"عبداللهيان": لن نعترف بـ"طالبان" حتى يتم تشكيل ما وصفه بـ"حكومة شاملة"

الحركة تعارض دعوة إيران إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان

 

«أمير خان»: طالبان لن تتعامل مع المبعوث حال تم تعيينه لرؤيتها أن ذلك غير ضروري"

الأمين العام للأمم المتحدة يكثف جهوده منذ فترة من أجل تعيين مبعوث أممي خاص لشؤون السلام والمصالحة في أفغانستان

«مسعود إبراهيم»:أسباب رفض إيران تعيين ممثل اممي خاص لأفغانستان تكمن في رؤيتها أن ذلك سيكون بمثابة وضع قدم للولايات المتحدة مرة أخرى في الأراضي الأفغانية

 

اشتدت الخلافات بين إيران وحركة «طالبان الأفغانية» بشكل كبير خلال الفترة الماضية، على خلفية مطالبة الأولى بالحصول على حصتها من مياه «نهر هيرمند» المتنازع عليه.

ومع رفض الثانية لمنح طهران حصتها من النهر المتفق عليها بناء على اتفاقية عام 1972؛ فإن النظام الإيراني اتجه لتضيق الخناق على الحركة الأفغانية وبدأ مسؤولوها التقليل من حكمها لأفغانستان باعتبار أنها لا تمثل كامل الدولة الآسيوية إنما جزء منها.

 

وأكد وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبداللهيان» في يونيو الماضي أن بلاده لن تعترف بـ"طالبان" التي سيطرت على الحكم في أغسطس 2021،  حتى يتم تشكيل ما وصفه بـ"حكومة شاملة".

وأخيراً فقد كشفت مصادر مطلعة بأن طهران تحاول تعطيل جهود منظمة الأمم المتحدة بشأن تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة في أفغانستان.

 

معارضة إيران

وفي هذا الإطار، برز الموقف الإيراني إبان انعقاد اجتماع الأمم المتحدة حول أفغانستان الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة في الفترة من ( 18- 20 فبراير 2024) برعاية الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» وبحضور ممثلي 20 دولة.

ورغم أن الاجتماع بشأن أفغانستان إلا أن مملثي «طالبان» لم يحضروه؛ وبجانب ذلك فقد أفادت مصادر مطلعة أن إيران تحاول تعطيل الخطة الأممية الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية في الأراضي الأفغانية، وأشارت بأن الوفد الإيراني عارض تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة في أفغانستان.

 

واتضح ذلك بشكل جلي عندما تحدث مبعوث إيران إلى أفغانستان «حسن كاظمي قمي» إلى بعض وسائل الإعلام إبان الاجتماع حينما سأل عن أسباب معارضة بلاده لتعيين ممثل أممي لأفغانستان وتعطيل اجتماع الدوحة، فقد رد قائلاً، "ما تفعله إيران إنما هو لصالح الشعب الأفغاني".

وهو ما يؤكد صحة ما قالته المصادر بمحاولة طهران تعطيل عملية تعيين ممثل أممي لأفغانستان،  السبب وراء موقف إيران ينبع من قلقها أن يسهم هذا الإجراء في تقليل نفوذها في أفغانستان، ويزيد من النفوذ الأمريكي.

 

انتقادات متبادلة

وتجدر الإشارة أن حركة طالبان تعارض بشدة ما سبق ودعت إليه إيران بشأن تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، إذ رد وزير خارجية الحركة الأفغانية «أمير خان متقي» في سبتمبر الماضي على ذلك، قائلا بلهجة من السخرية، "الدول التي تريد تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، لا يوجد سجناء في سجوننا بقدر ما لديكم من عمليات إعدام".

وقد دفعت هذه اللهجة مساعد وزير الخارجية الإيراني «رسول موسوي» للرد قائلاً، "لا يمكن الهروب من المسؤوليات الدولية بـ"الشخصنة".

 

جدير بالذكر، أن الأمين العام للأمم المتحدة يكثف جهوده منذ فترة من أجل تعيين مبعوث أممي خاص لشؤون السلام والمصالحة في أفغانستان من أجل المضي قدما في بدء حوار وطني لتشكيل حكومة شاملة تمثل أطياف الشعب الأفغاني كافة.

ولذلك في يناير 2024 وافق مجلس الأمن على قرار تعيين ممثل أممي لأفغانستان ولكن شريطة أن  يكون خبيرا في مجال حقوق الإنسان ويتمتع بالخبرة اللازمة في القضايا الدولية وشؤون السلام وحل الصراعات.

