة قادمة للفرق التطوعية الطبية من الكويت والدول الأخرى للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ولمساعدة القطاع الطبي في غزة الذي يعاني من نقص هائل في المعدات والأجهزة والأدوية والفرق الطبية الفلسطينية.
منظومة منهارة
أما استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور فيصل الهاجري، فقال في حديثه للجزيرة نت "خلال وجودي في القطاع، قدّمت العلاج لنحو 50 حالة مرضية، كلها كانت تحتاج إلى تدخل جراحي بسبب ضعف الإمكانيات وانهيار المنظومة الصحية والبنية التحتية وتكدس الناس في منطقة رفح، والمستشفيات عاجزة عن العمل، فمستشفى الكويت التخصصي يقدم خدمة جراحات المسالك البولية لكافة المتضررين بسبب تضرر المستشفيات الأخرى وانقطاع الخدمة فيها".
وأكد فيصل الهاجري أن قطاع غزة يحتاج إلى مساعدات كبيرة، خصوصا في المجال الطبي المنهار.
شجاعة أهالي غزة
ويحمل استشاري الجراحة الدكتور محمد جمال في جعبته الكثير من الحكايا والقصص المؤلمة مما يتعرض له "الشعب الأبي في غزة".
ويسرد جمال قصة الفريق الطبي منذ دخوله إلى القطاع، قائلا "قرارنا الذهاب إلى القطاع لم يكن سهلا، فنحن كنا نعرف أننا متوجهون إلى أصعب منطقة حرب في العصر الحديث، ولكن استمددنا الشجاعة من صمود أهالي القطاع، ولم نتردد في الذهاب عندما تهيأت السبل الممكنة لذلك".
وأضاف "قمنا بإيصال الكثير من المواد الطبية والمعدات التي كانت المستشفيات داخل قطاع غزة بحاجة لها، فالوضع كان كارثيا جدا، وفي أول ليلة لم نتمكن من النوم ليس خوفا، وإنما من صوت الأسلحة وقصف الطائرات الشديد الذي كان يهز كل مكان".
ويقول جمال للجزيرة نت "الوضع الصحي كان كارثيا، فالمستشفى الأوروبي الذي عملنا فيه كان يتجمع فيه وحوله نحو 30 ألف شخص من أهل القطاع الذين نزحوا من مناطقهم، وهناك الكثير من الخيام للنازحين. فلا يوجد نظام طبي صحي، والأطباء يعملون منذ نحو 160 يوما دون توقف ودون أي مقابل".
وروى كيف أتى أحد الممرضين العاملين في المستشفى وهو في حال نفسية صعبة، حيث فقد الاتصال بعائلته في شمال غزة منذ شهرين، قائلا "كل شخص لديه قصص أخرى تدمي الفؤاد".
ولاحظ الأخصائي استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للأسلحة المحرمة، حيث أجريت عملية لأحد الشباب من أهل غزة اخترقت الرصاصة فخذه الأيمن واتجهت إلى فخذه الأيسر، والفخذ الأيمن أصيب بشبه قطع اضطر معه لقطع الساق، وقال "اكتشفنا لاحقا استخدام رصاصة تسمى الفراشة وهي تدخل الجسم وتتحول إلى شكل دائري لإلحاق أكبر قدر من الضرر للمصاب حتى يبقى معاقا بقية حياته إذا لم يفقد حياته".
ويعتقد الدكتور محمد جمال أن زيارة الفريق الطبي الكويتي إلى غزة كان لها أثر نفسي كبير للأهالي، وعن ذلك يقول "أعتقد أن زيارتنا قدمت دعما نفسيا للشعب الفلسطيني في غزة، في الوقت الذي يشعرون فيه أن العالم قد نسيهم، وتوجّه الوفودِ إلى غزة يشعرهم بالاهتمام بهم".
