القدس المحتلة-سانا

في اللحظات الأخيرة استطاعت نسرين العمور الوصول إلى مستشفى الولادة الوحيد في تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة لتنجو بذلك من الموت هي وجنينها، بعد رحلة استمرت ساعات عدة لعدم توافر وسائل النقل، في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود ضمن حصاره الجائر المترافق مع عدوانه المستمر لليوم الـ 162.

وتروي شقيقة العمور لمراسل سانا رحلة المعاناة بالقول: وصلنا إلى مستشفى تل السلطان بواسطة عربة يجرها حمار من خيمة النزوح التي نقيم فيها مع أسرتنا بجانب مستشفى الأوروبي جنوب شرق مدينة خان يونس، بعد أن قطعنا مسافة تزيد على 20 كم، وسط صراخ شقيقتي من آلام المخاض التي ضاعفتها أصوات طيران الاحتلال وقصفه الذي لم يتوقف طيلة رحلتنا.

وتضيف: سنعود مع المولود الجديد إلى خيمة النزوح، حيث لا غذاء ولا ماء ولا حتى ملابس ولا حليب للمولود.. نعيش كابوس الخيمة والتهجير والنكبة الجديدة.. ونخشى على الجنين من الأمراض والأوبئة المنتشرة في أوساط النازحين بسبب حالة الاكتظاظ الشديدة في خيام النزوح ومراكز الإيواء، لافتة إلى أن حليب الأطفال غير متوافر في ظل منع الاحتلال إدخاله مع استمرار حصاره الظالم على القطاع.

ولا يتوقف الأمر عند صعوبة وصول النساء الحوامل إلى المستشفيات، فثمة كارثة يعيشها مستشفى تل السلطان لكونه المستشفى الوحيد الذي تتوافر فيه أقسام للولادة في جنوب قطاع غزة، نظراً لحالة الاكتظاظ الشديدة بسبب نزوح أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية هناك 60 ألف سيدة حامل معظمهن في جنوب القطاع يعانين سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة، تلد منهن 5 آلاف شهرياً في ظروف قاسية وغير آمنة وغير صحية جراء عدوان الاحتلال المتواصل ومعاناة النزوح والتشريد.

وتقول الممرضة في مستشفى تل السلطان آمنة سليمان: نستقبل يومياً مئات حالات الولادة.. وأغلب السيدات نازحات في مراكز الإيواء وخيام النزوح… المستشفى مكتظ والأسّرة لتوليد النساء غير متوافرة.. نضطر إلى وضع النساء الحوامل في ممرات المستشفى لانتظار دورهن الطويل في الدخول إلى غرف الولادة، موضحة أن إمكانيات المستشفى متواضعة، حيث إنه أنشئ ليخدم حالات الولادة في مدينة رفح وليس هذا العدد الكبير من النازحين الذين تجاوز عددهم في المدينة المليون ونصف المليون.

وفي ممرات المستشفى المكتظة بالنساء تنتظر دينا العواودة النازحة في مركز إيواء بمدينة رفح دورها وسط صراخ النساء من آلام المخاض وعجز المستشفى عن توليدهن بسرعة، نظراً لحالة الاكتظاظ الشديدة، وتقول العواودة: كان بالإمكان أن أضع مولودي الجديد والخلاص من آلام المخاض، لكن حالة الاكتظاظ فاقمت معاناتنا، ساعات طويلة من الانتظار حتى يأتي دورنا، هناك حالات توفيت بسبب طول فترة الانتظار وعدم الوصول إلى المستشفيات في الوقت المناسب بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي وعدم توافر المواصلات.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: تل السلطان

إقرأ أيضاً:

88 شهيدا بمجزرة نفذها الاحتلال على بيت لاهيا والشيخ رضوان

#سواليف

استشهد 88 فلسطينيا معظمهم نساء وأطفال في #مجزرتين ارتكبهما #جيش_الاحتلال_الإسرائيلي فجر الخميس، في #بيت_لاهيا وحي الشيخ رضوان شمال قطاع غزة.

وقال مصدر طبي لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن 66 شخصا معظمهم أطفال ونساء استشهدوا، وجرح أكثر من 100 آخرين في قصف إسرائيلي على حي سكني بمحيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وأضاف المصدر، أن قصفا جويا ومدفعيا إسرائيليا وإطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال منذ نحو ساعة يستهدف مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

مقالات ذات صلة الخميس .. ارتفاع على درجات الحرارة مع بقاء الأجواء باردة نسبياً 2024/11/21

وبحسب المصدر فلا يوجد أي طواقم الطبية أو فرق للدفاع المدني في مكان المجرزة، بعد توقف الخدمات الإغاثية في محافظة شمال غزة منذ شهر بسبب حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

بدورها، قالت وزارة الصحة في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة في محافظة شمال غزة.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية إن “كوادرنا الطبية في المستشفى تقوم بانتشال الجرحى ومعالجتهم لعدم وجود سيارات إسعاف”.

وأضاف هناك 200 شخص في مكان المجزرة، ويوجد أعداد كبيرة جداً من الشهداء والإصابات والمفقودين تحت الأنقاض ولم يتم انتشالهم، مشددا على أن “المنظومة الصحية منهارة في شمال غزة، ولا تستطيع تقديم شيء وكل مناشداتنا للعالم بلا جدوى”.

وفي مدينة غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أخرى خلفت 22 شهيداً بينهم 10 أطفال، إثر قصف منزل لعائلة “العروقي” بحي الشيخ رضوان شمال المدينة.

كما استشهدت 3 فلسطينيات في قصف جيش الاحتلال لمنزل في محيط مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وحتى الثلاثاء 19 نومفبر/تشرين الثاني الحالي، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3838 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية منذ بداية الحرب على غزة، بحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا على غزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

مقالات مشابهة

  • صحة غزة: نفاد الأكسجين والمياه من مستشفى كمال عدوان جراء قصف الاحتلال
  • مطالبات في غزة بحماية المستشفيات عقب قصف مستشفى كمال عدوان
  • وفروا الحماية للمستشفيات.. صحة غزة تستغيث
  • عشرات القتلى في غارات إسرائيلية على محيط مستشفى كمال عدوان شمالي غزة
  • في اليوم العالمي للطفل… وزارة الصحة  تشدد على أهمية إجراء المسح السمعي لحديثي الولادة
  • 66 شهيداً و100 جريح في قصف الاحتلال مربعاً سكنياً شمال غزة
  • مدير مستشفى كمال عدوان: عشرات الشهداء على الأرض ويصل إلى المستشفى أشلاء شهداء
  • 88 شهيدا بمجزرة نفذها الاحتلال على بيت لاهيا والشيخ رضوان
  • مدير مستشفى كمال عدوان شمال القطاع: الاحتلال لا يسمح بإدخال أي شيء والعالم يتجاهل مناشداتنا
  • وسط حالات سوء التغذية.. وفاة رجل مسن بسبب الجفاف الحاد شمال غزة