ورغم ذلك فإن الحركة الأفغانية التي لا تحظي حكومتها حتى الآن بالاعتراف الدولي تعارض تعيين ممثل أممي خاص لأفغانستان، وهو السبب في عدم حضورها للاجتماع الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة في 17 فبراير 2024 بشأن مراجعة الوضع في الأراضي الأفغانية، والإعلان عن تعيين مبعوث أممي.

وقال وزير خارجية الحركة «أمير خان» في 12 فبراير الجاري، "نرحب بالنقاط الإيجابية في تقرير المنسق العام للأمين العام للأمم المتحدة في ظل وجود بعثتها، ولا حاجة لتعيين ممثل آخر، ويمكن للأمم المتحدة مواصلة أنشطتها في أفغانستان عبر مكتب بعثتها في البلاد"، ومشدداً أن طالبان لن تتعامل مع المبعوث حال تم تعيينه لرؤيتها أن ذلك غير ضروري".

 

أمن قومي

وحول دوافع الموقف الإيراني، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني في تصريح خاص لـ«البوابة»، أن الأسباب الرئيسية وراء رفض إيران تعيين ممثل اممي خاص لأفغانستان، تكمن في رؤيتها أن ذلك سيكون بمثابة وضع قدم للولايات المتحدة مرة أخرى في الأراضي الأفغانية.

وهذا يمثل خطرا كبيرا على الأمن القومي الإيراني، بجانب أن طهران في صراع بارد مع حكومة طالبان خلال الفترة الماضية، حيث ترى الأولى أنه لا يوجد دولة في العالم ليس لها حكومة شاملة إضافة للصراع القائم على المياه خاصة فيما يتعلق بحصة إيران من مياه نهر هلمند، كل هذه الأسباب مجتمعة السبب وراء عرقلة طهران لتعين الممثل الأممي.

 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طالبان الامم المتحده العام للأمم المتحدة فی أفغانستان أممی خاص أن ذلک

إقرأ أيضاً:

FT: لماذا لا يمكن لإسرائيل تدمير منشآت إيران النووية بمفردها؟

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا مثيرا حول إمكانية استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتساءلت الصحيفة عمّا إذا كانت "إسرائيل" قادرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وتدميرها دون مساعدة أمريكية.

واستبعدت الصحيفة إمكانية الاحتلال الإسرائيلي على تدمير المشاريع النووية الإيرانية دون إسناد من الولايات المتحدة لعدة أسباب.

وتاليا الترجمة الكاملة للتقرير::

عندما سُئل الرئيس الأمريكي جو بايدن عما إذا كان سيدعم ضربات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، كانت إجابته واضحة: "الإجابة هي لا".

ومع ذلك، تناقش بعض الشخصيات المتطرفة في إسرائيل ما إذا كان يجب على سلاح الجو الإسرائيلي القيام بمثل هذه الضربة رداً على قصف 180 صاروخًا باليستيًا أطلقتها طهران نحو إسرائيل هذا الأسبوع.

لكن بدون دعم أمريكي، ستكون الضربة الجوية الإسرائيلية المنفردة على المنشآت النووية الإيرانية محفوفة بالمخاطر، وقد تؤجل البرنامج النووي بدلاً من تدميره، وفقًا للمحللين.

لماذا ستكون العملية الإسرائيلية صعبة؟
السبب الأول هو المسافة. تفصل أكثر من ألف ميل بين إسرائيل وأهم القواعد النووية الإيرانية، وللوصول إليها، سيتعين على الطائرات الإسرائيلية عبور الأجواء السيادية للسعودية والأردن والعراق وسوريا وربما تركيا.

السبب الثاني هو الوقود. ستحتاج الرحلة إلى الأهداف والعودة إلى استخدام كل قدرات إعادة التزود بالوقود الجوية لدى إسرائيل، مما يترك هامش خطأ ضئيل أو معدوم، وفقًا لتقرير من خدمة الأبحاث بالكونغرس الأمريكي.

السبب الثالث هو الدفاع الجوي الإيراني. مواقع إيران النووية الرئيسية محصنة بشكل كبير، وستحتاج القاذفات الإسرائيلية إلى حماية من مقاتلات. وهذا يتطلب مجموعة ضربة تضم حوالي 100 طائرة، وفقًا لتقرير خدمة الأبحاث.



هل المنشآت النووية محمية جيدا؟
تدمير منشأتي التخصيب النووي الرئيسيتين في إيران سيكون أكبر تحدٍ لإسرائيل. حيث إن مصنع تخصيب الوقود في نطنز يقع تحت الأرض بعمق كبير، بينما يقع المصنع الثاني الأكبر في محطة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم داخل أحد الجبال.