ووجّه رسالة لأهالي غزة قائلا "أغلب الشعوب العربية والإسلامية تتوق للذهاب إلى غزة وتقديم الدعم اللازم لهم لو أتيحت لهم السبل".
تشجيع الفرق الطبية
ولخص استشاري جراحة العظام الدكتور حسين القويعان المطيري الوضعَ في قطاع غزة بأنه كارثي، فالقطاع منكوب بكل ما تحمله الكلمة من معان، والوضع مأساوي، والبنية التحتية مدمرة تماما، والناس تهيم في الشوارع بسبب نقص المواد الغذائية، ويتعرضون لحملة شرسة وظالمة من الاحتلال الإسرائيلي.
وعن زيارته الميدانية مع زملائه بالفريق الطبي الكويتي إلى قطاع غزة، قال القويعان "الحمد لله الذي يسر لنا دخول القطاع، وتمكنا من إجراء 23 عملية جراحية ترافقت مع تقديم الفريق المواد الإغاثية لأهالي القطاع. فزيارتنا كان لها أثر معنوي كبير، إذ كان معنا بعض الإخوة العرب من حاملي الجنسيات الأوروبية والأميركية".
وذكر القويعان أن هناك بعض الحالات التي لن ينساها ومنها حالة شاب مصاب بطلق ناري في البطن خرج من ظهره، ولديه تهتك في الكبد والبنكرياس والمعدة، وأوضح "تمكن زميلي الدكتور محمد جمال من التعامل مع الحالة ووقف النزيف الداخلي وإنقاذ حياة المريض، وغيرها الكثير من الحالات".
وأضاف للجزيرة نت "بوصفنا فريقا طبيا كويتيا، بذلنا ما نستطيع لتقديم بعض العلاج والإسعافات الطبية، ولكن لا يمكن لأي فريق أو منظمة أن تلبي الاحتياجات والمطالب، وذهابنا سيؤدي إلى تشجيع فرق أخرى للذهاب إلى قطاع غزة لإكمال المشوار الذي بدأناه في إغاثة ونجدة شعبنا الأبي المنكوب في غزة".
يذكر أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي قد أعلنت يوم الثامن من مارس/آذار الجاري دخول وفد طبي كويتي تابع للجمعية، وهو الدخول الأول من نوعه إلى القطاع منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الفریق الطبی الکویتی الدکتور محمد جمال استشاری جراحة إلى قطاع غزة إلى القطاع للجزیرة نت الکثیر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الدكتور ماهر صافي في حواره لـ"البوابة نيوز": الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة هي الأنسب للمرحلة الحالية.. تصريحات نتنياهو بعودة القتال في القطاع مناورات للضغط على حماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مصر ترفض مخططات تهجير الفلسطينيين منذ بداية العدوان.. والبديل خطة إعمار غزةالقاهرة طرحت خطتها لتقويض خطة ترامب التي تسعى لتهجير سكان القطاعالمجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه الأزمة في غزة القمة العربية نجحت في رفض أي مخطط لتصفية القضية الفلسطينيةاحتجاز ترامب لطالب فلسطيني غير قانوني وانتقامي ويمثل تصعيدًا غير مسبوق الصحافة يجب أن تكشف الحقيقة وتفضح الانتهاكات الإسرائيلية في غزةتحتاج غزة لوصول المساعدات بشكل أسرع وأكثر أمانًا لدرء المجاعة الإعلام الإسرائيلي المزيف يهدف إلى تضليل الرأي العامالشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه مهما كانت التحديات
في قلب الشرق الأوسط، حيث تتلاطم أمواج التاريخ والجغرافيا، تقف غزة شامخة، شاهدة على صراعات لا تنتهي وآمال لا تخبو، في هذا الحوار، نغوص في أعماق الواقع الغزي، مستكشفين أحدث التطورات التي ترسم ملامح مستقبل هذه البقعة الصامدة.
