الرباط ـ “رأي اليوم” ـ نبيل بكاني: يحتل المغرب وعلاقاته مع إسبانيا أحد موضوعات الصدارة في التنافس السياسي الجاري حاليا في إسبانيا، بين اليمينيين والاشتراكيين ومن يدور في فلكهما. ويعود ذلك إلى أن العلاقات بين مدريد والرباط حاضرة بقوة، لا سيما في ما يتعلق بقضايا الأمن والهجرة غير الشرعية، ومقترح الحكم الذاتي، ومدينتي سبتة ومليلية، واتفاقية الصيد البحري ورسم الحدود البحرية وغيرها.

وعلى الرغم من أن العلاقات بين البلدين شهدت بعض التوتر في السنوات الأخيرة، إلا أنها عادت إلى التحسن في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن قام المغرب بفتح معبر باب سبتة في وجه البضائع والمواطنين المغاربة، وذلك بعد أن ظل مغلقا لمدة عامين بسبب جائحة كورونا. ويرى مراقبون مغاربة أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد مرحلة جديدة من التعاون والشراكة، وذلك في ظل وجود رغبة مشتركة لدى البلدين في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. ويرى بعض المراقبين أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا قد تصبح نموذجا للتعاون بين دول المنطقة، وذلك في ظل وجود العديد من التحديات التي تواجه المنطقة، مثل الإرهاب وهجرة غير شرعية. وفي هذا الصدد، أجمع عدد من المحللين المغاربة على “إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تسير في الاتجاه الصحيح، وذلك بعد أن تم تجاوز الخلافات التي كانت قائمة بين البلدين في السنوات الأخيرة”. ويرى هؤلاء، أن المغرب وإسبانيا لديهما العديد من المصالح المشتركة، وأنهما يسعيان إلى تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. الانتخابات العامة الإسبانية أفرزت توازنا رفيعا في القوة، حيث حصل الحزب الشعبي على 136 مقعدا، والحزب الاشتراكي على 122 مقعدا، وحزب فوكس اليميني على 33 مقعدا، وحزب سومار على 31 مقعدا. ورغم حصول الحزب الشعبي على أكبر عدد من المقاعد، إلا أنه لم يحصل على الأغلبية المطلقة، والتي تبلغ 176 مقعدا. وهذا يعني أنه سيحتاج إلى الحصول على دعم الأحزاب الأخرى لتشكيل الحكومة. وهناك العديد من الاحتمالات بشأن ما سيحدث بعد الانتخابات. فمن الممكن أن يتمكن الحزب الشعبي من الحصول على دعم الأحزاب الصغيرة، مثل حزب خونتس وحزب اسكويرا وحزب بيلدو، لتشكيل الحكومة. ومن الممكن أيضا أن يتمكن الحزب الاشتراكي من الحصول على دعم هذه الأحزاب لتشكيل الحكومة. ومن الممكن أيضا أن تؤدي الانتخابات إلى سيناريو جديد، حيث يضطر الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي إلى الدخول في مفاوضات مع الأحزاب الصغيرة لتشكيل ائتلاف حكومي. كما يمكن أن تؤدي الانتخابات إلى سيناريو آخر، حيث تضطر الأحزاب السياسية إلى الذهاب إلى انتخابات جديدة، إذا لم يتمكن أي حزب من تشكيل حكومة. وعلى الرغم من أن الانتخابات أفرزت توازنا رفيعا في القوة، إلا أن الأمر سيتضح في الأيام القادمة ما إذا كان الحزب الشعبي سيتمكن من تشكيل الحكومة، أم أن الأحزاب السياسية ستضطر إلى الذهاب إلى انتخابات جديدة. ويواجه ألبرتو نونيز فيخو، زعيم “الحزب الشعبي” اليميني، تحديات كبيرة في حال فوزه بالانتخابات العامة الإسبانية التي تجري الأحد. من أبرز التحديات التي سيواجهها فيخو الدفاع عن مصالح إسبانيا داخل الاتحاد الأوروبي. الا أن هناك العديد من القضايا الخلافية بين إسبانيا والاتحاد الأوروبي، مثل قضية الهجرة والميزانية الأوروبية. وسيواجه فيخو أيضاً تحدي العلاقات الدقيقة مع المغرب. فإسبانيا والمغرب هما جيران، ويشتركان في العديد من القضايا المشتركة، مثل الهجرة والاقتصاد. إلا أن العلاقات بين البلدين شهدت بعض التوتر في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب قضية الصحراء. على الرغم من هذه التحديات، إلا أن فيخو يتمتع بشعبية كبيرة في إسبانيا. فقد فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الشعبي، وحصل على دعم العديد من الناخبين. وإذا فاز في الانتخابات العامة، فمن المتوقع أن يشكل حكومة يمينية في إسبانيا. ويرى المحلل السياسي الإسباني خافيير نونيز أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد مرحلة جديدة من التعاون والشراكة، وذلك في ظل وجود رغبة مشتركة لدى البلدين في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وأضاف نونيز أن المغرب وإسبانيا يواجهان العديد من التحديات المشتركة، مثل الإرهاب وهجرة غير شرعية، وأنهما يسعيان إلى التعاون من أجل مواجهة هذه التحديات. وقال الخبير في الشأن الدولي محمد تاج الدين الحسيني إن التطور الإيجابي للعلاقات بين المغرب وإسبانيا لن يتوقف، وذلك بغض النظر عن نتائج الانتخابات الإسبانية. وأوضح أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، أن الحزب الشعبي الذي فاز في الانتخابات لن يكون قادراً على تشكيل حكومة بمفرده، وسيحتاج إلى الحصول على دعم الأحزاب الأخرى. وأضاف أن هذه الأحزاب لن تدعم الحزب الشعبي إذا لم يتعهد بتحسين العلاقات مع المغرب. وأكد الحسيني أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وذلك بعد أن تجاوزت الخلافات التي كانت قائمة بين البلدين في قضية الصحراء.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

