الرؤية- فيصل السعدي

يبذل بنك الطعام العماني جهودًا حثيثة لحفظ الطعام الزائد عن احتياجات المجتمع وتقليل نسب هدر الطعام، وذلك من خلال الإشراف على توزيع الطعام الزائد والاستفادة منه بصورة صحية ونشر ثقافة حفظ النعمة.

وكشف تقرير للأمم المتحدة أن الناس حول العالم يهدرون نحو مليار طن من الطعام سنويا، حيث سجل التقرير نحو 74 كيلوجراما من الطعام المهدر لمتوسط الفرد سنويا حول العالم، كما تمثل النفايات الصالحة للأكل نحو 8 وجبات للأسرة كل أسبوع، في الوقت الذي يعاني فيه 800 مليون شخص من الجوع بحسب إحصائيات عام 2020.

وقال المهندس إبراهيم بن عبدالله الحوسني رئيس مجلس إدارة بنك الطعام العماني، إن البنك يعمل على 14 مبادرة لحفظ الطعام، ومن بينها مبادرة "حفظ نعمة" والتي تنقسم إلى عدة خطوط، مثل خط حفظ نعمة للطعام غير الملموس وخط للطعام الملموس والذي يستهلك جزء منه للحيوانات والجزء الآخر يذهب إلى إعادة تدويره وتحويله إلى قيمة محلية مضافة تنعكس على الاقتصاد والبيئة والمجتمع.

وأشار الحوسني إلى أنه منذ بدأ عمليات بنك الطعام العماني في صون النعمة، تم التعامل مع ما يزيد عن 38.7 طن من الأكل الزائد المطبوخ وتقديمه في 64.6 ألف وجبة للمستفيدين المستحقين، إذ استقبل بنك الطعام العماني 201 طن من الخضروات والفواكة المقدرة بتكلفة 24.5 ألف ريال.

وأضاف أن بنك الطعام العماني يعمل به 26 موظف بالإضافة إلى 8 متدربين، موزعين على 4 أفرع، مبيناً أنه تم تنفيذ 25 زيارة ميدانية لنشر ثقافة حفظ النعمة في المدارس والجامعات.

وتابع الحوسني قائلا:" لدينا ألف أسرة مسجلة بشكل دائم ومستفيدة من برامج بنك الطعام العماني، بالإضافة إلى استفادة مجموعة من طلاب الكليات والتجمعات السكنية (الكامبات) ومحطات سيارات الأجرة بمعدل تقريبي يصل إلى 400 وجبة يوميا، كما أن بنك الطعام العماني يوفر خدمات سهلة وميسرة لأصحاب الأطعمة الزائدة، حيث يمكن الاستفادة من الخدمات التي يقدمها تطبيق (دائمة) والذي يوفر خدمة سهلة وسريعة في جمع وصون النعمة، أو التواصل المباشر مع المعنيين في البنك لتقديم الدعم المناسب عن طريق أرقام التواصل وخدمة الواتساب".

وأوضح رئيس مجلس إدارة بنك الطعام العماني أنه يتم التعاون مع بعض الشركات ومؤسسات الدولة مثل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وشركة بيئة وغيرهما، بالإضافة إلى عقود استراتيجية لجميع  الأطعمة الزائدة بشكل يومي من الفنادق وصالات المناسبات وبعض المطاعم.  

وقال الحوسني إن من أبرز التحديات التي تواجه عمليات بنك الطعام العماني في صون النعمة، هي الوصول للأسر المستفيدة والتحقق من بيانات المستحقين، بالإضافة إلى بعد المواقع الجغرافية وتغطية كافة المناطق والمحافظات، وكذلك تحدي الصحة والسلامة والتأكد من صلاحية الطعام الزائد لتجنب أي حالات تسمم. 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الفرق الخيرية.. مرآة تعكس قيم التراحم والتكاتف في المجتمع العماني

تبرز المبادرات والأنشطة العديدة التي تنفذها الفرق والجمعيات الخيرية روح العطاء والتكافل في المجتمع العماني، مجسدة من خلال دعم الأسر المحتاجة واليتامى وتعزيز الروابط الاجتماعية والتي لا تقتصر على تقديم المساعدات المالية بل تشمل تنظيم برامج تدخل الفرح والسرور في نفوس الأفراد في مختلف المناسبات.

وأكد عاملون بهذه الفرق على أهمية الاستمرار في دعم برامج وأنشطة الجمعيات والفرق الخيرية، لما تمثله من دور في مساعدة الفئات المتعفّفة وتعزيز روح العطاء في المجتمع.

