دور "طالبان".. لماذا تعارض إيران تعيين ممثل أممي خاص لأفغانستان؟
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
"عبداللهيان": لن نعترف بـ"طالبان" حتى يتم تشكيل ما وصفه بـ"حكومة شاملة"
الحركة تعارض دعوة إيران إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان
«أمير خان»: طالبان لن تتعامل مع المبعوث حال تم تعيينه لرؤيتها أن ذلك غير ضروري"
الأمين العام للأمم المتحدة يكثف جهوده منذ فترة من أجل تعيين مبعوث أممي خاص لشؤون السلام والمصالحة في أفغانستان
«مسعود إبراهيم»:أسباب رفض إيران تعيين ممثل اممي خاص لأفغانستان تكمن في رؤيتها أن ذلك سيكون بمثابة وضع قدم للولايات المتحدة مرة أخرى في الأراضي الأفغانية
اشتدت الخلافات بين إيران وحركة «طالبان الأفغانية» بشكل كبير خلال الفترة الماضية، على خلفية مطالبة الأولى بالحصول على حصتها من مياه «نهر هيرمند» المتنازع عليه.
ومع رفض الثانية لمنح طهران حصتها من النهر المتفق عليها بناء على اتفاقية عام 1972؛ فإن النظام الإيراني اتجه لتضيق الخناق على الحركة الأفغانية وبدأ مسؤولوها التقليل من حكمها لأفغانستان باعتبار أنها لا تمثل كامل الدولة الآسيوية إنما جزء منها.
وأكد وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبداللهيان» في يونيو الماضي أن بلاده لن تعترف بـ"طالبان" التي سيطرت على الحكم في أغسطس 2021، حتى يتم تشكيل ما وصفه بـ"حكومة شاملة".
وأخيراً فقد كشفت مصادر مطلعة بأن طهران تحاول تعطيل جهود منظمة الأمم المتحدة بشأن تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة في أفغانستان.
معارضة إيران
وفي هذا الإطار، برز الموقف الإيراني إبان انعقاد اجتماع الأمم المتحدة حول أفغانستان الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة في الفترة من ( 18- 20 فبراير 2024) برعاية الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» وبحضور ممثلي 20 دولة.
ورغم أن الاجتماع بشأن أفغانستان إلا أن مملثي «طالبان» لم يحضروه؛ وبجانب ذلك فقد أفادت مصادر مطلعة أن إيران تحاول تعطيل الخطة الأممية الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية في الأراضي الأفغانية، وأشارت بأن الوفد الإيراني عارض تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة في أفغانستان.
واتضح ذلك بشكل جلي عندما تحدث مبعوث إيران إلى أفغانستان «حسن كاظمي قمي» إلى بعض وسائل الإعلام إبان الاجتماع حينما سأل عن أسباب معارضة بلاده لتعيين ممثل أممي لأفغانستان وتعطيل اجتماع الدوحة، فقد رد قائلاً، "ما تفعله إيران إنما هو لصالح الشعب الأفغاني".
وهو ما يؤكد صحة ما قالته المصادر بمحاولة طهران تعطيل عملية تعيين ممثل أممي لأفغانستان، السبب وراء موقف إيران ينبع من قلقها أن يسهم هذا الإجراء في تقليل نفوذها في أفغانستان، ويزيد من النفوذ الأمريكي.
انتقادات متبادلة
وتجدر الإشارة أن حركة طالبان تعارض بشدة ما سبق ودعت إليه إيران بشأن تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، إذ رد وزير خارجية الحركة الأفغانية «أمير خان متقي» في سبتمبر الماضي على ذلك، قائلا بلهجة من السخرية، "الدول التي تريد تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، لا يوجد سجناء في سجوننا بقدر ما لديكم من عمليات إعدام".
وقد دفعت هذه اللهجة مساعد وزير الخارجية الإيراني «رسول موسوي» للرد قائلاً، "لا يمكن الهروب من المسؤوليات الدولية بـ"الشخصنة".
جدير بالذكر، أن الأمين العام للأمم المتحدة يكثف جهوده منذ فترة من أجل تعيين مبعوث أممي خاص لشؤون السلام والمصالحة في أفغانستان من أجل المضي قدما في بدء حوار وطني لتشكيل حكومة شاملة تمثل أطياف الشعب الأفغاني كافة.
ولذلك في يناير 2024 وافق مجلس الأمن على قرار تعيين ممثل أممي لأفغانستان ولكن شريطة أن يكون خبيرا في مجال حقوق الإنسان ويتمتع بالخبرة اللازمة في القضايا الدولية وشؤون السلام وحل الصراعات.
