أطباء كبار في كوريا الجنوبية يقدمون استقالتهم دعما لإضراب المتدربين
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
أعلن عدد من كبار الأطباء في كوريا الجنوبية اليوم السبت أنهم سيقدمون استقالتهم اعتبارا من 25 مارس/آذار الجاري دعما لزملائهم المتدربين المضربين عن العمل منذ حوالي شهر احتجاجا على إصلاح الدراسات الطبية، في تحرك تسبب بفوضى في المستشفيات.
وتوقف آلاف الأطباء المتدربين عن العمل في 20 فبراير/شباط الماضي للاحتجاج على مشروع حكومي يهدف إلى مواجهة نقص العاملين في المجال الصحي وشيخوخة السكان.
وبالنسبة إلى المتدربين، تعد هذه التغييرات بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، إذ تضاف إلى ظروف عملهم الصعبة والاعتماد الكبير عليهم في النظام الصحي بصيغته الحالية.
واجتمع ممثلو أساتذة الطب من 20 جامعة، وهم أيضا كبار الأطباء في المستشفيات العامة، الجمعة.
وقال المسؤول عن هذه المجموعة بانغ جاي سيونغ إن 16 مؤسسة أعلنت "تأييدها بشكل كبير" لدعم الزملاء الشباب.
وأضاف للصحفيين اليوم السبت أن الأساتذة في "كل جامعة قرروا تقديم كتاب استقالتهم اعتبارا من 25 مارس/آذار الجاري".
وتابع بانغ الذي لم يكشف عدد الأساتذة الذين قد يتركون وظائفهم في 25 مارس/آذار الجاري، "لكننا توصلنا إلى إجماع على أنه حتى تصبح الاستقالة نهائية، سيتعين على كل فرد أن يبذل قصارى جهده لرعاية مرضاه، كما يفعل الآن".
في هذه الأثناء، جددت وزارة الصحة هذا الأسبوع تأكيدها أن التفاوض على هذا الإصلاح ليس مطروحا.
وكانت الحكومة قد أمرت الأطباء الشباب بالعودة إلى العمل تحت طائلة العقوبات القانونية، وأطلقت إجراء لوقف أكثر من 4900 متدرب تركوا وظائفهم.
وتخطط سيول لقبول ألفي طالب إضافي في كليات الطب كل عام ابتداء من السنة المقبلة لزيادة ما تعتبره واحدة من أدنى نسب الأطباء مقارنة بعدد السكان بين الدول المتقدمة.
وفي هذا الإطار، قال بانغ إن الأطباء لا يمكنهم قبول مثل هذه الزيادة، مطالبا الحكومة بإعادة النظر في هذا العدد.
وأضاف "إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن المستشفيات الجامعية ستنهار قريبا، وهو ما سيشكل ضربة قاضية للمنظومة الطبية".
ويخشى الأطباء من أن يؤدي الإصلاح إلى تآكل جودة الخدمات والتعليم الطبي، ولكن أنصار الإصلاح يتهمونهم بالرغبة في الحفاظ على رواتبهم ووضعهم الاجتماعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات
إقرأ أيضاً:
احتجاجات كوريا الجنوبية.. بين السخرية والحيوانات الأليفة في مواجهة الأحكام العرفية
شهدت شوارع كوريا الجنوبية في الأيام الأخيرة احتجاجات غير تقليدية، حيث لجأ المواطنون إلى وسائل مبتكرة للتعبير عن غضبهم تجاه حكومة الرئيس يون سوك يول، وعلى الرغم من الجدية السياسية التي تحيط بقضية عزل الرئيس، فقد اختار البعض إضفاء أجواء من الفكاهة والمزاح على هذه الاحتجاجات عبر رفع لافتات ساخرة وأعلام تحمل رسائل غريبة وعجيبة.
احتجاجات غير تقليدية في كوريا الجنوبية
في حين أن الكوريين الجنوبيين قد نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بعزل الرئيس يون بسبب إصداره مرسومًا طوارئًيا في ديسمبر، تميزت هذه الاحتجاجات بلمسة من الفكاهة والسخرية التي جعلت منها حدثًا غير تقليدي.
ورفع المتظاهرون لافتات وأعلامًا تحمل رسومات لقطط وثعالب البحر وأطعمة مثل البيتزا والمعجنات، مما جعل الاحتجاج يبدو أكثر شبهًا بمهرجان شعبي منه بحركة سياسية.
هذه الاحتجاجات الفريدة جسدت حالة من السخرية ضد قرارات الحكومة، حيث قال البعض إن الأحكام العرفية التي فرضها الرئيس يون أجبرتهم على مغادرة منازلهم، ليظهروا في الشوارع للمطالبة بتغيير الوضع.
وساهمت هذه الأجواء في تعزيز التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث لاقت صور هذه الأعلام واللافتات رواجًا كبيرًا.
رمزية جمعية الزلابية وأعلامها الساخرة
لم تقتصر الاحتجاجات على مظاهر السخرية فحسب، بل ابتكر المتظاهرون أيضًا جمعيات وهمية مثل "جمعية الزلابية" التي تمثل محاكاة ساخرة لجماعات حقيقية مثل النقابات أو الأندية الطلابية.
هذه الرمزية لم تكن مجرد لعبة سياسية، بل كانت محاولة لإظهار تنوع المشاركين في الاحتجاجات، حيث قال أحد المتظاهرين، كيم سي-ريم، 28 عامًا، "أردت فقط أن أوضح أننا هنا كجزء من الشعب حتى وإن لم نكن جزءًا من جماعة مدنية فعلية".
ويعكس ذلك محاولة العديد من الكوريين الجنوبيين إظهار اعتراضهم على الوضع القائم، حتى أولئك الذين لا ينتمون لأحزاب سياسية أو جماعات منظمة، معبرين عن استيائهم من تصرفات الحكومة.
الفكاهة كأداة للتخفيف من التوتر
أوضح لي كي هون، أستاذ التاريخ الكوري الحديث، أن الأعلام المبتكرة التي ظهرت في هذه الاحتجاجات تعكس التحدي ضد الرئيس يون بشكل غير مباشر.
فبدلًا من استخدام الرموز السياسية التقليدية، استخدم المحتجون أساليب فكاهية ليوضحوا رفضهم لممارسات الحكومة، مؤكدين أن الوضع أصبح لا يمكن تحمله.
هذه الأجواء المفعمة بالضحك والابتسامات كانت بمثابة تخفيف للتوتر، رغم الجدية السياسية وراء الاحتجاجات.
الأجواء الاحتفالية في خضم الاحتجاجات
وبينما كانت الأجواء السياسية مشحونة، أصر المتظاهرون على الاحتفاظ بروح معنوية مرتفعة.
في اليوم الذي صوت فيه المشرعون على عزل الرئيس، لوح المحتجون بالأعلام وركبوا على أنغام موسيقى البوب، ما أعطى الاحتجاجات طابعًا مرحًا، على الرغم من الحدث الجاد الذي كان يشهده اليوم.
وتعتبر هذه الاحتجاجات في كوريا الجنوبية مثالًا على كيف يمكن للمواطنين التعبير عن غضبهم بأساليب مبتكرة تجمع بين الجدية والفكاهة، مما يضيف بُعدًا جديدًا إلى ثقافة الاحتجاج في البلاد.