وقال سلطان بن علي البوسعيدي من فريق سمد الشأن الخيري ولجنة الزكاة: يطلق الفريق مجموعة من المشاريع الخيرية تزامنا مع عيد الفطر تعكس قيم التكافل. وقد تم إيداع مبالغ مالية تقدر بـ22320 ريالا عمانيا في حسابات الأسر والأيتام بالإضافة إلى مشروع "السلة الرمضانية" الذي يوفر السلل الغذائية الأساسية للأسر المتعففة، حيث قام بتوزيع قسائم شرائية لجميع الأسر وتقدر قيمتها بـ16 ألف ريال عماني، وتوزيع السلل الغذائية واللحوم وقيمتها حوالي 24900 ريال عماني.

وحول زكاة الفطر، لفت البوسعيدي إلى دورها في دعم الأسر المحتاجة، حيث يتم تجميع زكاة الفطر من أهالي سمد الشأن وتوزيعها بشكل عادل للأسر عينيا ونقدا، بحيث تحصل الأسرة على كمية من الأرز بالإضافة إلى المبالغ النقدية، وبلا شك تعين هذه الزكاة الأسر على تلبية بعض احتياجات العيد، وهي شعيرة دينية مباركة تجسد قيم التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع الواحد.

وأضاف: تجمع التبرعات عبر الوسائل الرسمية سواء عبر أرقام حسابات الفريق الخيري المعتمدة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، أو عبر حسابات لجنة الزكاة المعتمدة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بالإضافة إلى المنصات الإلكترونية الرسمية، مثل منصة "جود الخيرية" التابعة لوزارة التنمية، و"بوابة الزكاة" التابعة لوزارة الأوقاف، علاوة على منصة أثر التابع لشركة "ثواني".

وتتضمن خطط الفريق أيضا برامج خاصة لرعاية الأيتام والمحتاجين في عيد الفطر، حيث تخصص لهم مبالغ مالية بالتعاون مع الكفلاء من أهل الإحسان بإيداع مبالغ مالية شهرية قدرها 25 ريالا، ومع قرب حلول عيد الفطر المبارك تضاف إليها كسوة العيد وقدرها 20 ريالا، بحيث يحصل كل يتيم على 45 ريالا مع حلول عيد الفطر السعيد، وهذا الحال يتكرر في عيد الأضحى المبارك ومع قرب العودة للدراسة، وبهذا يحصل اليتيم سنويا على 360 ريالا تعينه على تلبية بعض الاحتياجات الحياتية الأساسية.

وأكد سلطان بأن الفرق الخيرية ولجان الزكاة لا تستطيع نشر العطاء وبث الأمل في نفوس الأسر المتعففة دون وجود دعم متواصل لمشاريعها وبرامجها الخيرية، فالمجتمع أول الشركاء الداعمين لهذه المسيرة الخيرية، فعطاؤهم النور والسعادة لهذه الأسر، كما أن المؤسسات الخيرية والجمعيات كالهيئة العمانية للأعمال الخيرية وجمعية الرحمة وجمعية دار العطاء وجمعية اليسر وغيرها من المؤسسات هي شريك رئيسي لدعم مشوار التكافل المجتمعي، فهناك دعم متواصل من قبل هذه المؤسسات لإيمانها بأهمية استمرارية العطاء في المجتمع.

وتعتبر الشركات الخاصة ذراعا استراتيجيا لدعم مشاريع الفريق ولجنة الزكاة وتحقيق الأهداف المرجوة من تعزيز التكافل الاجتماعي ودعم مشاريع تنموية رائدة في سبيل العمل الخيري بسمد الشأن.

دعم إنساني

وتحدث أحمد بن خلفان الغفيلي رئيس فريق التنسيق والمتابعة بفريق السويق الخيري قائلا: يعمل الفريق على إشراك أبناء الولاية في أنشطة متعددة استعدادا لعيد الفطر السعيد، فهو يتيح الفرصة لكافة الراغبين بالتطوع وعمل الخير في الشهر الفضيل وسائر أيام السنة.

حيث يعمل على تجهيز مؤن العيد بدءا من استلامها مرورا بالفرز والتغليف وإعداد قوائم المستحقين والتواصل معهم لتسليم هذه المؤن.

وأوضح الغفيلي أن الفريق يحرص على إيصال المؤن إلى مستحقيها الذين لا يستطيعون الحضور شخصيا إلى المخزن، حيث يقوم المتطوعون ومندوبو الفريق بتوصليها إلى منازلهم.