ورغم ذلك فإن الحركة الأفغانية التي لا تحظي حكومتها حتى الآن بالاعتراف الدولي تعارض تعيين ممثل أممي خاص لأفغانستان، وهو السبب في عدم حضورها للاجتماع الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة في 17 فبراير 2024 بشأن مراجعة الوضع في الأراضي الأفغانية، والإعلان عن تعيين مبعوث أممي.
وقال وزير خارجية الحركة «أمير خان» في 12 فبراير الجاري، "نرحب بالنقاط الإيجابية في تقرير المنسق العام للأمين العام للأمم المتحدة في ظل وجود بعثتها، ولا حاجة لتعيين ممثل آخر، ويمكن للأمم المتحدة مواصلة أنشطتها في أفغانستان عبر مكتب بعثتها في البلاد"، ومشدداً أن طالبان لن تتعامل مع المبعوث حال تم تعيينه لرؤيتها أن ذلك غير ضروري".
أمن قومي
وحول دوافع الموقف الإيراني، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني في تصريح خاص لـ«البوابة»، أن الأسباب الرئيسية وراء رفض إيران تعيين ممثل اممي خاص لأفغانستان، تكمن في رؤيتها أن ذلك سيكون بمثابة وضع قدم للولايات المتحدة مرة أخرى في الأراضي الأفغانية.
وهذا يمثل خطرا كبيرا على الأمن القومي الإيراني، بجانب أن طهران في صراع بارد مع حكومة طالبان خلال الفترة الماضية، حيث ترى الأولى أنه لا يوجد دولة في العالم ليس لها حكومة شاملة إضافة للصراع القائم على المياه خاصة فيما يتعلق بحصة إيران من مياه نهر هلمند، كل هذه الأسباب مجتمعة السبب وراء عرقلة طهران لتعين الممثل الأممي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طالبان الامم المتحده العام للأمم المتحدة فی أفغانستان أممی خاص أن ذلک
إقرأ أيضاً:
لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟
الجدل السياسي والاجتماعي يرافق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في كل أحواله، لكن الجديد أن الجدل انتقل أيضا إلى مرشحيه الوزراء المقرر تعيينهم بعد تسلّم ترامب ولايته الدستورية. وهذه المرة يختص النقاش بالشأن الصحي.
فقد رشح ترامب لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية روبرت ف. كينيدي الابن. وأعلن ترامب عن اختياره أمس الخميس في أعقاب تعليقات كينيدي الأخيرة على سلامة الفلورايد في مياه الصنبور.
كينيدي يتهمه خصومه بأن لديه تاريخا طويلا في نشر معلومات مضللة حول اللقاحات، وفقا لمقال نشرته مجلة نيوزويك الأميركية يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. فقد دعا في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في منشور على منصة "إكس" إلى إزالة الفلورايد من مياه الشرب في الولايات المتحدة. وكتب "الفلورايد هو نفايات صناعية مرتبطة بالتهاب المفاصل وكسور العظام وسرطان العظام وفقدان الذكاء واضطرابات النمو العصبي وأمراض الغدة الدرقية".
لماذا يستخدم الفلورايد في مياه الصنبور؟الفلورايد هو معدن يساعد في تقوية مينا الأسنان، مما يجعله أكثر مقاومة للهجمات الحمضية من بكتيريا البلاك والسكريات، وفقا لجمعية طب الأسنان الأميركية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وهيئات صحية أخرى في الولايات المتحدة.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على موقعها الإلكتروني "تحتوي جميع المياه تقريبا على بعض الفلورايد الطبيعي، ولكنها تكون عادة بمستويات منخفضة جدا لمنع تسوس الأسنان. تضيف العديد من المجتمعات كمية صغيرة من الفلورايد إلى إمدادات المياه لمنع تسوس الأسنان وتعزيز صحة الفم الجيدة".
كينيدي الابن (يمين) رشحه ترامب لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية (الجزيرة)وأظهرت العديد من الدراسات أن المياه المفلورة تقلل من انتشار تسوس الأسنان لدى الأطفال والبالغين، حيث يحل الفلورايد محل المعادن الموجودة في مينا الأسنان والتي يحللها الحمض. وقالت جمعية طب الأسنان الأميركية على موقعها الإلكتروني "تثبت الدراسات أن فلورايد المياه لا يزال فعالا في تقليل تسوس الأسنان بنسبة 25% على الأقل لدى الأطفال والبالغين، حتى في عصر توافر الفلورايد على نطاق واسع من مصادر أخرى مثل معجون الأسنان بالفلورايد".