يتطلب تدمير هذه المنشآت أسلحة قادرة على اختراق عدة أمتار من الصخور والخرسانة المسلحة قبل الانفجار.

تمتلك إسرائيل قنابل مخصصة لتدمير المخابئ، مثل قنابل GBU-31 التي أسقطتها الأسبوع الماضي على أربعة مبانٍ في بيروت لقتل زعيم حزب الله حسن نصرالله. ومع ذلك، تشير التقارير الإسرائيلية إلى أنه تم استخدام 80 قنبلة في تلك الضربة — ومن غير المحتمل أن تؤدي ضربة بحجم مشابه إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية الأكثر تحصينًا.

قال المحللون إنه يوجد سلاح تقليدي واحد فقط يمكنه القيام بالمهمة: قنبلة GBU-57A/B Massive Ordnance Penetrator (MOP).

هذه القنبلة العملاقة الموجهة بدقة يبلغ طولها حوالي 6 أمتار وتزن 30,000 رطل، ويمكنها اختراق 60 مترًا من الأرض قبل أن تنفجر.

هل طورت إسرائيل قنابل مخصصة لتدمير المخابئ؟
من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل تمتلك مثل هذه القدرات. وقد اقترح بعض صناع السياسة الأمريكيين السابقين بشكل متكرر أن واشنطن ينبغي أن تزودها بها. ومع ذلك، قال إيهود إيلام، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنه حتى إذا تمكنت إسرائيل من الحصول على الـ MOP، فإن "مقاتلاتها من طراز F-15 وF-16 وF-35 لن تستطيع حملها". علاوة على ذلك، ليس هناك "فرصة" أن تتمكن إسرائيل من شراء قاذفة استراتيجية أمريكية مثل B-2 Spirit، اللازمة لإسقاط مثل هذه القنبلة، كما قال إيلام.

يمكن أن تستخدم إسرائيل بدلاً من ذلك إحدى طائرات C-130J Hercules لنقل قنبلة MOP من أبواب الشحن الخاصة بها، وهو إجراء غير فعال يعرف باسم "إسقاط من المنحدر". لكن الـ MOP ليست مصممة لهذا النوع من التسليم.



هل هناك بدائل لإسرائيل؟
يمكن أن تعطل الطائرات الإسرائيلية المواقع النووية من خلال قصف فتحات الهواء والبنية التحتية الداعمة لها. قد يعيق ذلك درجة الدقة العالية التي تحتاجها الطرد المركزي المستخدم في تخصيب اليورانيوم للعمل بشكل صحيح، رغم أنه لن يدمرها.

التخريب هو الاحتمال الأخير. في عام 2021، تعرض نظام الطاقة الداخلي في نطنز، الذي يمد الطرد المركزي تحت الأرض، لعطل كهربائي، يُعتقد أنه ناجم عن انفجار مخطط. في عام 2010، زُعم أن الولايات المتحدة وإسرائيل أوقفتا البرنامج النووي الإيراني باستخدام فيروس Stuxnet. لكن مثل هذه الهجمات لم تنجح في إيقاف العمل بشكل دائم.

في النهاية، فإن حجم القوة المطلوبة لإلحاق الضرر الجاد بالمرافق الرئيسية في إيران "سيتطلب دعمًا أمريكيًا واسع النطاق، إن لم يكن تدخلًا مباشرًا"، كما كتب داريا دولزيكوفا وماثيو سافيل من معهد الخدمات المتحدة الملكي في ورقة حديثة. حتى ذلك لن يضمن "التدمير التام".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • الاعلام العبري : حكومة الإحتلال قررت شن هجوم قوي على إيران
  • إسرائيل لا تستبعد قصف منشآت إيران النووية.. ومسئولون في حكومة نتنياهو: كل السيناريوهات مطروحة
  • لماذا خفضت إسرائيل سقف أهدافها بلبنان بعد هجوم إيران؟
  • مسؤول أممي: يحق لأي دولة مساندة لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية بموجب القانون
  • محكمة العدل الأوروبية: الجنس والجنسية كافيان لمنح النساء الأفغانيات حق اللجوء
  • وزير الشؤون: ملتزمون بعدم التمييز
  • روسيا ترفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية وتدعو الغرب لرفع العقوبات عن أفغانستان
  • روسيا ترفع حركة طالبان من قائمة الإرهاب
  • FT: لماذا لا يمكن لإسرائيل تدمير منشآت إيران النووية بمفردها؟
  • اعلام الحوثي ترس في منظومة اتحاد الاذاعات الإيراني.. لماذا يصرون على انكار التبعية؟