الحلقة السادسة.. شيخ الأزهر يكشف أسرار اسم الله "اللطيف"
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
أوضح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن "اللطيف" اسم من أسماء الله الحسنى، معناه يدور بين أمرين، (الخفاء والدقة)، حيث أنه يطلق على الشيء الخفي الذي لا تراه الأبصار، أو تبحث عنه بحثا عميقا حتى تراه، والشيء الدقيق جدا، مثل الذرة والأجسام الدقيقة في العلوم، حيث يطلق عليها أجسام لطيفة، مبينا أن هذا الوصف يتناول أيضا المعاني بالإضافة إلى الأجسام، حيث أن هناك موجودات أخرى غير الماديات، مثل الأفكار والشعور والحب والكره والصفات الذميمة، بدليل أن آثارها موجودة تدل عليها، فاللطف أمر خفي لكنه موجود.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال حديثه بالحلقة السادسة من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، أن الأمور الحسية ليست هي الموجودة فقط، موضحا أن هذا هو الفرق بين الفلسفة الإلهية والفلسفة المادية الحسية، والتي يندرج تحتها مدارس ومذاهب كثيرة، معربا عن أسفه الشديد لطغيان المذهب الحسي أو الفلسفة التجريبية العلمية التي تتعامل مع المادة، حتى أصبحت تحكم تفكير العلماء والأدباء وإنتاجهم، لدرجة أن بعضهم يقول: "ما في ذهني وليس في حسي كذب)، مؤكدا أن هذه مقولة يبررون بها اتجاههم الذي انحرف عن الله تعالى، ومال إلى الإلحاد.
وبيّن فضيلة الإمام الأكبر أن اسم الله تعالى"اللطيف" كله لطائف تدور بين الخفاء والدقة، موضحا أن العلماء تناولوا اسم "اللطيف" من زاويتين؛ الذات الإلهية، والأفعال الإلهية، حيث أن اللطيف يكون اسم ذات حين يعود للذات الإلهية، من حيث كونه جاء من الخالق ولم يأت من المخلوق قبل الحدث، وكان موجودا ومعلوما، أما حين يحدث الأمر ويتعامل المخلوق، بحيث يحدث اللطف وفقا للعلم تماما لا يختلف ولا يتغير، نطلق عليه صفة فعل، أي اشتباك العلم الإلهي مع فعل العبد، ولهذا نسميه صفة لأفعال الله وليس العبد، فلدينا علم فيه لطف، ولدينا لطف يتعلق بعبد، فقبل أن يحدث فهو يتعلق بصفة العلم، وحين يحدث فإنه يتعلق بصفة القدرة، وهنا تكون صفة فعل.
أفعالنا مطلوبة من حيث أمرنا الله تعالى بهاوأكد شيخ الأزهر على أن أفعالنا مطلوبة من حيث أمرنا الله تعالى بها، وأن الأسباب والنتائج من الله، لكن علينا أن نأخذ بها، لأننا أمرنا بذلك، مع اعتقادنا أنه لا ينتج بالضرورة المسبب، فالذي يحدث ذلك هو الله سبحانه وتعالى، كالذي يحدث بين النار والاحتراق، حيث أن الذي يحدث الإحراق بعد ملاقاة النار هو الله سبحانه وتعالى وليس النار، بدليل أن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يُحرق، ثم إن العلماء قالوا إن النار هي جماد ليس لها إرادة، ولو اعتقدنا بأن النار هي التي تحرق، فكأننا تعترف بفاعل مؤثر غير الله سبحانه وتعالى، موضحا أن الإنسان وكثيرا ما يقوم بعمل حسابات واحتياطات دقيقة جدا، وتأتي النتائج عكسية تماما، في حين قد تأتي النتائج بأكبر مما فكر وقدر، وهذا يدل على أن هناك فاعلا خفيا، سبحانه وتعالى، قائلاً "هذا هو الإيمان الذي يسخر منه الماديون"، مضيفا انه للأسف الشديد كثير من شبابنا، بدأت تتفلت منه هذه الأنظار الدقيقة، وهذه الأنظار هي التي جعلت المسلمين الأوائل يؤمنون بالله ويثقون في قدرته، قال تعالى " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين" ثم "ألف يغلبوا ألفين"، فكيف يغلب الألف ألفين؟ بالحساب لا يمكن، لكنهم كانوا يغلبون، لأنهم مسلحون بقوة خفية جدا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر اللطيف أسماء الله الحسنى الإمام الأكبر الإمام الطيب سبحانه وتعالى شیخ الأزهر الله تعالى حیث أن
إقرأ أيضاً:
جثمان جرو نمر سيفي يكشف أسرار الكائن المنقرض منذ 32 ألف عام
أذهل اكتشاف جرو نمر سيفي علماء الحفريات، إذ يعد الأول من نوعه الذي يُظهر الشكل الحقيقي لهذا الكائن المنقرض.
وبحسب صحيفة "اندبيدنت" البريطانية، يعد الجرو الذي يعود عمره إلى 32,000 عام، صغير بما يكفي ليحمله الشخص بيد واحدة، على عكس العينات السابقة التي تم العثور عليها في تكساس، لا يزال الجرو يحتفظ بلونه البني الداكن.
كان الجرو يبلغ من العمر ثلاثة أسابيع فقط عند نفوقه في ما يُعرف الآن بشمال شرق روسيا، وقد حفظه الجليد الدائم منذ ذلك الحين في حالة ممتازة.
جرو نمور سيفيوصرح العلماء من أكاديمية العلوم في ياقوتيا في أقصى الشرق الروسي إن هذا الاكتشاف يعتبر فريدًا من نوعه، ووقال أيسين كليموفكسي، الذي شارك في كتابة ورقة بحثية عن الجرو نُشرت في مجلة Scientific Reports هذا الشهر: "لم نعثر على أي شيء مشابه له في مثل هذه الحالة الممتازة".
وواصل كليموفكسي حديثه قائلاً: "هذا هو أول اكتشاف سيظهر للعالم كيف كان شكل النمور السيفية بالفعل"، وأضاف أن هذا الاكتشاف يكشف سرًا كبيرًا من أسرار الطبيعة، إذا جاز التعبير".
وكان العلماء قد عثروا على الجرو قبل أربع سنوات أثناء حفرهم لاستخراج أنياب الماموث بالقرب من نهر باديرياخا في منطقة ساخا، المعروفة أيضًا باسم ياقوتيا، وهي أكبر جمهوريات روسيا.
وتقع ياقوتيا على الحدود مع المحيط القطبي الشمالي، وهي منطقة شاسعة من المستنقعات والغابات التي تفوق مساحتها مساحة الأرجنتين، ويغطي الجليد الدائم نحو 95% منها.
وأشار العلماء إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجم عن تغير المناخ يتسبب في ذوبان الكثير من الجليد الدائم في روسيا، مما يكشف عن بقايا حيوانات وآثار قديمة. وفي وقت سابق من هذا العام، تمكن العلماء من دراسة جثة ذئب يعود عمرها إلى 44 ألف عام تم استخراجها من التندرا الذائبة.
ويُعد الجرو جزءًا من جنس هوموثيريوم الذي عاش في أمريكا الشمالية وآسيا وأفريقيا منذ حوالي 4 ملايين سنة وحتى 12,000 عام مضت. وكانت هذه الحيوانات في حجم الأسود عند نضوجها الكامل، وتشتهر بأسنانها العلوية المسننة.