سيناريوهات انسحاب بايدن من السباق الرئاسي بعد الإخفاق في المناظرة.. من البديل؟

بعد المناظرة التي دارت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومنافسه دونالد ترامب، زادت المطالبات من داخل الحزب الديمقراطي بانسحاب بايدن من السابق الرئاسي، ووفقا لما نشرته «رويترز» ليس لدى الحزب الديمقراطي خطة بديلة حقيقية لـ جو بايدن، مشيرة إلى أنه ترشح دون معارضة داخل الحزب، لكن، هناك وقت كافي لتغيير السيناريوهات المتعلقة باستبدال الرئيس الأمريكي في الانتخابات المقبلة، والمقررة في الخامس من نوفمبر المقبل.

هل ينسحب جو بايدن خلال المؤتمر الديمقراطي؟

وبحسب مصادر داخل الحزب الديمقراطي، قالت إن جو بايدن يمكن أن يقرر التنحي بنفسه قبل أن يترشح رسميًا من جانب الحزب في المؤتمر الديمقراطي في أغسطس المقبل، وقد ينسحب في المؤتمر أيضًا، ليكون أمام اللجنة الوطنية الديمقراطية انتخاب شخص جديد لينافس دونالد ترامب، والذي حقق نجاحًا بارزًا في المناظرة الأخيرة بينهما فجر السبت الماضي.

ووفقًا لـ«رويترز»، في الوقت الحالي تعتمد سيناريوهات بقاء أو رحيل جو بايدن على قراره هو بالتنحي أو مواجهة منافس من داخل الحزب الديمقراطي، لكن حتى الآن، لم يظهر «بايدن» أي مؤشرات على رغبته في التنحي ولم يتحداه أي معارض بشكل مباشر.

بدلاء جو بايدن

إيلين كامارك، عضو اللجنة الوطنية الديمقراطية، وهي الهيئة الرسمية الحاكمة للحزب الديمقراطي، قالت إن هناك بدلاء محتملين في حال قرر بايدن عدم الاستمرار في السباق الرئاسي على مقعد البيت الأبيض، وهم، نائبته كامالا هاريس، وحاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم.

ما هو المؤتمر الوطني الديمقراطي؟

يذكر أن المؤتمر الوطني الديمقراطي الرسمي، يتم فيه ترشيح جو بايدن رسميًا كمرشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي من خلال نداء الأسماء الافتراضي قبل المؤتمر في شيكاجو خلال شهر أغسطس، وهي خطوة، تسمح لـ بايدن رسميًا بالظهور في الاقتراع في الخامس من نوفمبر المقبل، وهي أشبه بموافقة رسمية من الحزب على ترشح جو بايدن.

مقالات مشابهة

  • رسالة إلى “حافة الحرية”.. كوريا الشمالية تطلق صاروخين باليستيين
  • مجلة إسبانية: المغرب يفرض نفسه كوجهة رائدة لشركة “ستيلانتيس” لصناعة السيارات
  • الديمقراطيون يخشون سيناريوهات الاستبدال بقدر ما يخشون بقاء بايدن
  • جون أفريك: زيارة حموشي إلى باريس مؤشر قوي على عودة دفئ العلاقات بين المغرب وفرنسا
  • “قلق على مستقبل إسرائيل”.. آلاف المستوطنين بدأوا هجرة عكسية إلى كندا
  • تعزيز الشراكة الخليجية مع “التعاون الإسلامي”
  • سيناريوهات انسحاب بايدن من السباق الرئاسي بعد الإخفاق في المناظرة.. من البديل؟
  • إسبانيا تنضم رسمياً إلى دعوى “الإبادة الجماعية” ضد إسرائيل
  • “قلق على مستقبل إسرائيل”.. آلاف الإسرائيليين بدأوا هجرة عكسية إلى كندا
  • لإنقاذ الديمقراطيين أمام ترامب.. هل تصبح ميشيل أوباما «بديلة محتملة» لبايدن؟