تعيش فلسطين بشكل عام، وقطاع غزة على وجه الخصوص، ظروفًا غير مسبوقة من التوتر والدمار إثر العدوان الإسرائيلي المستمر منذ سنوات، ومع تصاعد العمليات العسكرية، يعاني القطاع من خسائر بشرية ومادية كبيرة، ما يعكس واقعًا مأساويًا يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني.
في هذا السياق، تبرز مصر كداعم أساسي للقضية الفلسطينية، حيث قدمت خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى رفضها التام لمخططات تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في أماكن أخرى، بما في ذلك خطة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والتي كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
حاورت جريدة "البوابة نيوز" الدكتور ماهر صافي المحلل السياسي الفلسطيني، لنستعرض معكم الأبعاد المختلفة لمستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونناقش تأثيره على مستقبل القطاع، كما سنتناول دور مصر في إعادة إعمار القطاع، وكيفية مواجهة المشاريع المشبوهة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وتهجيره من أراضيه.
وسنتناول السيناريوهات المحتملة لمستقبل غزة، في ظل استمرار الصراع وتفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية، وسنبحث عن فرص لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، من خلال إيجاد حلول عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
كما نسعى إلى تقديم رؤية متكاملة للوضع في غزة، من خلال تحليل معمق للأوضاع الراهنة، وتأكيد راسخ على حق الشعب الفلسطيني في حياة كريمة ومستقبل واعد.
الوضع في غزة يتطلب تدخلات عاجلة لإعادة إعمار البنية التحتية المتدمرة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وعلى الرغم من الجهود الدولية المستمرة، تبرز مصر كداعم رئيسي لإعادة إعمار غزة، ما رأيك في الخطة المصرية الحالية لإعادة إعمار القطاع؟
ملامح الخطة المصرية هو تشكيل لجنة لتتولى إدارة شؤون قطاع غزة في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية «تكنوقراط» تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
ووفق الخطة، سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، ومناطق داخل القطاع في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون فرد، وقدرت الخطة إعادة إعمار غزة بـ 53 مليار دولار وستستغرق 5 سنوات.
أصبحت الخطة المصرية خطة عربية إسلامية ومسألة اعتماد القمة العربية للخطة وأيضًا منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة، بالتالي أصبحت الخطة المصرية هي الأنسب لقطاع غزة.
القمة العربية الطارئة كان من أهم مخرجاتها رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني.. ما رأيك في مخرجات القمة وأهميتها؟
إن القمة العربية الطارئة حققت جزء كبير من أهدافها من أنها أصدرت مخرجات مهمة، وأهم تلك المخرجات هو رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية سواء خطة التهجير أو خطة إعادة الإعمار.
والرؤية المصرية كانت واضحة عندما رفضت تهجير الشعب الفلسطيني من الجانب الأمريكي والجانب الاسرائيلي، ومنذ بدء العدوان والدولة المصرية ترفض التهجير، وقدمت خطة بديلة تقوم على فلسفة إعمار قطاع غزة في ظل وجود الفلسطينيين.
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الاجتماع الأول بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان إيال زامير ناقش احتمال استئناف القتال في غزة قريبًا.. هل ترى أن ذلك المقترح سينفذ أم سنرى استكمال للهدنة؟
زامير قد أدخل تعديلات على خطة استئناف القتال بينها ضربات مكثفة ومناورة برية أوسع، وأرى أنها مناورات للضغط على حماس لمزيد من التنازلات في شأن صفقة الأفراج عن المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
ماذا بعد رفض ترامب للخطة العربية لإعمار غزة؟ وما سيكون وضع غزة حال تنفيذ مقترح ترامب؟
القاهرة طرحت خطتها في مسعى لتقويض خطة ترامب الأمريكية التي تقضي بتهجير سكان القطاع والسيطرة عليه لبناء مشروع استثماري سياحي، سماه ترامب "ريفييرا الشرق الأوسط"، في تراجع واضح عن النهج التقليدي للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، والذي كان قائمًا على حل الدولتين، وقد قوبلت الخطة العربية برفض قاطع من إسرائيل، فيما وصفتها واشنطن بغير الواقعية، كما أكد البيت الأبيض تمسك إدارة ترامب برؤيتها لإعادة إعمار غزة خالية من حماس.
