الحمل والولادة… جحيم في قطاع غزة
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
في اللحظات الأخيرة استطاعت نسرين العمور الوصول إلى مستشفى الولادة الوحيد في تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة لتنجو بذلك من الموت هي وجنينها، بعد رحلة استمرت ساعات عدة لعدم توافر وسائل النقل، في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود ضمن حصاره الجائر المترافق مع عدوانه المستمر لليوم الـ 162.
وتروي شقيقة العمور لمراسل سانا رحلة المعاناة بالقول: وصلنا إلى مستشفى تل السلطان بواسطة عربة يجرها حمار من خيمة النزوح التي نقيم فيها مع أسرتنا بجانب مستشفى الأوروبي جنوب شرق مدينة خان يونس، بعد أن قطعنا مسافة تزيد على 20 كم، وسط صراخ شقيقتي من آلام المخاض التي ضاعفتها أصوات طيران الاحتلال وقصفه الذي لم يتوقف طيلة رحلتنا.
وتضيف: سنعود مع المولود الجديد إلى خيمة النزوح، حيث لا غذاء ولا ماء ولا حتى ملابس ولا حليب للمولود.. نعيش كابوس الخيمة والتهجير والنكبة الجديدة.. ونخشى على الجنين من الأمراض والأوبئة المنتشرة في أوساط النازحين بسبب حالة الاكتظاظ الشديدة في خيام النزوح ومراكز الإيواء، لافتة إلى أن حليب الأطفال غير متوافر في ظل منع الاحتلال إدخاله مع استمرار حصاره الظالم على القطاع.
ولا يتوقف الأمر عند صعوبة وصول النساء الحوامل إلى المستشفيات، فثمة كارثة يعيشها مستشفى تل السلطان لكونه المستشفى الوحيد الذي تتوافر فيه أقسام للولادة في جنوب قطاع غزة، نظراً لحالة الاكتظاظ الشديدة بسبب نزوح أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية هناك 60 ألف سيدة حامل معظمهن في جنوب القطاع يعانين سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة، تلد منهن 5 آلاف شهرياً في ظروف قاسية وغير آمنة وغير صحية جراء عدوان الاحتلال المتواصل ومعاناة النزوح والتشريد.
وتقول الممرضة في مستشفى تل السلطان آمنة سليمان: نستقبل يومياً مئات حالات الولادة.. وأغلب السيدات نازحات في مراكز الإيواء وخيام النزوح… المستشفى مكتظ والأسّرة لتوليد النساء غير متوافرة.. نضطر إلى وضع النساء الحوامل في ممرات المستشفى لانتظار دورهن الطويل في الدخول إلى غرف الولادة، موضحة أن إمكانيات المستشفى متواضعة، حيث إنه أنشئ ليخدم حالات الولادة في مدينة رفح وليس هذا العدد الكبير من النازحين الذين تجاوز عددهم في المدينة المليون ونصف المليون.
وفي ممرات المستشفى المكتظة بالنساء تنتظر دينا العواودة النازحة في مركز إيواء بمدينة رفح دورها وسط صراخ النساء من آلام المخاض وعجز المستشفى عن توليدهن بسرعة، نظراً لحالة الاكتظاظ الشديدة، وتقول العواودة: كان بالإمكان أن أضع مولودي الجديد والخلاص من آلام المخاض، لكن حالة الاكتظاظ فاقمت معاناتنا، ساعات طويلة من الانتظار حتى يأتي دورنا، هناك حالات توفيت بسبب طول فترة الانتظار وعدم الوصول إلى المستشفيات في الوقت المناسب بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي وعدم توافر المواصلات.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: تل السلطان
إقرأ أيضاً:
أطباء: بحة الصوت علامة للإصابة بحالة قلبية قاتلة
أميرة خالد
حذر أطباء أمريكيون من أن معاناة البعض من حلق أجش أو بحة صوت لفترة طويلة، قد يكون علامة على حالة قلبية قاتلة.
واستشهد الأطباء بحالة مريض عانى لفترات طويلة من صوت خشن والتهاب في الحلق استمر ثلاثة أشهر، لكن الفحوصات كشفت أن معاناته كانت بسبب تمزق في شريانه الرئيسي، بالقرب من قلبه، مما قد يهدد حياته.
وشخص الأطباء حالة المريض بأنه مصاب بتسلخ الأبهر المزمن، وهو تمزق في الطبقة الداخلية من الشريان الأورطي تم اكتشافه بعد أكثر من أسبوعين من حدوثه.
وكان للرجل تاريخ طويل من الأمراض، بما في ذلك مرض الكلى في نهاية المرحلة وفشل القلب وعدم انتظام ضربات القلب.
وكان يعاني أيضًا من أمراض الشرايين الطرفية وسرطان المثانة ومرض الانسداد الرئوي المزمن والتهاب الكبد الوبائي وارتفاع ضغط الدم وفرط نشاط جارات الدرق ومرض الكبد الدهني غير الكحولي.
فحص اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة صندوق صوته باستخدام تلسكوب صغير مرن يمر عبر الأنف، وكشف عن إصابة حبله الصوتي الأيسر بالشلل.
وأظهر فحص رقبته أن شريانه الأورطي قد انتفخ إلى حجم غير طبيعي، وأدى توسع الشريان الأبهر إلى سحق العصب الحنجري للرجل، والذي يتحكم في عضلات الأحبال الصوتية، مما أدى إلى بحة في الصوت.
تم نقله إلى الجراحة لإصلاح الشريان، لكن إقامته في المستشفى كانت معقدة بسبب نزيف في الأمعاء الدقيقة بسبب قرحة، والتي كانت بحاجة إلى نقل الدم.
بعد 20 يومًا في المستشفى، خرج من المستشفى وخضع للعلاج الطبيعي، مما قلل تدريجيًا من بحة صوته.