على من يطلق المثل العربي أخلاق البغال؟ وما آفة المروءة؟
تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT
سلطت حلقة برنامج "تأملات" (2023/7/25) الضوء على أقوال العرب القدامى في طباع الناس وأخلاقهم وطرق تفكيرهم، ومنها ما يطلق على أصحاب المزاج المتلون ومن ينقضون العهد ويقولون ما لا يفعلون.
ويشار في هذا السياق إلى أن المثل القائل "أخلاق البغال" يطلق على أصحاب المزاجية والتلون والناس الذين يحبونك اليوم ويكرهونك غدا.
وفي هذا الشأن، قال أبو عثمان الجاحظ "لما كان البغل من الخَلْق المركّب والطبائع المؤلَّفة والأخلاق المختلفة تلون في أخلاقه الكثيرة العيوب المتولدة عن مزاجه، وشر الطباع ما تجاذبته الأعراق المتضادة والأخلاق المتفاوتة والعناصر المتباعدة".
كما أضاف الجاحظ في موضع آخر أن البغل كثير التلون وبه يُضرب المثل.
أما الشاعر البحتري فقد اختار أن يهجو قوما بهذه الأبيات التي جاء فيها على ذكر البغال:
"لهم حلل حَسُنَّ فهنّ بيض وأخلاق سَمُجْنَ فهنّ سود
وأخلاق البغال فكل يوم يَعِنّ لبعضهم خُلُق جديد"
كما تناولت الحلقة ما نقله الأصمعي عن أعرابي يصف قوما يلتزمون بالوعود التي يقطعونها على أنفسهم.
وقال الأعرابي "أولئك قوم أدبتهم الحكمة، وأحكمتهم التجارب، ولم تغررهم السلامة المنطوية على الهلكة، ورحل عنهم التسويف الذي قطع الناس به مسافة آجالهم، فقالت ألسنتهم بالوعد، وانبسطت أيديهم بالإنجاز، فأحسنوا المقال، وشفّعوه بالفعال".
ومن الأقوال المنقولة عن العرب أيضا "آفة المروءة خُلْف الوعد".
وكان عوف بن النعمان الشيباني يقول في الجاهلية "لأن أموت عطشا أحب إليّ من أن أموت مِخلافا لموعدة".
كما نقل عن إياس بن معاوية قوله "لأن يكون في فِعال الرجل فضل عن قوله أجمل من أن يكون في قوله فضل عن فعاله".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يشرح المعنى البلاغي في قوله تعالى: «يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً»
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم استخدم التشبيه بطريقة بليغة للتعبير عن حالة الكافرين وأعمالهم في الحياة الدنيا، وذلك في سورة النور وسورة إبراهيم، وصف الله أعمال الكافرين بأنها كسراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماء، وهذا التشبيه يعكس معاني عميقة ومهم.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، في تصريح، أن كلمة "الظمآن" في الآية تحمل دلالة كبيرة، إذ قال: "لماذا قال القرآن 'الظمآن' وليس 'الرائي'؟ لو قال 'الرائي' كان المعنى سيختلف، لأن 'الرائي' مجرد مشاهد من بعيد، أما 'الظمآن' فهو الشخص الذي يشعر بالعطش والجوع، ويسعى بكل قوته للبحث عن الماء، فاختيار 'الظمآن' في الآية يعكس الفزع الحقيقي والضياع الذي يعيشه الشخص في تلك اللحظة.
حكم التوسل بالنبي في الدعاء وهل بدعة محرمة؟ دار الإفتاء تجيبحكم الصيام تطوعًا في رجب وشعبان دون غيرهما.. دار الإفتاء ترد
وأضاف أن استخدام القرآن لكلمة "الظمآن" في المفرد، مع أن الصورة التي يتحدث عنها تتعلق بالجمع (الكافرين)، له دلالة على الوحدة والوحشة التي يشعر بها الشخص في محنته، حيث لا أحد يسانده ولا يرافقه في رحلته، وإذا كان المراد في الآية هو الجمع، فكان من المتوقع أن يستخدم القرآن كلمة 'الظمآن' في الجمع، ولكن المفرد في هذا السياق يعكس حالة الفرد المتوحد، وهو تائه في هذه الدنيا، تمامًا كما سيكون في الآخرة.
وأكد أن هذه السورة القرآنية تذكرنا بأن الإنسان في الآخرة سيقف بمفرده أمام حساب الله، وإن كل فرد سيقف أمام الله في يوم القيامة، ولا يمكن أن يتوكل على الجماعة أو المجتمع، لا يمكن لأحد أن يساندك في تلك اللحظة سوى عملك الشخصي.