ومن الصعب تنفيذ هذا المقترح في ظل الإصرار المصري والعربي والإقليمي الداعم للقضية الفلسطينية بفرض الخطة المصرية لإعمار غزة، وتمسك الشعب الفلسطيني بحقه في الأرض وتقرير مصيرة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967
ما هو مصير اتفاق وقف إطلاق النار في ظل التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة؟
الاتفاقية التي جاءت بجهود مصرية قطرية، وصلت إلى طريق ربما كنا نأمل أن تستمر المرحلة الأولى، ثم ننتقل إلى المرحلة الثانية، نتنياهو ومجموعة من الإسرائيليين أمثال بن غفير وسموتريش، وغيرهم، وعلى رأسهم نتنياهو لا يريدون استكمال الاتفاق، ولكن المرحلة الثانية ربما تتأخر ولكنها سوف تأتي، ربما أن حركة حماس أوفت بكل شيء حيث لم تخرق الاتفاق ولو للحظة.
ماذا عن اعتقال الطالب الفلسطيني الذي يدعى محمود خليل في نيويورك؟ وما رأيك في رد ترامب بأنه سيعتقل كل من يناصر حماس؟
احتجاز إدارة ترامب لمحمود خليل غير قانوني وانتقامي، ويمثل هجومًا على حقوقه في حرية التعبير، ويمثل تصعيدًا غير مسبوق ومخيف على الخطاب المؤيد لفلسطين.
تلك الخطوة تعتبر هي أحد الجهود الأولى التي يبذلها ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير، للوفاء بوعده بالسعي إلى ترحيل بعض الطلاب الأجانب المشاركين في حركة الاحتجاج المؤيدة للفلسطينيين.
ما هو دور المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة الحالية في غزة؟
كشفت الحرب في غزة عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافسا على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان ما ونجد ترددا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في فلسطين، بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل والإبادة المستمرة للشعب الفلسطيني الذي كان حصيلة الشهداء تجاوزت الـ 50 ألف شهيد جلهم من الأطفال والنساء والمدنيين وإصابة أكثر من 110 آلاف خلافًا للمفقودين والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
ما المصاعب التي تواجه سكان غزة بعد مرور 10 أيام على قرار إسرائيل بوقف دخول المساعدات إلى القطاع؟
بعد مرور 10 أيام من الحصار على قطاع غزة، يواجه السكان وضعًا إنسانيًا كارثيًا يتفاقم يومًا بعد يوم، خاصة بعد قرار إسرائيل بوقف دخول المساعدات إلى القطاع، ومن أبرز المصاعب التي يواجهها السكان نقص حاد في الغذاء والماء، ةالمواد الغذائية الأساسية، حيث نفدت المخزونات في العديد من المتاجر والمنازل، كما تسبب انقطاع الكهرباء في توقف محطات تحلية المياه، مما أدى إلى نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، يضطر السكان إلى شرب مياه غير نظيفة، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض.
ما هي الاحتياجات الإنسانية العاجلة التي يجب تلبيتها في غزة في ظل الظروف الراهنة؟
تحتاج غزة لوصول المساعدات بشكل أسرع وأكثر أمنًا ولمزيد من طرق الإمداد لدرء المجاعة والحد من انتشار الأمراض الفتاكة.
يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة، تتطلب استجابة دولية عاجلة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، فمع تصاعد حدة الصراع، تتزايد معاناة المدنيين الذين يواجهون ظروفًا معيشية قاسية ونقصًا حادًا في الخدمات الأساسية.