وأشار إلى أن إحدى أبرز مبادرات الفريق وهي "إفطار صائم" بالتعاون مع شركاء العمل الخيري وفرت أكثر من 320 وجبة إفطار يوميا وزعت على الأسر المعسرة وعابري السبيل وحراس المدارس وعدد من المناوبين في المراكز الصحية، وقد تولى عدد من الأسر المنتجة تجهيز هذه الوجبات وهو ما يسعى الفريق من خلاله إلى تعزيز وتمكين الأسر المنتجة للعمل على تبني أفضل الممارسات الصحية والحرص على جودة وسلامة الغذاء من خلال التغذية الراجعة والمتابعة للمستفيدين للتحقق من هذه الوجبات وتقييم مدى توافقها مع شروط الاتفاق المبرم مع هذه الأسر المنتجة، كل ذلك يساهم في النهوض بهذه الأسر ومنتجاتها مستقبلا.

كسوة العيد

وحول برامج كسوة العيد أوضح الغفيلي قائلا: تعمل المتطوعات على مجموعة من المبادرات الخيرية كتجهيز كسوة العيد بكل ما يصاحبها من متطلبات التسويق وجلب الدعم اللازم للمبادرة، إلى تفاصيل أكثر تعمقا، مثل اختيار الزي وعدد القطع المخصصة لكل طفل وطفلة، بحيث يعملن على التحقق من كل التفاصيل والحرص على تنوع الأشكال والألوان مراعاة لأذواق المستحقين ومقاساتهم المتعددة ولتعزيز الهُوية الوطنية من خلال نشر الزي العماني التقليدي والحرص على تكامل فرحة العيد مع الهُوية الوطنية العمانية وتعزيز قيم التواصل والتراحم والمساواة بين أفراد المجتمع ليتحدوا معا في وجه كافة التحديات، سعيا لتحقيق الألفة بينهم.

وأيضا إلى ذلك تقوم مجموعة من المتطوعات بإعداد قوائم المستحقين وتصنيفهم ضمن مجموعات متناسقة وفئات متكافئة مثل الأيتام، أسر المسرحين، أسر السجناء، وغيرها من الفئات.

وأكد الغفيلي حرص الفريق على تقديم الدعم لفئة الأيتام، من خلال تخصيص الهدايا والعيديات والكسوة الشاملة التي تغطي احتياجاتهم الأساسية من الملبس، حيث تدخل عليهم بهجة العيد السعيد وغالبا ما يكون التزويد بهذه المواد والأدوات عبر الأسر المنتجة في الولاية أو المشاريع الصغيرة والمتوسطة تعزيزا ورفعا للقيمة المحلية المضافة التي يسعى الفريق للتركيز عليها من خلال مختلف برامجه ودعم مجموعة من الأسر المنتجة ورعاية مشاريعها سعيا لتمكينها والوصول بها إلى مستوى مؤسسات صغيرة أو متوسطة رسمية.

وأشار إلى البرامج المخصصة لرعاية الأيتام والمحتاجين في عيد الفطر، منها كسوة العيد، ومبالغ عيديات للأيتام، لحوم رمضان ولحوم العيد، مبالغ كفالات الأيتام، قسائم شرائية للمواد الغذائية وغيرها من البرامج التي تعزز قيمة التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الفرق الخيرية.. مرآة تعكس قيم التراحم والتكاتف في المجتمع العماني
  • هل تتناول الطعام أثناء النوم دون أن تدرك؟ اكتشف اضطراب الأكل الليلي
  • برلماني: تمديد مبادرة كلنا واحد استجابة لمطالب المواطنين ودعم الاستقرار المجتمعي
  • مندوب جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة: ندعم حل الدولتين وتنفيذ مبادرة السلام
  • احذر- التعرق أثناء الأكل علامة على هذه الأمراض
  • سلام رمضان.. مبادرة في سريلانكا للتعريف بالمسلمين من خلال الطعام
  • إنفينيكس تطلق مبادرة "رمضان يجمعنا بالخير" بالتعاون مع بنك الطعام المصري
  • التعرق أثناء الأكل.. علامات تنذر بوجود مشاكل خطيرة
  • رئيس الوزراء: برنامج رد الأعباء التصديرية أعيد صياغته من أجل تشجيع ودعم الصناعة المصرية بصورة أكبر.. مدبولي: جميع مُؤشرات الاقتصاد المصري تسير في المسار الصحيح
  • من أجل طفرة في الصادرات.. رئيس الوزراء: برنامج رد الأعباء التصديرية أعيد صياغته لتشجيع ودعم الصناعة