متى تمت إضافة الفلورايد لأول مرة إلى مياه الصنبور؟تمت إضافة الفلورايد لأول مرة إلى مياه الصنبور عام 1945 في مدينة جراند رابيدز بولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأميركية بعد أن أظهرت الأبحاث أن المجتمعات التي تحتوي على مياه مفلورة بشكل طبيعي لديها معدلات أقل بكثير من تسوس الأسنان. وأكدت الدراسات في جراند رابيدز انخفاضا كبيرا في تسوس الأسنان بين الأطفال، وفي السنوات اللاحقة انتشرت مياه الصنبور المفلورة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ما مقدار الفلورايد في مياه الصنبور؟تعتمد كمية الفلورايد في مياه الصنبور على اللوائح والإرشادات المحلية، ولكن يتم الحفاظ عليها عادة عند تركيز 0.7 مليغرام لكل لتر في المناطق التي يُضاف إليها الفلورايد. وفي المناطق التي يوجد فيها الفلورايد بشكل طبيعي في الماء، قد تكون التركيزات أعلى، ويمكن إجراء تعديلات لتلبية الإرشادات الصحية.
هل الفلورايد مضر في الماء؟ذكرت جمعية طب الأسنان الأميركية أن "إضافة الفلورايد إلى المياه آمنة وفعالة وصحية. 70 عاما من البحث وآلاف الدراسات وخبرة أكثر من 210 ملايين أميركي تخبرنا أن إضافة الفلورايد إلى المياه فعالة في منع تسوس الأسنان وآمنة للأطفال والكبار".
يمكن أن يؤدي التعرض المفرط للفلورايد أثناء نمو الأسنان (عادة عند الأطفال دون سن 8 سنوات) إلى تسمم الأسنان بالفلورايد، مما يؤدي إلى تغير اللون أو ظهور خطوط على مينا الأسنان. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستهلاك الطويل الأمد للمياه بمستويات من الفلورايد تتجاوز الحدود الموصى بها يمكن أن يؤدي إلى تسمم الهيكل العظمي بالفلورايد، مما قد يسبب آلام المفاصل وتيبسها وتشوهات العظام.
ذكرت جمعية طب الأسنان الأميركية أن إضافة الفلورايد إلى المياه صحية وآمنة للأطفال والكبار (أسوشيتد برس)وقد يتداخل وجود الفلورايد المفرط أيضا مع امتصاص اليود، مما قد يؤثر على إنتاج هرمون الغدة الدرقية، وتظهر هذه مشكلة فقط إذا كان الشخص يستهلك الفلورايد بمستويات أعلى بكثير من الموصى بها. وتشير بعض الأبحاث إلى أن مستويات الفلورايد العالية قد تؤثر على التطور المعرفي لدى الأطفال، لكن هذه النتائج مثيرة للجدل وترتبط أيضا في المقام الأول بالتعرض الشديد في مناطق معينة.
وجدت مراجعة فدرالية لجميع الدراسات ذات الصلة أجراها برنامج السموم الوطني في المعاهد الوطنية للصحة ونشرت في أغسطس/آب الماضي، أن هناك ارتباطا بين انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال وارتفاع مستويات الفلورايد. ولكن النتائج كانت تستند إلى دراسات كانت فيها مستويات الفلورايد ضعف الحد الموصى به لمياه الشرب في الولايات المتحدة.
لا يوجد دليل يدعم ادعاء كينيدي أن الفلورايد مرتبط بالسرطانوقالت الجمعية الأميركية لطب الأسنان "مثل العديد من المواد الشائعة الضرورية للحياة والصحة الجيدة، الملح والحديد وفيتامينات "أ" و"د" والكلور والأكسجين وحتى الماء نفسه، يمكن أن يكون الفلوريد ساما بكميات هائلة، إن تناول كميات كبيرة من الفلورايد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلة".
وأوضحت جمعية طب الأسنان الأميركية أن ذلك يتطلب أن يشرب رجل يزن 70 كيلوغراما 120 جالونا من المياه المفلورة بنسبة 0.7 ملغم لكل لتر دفعة واحدة.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في بيان "لقد نظرت لجان الخبراء المكونة من علماء من الولايات المتحدة ودول أخرى، ذوي الخبرة في مختلف التخصصات الصحية والعلمية، في الأدلة المتاحة في الأبحاث المنشورة التي راجعها الباحثون، ولم يجدوا أدلة علمية مقنعة تربط بين فلورة مياه الشرب المجتمعية وأي تأثير صحي ضار محتمل أو اضطراب جهازي مثل زيادة خطر الإصابة بالسرطان ومتلازمة داون وأمراض القلب وهشاشة العظام وكسور العظام واضطرابات المناعة وانخفاض الذكاء واضطرابات الكلى ومرض ألزهايمر أو ردود الفعل التحسسية".