يعاني سكان غزة من نقص حاد في الغذاء، حيث تضررت البنية التحتية الزراعية والغذائية بشكل كبير، هناك حاجة ماسة لتوفير سلال غذائية تحتوي على المواد الأساسية، بالإضافة إلى المياه الصالحة للشرب، حيث تضررت شبكات المياه والصرف الصحي.
ويشهد القطاع الصحي في غزة انهيارًا تدريجيًا، حيث تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود. هناك حاجة ملحة لتوفير الرعاية الصحية الطارئة للجرحى والمرضى، بالإضافة إلى الدعم النفسي للمتضررين من الصراع.
كما فقدت العديد من الأسر منازلها بسبب القصف، مما يتطلب توفير ملاجئ آمنة ومناسبة للنازحين، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة إعمار المنازل المتضررة.
ما هو تقييمك للأوضاع الحالية في قطاع غزة بعد التصعيدات الأخيرة؟
يعتمد سكان غزة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة في ظل غياب القدرة على إنتاج أو استيراد الغذاء، ولكن المساعدات الإنسانية وحدها لا تستطيع تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. بالرغم من الدعم المستمر من قبل الدولة المصرية لإغاثة شعب غزة وتمكن الأمم المتحدة ووكالات المعونة الدولية والمنظمات غير الحكومية من إيصال مساعدات إنسانية محدودة، ولكن الكميات أقل بكثير مما هو مطلوب لمنع مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض. وينتشر نقص الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية بشكل حاد في قطاع غزة بشكل عام.
كيف يمكن للصحافة والإعلام أن يساهموا في تسليط الضوء على معاناة سكان غزة ونقل الصورة الحقيقية للأحداث؟
إن عوامل متعدّدة، على غرار الإجراءات الروتينية الإعلامية والصحفية والسياسات التنظيمية والأنظمة الاجتماعية، قد أثّرت في التغطية الصحافية لهذا العدوان على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة والقدس ما انعكس على عمق السرديّات وغناها، في الواقع، غالبًا ما تُعطي الإجراءات الروتينة الإعلامية، التي تتضمّن الممارسات المعيارية مما يؤثّر بالتالي في فهم الرأي العام وخطابه، ولقد واجهت وسائل الإعلام الرئيسية عقبات في تغطيتها للعدوان على غزة بما فيها حواجز سياسية وتحديات أيديولوجية وقيود لوجستية.
ما هي الرسالة التي تود توجيهها للمجتمع الدولي والمواطنين العرب بشأن ما يحدث في غزة؟
الرسالة التي أود توجيهها للمجتمع الدولي والمواطنين العرب هي عدم التعامل مع الرواية الإسرائيلية والغربية الغير صادقة في سرد ما يقال في الإعلام الاسرائيلي المزيف الذي يهدف إلى تغير المفاهيم وتشبيه الضحية بالقاتل.
ويجب على المواطنين العرب أن يدركوا أن هناك شعب فلسطيني يريد التحرر وإقامة دولته المستقلة وهو حق مشروع ومصيري.
في ختام هذا الحوار مع المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور ماهر صافي، يمكن القول إن الوضع في غزة يظل متشابكًا ومعقدًا، وسط تحديات سياسية وإنسانية كبيرة، الدكتور صافي أشار إلى أن الوضع على الأرض في غزة يحتاج إلى تحرك فوري على مستوى المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات، والعمل على تقديم الدعم الإنساني بشكل عاجل، كما أكد على ضرورة تعزيز الوحدة الفلسطينية وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة.
ودعا الدكتور صافي إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والعمل على إيجاد حل شامل يضمن الحقوق الفلسطينية ويضع حدًا لمعاناة سكان قطاع غزة الذين يواجهون ظروفًا قاسية للغاية، مؤكدًا أن غزة ستكون دائمًا مركزًا للنضال الفلسطيني، ولن تهزمها التحديات، بل ستظل رمزًا لصمود الشعب الفلسطيني وإرادته في مواجهة الاحتلال.